بيت نبالا
بيت نبالا على سفح تل في نهاية المنحدرات الغربية لجبال القدس، وينبسط أمامها السهل الساحلي الممتد إلى البحر، ويبعد عنها مطار اللد إلى الغرب وعلى خط مستقيم حوالي خمسة كيلومترات. وينحصر موقع القرية بين "وادي الشامي" شمالا الذي تنحدر إليه مياه الأمطار في فصل الشتاء عند خط مستقيم قرب سنجل مارا بأودية وشعاب كثيرة في اتجاه الغرب، و"وادي كريكعة" جنوبا، على حافة البيادر القبلية التي كانت تسمى السطح، ويمر بالقرب منها واد واسع بينها وبين الحديثة يسمى "وادي الصرار"، الذي تغذيه مياه الأمطار القادمة من جبال منطقة رام الله، وينضم "وادي كريكعة" إلى "وادي الشامي" قرب "بير البلد" بين زيتون الدّريس. أما "وادي الصرار" فيلتقي مع "وادي الشامي" غربي المطار، ويسمى الوادي المتشكل منهما بوادي سلمة، وينعطف بعدها شمالا ليصب في نهر العوجا شمال يافا، ثم يتجه إلى البحر عند "طواحين جريشة".
شارك أهالي بيت نبالا في الحركات الوطنية والثورات ضد اليهود والإنجليز، خاصة ثورة 36-39، وكانت بيت نبالا معقلا للثوار، حيث هيأت جبالها وشعابها مخبأ طبيعيا لهم، ومركزا من مراكز تموينهم بمشاركة العديد من شباب القرية. أما في ثورة 47-48 فقد كانت مركزا لقيادة المنطقة الوسطى من فلسطين.
ففي نيسان من عام 1948 كمن عدد من شباب القرية لقافلة يهودية مرت تحت حراسة الجيش البريطاني، تريد الوصول إلى مستعمرة "بن شيمن" المحاصرة، واشتبكوا مع القافلة، مما أدى إلى تدخل الجنود الإنجليز لحمايتها ومطاردة أفراد الكمين بمجنزراتهم، فاستشهد عدد من أبناء القرية وجرح آخرون.
كما شارك شباب القرية في معظم النجدات التي كانت تذهب للقتال من العباسية إلى سلمة غربا، ومن رأس العين شمالا إلى نواحي اللد والرملة جنوبا.
وفي أواخر حزيران عام 1948 قاد مصطفى سليمان مجموعة من شباب القرية المسلحين يربو عددهم على الأربعين في معركة استرداد العباسية من اليهود، بالمشاركة مع أهالي العباسية والمناضلين الآخرين. وأطلق مصطفى سليمان على مجموعته اسم "فرقة الزوبعة"، وكان قد تلقى تدريبا مكثفا على القتال والقيادة في لبنان، وعندما قام اليهود بهجوم معاكس لاحتلال العباسية والمطار والقرى المجاورة ومدينة اللد، وانسحبت القوات العربية النظامية من المنطقة، وقعت هذه الفرقة داخل الطوق، لكنه بصلابته وهدوء أعصابه استطاع أن ينسحب بكامل مجموعته بعد يومين من خلف خطوط القتال دون أن يخسر أي فرد منهم، وأوصلهم إلى شرقي القرية، حيث كان أهلها قد نزحوا من القرية إلى الجبال المجاورة حول قبيا وشقبا ورنتيس.
أما في الخمسينيات والستينيات فقد انضوى العديد من شباب القرية تحت ألوية الأحزاب المختلفة، والمنظمات الفلسطينية استعدادا لحروب التحرير القادمة، وقد نال الشهادة عدد منهم.