هذه القصة ذكرتني بأمي ، بل هي تحكي قصة أمي ، فأمي - وبفضل الله - تحترف صنع المفتول ، وتستطيع أن ترسم في سدر المفتول الواحد لوحات ولا الموناليزا على شهرتها وعظمتها، ترسم حكاية جدتي ، وحكاية طفل يلعب باب الدار ، وحكاية أهل القرية كلهم في سدر المفتول الواحد .
الفرق بين أمي وأمك أخي الغريب ، أن أمي ما عادت تلك القوة فيها ، فقد وهن العظم منها واشتعل رأسها شيبا ، وأصبحت منهكة ومتعبة من قسوة ليالي العمر ، لكنني كلما نظرت إلى وجهها أيقنت حقا بأنه " مازال هناك شيء يستحق الحياة " .وربما كتبت أنت عن أمك وهي في ريعان شبابها " حفظها الله لك وحفظ لي أمي".
قرأت النص كاملا أكثر من مرة فلم أجد فيه إلا ما يطرب المساكين أمثالنا ، لأن فيه كل ما يمكن أن يقال وتوشح به جدران البيوت عن نساء فلسطين.
وللأمانة وجدت هذه فقط :
"فتحيل "السدر" الممدود
أرض بل ساحة ألغام"
والصواب:
أرضا ؛ لأنها جاءت مفعولا به أخي غريب ."ربما سقطت منك سهوا"
تحياتي أخي غريب
انت على صواب بشأن الاخطاء النحوية...كل الشكر على لباقتك وملاحظاتك وإضاءاتك الطيبة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عساف
غريب الدار لله درّك
بالفعل قصيدة تحكي تاريخ يعجز عنه كل مبدع لم يحيا هذه الحالة والتي تمثلت أمامي كثير عندما كنت ارى جدتي وهي تقوم بإعداد المفتول وتقوم بفرده في (الحوش)
واذكر أيضاً انه كان يتم منعي من لعب الكره في كثير من الايام وجدتي تقوم بتجهيز المفتول على الدجاج ( العتاقي) وحتى اني اذكر داك الثوب بتفاصيله والذي كانت ترتديه جدي عند تجهيزها للمفتول
هي ايام لا يمكن وصفها أبدا بأجمل مما ذكرته اخي غريب الدار وقت تلقفتني حالة من العودة بالماضي عند قراءتي لهذا النص ايام المسابقة ولم انسَ مجموعة من تفاصيله مذ ذلك اليوم
ابدعت ولم تترك لي المجال لقول المزيد حتى لا تتأثر جمالية وسحر كلماتك مع مرور كلماتي بعدها
هذا يكفيني...فهذه النقلة في المتلقّي دليل جودة النص...(هكذا احسبه)...كل الشكر لك عميد المنتدى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر ذيب
أخي جمال: التسكين للكلمات مثل:
مفتولْ ، بقولْ ، سلامْ
جاء للضرورة الشعرية، فالقافية ساكنة كما ترى
وفي: اليدين المنتفخة المنتفختين"
بالوصف المفرد يستوي الوزن
وبالتثنية ينكسر.
ماذا قال سليمان العيسى:
عمي منصورٌ نجارْ يضحك في يده المنشارْ
ومنها:
هزَّ الرأسَ وقالْ أنا أهوى الأطفالْ
ولم يقل: وقالَ ، الأطفالا..... صح ؟
شكرا لمهارتك اللغوية في مواضع تصويب الأخطاء
[FONT="Arial"][SIZE="5"][QUOTE=سوا ربينا;1038558][B]
يعني يا أخ ياسر "بارك الله لك في عمرك" وحتى نستفيد من خبراتك الطيبة
ما الذي من الممكن أن نطلقه على نص الأخ غريب الدار
قصيدة عمودية موزونة فيها كسور
أم قصة قصيرة غلب عليها السجع أم ماذا ؟
سمها قصيدة عمودية تحتاج شيئا من التقويم
بصراحة .. فإن مشرفتنا الغالية حنان قد ( خوَفتنا ) عندما أعلنت عن جائزة المسابقة الفلسطينية الكبرى والمركز الأول الذي حصل عليه هذا النص لكاتبه الأخ غريب الدار .. ويستحق ..
وللأمانة فأنا من الذين عشتُ النص واقعًا حقيقيًا ..
أن تتحول تلك الأنامل وهاتان اليدان المنتفختان مرضًا وإرهاقًا وقهرًا جراء لقمة العيش ومكابدة مصاعب الحياة إلى آلتين مسيرتين بإحساس المقاوم لتصنع مجدًا للمقاومة ورفض المحتل .. هذا بحد ذاته أجمل الصور التشبيهية ، والبالغة الروعة ..
أخي غريب الدار .. نقلت لنا ونقلتنا من حنان وعطف وطيبة كل أمهات فلسطين إلى إباء الروح ورفض الخنوع ودحر المحتل وعنفوان المقهور .. حتى لو بالمفتول !!
أعجبني تحليلك لصورة اليدين المنتفختين....شكراً لك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مارد85
ابدعت ايها الغريب ..توظيف للموروث الشعبي في قالب ادبي ..
ومن ثم الانطلاق لتحفيز الشعب على النضال عبر حروف ابدعت في صياغتها..اما بالنسبة للضرورة الشعرية فيما ذهبت اليه ..فباعتقادي انك فعلت الصواب ..
كما واثني على ما ذهب اليه الاخضر لي وسواربينا ..
وتقبل مروري
تراث...ادب....مقاومة....تحليل طيب منك اخي الكريم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر ذيب
بداية " جاي على بالي مفتول" والحمد لله أن أمي ما تزال" تفتل" الله يعطيها الصحة والعافية.
حقيقة أنني استمتعت بقراءة النص أي استمتاع، فالوزن الشعري الرقيق جاء منسابا "كجداول المفتول"،فأخذنا معه من بداية الحكاية إلى نهايتها دون أن نشعر بالغربة عن النص؛ لكننا شعرنا بالغربة عن وطننا.
ثم إن تكرار حروف( اللام، والراء، والميم، والدال) في نهايات المقاطع الشعرية، أحدث انسجاما إيقاعيا، والتحاما صوتيا، وتوافقا دلاليا جاء متوافقا مع حجم المعاناة التي تعانيها المرأة الفلسطينية. إن تسكين نهايات المقاطع والوقوف على أواخر الكلمة، جاء ليخفف من وقع المعاناة، ويشعرنا أن مأساة شعب فلسطين حتما ستتوقف، في حين ما تزال المرأة الفلسطينية، تصنع بيديها " المنتفختين" مفتولا ورجالا وثورة.
لقد شعرت وأنا أقرأ النص حين تكورت حبات المفتول بين يدي- أمي الفلسطينية- أن المعاناة التي وسمت السطور الشعرية بالثورة على الواقع حينا، والانتصار على الظروف المعيشية حينا آخر،وعلى المحتل في النهاية بالصبر والعمل والثورة، إنما هي أولى محطات العودة، لأن من رحم المعاناة تتولد الثورات؛ ثورة تلو الأخرى.
لقد كانت الصور الفنية التي تشكلت في النص معبرة من خلال ألفاظ موحية وحيوية تركت تأثيرها في نفسي، فما شعرت بغرابة واحدة منها، بل على العكس فقد كانت قريبة جدا من الذهن، وسهلة وأغلبها حسية لم تصل إلى الخيال الشعري، ولكنها على الرغم من ذلك فقد وصلت بجمالية النص إلى حدود المعقول من غير إغراق في الإيحائية المفرطة. أما في ما يتعلق برمزية الألفاظ ، فقد كانت مفردات وعبارات من مثل : رشّتها طحيناً أعمتها، مفتولُ في "السدر" يدور، وتدور تلك الحبات وتصير كرات وشتات، المشوار ،" فهي ترمز إلى حالة الشعب الفلسطيني، الذي ترك بلده مكرها، بعد أن أخرجه المحتل من أرضه، فصار يطوف بلدان العالم يبحث عن مكان يؤويه بانتظار العودة إلى الوطن، وقد تعرض في الشتات إلى شتى المصاعب والآلام.
أخيرا:
مما عاب النص وجود بعض الأخطاء اللغوية من مثل:
غرست في حقل أبينا
شجراتِ الصواب : شجرات ٍ
فتحيل "السدر" الممدود
أرض بل ساحة ألغام الصواب أرضًا
ومولوتوفٌ والصواب( مولوتوفاً) من دون واو العطف؛ حتى يستوي الوزن.
خان الوزن النص في بعض الأبيات منها:
إن قطع صرت المقتول
وقد كنت عليها المحمول
وقد كانت يبساً كصخور
وتوقد أمي شعلة نار
وأحيانا لم يسعف النصَ " المعجمُ اللغوي" فكان يتكئ أحيانا على عبارات غير منسجمة مع السياق العام للنص من مثل : وتحطّم جور الأصنام.
وللحديث عن رمزية" مفتول " تتفتح أمامي نوافذ عدة، فلدلالة الكلمة ورمزيتها فضاءات واسعة أتركها لك عزيزي القارئ لتتأملها، وتنظر من خلالها إلى حال فلسطين والفلسطيني اليوم في ظل الاحتلال والشتات والوحدة والثورة والربيع العربي
مع التحية للأخ غريب الدار
كل ما جاء تحته خط لفتة تحليلية ذكية منك اخي ياسر...كم هو جميل أن تشعر أن الاخرين تذوقوا ما تذوقته...وحدة انسانية راقية...
ملاحظتك الاخيرة حول الشتات خالفت ما ذهبت اليه...سألخص الصورة الفنية بهذا الشأن في نهاية الموضوع ان شاء الله
بداية .. ليسمح لي الأخ غريب الدار أن أذكر له أنني - وبصدق - قد استمتعتُ بنصه هذا وذكرتُ رأيي في مشاركة سابقة وبينتُ ما خلصتُ له من صورة جمالية رائعة ..
أما عن الضرورة الشعرية كما ورد في مداخلة الأخ ياسر ذيب أو الخصوصية الشعرية كما ورد في رد لك ( أخي القريب من القلب ) .. فإن لي رأيًا في ذلك تكوَن مما قرأتُه :
يرى الكثير من النحويين واللغويين أن الضرورة الشعرية تتيح للشاعر استخدام الألفاظ والعبارات وتقديمها وتأخيرها وذلك في مواضع بعينها ، وتكون هذه الضرورة مقتبسة أو مبنية أو مستوحاة من نص قرآني ، أو أثر من السنة ( حديث ) وحتى من ضرورة شعرية استخدمها أحد الشعراء الذين يُعتد بشعرهم ، لتناسق المنظوم الشعري واستقامة الوزن والنظم .. ويرى آخرون .. ( يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره !! .. ) وهم كثرٌ أيضًا ..
سيبويه .. وحسب ما قرأتُ ، لم يرد ذكرٌ للضرورة الشعرية فيما كُتب عنه ، من هنا وهذا رأيي الشخصي وانا لستُ بناقد ولا لغوي ولا نحوي ، ولكني قارئ وأجد المتعة في القراءة .. أرى أن يطوعَ الشاعر كلماته ، وأن يبنيَ عباراته ويركبَ الجمل بما يراعي سلامة ودقة اللغة ، فأنا أجدُ القوة والجمال في السلامة والدقة وحسن الاختيار ..
استطاع غريب الدار _بحنكة الكاتب _ ان يأسر القاريء من أول وهلة ...من أول كلمة...من العنوان عندما وضع لنصه عنواناً يضم الام والمفتول.
الام _ بيديها المنتفختين _ جراء العمل في الحقل ومساعدة الزوج في الزراعة والحصاد ...تتغلب على التعب والارهاق وتقوم باعداد طبخة مفتول والتي تحتاج لجهد اكثر من اي طبخة اخرى ...ألم يقرر غريب الدار ومنذ البداية أن
"امي سيدة جبارة " ...هذه الام طوعت الصعاب كما تطوع حبات البرغل ...وفي مرحلة لاحقة هي تلك الام التي تمد الابناء بقطع الحجارة بعد ان تفتتها لتكون ذخيرة المقلاع بوجه المدفع والدبابة ....وامرأة جبارة بهذه الصفات لا تنجب الا اابناً جباراً .
أظن انه ليس باستطاعتي نقد النص فنياً لعدم امتلاكي ناصية النقد الادبي وادواته ....واترك هذا الجانب للمبدع ياسر ذيب فلا كلام من هذه الناحية بعد كلامه ....ومع ذلك فأنا كقاريء له بعض الالمام بالاوزان الشعرية رأيت ان هناك اختلالاً
في الوزن في بعض المواقع ...ومن ناحيةٍ اخرى اعتقد ان هناك كلمات قد فرضت نفسها على النص ...والاستغناء عن هذه الكلمات لا يؤثر عليه ولا على الجو العام للنص ولكن فرضها الالتزام بالقافية .
عدا عن ذلك فلا يسع القاريء الا الوقوع بحب هذا النص من اول كلمة ....وهذا ما حصل لي .
السلام عليكم
أخي سمير ذكرت في سياق حديثك أن هناك كلمات فرضت نفسها على النص وأن الاستغناء عنها ما كان ليؤثر على النص
فهل لك أن تضعها أمامنا حتى تعم الفائدة إن شاء الله؟؟
السلام عليكم
أخي سمير ذكرت في سياق حديثك أن هناك كلمات فرضت نفسها على النص وأن الاستغناء عنها ما كان ليؤثر على النص
فهل لك أن تضعها أمامنا حتى تعم الفائدة إن شاء الله؟؟
نعم اخت حنان ....عندما يقول غريب الدار ..... كم زرعت حباً وبقول .... هنا تاكيد على مشاركة هذه المرأة بالزراعة ...من وجهة نظري المتواضعة كان يمكن للكاتب الاستغناء عن تحديد نوع ما تزرع...فقط الاشارة الى مشاركتها الفعالة في زراعة الحقل ...لكن القافية املت استخدام كلمة "بقول "
رائعة هي الأجواء هنا ..في الواقع أنا لا علاقة لي بالنقد لا من قريب ولا من بعيد انما أنا متذوقة للأدب ...
النص كان رائعا بكل ما للمعنى من كلمة ...أكتفي بالمتابعة والتتلمذ
شكرا للجميع
عشقك اخي ابا محمد للنص والكلمات التي رافقت اعلان نتيجة فوزه...نيشان لن أبرح أعتز به...وبالنسبة لفصفصة العظام...مرحبابهم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمير يونس
استطاع غريب الدار _بحنكة الكاتب _ ان يأسر القاريء من أول وهلة ...من أول كلمة...من العنوان عندما وضع لنصه عنواناً يضم الام والمفتول.
الام _ بيديها المنتفختين _ جراء العمل في الحقل ومساعدة الزوج في الزراعة والحصاد ...تتغلب على التعب والارهاق وتقوم باعداد طبخة مفتول والتي تحتاج لجهد اكثر من اي طبخة اخرى ...ألم يقرر غريب الدار ومنذ البداية أن
"امي سيدة جبارة " ...هذه الام طوعت الصعاب كما تطوع حبات البرغل ...وفي مرحلة لاحقة هي تلك الام التي تمد الابناء بقطع الحجارة بعد ان تفتتها لتكون ذخيرة المقلاع بوجه المدفع والدبابة ....وامرأة جبارة بهذه الصفات لا تنجب الا اابناً جباراً .
أظن انه ليس باستطاعتي نقد النص فنياً لعدم امتلاكي ناصية النقد الادبي وادواته ....واترك هذا الجانب للمبدع ياسر ذيب فلا كلام من هذه الناحية بعد كلامه ....ومع ذلك فأنا كقاريء له بعض الالمام بالاوزان الشعرية رأيت ان هناك اختلالاً
في الوزن في بعض المواقع ...ومن ناحيةٍ اخرى اعتقد ان هناك كلمات قد فرضت نفسها على النص ...والاستغناء عن هذه الكلمات لا يؤثر عليه ولا على الجو العام للنص ولكن فرضها الالتزام بالقافية .
عدا عن ذلك فلا يسع القاريء الا الوقوع بحب هذا النص من اول كلمة ....وهذا ما حصل لي .
ربط المفتول بالجبارة باليدين المنتفختين...ذكاء تحليلي اخي سمير...بالنسبة ل"بقول"...صحيح فاحيانا يقع مؤلف النص في "زنقة" المفردات التي تلبي حاجة المعنى والوزن في نفس الوقت.
اعجبني تحليلك لعنوان النص
رائعة هي الأجواء هنا ..في الواقع أنا لا علاقة لي بالنقد لا من قريب ولا من بعيد انما أنا متذوقة للأدب ...
النص كان رائعا بكل ما للمعنى من كلمة ...أكتفي بالمتابعة والتتلمذ
شكرا للجميع
ربما تسابقت الكلمات هنا
أو أنك قصدتها!!
بكل ما للكلمة للمعنى يا أخت لحن
أردت بهذا النص أن أرسل رسالة لعدوّي الأبدي والذي أعتقد بأن كرهه عبادة نتقرّب بها إلى الله"كما قال الشهيد أبو هنود" ...لأقول:-
كما تتلذذ أمي بدحرجة حبات البرغل ولطمها بالطحين بين يديها فتعميها...وكما يلف ساعديها حول سدر المفتول دلالة السطوة والعلوّ والسيطرة...وكما تلهب النار من تحته فتفرّقه فرادى وحباتاً متناثرة...وكما تحترف أمي كل ذاك ستكونون بين يديها كذلك يوماً ما وكل يوم...
وستفتلكم فتلاً...وتحيلكم أشتاتاً في البرازيل والارجنتين وبلغاريا وروسيا
وكما بدأتم تعودون