الهتاف الهمجي المحموم من جماهيرهم "اقعد يا ولد احنا كبار البلد" يلخص كل شيء.
لا أذكر أني سمعت رجلا ذا قدر كبير في قومه يدعو نفسه بكبير القوم أو شيخهم، فيما لطالما سمعت الصغار والفاقدين للقيمة يعرفون أنفسهم بالشيخ وكبير القوم وغيرها من الألقاب الرنانة.
وهو ما ينطبق على كثير من العلماء والمفكرين العظام والبروفيسورات الحقيقيين الذين لا يذكرون أي لقب علمي يسبق أسماءهم، بينما تجد بعض المتدكترين، يرفض أن يذكر اسمه دون اللقب العلمي.
هذا صحيح خصوصا عند الاساتذة الاجانب قد تجده استاذ بروفسور لكن يعرفك على نفسه باسمه فقط مجردا من الألقاب ..والسبب ان الحضارة الغربية تعزز فكرة ان قيمة الانسان تنبع من الداخل intrensic value من قيمته كفرد متميز (كبصمة الاصبع ليس له مثيل ولن يتكرر في مجرى الحياة والبشرية) لا بما ينجزه في حياته من منجزات.. بينما تربط المجتمعات العربية بل والادهى والامر الاسرة العربية "قيمة الفرد فيها بما يحققه من أنجاز خارجي" ومثال ذلك أن تربط في ذهن ابنك محبتك له بمعدله العالي في المدرسة فاذا لم يستطع تحقيق هذا المعدل مثلا سيفقد تلقائيا احترامه لنفسه واحساسه بقيمته الذاتية والفردية لانه بات الان يعتقد انك لا تحبه وانه بلا قيمه! والحديث في الامر يطول..