أشكـركم يا أحبائي جميعكم ، وبخاصة من مرّ بهذا الموضوع وألقى تحية القهـر والوجع القائم في النفوس عن واقع نعيشه كل يوم ، وليس بتاريخ 15 أيّـار فقط ..
يا إخوان : النكبة تعيش فينـا .. وهي ليست ذكرى لنُحييها في كل عام بنفس التاريخ ..
وحتى لأعوام كثيرة خلت ، فإنّ مَنْ يعيش ويتذكّر ويُحيي هذه الذكرى - على حدّ تعبيره - لم يُحيِها في تلك الأعوام التي خلت ..
أتحدّث عن واقع وحداتنا ، راعي التغيير والتنظيف .. راجيًا أن يكون التغيير من أجل الرمزية والشعار والقضية في هذه الظروف ، لا من أجل مزيد من مزاودات كـرة القدم !.
ما شاء الله عليك اخي ابو الحمد رائع جدأ كتبت وأبدعت
في مخيمات اللاجئين في الأردن قواسم كثيرة مشتركة، لكن أبرز تلك القواسم جدران المخيم في أزقّته الضيقة، ففي مخيم البقعة والوحدات وحطين والحسين والمحطه والطالبيه والعوده وإربد والنصر ومأدبا وغيرها الكثير الكثير ستجد الجدران هناك تلهج بصوت عالٍ من خلال ريشة اللاجئ الملهوف على وطنه «العودة حق.. العودة حق..».
هي صيحات وبرقيات عاجلة أراد اللاجئ الفلسطيني أن توصلها تلك الجدران التي تقاسمت على ما يبدو معه ليالي الألم والأمل والتهجير والشتات.. لتصبح مع تعاقب سِني النكبة مرآته التي يرى العالم من خلالها، وصوت آهاته التي تستنجد العرب والمسلمين وكل اللجان والهيئات الحقوقية في الدنيا، لعلّ وعسى أن تستمع لصوت الحق والضمير.. وتنتصر كما يأمل لعذابات مقهورة تعيش في فؤاد اللجوء والتهجير المستمر.
جدران المخيمات في الأردن تؤكد على الدوام من خلال النقوش التي رُسمت عليها بأنامل الصغار قبل الكبار، أن العودة حق مقدس، وأن فلسطين حرة عربية مسلمة من البحر إلى النهر، وأنه مهما طال النزوح والتشريد فإن العودة آتية لا محالة، والحق سينتزعه أصحابه الشرعيون.
هذه الجدران اكتست بألوان وأشكال وتجسيدات تعكس أشواق وآمال اللاجئين وأفكارهم وتطلعاتهم، منها على سبيل المثال: خريطة فلسطين، والعلم الفلسطيني بالأخضر والأحمر والأبيض والأسود، وأماكن ومدن تسكن الذاكرة الفلسطينية كالقدس، ويافا، وحيفا، وعكا، والناصرة وغيرها، بالإضافة إلى قباب مساجد وأسوار ومنارات وأيضاً البرتقال والمفاتيح والكوفية وحنظلة والفدائي الملثّم والسلاح.
شواهد في المخيمات
هناك في مخيم البقعة أطفال اللجوء الصغار يقفون على جدرانهم «التعيسة» يرسمون العودة والفرحة والألم والأمل بكل براءة متناهية فطرت أفئدة الصغار عليها، فهذا ينقش على الجدار «سنعود يا فلسطين»، وهذا يكتب «فلسطين حرة عربية»، وهذه ترسم خريطة فلسطين الأزلية، وذاك ينقش بمداد الحسرة «يا يمّة ظلمونا الناس، واسقونا الحنظل بالكاس..».
على جدران أزقّة مخيمات اللاجئين في الأردن، يجد الزائر جواباً واضحاً عن تساؤلات مثل: هل نسي الفلسطينيون أرضهم؟ هل انغمسوا في عيشهم وبحثهم عن لقمة عيشهم في مواطن الشتات في الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة؟
لكن «المفتاح القديم. الدموع. الثوب المطرز» هذه وغيرها من رموز الملحمة الفلسطينية التي خطها شهيد القلم ناجي العلي ورسخها في أذهان العالم ، نقشها اللاجئ الفلسطيني على جدار المخيم مؤكداً مقولة «ما بعد الصبر إلا الفرج..».
و في مخيم الوحدات أيضاً صور قبة الصخرة المشرفّة وشعارات «فلسطين لنا»، و«لتشهد يا شجر الزيتون إنا باقون إنا باقون». أما في مخيم حطين، فكانت كلمات المقاومة بارزة على أبواب المخيم وحواريه القديمة، مؤكدة أنه لن تكون هناك عودة إلا بالتحرير والمقاومة، لا «بالمساومة والتفريط وبيع التراب مقابل مكتسبات شخصية رخيصة..».
وفي أحد الأزقة الضيقة لمخيم الحصن، عبارة كتبت على أحد الجدران المتآكلة «حق العودة لا عودة عنه». هذه العبارة المكتوبة بطلاء أحمر صارخ، تعكس رأي أبناء المخيمات بخصوص تمسكهم بهذا الحق، فرغم مرور السنوات وعدم معرفتهم لبلدهم الرازح تحت الاحتلال، لا يزال حلم العودة يشكل هاجساً لديهم، في الوقت الذي يعيش من في سنهم هواجس تتعلق بحياتهم المادية.
وعلى مشارف مخيم مأدبا تستوقفك كتابات النصر والتمكين والدعاء للمقاومة، وستشاهد كذلك أسماء وشعارات الفصائل الفلسطينية المختلفة على تلك الجدران، فهذا يرسم شعار حماس وذاك يرسم شعار فتح وتلك تنقش شعارات الجهاد الإسلامي، آملين من خلال كتاباتهم أن تتوحد الفصائل «فعدوّها الأول هو المحتل الغاصب..».
وبالإضافة لريشة «اللجوء» باتت علبة الرش الحمراء سلاح النازح عن أرضه، فعلبة الرش المعروفة يبحر الفلسطيني «الحالم» معها في آمال العودة، وتعود به الذاكرة إلى أيام القرية والبيارة والمنجل والحصادة..!
حتمأ سنعود الى القدس والخليل وبيت لحم ونابلس ورام الله والبيره وطولكرم واريحا وجينين وحيفا ويافا وعكا والناصره وبيسان وطبريا وبير السبع وتل الربيع والعفوله والخضر وام الفحم ولكل قريه ومدينه وسيرفرف علم فلسطين فوق هذه المدن والقرى والله ان نصر الله لقريب وان زوال دولة الاحتلال الصهيوني لقريب وقريب جدأ واخيرأ نقول من اليقين النابع من اعماق القلب (خيبر خيبريا يهود جيش محمد سوف يعود )
لا ادري لماذا وكيف ومتى وأين اصبح تاريخ النّكبة، وبعدها النكسة، منسياً. في حين يُحضر الأعداء العدة للاحتفال بيوم إغتصابهم للأرض على مستوى عالمي، ترانا نستذكر هذا اليوم على استحياء.
الفكرة ليست بمن سيعود او سيذهب او سيبقى... الفكرة بان لا ننسى، على اقل تقدير.
بارك الله بك اخي ابا احمد على هذا الموضوع الأهم. وأرجو بان يبقى لأسبوع لنرى مشاركات تذكرنا بالماضي الذي افسد الحاضر... لنسمع حكايات لن نسأم من سماعها ولو أعيدت ٦٨ مرة.
الله يعطيك ألف عافية أخي أبو بهاء ،
قدّمتَ وأسهبتَ وصوّرتَ واقعًا بتفاصيله ..
أشكرك على مرورك أخي Mr. Left .. يا رب .
وحتى لا ننسى أخي أبو فايز ، فإن كثيرًا من مخيمات اللجوء بمؤسساتها وبمراكزها الشبابية وبلجانها العاملة في هذه المراكز ، وبرجالها المخلصين ، قد أخذوا على عاتقهم إنعاش الذاكرة والتاريخ على الدوام وحمل الهم الوطني في كل نشاطاتهم ، وهذه دعوة من أحد هذه المخيمات :
فيـــا رب .. إِنْ كنتَ قـدْ كتبتَ علينا سنينًـا أخرى قادمة في اللجـوء والشتــات تحمل التاريخ المشؤوم 15 أيّـار ، فهيِّئ لكل المشـرّدين في الشتات والغربة رجالًا يحملون همّ المشرّدين ، ويأخذون على عاتقهم الشعور بذلك اليقين للعمل على تأكيده بالعودة والرجوع ، ومكّـن يا الله الرجال الشرفاء المُخلصين في وحداتنا الغالي للعودة إلى تأكيـده والعمل على تحقيقه .