ان شاء الله ثورات الشعوب هذه تأتي بالخير للأمة ..فلا أدري حقاً ان كان سيأتي فرج على الأمة أم أنه بلاء جديد ..فالأمور بخواتيمها ...
انا قلق من شيء واحد ويحيرني كثيراً ..لطالما انتظرت الفرج على هذه الأمة بانتفاضة شعوبها ..وهذا يتطلب وجود بشائر خير ..مثل العودة الى رب العالمين ..واختفاء الفاحشة ..ولكن بالعكس الشباب يميل الى الفساد ..الاعلام والقنوات الفضائية فاسدة ..القتل والنصب والنهب وجرائم الشرف والزنا منتشر ..فكيف يأتي البشر بالخير والنصر من عند الله وهو القائل "ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"!!
هذا ما يخيفني ..ولكنني أتمنى أن تكون هاتين الانتفاضتين في مصر وتونس بداية خير على امتنيا العربية والاسلامية
مرحى يا من قهرت الصليبيين والغزاة أجمعين، فمروا بك وتلاشى موجهم وتكسر على سواحلك.. في رشيد وغير رشيد.
يا أم العرب وملجأ العرب. وأين كان يجد الثوار من كل الأقطار مأرزهم وملجأهم وحصنهم وحضنهم إلا في ثراك وبين أهلك؟ يا قاهرة التتار والاستعمار، الفرنسي ثم الإنجليزي، ومن قبل الرومان.
كل مدينة فيك صنعت بطولتها.. وقدمت أضاحيها..
كم من بلد يمر بها النيل، لكنه ما اشتهر بالانتساب إلى بلد، كما اشتهر بالنسبة إليك. وما أحب النيل بلدا كحب مصر للنيل، ولا تغنى بالنيل بلد كما تغنى مصر بالنيل.. وما ذاك إلا الوفاء.. يا مصر يا رمز الوفاء.
كم من أرض مر بها النيل! لكن شاء الله أن يكون فيك وعندك المنتهى والمصب، ففي أرضك كان مجمع البحرين: النيل الذي تسمينه البحر والبحر الأبيض.
وفيك مجمع البحرين: خليج العقبة وخليج السويس، وعند مجمع البحرين هذا كان مجمع البحرين موسى والعبد الصالح! فتأمل كم ذا بمصر من الجوامع والمجامع!
يا بلداً بها وببعض تربها أقسم الله.. وضمها إلى أعز أرضه البلد الأمين وفلسطين، فقال عز القائل: "والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين" ولئن ذكرت مكة في القرآن مرة، ومرة بكة ومرتين أم القرى فهذه أربع مرات، فقد ذكرت مصر في القرآن أربع مرات.. فهذه إمامة الدين، وهذه إمامة الدنيا.