لقد كنا مع الإمام العالم الرباني، الذي جدد الله به ما اندرس من معالم الدين القويم، فأحيا به السنة وأمات البدعة، ومحا به ما انتشر في بلاد المسلمين من الشرك والضلالة ، دعا إلى الله على نور وبصيرة وعلم، دعا الناس إلى أول دعوة الأنبياء إلى أممهم، إلى التوحيد الخالص الذي لا يقبل الله سواه، إلى فهم معنى لا إله إلا الله وتحقيقها اعتقادا وقولا وعملا، فلا معبود بحق إلا الله، وأبدى في ذلك الأمر وأعاد، لمخالفة الناس للتوحيد، وملابستهم للشرك بصرف أنواع من العبادات لله ولغيره من الأموات، فخطب وحاضر، وراسل وألف، وحذر الخاص والعام، والقريب والبعيد، وتحمل لهذا الأمر العظيم والخطب الجسيم، الذي ضل فيه كثير من المسلمين، التكذيب والتجهيل، والعداوة والقتال من القريب والبعيد، حتى تحقق بفضل الله وكرمه وعلى يد من أختار وأكرم من عباده، تحقيق أصل الدين بإفراد الله وحده بالعبادة، ونفيها عن كل ما سواه.
وتبع ذلك إقامة سائر شعائر الإسلام، من الصلاة والزكاة وبقية الأركان، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى شابه حال الناس ما كان عليه السلف الأول من الصحابة والتابعين.
سلسلة أعلام العلماء
لقد عاشت أهدافه الست في قلوب أتباعه ، وممن اهتدوا بها من المسلمين في قلوبهم ، وأهدافه هي :
1 – إنكار الشرك بأنواعه صغيره وكبيره .
2 – إنكار جميع ما يخالف التوحيد وخلوصه ، فينكر البدع ، وتعظيم القبور .
3 - ينكر التصوف الذي يخالف الإسلام .
4 – يحارب الرشوة بأنواعها ، أو التلاعب في حكم الله سواء بوصية أو غيرها .
5 – يأمر بالمعروف .
6 – ينهي عن المنكر ، ويحاربه بالسيف والقلم.هذه هي خلاصة الدعوة ، دعوة إمام الموحدين .