قل : أذن بالعصر ولا تقل :أذن العصر
قل: إذن الدخول ولا تقل: التأشيرة ؛ لإن التأشيرة معناها ما تعض به الجرادة و الملاحظة التي تجعل على هوامش الكتب
قل : الأخطار ولا تقل : المخاطر
قل : إرْبا ولا تقل: إرَبا ، بفتح الراء
لأن المتوفَّى بفتح الفاء : اسم مفعول ( أي الرجل ).
أما المتوفِّي بكسر الفاء : اسم فاعل وهو ( الله ).
*****
هذا الأمر يَهُمنا ـ أم يُهِمنا
الصواب ( يُهِمنا )
يكثر هذا الخطأ على ألسنة المتحدثين لأن ( يُهِمنا ) من الفعل المضارع ( يُهم ) بضم
الأول فهو من الفعل الماضي الرباعي المهموز الأول ( أهمّ ) وليس ( يَهم ) .
والفرق كبير في المعنى لأن ( يُهم ) ـ بالضم ـ معناها: يُشغل ، وأما ( يَهم ) ـ بالفتح ـ معناها : يبدأ .
كلما..كلما
قل: كلما اقتربت من الله - تعالى - اقترب منك!
ولا تقل: كلما اقتربت من الله - تعالى - كلما اقترب منك!
الشاهد : قال - تعالى - "كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها"
كلما=ظرف زمان تضمن معنى الشرط فمن كررها أشبه بمن كرر اسم الشرط"من"
كأن تقول: من لا يحب صعود الجبال من يعش أبد الدهر بين الحفر !
أَنا مَن بَدَّلَ بِالكُتبِ الصِحابا
لَم أَجِد لي وافِيًا إِلا الكِتابا
هذا البيت لشوقي -رحمه الله -..يريد أنه ترك الأصحاب وأخذ الكتب
ولأنه أراد ذلك فكان الأصح أن يقول : أنا من بدل بالصحاب الكتب ؛ لأن الباء حقها أن تتصل بالمتروك.
قال تعالى"أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير" وهم تركوا الذي هو خير فاتصلت الباء بالمتروك.
يروى أن الكاتب الراحل أنطوان الجميل رئيس تحرير جريدة الأهرام في بدايات القرن الماضي وصل إليه نعي أحد الأشخاص لينشر في صفحة الوفيات، لكن يبدو أن النعي وصله متأخرا، فكتب أنطون لعمال الجمع أسفل النعي «ينشر إن كان له مكان»، أي ينشر إذا كان هناك مكان في صفحة الوفيات، لكن النعي ظهر في صفحة الوفيات في اليوم التالي هكذا «فلان الفلاني... أسكنه الله فسيح جناته إن كان له مكان».
ولا يسلم الرؤساء ولا الوزراء من الأخطاء المطبعية، بالرغم من علو قدرهم، والاعتناء الشديد بمراجعة أخبارهم، والتدقيق الشديد فيها، فقد نشرت إحدى الجرائد المصرية خبرا في نهاية السبعينات عن وزيرة الشؤون الاجتماعية كان نصه «حكمت أبوزيد تتبول في كفر الشيخ» والصحيح «تتجول»، لكن الخطأ المطبعي حول الجيم إلى باء، أيضا نشرت جريدة الأهرام خبرا كان يبغي المدح لكن الخطأ حوله إلى الذم، وكان نص الخبر «الأهرام تثني على عمة الشيخ الخضري الكبيرة»، والصحيح «همة الشيخ» وهو ما أثار ثائرته، الطريف في الامر أن الشيخ الخضري كانت يملك «عمة» كبيرة بالفعل، وخبر ثالث كان يقول «عورة وزير الأوقاف» والصحيح هو «عودة».
ولم يسلم الرئيس المصري الراحل أنور السادات من الأخطاء، حيث نشرت جريدة عربية حديثا معه على صفحتين جاء في عنوانه خطأ مطبعي، حيث ظهر العنوان كالتالي «الرئيس المدمن يتضاءل بالبيض المحلي» والصحيح «الرئيس المؤمن يتفاءل بالبيض المحلي». وكان السادات يحب أن يلقب بالرئيس المؤمن، خطأ آخر حدث مع السادات حيث تداخل خبران أحدهما من صفحة الأدب والآخر من صفحة السياسة، فظهر الخبر كالتالي «أصدر الرئيس العاشق الولهان قرارا بـ ...» ولم يسلم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر من الأخطاء لكن أشهرها هو الذي نشرته جريدة الأخبار في ابريل 1960 حين كانت مصر تتحدث عن أحد السفاحين واسمه محمود أمين سليمان، وكان يغتال الاثرياء، وكانت الصحف تنشر أخبارا عنه بانتظام، لدرجة أن الرئيس عبد الناصر نفسه كان مهتما بتفاصيل قضيته والقبض عليه، وحدث أن سافر عبد الناصر إلى باكستان في إحدى زياراته، ويروى أنه قال لزكريا محيي الدين وهو على سلم الطائرة «أرجو أن أعود وقد قبضتم على هذا السفاح»، وبالفعل قتل السفاح عقب سفر عبد الناصر، لكن جريدة الأخبار نشرت عنوان الخبرين في الصفحة الأولى أسفل بعضهما بنفس البنط، ما أعطى انطباعا أنهما خبر واحد «مصرع السفاح عبد الناصر في باكستان» وهما عنوانان لكن نشرا على أنهما عنوان واحد. وتسبب الخطأ في حدوث أزمة كبيرة، خاصة وأنه كانت هناك أزمة بين الأخوين مصطفى وعلى أمين، وتسبب الخبر في أن يصدر صلاح نصر مدير المخابرات العامة المصرية قرارا بمصادرة الأعداد ومحاصرة جريدة الأخبار، وإجراء تحقيق موسع لمعرفة من وراء نشر الخبر، ومن عبد الناصر إلى صديقه المشير عبد الحكيم عامر، الذي انتحر بعد هزيمة يونيو 1967 حيث نشرت إحدى الصحف خبر حضوره إحدى المناورات العسكرية هكذا «المشير عامر انتقل بعد المناورة إلى تل أبيب»، لكن أعداد الصحيفة صودرت بواسطة صلاح نصر ورجاله لتعود بعد تصحيح الخبر «المشير انتقل بعد المناورة إلى تل قريب».
لكن أطرف الأخطاء هو ما نشرته صحيفة أمريكية عام 1875 خطأ عن وفاة الأديب الكبير فيكتور هوجو، وبعد عشر سنوات مات هوجو فعلا، فكتبت الصحيفة عنوانا كبيرا «نحن أول من أعلن وفاة هوجو».
والمتابع لصحافة اليوم يجد أن لا جريدة تخلو من الأخطاء المطبعية، وقلما نجد صحيفة تخصص بابا لتصحيح أخطائها كاعتذار واجب لقرائها، وكلهم يقولون «كلنا خطاءون»، لكنهم لا يكملون «وخير الخطاءين التوابون».