كثير من الردود ضاعت ..لكننا نملك من الوعي والثقافة ما يجعلنا نرد بمثلها وباحسن منها ولي ثقة
..........
هنا ساورد رد جبران الطويل على منتقديه في وقته وقد حاولت قدر المستطاع اختصارها مع المحافظة على المعنى الاساسي لها .في مقالة طويلة سماها المخدرات والمباضع
يقول جبران :
المخدرات والمباضع
هو متطرف في مبادئه حتى الجنون
هو خيالي يكتب ليفسد اخلاق الناشئة
قهرا عما في اسلوبه الكتابي من الجمال فهو من اعداء الانسانية
هو فوضوي كافر ملحد ....
هذا بعض مما يقوله الناس عني وهم مصيبون ..فانا متطرف حتى الجنون
اما قول بعضهم ان كتابي سم في دسم فكلام يبين الحقيقة من وراء نقاب كثيف – فالحقيقة العارية انني لا امزج السم بالدسم بل اسكبه صرفا ...غير انني اسكبه في كؤوس نظيفة شفافة
قد تدل هذه التوطئة على الوقاحة الخشنة , ولكن اليست الوقاحة بخشونتها افضل من الخيانة بنعومتها ؟ ان الوقاحة تظهر نفسها بنفسها اما الخيانة فترتدي ملابس فصلت لغيرها .
يطلب الشرقيون من الشاعر ان يحرق نفسه بخورا امام سلاطينهم و حكامهم وبطاركتهم
يطلب الشرقيون من العالم ان يبحث في تاريخ آبائهم , وجدودهم متعمقا بدرس آثارهم وعوائدهم وتقاليدهم
........................
وبالاختصار فالشرقيون يعيشون في مسارح الماضي الغابر ويميلون الى الامور السلبية المسلية ويكرهون المبادئ و التعاليم الايجابية المجردة التي تلسعهم وتنبههم من رقادهم
انما الشرق مريض قد تناوبته العلل و تداولته الاوبئة حتى تعود السقم والف الالم
...................
يتظلم مغلوب ضعيف من ظالم قوي فيقول له جاره : اسكت فالعين التي تعاند السهم تفقأ
يشك القروي بتقى الرهبان فيقول له زميله : اصمت فقد جاء في الكتاب : اسمعوا اقوالهم ولا تفعلوا افعالهم
تمتنع الصبية عن اتباع عوائد العواجز فتقول لها والدتها : ليست الابنة افضل من امها فالطريق التي سلكتها ستسلكينها ايضا
....................
غدا يقرا الادباء المفكرون ما تقدم فيقولون متضجرين : هو متطرف ينظر الى الحياة من الوجهة المظلمة فلا يرى غير الظلام , وطالما وقف فينا نادبا نائحا باكيا علينا
فلهؤلاء الادباء المفكرين اقول : انا اندب الشرق لان الرقص امام نعش الميت جنون مطبق .
انا ابكي على الشرقيين لان الضحك على الامراض جهل مركب
انا متطرف لان من يعتدل باظهار الحق يبين نصف الحق ويبقي نصفه الآخر محجوبا وراء خوفه من ظنون الناس وتقولاتهم
فان كان هناك من يريد ان يبدل نوحي بالضحك ويحول تطرفي الى الاعتدال فعليه ان يريني بين الشرقيين حاكما عادلا و متشرعا مستقيما و رئيس دين يعمل بما يعلم و زوجا ينظر الى امراته بالعين التي يرى بها نفسه .....
........................................ ........
كم كنت اديبا للجمال بحق
انتظر نقاشاتكم المثمرة