اول ما ولد الانسان ولد حر
وليس عبداً لأحد
يعيش في ارضه بكرامته يزرع ويحصد ويصنع ويتاجر ويعيش بكل حب وود واطمئنان في بلده
يولد الانسان حر ويعيش حر ويموت حر
ان تعدى شخص على حريته بفطرته الانسانية سيدافع عن حريته وان كلفه الامر حياته
فاما حياة تسر الصديق واما ممات يغيظ العدا
لكل شئ في هذه الحياة طاقة للصبر على الامور
فحينما يزيد الضغط يؤدي الامر نهاية الى الانفجار
فاحيانا يصبر الانسان على اي شئ بهذه الدنيا الا الشعور بالظلم والاضطهاد خاصة ان كان ذلك الظلم يلمس حياته اليومية ويؤثر على حياته المعيشية
فهنا تختل الموازين ويؤدي ذلك الضغط الى الخروج عن المألوف
فهؤولاء تعودو على سكوت الشعب ففعلو ما ارادوا فظلمو وافسدو بالارض ولم يتوقعوا في يوم من الايام ان تثور شعوبهم عليهم
فقد خانهم ذكاءهم بان هناك قاعدة مهمة بالحياة"للصبر حدود"
كما ان ارادة الشعب هي دائما التي تنتصر
فلم يتعلموا من الدروس السابقة..فاخذتهم العزة بالاثم حتى كانت نهايتهم التي هم من صنعوها بإيدهم بظلمهم وجبروتهم
فرب العباد حرم الظلم على نفسه وتوعد للظالمين بذل بالحياة الدنيا وبالأخرة
هم لم يتعلموا من قصص التاريخ بان لكل شئ نهاية
فأين الملوك التي كانت مسيطرة اين عهد فرعون وحكم الدكتاتورية الشيوعية التي ادت الى انفكاك الاتحاد السوفييتي
لم يقرأو عن نهاية هتلر وموسليني ولينين والمجرم الصربي ميلادتش وغيرهم مِن من افسدوا بالارض
ماذا كانت نهايتهم واين هم الآن..
فأرادة الشعب دائما هي اكبر من ارادة الطاغوط والدكتاتورية
اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر
لكن من بعد ارادة خالق العباد الذي لا يرضى بالظلم
حتى الحيوانات اجلكم الله حين تتعرض للظلم تصبح اكثر شراسة فتجد القطة الوديهة تغرس مخالبها بوجه من تعمد إيذاءها..
ومن هنا كان لابد لهذه الشعوب ان تنهض وتثور وان تطالب بحقوقها التي اضطهدت وسلبت بدون اي رحمة وهذا ما أدى الى اشعال الثورة الغاضبة والا ما ذا يدعو انسان بسيط ليحرق نفسه في تونس والى شعب غلبان بان يترك بيته وعمله وان يتحد في ميدان التحرير كما حدث بمصر والى شعب آخر استفاد من الدرس فثار في وجه جبروت القذافي في ليبا وما حدث من هروب علي بن صالح من ثورة شعبه باليمن وباذن الله ستنتصر ثورة اخواننا بسوريا وستنفجر في وجه الاسد
فدائما وابدا غضب المظلوب اشد بأسا وصلابة على الظالم
فلابد من نهاية عصر الدكتاتورية فقد آن اوان انتصار ارادة الشعب
التي دوما ما ستنتصر بإذن الله
لكل شئ في هذه الحياة طاقة للصبر على الامور
فحينما يزيد الضغط يؤدي الامر نهاية الى الانفجار
فاحيانا يصبر الانسان على اي شئ بهذه الدنيا الا الشعور بالظلم والاضطهاد خاصة ان كان ذلك الظلم يلمس حياته اليومية ويؤثر على حياته المعيشية
فهنا تختل الموازين ويؤدي ذلك الضغط الى الخروج عن المألوف
فهؤولاء تعودو على سكوت الشعب ففعلو ما ارادوا فظلمو وافسدو بالارض ولم يتوقعوا في يوم من الايام ان تثور شعوبهم عليهم
فقد خانهم ذكاءهم بان هناك قاعدة مهمة بالحياة"للصبر حدود"
كما ان ارادة الشعب هي دائما التي تنتصر
فلم يتعلموا من الدروس السابقة..فاخذتهم العزة بالاثم حتى كانت نهايتهم التي هم من صنعوها بإيدهم بظلمهم وجبروتهم
فرب العباد حرم الظلم على نفسه وتوعد للظالمين بذل بالحياة الدنيا وبالأخرة
هم لم يتعلموا من قصص التاريخ بان لكل شئ نهاية
فأين الملوك التي كانت مسيطرة اين عهد فرعون وحكم الدكتاتورية الشيوعية التي ادت الى انفكاك الاتحاد السوفييتي
لم يقرأو عن نهاية هتلر وموسليني ولينين والمجرم الصربي ميلادتش وغيرهم مِن من افسدوا بالارض
ماذا كانت نهايتهم واين هم الآن..
فأرادة الشعب دائما هي اكبر من ارادة الطاغوط والدكتاتورية
اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر
لكن من بعد ارادة خالق العباد الذي لا يرضى بالظلم
حتى الحيوانات اجلكم الله حين تتعرض للظلم تصبح اكثر شراسة فتجد القطة الوديهة تغرس مخالبها بوجه من تعمد إيذاءها..
ومن هنا كان لابد لهذه الشعوب ان تنهض وتثور وان تطالب بحقوقها التي اضطهدت وسلبت بدون اي رحمة وهذا ما أدى الى اشعال الثورة الغاضبة والا ما ذا يدعو انسان بسيط ليحرق نفسه في تونس والى شعب غلبان بان يترك بيته وعمله وان يتحد في ميدان التحرير كما حدث بمصر والى شعب آخر استفاد من الدرس فثار في وجه جبروت القذافي في ليبا وما حدث من هروب علي بن صالح من ثورة شعبه باليمن وباذن الله ستنتصر ثورة اخواننا بسوريا وستنفجر في وجه الاسد
فدائما وابدا غضب المظلوب اشد بأسا وصلابة على الظالم
فلابد من نهاية عصر الدكتاتورية فقد آن اوان انتصار ارادة الشعب
التي دوما ما ستنتصر بإذن الله
للصبر حدود نعم يا ابو انس
صدقت
حكام العرب الم يعتبروا من الحكام الذين قبلهم ابتداء زين العابدين الى حسني مبارك الى القذافي الى علي صالح الى بشار الاسد
الم يعتبر اي منهم بما حدث بالاخر
اذا كان بحب شعبه وبلده بعمل بما يريده شعبه مش يقتلهم لانه ما بدهم ايا...
الحرية كش بلاش بدها ثمن غالي كثير على الاقل ليرجعوا شوي من كرامة العرب التي سلبها حكامهم
الان كل الشعوب العربية تطالب بالتغيير والاصلاح وان تحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
والان اصبحنا نرى في طول البلاد الاسلامية وعرضها عشرات الالاف الحافظين لكتاب الله العظيم القران الكريم مماهم في عمر الورود وفي كل الاعمار
وزوال الطواغيت وزوال الملك العاض كما بين الحديث الشريف هو المقدمة الحتمية لعودة الخلافة الراشدة التي هي على منهاج النبوة
والله اعلى واعلم فالزلزال قادم قادم لا محالة فلا بد ان تتميز الصفوف ولا بد ان يخرج الخبث من القلوب
فهناك الكثير من المبشرات تدلل ان الاسلام سيحكم العالم من جديد وربما في غضون عشرة اعوام لا غير باذن الله العزيز الحميد
الله يبارك فيك اخ يحيى
ان شاء الله نصل لنتيجة لهذه المواضيع
العرب ما وصلهم لهون الا لابتعادهم عن الخلافة الاسلامية
ورح ترجع الخلافة وسيظهر دين الله وان كره الكافرون والمنافقون والعملاء والخائنون..
الرسالة الاسلامية التي جاء بها الرسول صل الله عليه وسلم كانت ثورة على العادات والتقاليد التي يعبدون الله بها ايام الجاهلية
تعرض الرسول واصحابه الى اشد التعذيب ومع هذا وكذاك صبروا
وهاجروا من بلادهم وقامت بينهم وبين قومهم غزوات وقتل من جل الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين من قتل وهذا لم يمنعهم ابدا من التنازل عن دينهم الحق ولا عن حقهم بالعبادة والحرية
بقيت هذه الحروب حتى جاء نصر الله والفتح...وانتشر دين الله وملأ الدنيا عدل وايمان
وقامت الدولة الاسلامية على اعمار الارض
جاء الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم اجمعين بعد النبي صل الله عليه وسلم
فما كان من الصديق ابا بكر افضل رجل بعد الانبياء والرسل الا ان قال حين استلم الخلافة:""أيها الناس، إنى قد وليت عليكم ولستُ بخيركم، فإن أحسنت فأعينونى، وإن أسأت فقومونى (ردونى عن الإساءة)، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوى عندى حتى آخذ له حقه، والقوى ضعيف عندى حتى آخذ منه الحق إن شاء الله تعالى، لا يدع أحد منكم الجهاد، فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة فى قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعونى ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لى عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله" [ابن هشام]."
هذا ما قاله اكمل وافضل الرجال بعد الانبياء فما بال حكامنا يستعصون على شعوبهم؟؟؟
بعد موت النبي صل الله عليه وسلم واستلام ابو بكر الصديق الخلافة قام عدد من الناس من الامتناع عن تقديم الزكاة
فكانت حروب الردة
حروب الردة ما هي الا ثورة على الذين بدلوا مبادئ ثابتة في ديننا الاسلامي....
كما قام صلاح الدين الايوبي بقتال واصطلاح الحال في سورية ومصر ووحد بلاد الشام وكانت بعدها معركة حطين وانتصر فيها على الصليبيين وحرر المسجد الاقصى
ما كانت هذه الحروب الا ثورة على الظلم والاستبداد والفرقة بين ابناء الامة الواحدة والعدو المقابل لهم
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :-
حتى يحكم الاسلام العالم وتسود عدالته أرجاء الارض لا بد من تحقيق شروط النصر والتمكين ! التي بينها رب العالمين قال تعالى ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )
1- الإيمان بكل معانيه وبكافة أركانه.
2- العمل الصالح.
3- تحقيق العبودية لله تعالى.
4- محاربة الشرك والبراءة منه ومن أهله.
وبينت الآية الثانية لوازم استمرار التمكين فجاء فيها:
1- إقامة الصلاة.
2- إيتاء الزكاة.
3- طاعة الرسول.
4- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
" شروط النصر المادية " ..
- " الإعـداد " ..
كما قال الله تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) ..
ولقد طبق الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الأمر بكل حذافيره في كل مراحل دعوته وفي جميع غزواته، ففي الهجرة -مثلاً- لم يترك الرسول صلى الله عليه وسلم أمراً من الأمور إلا أعد له عدته وحسب حسابه، فقد أعد الرواحل والدليل واختار الرفيق والمكان الذي سيتوارى فيه هو وصاحبه، واستخدم الحذر والكتمان.
وكذلك الأمر بالنسبة لغزواته بدر وأحد والأحزاب، وغيرها.
في النهاية ..
النصر من عند الله كما بينت الايات تكون بالايمان ،
فليراجع كل منا حساباته ويقيس ايمانه على مقياس التقوى
ولنبدأ بحب الخير لغيرنا قبل ان يكون لنا فهذا الامر إحدى شروط الايمان كما ثبت في الحديث الصحيح :
كما كانت الثورة الفرنسية
في القرن الثامن عشر للميلاد
ابتدأت ب 17 يوليو1789 وانتهت 10 نوفمبر1799.
كانت مم اهم اسبابها
اجتماعياً:
كانت هناك طبقة النبلاء التي لا تتجاوز نسبتها 1.5% تحتكر اكثر من 22% من الاراضي
وكانت هناك الطبقى الثالثة
التي تكدح وتعمل بلا مقابل ومحرومة من المشاركة السياسية وكانت تعاني من ثقل الضرائب وضريبة العشر التي تقاسمهم الارباح من جني المحاصيل
فكانت هذه الطبقة اكثر الناس حقدا على لويس السادس عشر.
اقتصادياً: اقتصاديا
اعتمدت فرنسا على النشاط الزراعي وقد أدى تراجع إنتاج المحاصيل إلى تأزم البوادي وارتفاع المجاعة وتفشي البطالة بالمدن، مما أدى إلى توالي الانتفاضات انطلاقا من البوداي التي توجت بثورة باريس يوم 4 آب1789م.فبقيت أساليب الإنتاج الزراعي غير متطورة وتدهورت التجارة.
حكومياً:
كانت طبقة النبلاء هي من تحكم البلاد في إطار ملكية مطلقة تستند إلى الحق الإلهي مع عدم وجود دستور يحدد اختصاصات السلطة الحاكمة.
مراحل الثورة الفرنسية
دامت الثورة الفرنسية عشر سنوات، ومرت عبر ثلاث مراحل أساسية:
المرحلة الأولى (يوليو1789 - اغسطس1792)، فترة الملكية الدستورية: تميزت هذه المرحلة بقيام ممثلي الهيئة الثالثة بتأسيس الجمعية الوطنية واحتلال سجن الباستيل، وإلغاء الحقوق الفيودالية، وإصدار بيان حقوق الإنسان ووضع أول دستور للبلاد.
المرحلة الثانية (اغسطس1792 - يوليو1794)، فترة بداية النظام الجمهوري وتصاعد التيار الثوري حيث تم إعدام الملك وإقامة نظام جمهوري متشدد.
المرحلة الثالثة، (يوليو1794 – نوفمبر1799)، فترة تراجع التيار الثوري وعودة البورجوازية المعتدلة التي سيطرت على الحكم ووضعت دستورا جديدا وتحالفت مع الجيش، كما شجعت الضابط نابليون بونابارت للقيام بانقلاب عسكري ووضع حدا للثورة وإقامة نظاما ديكتاتوريا توسعيا.
النتائج السياسية: عوض النظام الجمهوري الملكية المطلقة، وأقر فصل السلطات وفصل الدين عن الدولة والمساواة وحرية التعبير.
النتائج الاقتصادية: تم القضاء على النظام القديم، وفتح المجال لتطور النظام الرأسمالي وتحرير الاقتصاد من رقابة الدولة وحذف الحواجز الجمركية الداخلية، واعتماد المكاييل الجديدة والمقاييس الموحدة
النتائج الاجتماعية: تم إلغاء الحقوق الفيودالية وامتيازات النبلاء ورجال الدين ومصادرة أملاك الكنيسة كما أقرت الثورة مبدأ مجانية وإجبارية التعليم والعدالة الاجتماعية وتوحيد وتعميم اللغة الفرنسية.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :-
لأن يحكم الاسلام العالم وتسود عدالته أرجاء الارض لا بد من تحقيق شروط النصر والتمكين ! التي بينها رب العالمين قال تعالى ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )
1- الإيمان بكل معانيه وبكافة أركانه.
2- العمل الصالح.
3- تحقيق العبودية لله تعالى.
4- محاربة الشرك والبراءة منه ومن أهله.
وبينت الآية الثانية لوازم استمرار التمكين فجاء فيها:
1- إقامة الصلاة.
2- إيتاء الزكاة.
3- طاعة الرسول.
4- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
" شروط النصر المادية " ..
- " الإعـداد " ..
كما قال الله تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) ..
ولقد طبق الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الأمر بكل حذافيره في كل مراحل دعوته وفي جميع غزواته، ففي الهجرة -مثلاً- لم يترك الرسول صلى الله عليه وسلم أمراً من الأمور إلا أعد له عدته وحسب حسابه، فقد أعد الرواحل والدليل واختار الرفيق والمكان الذي سيتوارى فيه هو وصاحبه، واستخدم الحذر والكتمان.
وكذلك الأمر بالنسبة لغزواته بدر وأحد والأحزاب، وغيرها.
في النهاية ..
النصر من عند الله كما بينت الايات تكون بالايمان ،
فليراجع كل منا حساباته ويقيس ايمانه على مقياس التقوى
ولنبدأ بحب الخير لغيرنا قبل ان يكون لنا فهذا الامر إحدى شروط الايمان كما ثبت في الحديث الصحيح :
خلقَ اللهُ تعالى الإنسانَ على ظهرِ هذه الأرض، وكرَّمه فأودعَ فيه عقلاً يميِّز به بينَ الحقِّ والباطلِ، وكلَّلَ العقلَ الإنسانيَّ - من أجل ممارسة اختياره - بتاجِ الحريَّة، فجعلها صِفةً مُلازمةً له، منذ أنْ كلَّفَ بني آدم بالاستخلاف في الأرض[1], لذلكَ جعلَه مسيَّراً في نواحٍ لا طاقةَ له في أن يتحكمَ بها أو يختارَ أحدَها، مثل كونه إنساناً لا حيواناً، أو كونه ذكراً لا أنثى، أو نحو ذلك، لكنَّه أيضاً جعلَه مخيَّراً في نواحٍ أُخَرَ تندرج تحتَ طاقتِه وقدرتِه واختيارِه، كالإيمانِ به تعالى أو الكفر به، وكإتباع شرعه، أو الإعراض عنه.
قال الله تعالى: ( لا إكراهَ في الدِّين ) [سورة البقرة:256]، أليسَ هذا حرية؟
وقال الله تعالى: ( فمَنْ شاءَ فليؤمنْ ومَنْ شاءَ فليكفرْ ) [سورة الكهف:29]، أليسَ هذا حرية؟
وقال الله تعالى: ( وهدينَاه النَّجدَين ) [سورة البلد:10]، أي طريق الخير وطريق الشر، فليختر أيهما شاء، أليسَ هذا حرية؟
غيرَ أنَّ الإنسانَ إذا اتَّبعَ هواه كان أمرُه فرطاً، وحكمُه جائراً، وفسادُه مروعاً، فها قد حرمَ الإنسانُ أخاه الإنسانَ ممَّا أودعه اللهُ تعالى فيه ومنحه إيَّاه من حرية الاختيار، فراحَ القويُّ يجبر الضعيفَ على أمورٍ لا يريدها ولا يرتضيها، مستخدماً في ذلك قوةً عضليةً أو عسكريةً أو أمنيةً أو سياسيةً، أو قوةَ مالٍ أو جاهٍ أو منصبٍ...إلخ.
وحَازَ ولاةُ الأمورِ الفاسدون القوةَ، وأصبحوا ذوي غَلبةٍ وقهرٍ، فحرموا شعوبهم من حُريةِ اختيار وُلاتهم وَفْقَ مبدأ الشورى، وصادروا آراءَهم، وضيَّقُوا عَلى حريةِ اعتقادهم وممارسةِ عباداتهم، وأرفقوا ذلك بقمعٍ فكريٍّ وأمنيٍّ وعسكريٍّ ومخابراتيٍّ، يقتل المُخالفِين، ويفتك بهم، مع حملاتٍ متكررةٍ من الاعتقالاتِ العَشوائيةِ والتعسفيةِ، ولسانُ حَالهم يَلهجُ بمقولةِ فِرعونَ المَأثورةِ في القرآن الكريم، قالَ الله تعالى: ( قال فرعونُ مَا أريكُم إلاَّ مَا أرَى ومَا أهدِيكم إلاَّ سبيلَ الرَّشاد) [سورة غافر: 29].
ولكنَّ الضعفَ مَهمَا طالَ فلنْ يطولَ للأبد، إنْ هُو إلا كسحابةِ صَيفٍ تمرُّ وتذهبُ لتعودَ الشمسُ وتسطعَ من جديد.
فمَع مَوجةِ الثَّورَات العَربية التي باتتْ تُعرَف بـ "ربيع الثورات العربية" نهضَ المستضعفون بوجه أنظمةِ الاستبدادِ والفَساد، ورفَعوا المطلبَ الرئيسي: الحرية؛ الحرية فحسب!
راجين أن يُرجعوا هاتيكَ الحرية التي منحَها اللهُ تعالى لهم، وأودعَها فيهم، وسلبَها المستبدون منهم، وزَجُّوها في غياهبِ السجونِ والمعتقلات.
فقسم من هؤلاء الحكام رضخ لسطوة الجموع الثائرة، بعد أن مالت المؤسسة العسكرية -لغاية ما- إلى جانب الشعب. أما القسم الآخر منهم فقد أعلنُوا الحربَ الشَّعوَاءَ على شعوبهم, تحتَ غطاءِ شعاراتِ المؤامرة, التي يقف خلفها أناسٌ مجهولون, لا يُعرفُ أصلهم ولا فصلهم!
يقول الدكتور محمود أبو الهدى الحسيني في مقالة له[2]:
(( المؤامرةُ لا تضرُّ مجتمعاً يُعطي للمبادئ قيمةً ومقداراً ...
بالله عليكم تآمروا على أمريكا ولنرَ آثارَ مؤامراتكم ...
تآمروا على كيان بني صهيون ولنرَ آثارَ مؤامراتكم ...
تآمروا على أوربا ولنرَ آثارَ مؤامراتكم ...
شماعاتُ المؤامرةِ لا تعلِّقُ المجتمعاتُ القويةُ عليها تقصيرَها وأخطاءَها ...
أما المجتمعاتُ الضعيفةُ التي يحكمها الاستبدادُ، فتغطي واقعَ الرشوةِ والفسادِ والاستبدادِ والقمعِ بشعارات المؤامرة... )).
وقد ظهرَ لنا من يمَّجِد الاستبدادَ ويبرر الفَساد ويقول: إِنَّ الشعوبَ العربيةَ لا تليق بها الحرية، فضلاً عن أنها لا تُدرك مبادئ الديمقراطية, فالحل - على زعمهم - أن تبقى هذه الأنظمة في الحكم، وتبدأ بإصلاحات من شأنها أن تنقل البلاد من حال الاستبداد والقمع إلى حال الشورى والعدالة والمساواة!
ونقول: إِنَّ أنظمةَ الاستبداد والفساد، المتهالكِ بنيانُها، والهش هيكلها، والمهترئة في أساساتها، هي من لا تليق بها الحرية، ولا تستطيع نقل البلاد والعباد إلى حكم الشورى، لذلك فإنَّ قدرها، مع عدم الأسف، أن تسقطَ وترحلَ، لكن مع محاكمةٍ عادلةٍ تقضي عَلى مَن قتلَ ودمَّرَ واعتقلَ، قال الله تعالى: ( أفلمْ يسيروا في الأرضِ فيَنظُروا كيفَ كان عاقبةُ الذين كَانوا من قَبلهم، كانوا هم أشدَّ منهم قوةً وأثاراً في الأرضِ فأخذهمُ اللهُ بذنوبهم، ومَا كان لهم مِنَ الله مِنْ واقٍ ) [سورة غافر:21]. واستغلَّ دعاةُ الليبرالية والعَلمَانية وغيرُهم الظروفَ الحاليةَ ليبثُّوا أضَالِيلَهم، ويوهموا الناسَ أنَّ الإسلامَ هو دينٌ يدعمُ الاستبدادَ، ويكبت الحريَّات، فالحلُّ – حسَب زعمهم - أن نطالبَ بدَولةٍ عَلمانية, يتم فيها عزل السماء عن الأرض، وإقصاء الدين عن الحياة!
وهذا - لعَمرُ الله - محضُ افتراء؛ إِذْ إنَّ وثيقةَ المدينة لدَى المسلمين التي عقدها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآلهِ وسلَّم في أولِّ تأسيسِ الدَّولَة الإسلامية بعدَ أن هاجرَ إلى المدينةِ المنورةِ تنصُّ على احترامِ حريَّات الآخرين الدِّينيَّة والسياسيَّة والشخصيَّة، بما لا يخلُّ بأمنِ الدَّولةِ، وأمنِ مُواطِنيهَا، وقد كانتْ تَضمُ مختلفَ الدِّيانَات ( الإسلام واليهودية والوثنية ), كما كانتْ تَضمُ مختلفَ الأعراقِ (المهاجرين: وهم عدنانيون, والأنصار: وهم قحطانيون, واليهود: وهم ساميون ), وقد ثَبَتَ في التاريخ أنَّ العربَ عرفتْ مَعنى الحريةِ بعدَ أن سطعتْ شمسُ الحقِّ؛ شمس الإسلام، فلمَّا حكمَ الإسلامُ سادتْ الحريةُ وانتشرتْ، وألقتْ بظلالهِا على مشارقِ الأرضِ ومغاربهِا؛ ففي السيرةِ النبويةِ قصةُ وَفدِ نصَارى نجران الذينَ أتُوا النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وآلهِ وسلَّمَ ليناقشوه ويجادلوه في أمرِ عِيسى عليه السلام، فاستقبلَهم في مسجدِه, فأتاحَ لهم كاملَ الحرية، فناقشوه وجادلوه، فناقشهم وجادلهم بالحجةِ والدَليلِ والعَقلِ، وعَادُوا فجَادَلُوه، فعادَ وردَّ عَليهم، ثمُ دَعَاهم إلى المُبَاهَلَةِ فرفَضُوا, ورَجَعُوا إلى بلادِهم دونَ أن يرجعُوا عن معتقدِهم, ولم يُؤثرْ عن النبيِّ صلَّى اللهُ عَليه وآلهِ وسلَّم ضَجَرَاً أو غَضَبَاً، ويذكرُ لنا التاريخُ صورة من أبهى صور الحرية، وذلك في خلافة الفاروق عمر، حين قال مساوياً بين جميع الناس، ضامناً لهم حقوقهم: ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟ ).
أيُعيــد لنا التاريخُ غـداً ... إنساناً مثلك يا عــمرُ؟
وجميعنا قرأ في التاريخِ كيفَ أسهمَ مسيحيو المشرقِ في دَحرِ الغزو الصليبيِّ للعالمِ الإسلاميِّ؛ إذ إنهم وقفوا في خَندقٍ واحدٍ متعاضدين مع المسلمين ضد الصليبية الهمجية, وما كانوا ليفعلوا ذلك لولا أن حقوقَهم متوفرةٌ ومُصانةٌ في الدَّولةِ الإسلامية.
أمُّا مصيرُ المستبدين والطغاة والظلمة فقد سبقهم به زين العابدين بن علي، الذي هرب ذليلاً، باحثاً عن ملاذٍ آمنٍ من قبضة العدالة، بعد أن أهانَتْهُ زوجُه في مطار قرضاج الدولي، وقد لحقَ به حسني مبارك، وحالُه الصحيةُ تبدُو أسوأَ من حالِ صديقِه التونسي، فهو في انتظارِ الحُكمِ القضائيِّ العادلِ بعدَ أنْ وقعَ بقبضةِ الحقِّ؛ قبضةِ الشَّعب.
أما معمر القذافي فهو من مخبأ إلى آخرَ، ينامُ مَذعوراً ويفيقُ فزعاً من رَصَاصَةٍ أو قَذيفَةٍ مُتوقعةٍ من حلفِ شمالِ الأطلسي.
أمَّا علي صالح فقدْ قبعَ في مشافي الرياض مُدَّةً ليست بقصيرةٍ، ثم أُخرجَ, وهو بحالٍ صحيةٍ مزريةٍ، وذلكَ كلُّه بعدَ أنْ زُرعت في قصره عبوةٌ ناسفةٌ فتفجرت في مسجد القصر, فأحرقته مع بعض أزلامه.
وعلى مقربة من هؤلاء مصيرُ الأسد الابن، فها هو صامتٌ ساكتٌ مُلتاعٌ من هولِ صوتِ الحق؛ صوت الشعب.
والسلسلة لا تزال مفتوحةً لمزيد من هؤلاء الطغاة.
يقول الشيخ عائض القرني متغنيا بأول عيد يمر على البلاد العربية الثائرة دون الطغاة:
العيد حل وقد قامت له العرب ... والبشر أقبل والأفراح والطرب
غابت وجوه أراد الله ذلتها ... كما تحطمت الأصنام والنصب
مبارك كبلت في السجن قامته ... وزين تونس أفنى عمره الهرب
أما معمر فالأبطال تطلبه ... كأنه الفأر غطى رأسه الذنب
والشام تنصب للسفاح مشنقة ... بشرى لبشار فالساعات تقترب
وصالح أحرقت بالنار طلعته ... والشعب زمجر والتأريخ يلتهب
ما أجمل العيد من غير الطغاة وما ... ألذ أن تبصر الجلاد ينتحب
بمقدارِ مَا يمتلكُ الحُكَّامُ الجائرون من مبدأ القوة، فإنَّ الثوارَ العربَ يمتلكون قوةَ المبدأ، وقد أثبتَ التاريخُ والواقعُ أن ما عندَ الحكامِ ينفد، وما عندَ الثوار فهو باقٍ، لا تزيله رصاصةٌ، ولا تزيحه قذيفةٌ، ولا يرهبُه حديدٌ ولا نار. فليعلم هؤلاء الطغاة أن الشعوبَ لا تغفرُ لظالميها، لكنَّها تهدأ قليلاً لتعودَ وتنتفضَ من جديد.