في مباراة الوحدات مع البقعة في ذهاب الموسم الحالي كنت في الأردن ولي أولاد خواتي 5 صغار أعمارهم من 5-7 سنوات وكانوا كلهم صايمين ومش قادرين يتحملوا الصيام بالحر لما شفت منظرهم حزنت عليهم وقلتلهم يلا شدوا حيلكم ما ظل إشي للمغرب واللي بكمل صيام اليوم بدي أُخذو معي مشوار بعد الإفطار فرحوا وصارو ينطوا ويترجوني أحكيلهم وين بدي أخذهم فقلتلهم بدي أحضركم مباراة الوحدات في الملعب ولسا ما خلصت كلامي لقيتهم بنطوا وبلعبوا كرة من الفرح وبالذات أكبر اثنين منهم وهم أيتام فقدوا والدهم الله يرحمه.
المهم بعد صلاة العشاء توجهنا للقويسمة وكان من أجمل الطلعات اللي طلعتها بحياتي حيث بدأها إبن أختي الكبير فاجأني بإحضاره سخان شاي وقهوة معه فقلت له الله يسامحك ليش مغلب حالك قال لأنك يا خالو بدخن فخلليت إمي تعملك إياهم ومشينا بالطريق ولما وصلنا الملعب اشتروا كل إشي من أغراض التشجيع وجينا بدنا نفوت الملعب الدرجة الأولى تفاجأنا بالدركي بيقول ممنوع الشاي والقهوة يدخلوا فحصل بيني وبينه الموقف التالي:
الشرطي: هذول أولادك.
أجبت: نعم.
الشرطي: لو سمحت ممنوع دخول الشاي والقهوة هذول.
قلت: ليش ممنوع بأي قانون.
الشرطيبصوت مرتفع) بدهاش قانون ممنوع يعني ممنوع.
فقلت: (بصوت مرتفع) شو من أولها بدك تهاوش ليش بتصرخ علي يعني الشاي ممنوع وأحكي معك كمان ممنوع ، أي بطلت أحضر المباراة وبدي أظل أحكي معاك لما تزهق وتروح. وأقلك هي قعدة. ووقفت داخل البوابة وولعت سيجارة وصبيت شاي وعزمتو.
الشرطي: لو سمحت إطلع وقف برة دخن زي مابدك.
فقلت: مش طالع.
فتدخل أحد الضباط سريعاً: ايش فيه .. ايش فيه
الشرطي:الأخ مش قابل يفوت هو واولاده بدون الشاي والقهوة ومش قابل يفتح طريق للي خلفه.
الضابط: شو يا أبو الشباب جاي تعملِّي مشاكل.
أجبت: لا أكيد ،بس أنا بدي استمتع بالمباراة واشرب شاي وقهوة وين الغلط.
الضابط: ما في غلط بس إحنا حرصاً على السلامة بنمنع دخول هذه الأشياء يعني تخيل لو واحد عصب ومسك السخان وضربو برأس واحد ثاني شو رح تعمل؟
أجبت: رح أخذ روحه بدل السخان.
يالضابط: ياسلام!
أجبت: بتعرف ليش؟
الضابط: ليش؟
أجبت: لأنو السخان للأيتام اللي واقفين هناك وما عندهم غيره.
الضابط: ليش هذول مش أولادك؟
أجبت: أولاد خواتي منهم أثنين أيتام والسخان إلهم.
الضابط: تعال معي لو سمحت.
ودخلنا أنا والأولاد مع الضابط وهو يحمل سخان الشاي والقهوة بيديه الى المدرجات وقاللي : وين بدكم تقعدوا؟ فقلت له : هنا ممتاز.
فوضع السخانات مع الدركي القريب منا وقال لي بالحرف الواحد : هي السخانات مع الشرطي وممنوع تأخذهم الا لما تخلص المباراة وبس بدك تصب منهم أنا بصبلك وبجيبلك.
فقلت: الله يكبر مقامك وريتك سالم أحرجتني! بلطفك وياريت كل الدرك مثلك والله يكثّر من امثالك.
وجلسنا أنا والأولاد ثم بدات المباراة ويالله كم كانوا سعداء حتى قبل ما تبدأ المباراة ولما بدأت استغربت من جنونهم في حب الوحدات وكانت الفرحة أكبر لما أحرز الوحدات الهدف الأول وبعد ذلك الثاني وبعدها خرجنا من الملعب فرحانين ولما ذهبنا للبيت بوقت متأخر في منتصف الليل ما كان بدهم يناموا من الفرح.
حتى بعدها بأيام وانا أراقبهم بالنهار وبلعبوا مع أصدقائهم قدم وهم صائمون ولابسين زي الوحدات.