(20) واصل الكيان الصهيوني تهويد أرض فلسطين بشكل حثيث, و سعى لإجتثاث هويتها الإسلامية و معالمها الحضارية, فقد صادر حوالي 96% من الأرض التي إحتلها سنة 1948 بما في ذلك أراضي وأملاك الفلسطينيين الذين قام يتشريدهم. و معظم الأوقاف الإسلامية, والكثير من أراضي من بقي من العرب هناك, و بنى الصهاينة 756 مدينة وقرية إستيطانية في الأرض المحتلة 1948. و منذ حرب 1967 صادر الصهاينة حوالي 60% من مساحة الضفة الغربية و بنى فوقها 192 مستعمرة, كما صادر 30% من مساحة قطاع غزة وبنى فوقها 14 مستوطنة, و بينما حرَم الكيان الصهيوني أبناء فلسطين من العودة إلى أرضهم, فتح أبواب الهجرة اليهودية إلى فلسطين فهاجر إليهالكثر من مليونين و 800 ألف يهودي خلال الفترة 1949-2000, ليبلغ العدد الكلي لليهود حوالي خمسة ملايين و 200 ألف في سنة 2002.
(21) ركز الصهاينة على تهويد مدينة القدس, فسيطروا على 86% منها, و ملؤوها بالمهاجرين اليهود (450 ألف يهودي مقابل 210 ألاف فلسطيني حسب إحصائية سنة 2000). و في منطقة القدس الشرقية -حيث المسجد الأقصى- أسكنوا نحو 200 ألف يهودي بعد أن أحاطوها بسوار من المستوطنات اليهودية يعزلها عن محيطها العربي والإسلامي. و أعلنوا أن القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني. و اهتم اليهود الصهاينة بالسيطرة على المسجد الأقصى, فصادروا الحائط الغربي للمسجد الأقصى (حائط البراق), و دمروا حي المغاربة المجاور له, و صادروا أرضه. و أنهوا حتى الآن عشر مراحل من الحفريات تحت المسجد الأقصى, وحفروا أربعة أنفاق بشكل يهدد بإنهيار المسجد في أي لحظة. و تشكَل نحو 25 تنظيم إرهابي يهودي يهدف إلى تدمير الأقصى و إقامة الهيكل اليهودي مكانه. و قاموا خلال 1967-1998 بأكثر من 112 عمل عدائي ضد المسجد الأقصى ( 72 منها بعد إتفاق أوسلو 1993), وكان أشهر الإعتداءات إحراق المسجد الأقصى في 21 آب\أغسطس 1969.
(22) تمسك اللآجئون الفلسطينيون بحقهم في العودة إلى أرضهم, و رفضوا كل مشاريع توطينهم خارج أرضهم والتي وصلت إلى 243 مشروعاً, و رغم أن الأمم المتحدة أصدرت أكثر من 110 قراراً بحق اللآجئين في العودة, إلا إن أياً منها لم ينفذ بسبب إصرار الكيان الصهيوني على رفضها, و عدم جدية الدول الكبرى و المجتمع الدولي في إجباره على ذلك , ويبلغ الآن (سنة 2003) عدد الآجئين الفلسطينيين المُهجرين من الأرض المحتلة سنة 1948 أكثر من خمسة ملايين و 400 ألف, بينما هناك نحو مليون فلسطيني من أبناء الضفة والقطاع محرومون من حق العودة إلى أرضهم.أي أن هناك نحو 6 ملايين و 400 ألف لاجىء يمثلون 68.8 % من شعب فلسطين, و هذا يٌعد أكبر عدد لللآجئين بين شعوب العالم, وهي أيضاً أعلى نسبة لللآجئين في العالم و بفارق مضاعف عن أي شعب آخر. و تمثل قضية اللآجئين الفلسطينيين أقدم وأطول وأكبر مأساة إنسانية لللآجئين في القرن العشرين.
(23) تعاملت الأمم المتحدة مع قضية فلسطين على أنها قضية لاجئين منذ 1949 و حتى بداية السبعينيات من القرن العشرين. و منذ 1974 أخذت تصدر قرارات كثيرة بأغلبية ساحقة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعطاء الفلسطينيين حق تقرير المصير, و بشرعية الكفاح الفلسطيني ( بما فيه الكفاح المسلح) لإسترداد الحقوق المغتصبة, وبإعتبار الصهيونية شكلاً من أشكال التفرقة العنصرية, و بحق اللآجئين غير القابل للتصرف في العودة إلى أرضهم. لكن الولايات المتحدة وحلفاءها كانوا على إستعداد دائم لدعم الكيان الصهيوني في رفض هذه القرارات و تجاهلها و إجهاضها, و إستخدام حق النقض "الفيتو" لمنع التنفيذ العملي لأي منها. في الوقت نفسه إستخدموا هذه "الشرعية" الدولية لإقامة الدولية الصهيونية على أرض فلسطين و ترسيخ وجودها, مما يكشف عن الوجه القبيح الظالم لهذه "الشرعية".
و طوال تاريخ القضية الفلسطينية ظلت إحدى الإشكاليات الكبرى تتمثل في إنحياز القوى العظمى الصارخ للمشروع الصهيوني, وخصوصا في التسليم فيما يسمى "حقه" في إنشاء دولته على الأرض التي إغتصبها سنة 1948, أي 77% من أرض فلسطين.
(24) مثلت الفترة 1967-1970 الفترة الذهبية للعمل الفدائي والمقاومة الفلسطينية, غير أنها حُرمت منذ 1971 من إستخدام الساحة الأردنية, و رغم تركزها بعد ذلك في الساحة اللبنانية إلا أنها عانت من محاولات الإستهداف و الإجتثاث خلال الحرب الأهلية اللبنانية 1975-1990, و أسهم العدوان الصهيوني المسنمر على لبنان, و إجتياحه الجنوب اللبناني سنة 1978 و تشكيله لحزام أمني عميل, ثم إجتياحه الجنوب سنة 1982 في ضرب البنية التحتية للمقاومة و إجبار (م. ت.ف) و مقاتليها على الإنسحاب من لبنان. و بذلك أُغلقت كل الحدود العربية مع الكيان الصهيوني في وجه المقاومة الفلسطينية.
(25) و بشكل عام, عانت الثورة الفلسطينيةبشدة من أشقائها العرب "الألدِاء" , وإستنزفت طاقاتها و دماؤها في صراعها مع الأنظمة العربيةالتي حاولت ترويضها و ضبطها, و التحدث بإسمها و القفز فوقها. و بعد حرب تشرين الأول\أكتوبر 1973 ضد الكيان الصهيوني, والتي حققت أساساً إنتصارات معنوية لمصر وسوريا, و بعد أن عُدَت (م. ت.ف) ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني 1974, أخذ يتضاءل الشعور العربي بالمسؤولية تجاه فلسطين. و بتوقيع مصر لإتفاقيات كامب ديفيد في أيلول\سبتمبر 1978 خرجت أقوى قوة عربية من الصراع العربي-الصهيوني, ثم إن الحرب العراقية-الإيرانية 1980-1988 , وتراجع الدعم المالي الخليجي للثورة الفلسطينية بسبب إنخفاض أسعار النفط, فضلاً عن الإجتياح العراقي للكويت 1990 , وما نتج عنه من حرب الخليج , ومن تمزق عربي إسلامي واسع , بالإضافة إلى إنهيار الإتحاد السوفييتي والكتلة الشرقية, كل ذلك أدى إلى إضعاف المقاومة الفلسطينية و توجه قيادة (م. ت.ف) نحو التسوية السلمية, وبالتالي حصر نشاطها في دائرة "الممكن السياسي" خصوصاً مع وجود إستعداد ذاتي لدى قيادة (م.ت.ف) للتنازل عن بعض الثوابت, مقابل الإستمرار في القيادة وفي تمثيل الفلسطينيين.
(26) أعطت الإنتفاضة المباركة 1987-1993 زمام المبادرة للداخل الفلسطيني, و برز التيار الإسلامي بقوة ليعود عنصراً أساسياً في المقاومة الفلسطينية, و خصوصاً من خلال حركة المقاومة الإسلامية حماس, و أحيت الإنتفاضة التعاطف و الإهتمام العربي والإسلامي والدولي بالقضية الفلسطينية, لكن الظروف السائدة و طبيعة العقليات القيادية الفلسطينية والعربية لم تسمح بتأجيجها و توسيعها بإتجاه التحرير , و إنما إستخدمتها للإستثمار السياسي السريع بإتجاه التسوية مع الكيان الصهيوني الغاصب.
(27) مع تزايد ضعف (م .ت.ف) أخذ التيار المؤيد للتسوية السلمية مع الكيان الصهيوني في الإتساع في أوساط المنظمة إلى أن جاء قرارها في تشرين الثاني\نوفمبر 1988 بالإعتراف بقرار الأمم المتحدة 181 الداعي لتقسيم فلسطين بين العرب واليهود, و قرار مجلس الأمن 242 الصادر في تشرين الثاني\نوفمبر 1967 الذي يتعامل مع قضية فلسطين بكونها قضية لاجئين , و يدعو لحل القضية بطرق السلمية. و في تشرين الأول\أكتوبر 1991 دخلت (م .ت.ف) والدول العربية في مفاوضات سلمية مباشرة مع الكيان الصهيوني في مدريد. و خلال حوالي سنتين لم يستطع وفد المنظمة الرسمي التوصل إلى إتفاق مع الكيان الصهيوني. و لم تحدث أية حالة إنفراج إلا من خلال قناة مفاوضات سرية مختلفة كانت قد فتحت في كانون الأول\ديسمبر 1992 , وأدت إلى ما يُعرف بإتفاق أوسلو أو "غزة-أريحا أولاً" , الذي تم في أوسلو بالنرويج, والذي وقعت عليه رسمياً المنظمة مع الكيان الصهيوني في واشنطن في 13 أيلول\سبتمبر 1993.
(28) تعترف قيادة منظمة (م .ت.ف) من خلال إتفاق غزة-أريحا بحق "إسرائيل" في الوجود, وبشرعية إحتلالها و ملكيتها ل 77% من أرض فلسطين, وتتعهد (م .ت.ف) بالتوقف عن المقاومة المسلحة والإنتفاضة, كما تتعهد قيادة (م. ت.ف) بحذف و إلغاء كافة البنود الداعية لتحرير كل فلسطين و تدمير الكيان الصهيوني من ميثاقها الوطني, و تتعهد أيضاً بحل كافة المشاكل بالطرق السلمية. و بهذه الإتفاقية تشطب منظمة التحرير-عملياً- نفسها وأهدافها و ميثاقها. و تحصل قيادة المنظمة, في مقابل ذلك, على إعتراف من "إسرائيل" بها بإعتبارها ممثلة الشعب الفلسطيني, و تعطي حكماً ذاتياً محدوداً في قطاع غزة وأجزاء من الضفة العربية, على أن يتم حلُ القضايا الرئيسية الأخرى خلال خمس سنوات.
(29) وُوجه اتفاق أوسلو (غزة-أريحا) بمعارضة قوية فلسطينياً و عربياً و إسلامياً, و كانت أبرز نقاط الإعتراض:
- لقد أفتى علماء المسلمين الموثوقون بعدم جواز التسوية السلمية مع الكيان الصهيوني, حسبما يريد الداعون إليها , وبضرورة الجهاد المقدس لتحرير الأرض المغتصبة و إرجاعها كاملة تحت راية الإسلام. و بإعتبار هذه المعركة بين حق و باطل تتوارثها الأجيال حتى بأذن الله بالنصر والتمكين, و بأن فلسطين أرض وقف إسلامي لا يملك أحد حق التنازل عنها, و لا يجوز لجيل إن إنتابه حالة ضعف أن يحرم الأجيال القادمة من حقها. كما أن قضية فلسطين هي قضية كل المسلمين الذين يرفضون التنازل عن حقهم فيها مهما طال الزمن, وليست قضية الفلسطينيين وحدهم فضلاً عن ان تكون قضية(م .ت.ف) او قيادتها.
- انفردت قيادة (م .ت.ف) بإقرار اتفاق اوسلو دون الرجوع إلى الشعب الفلسطيني حيث توجد معارضة قوية لهذا الإتفاق في اوساط الإسلاميين والوطنيين واليساريين على السواء, وحتى في أوساط حركة فتح نفسها.
- أجَلَ هذا الإتفاق البَت في أهم القضايا الرئيسية وأكثرها حساسية, وأصبح حسمها مرتبطاً بمدى "كرم" الطرف الصهيوني, الذي إستغل قوته لفرض شروطه على الطرف الفلسطيني الأضعف, و أبرز هذه القضايا:
.أ. مستقبل مدينة القدس.
.ب. مستقبل اللآجئين الفلسطينيين.
.ج. مستقبل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
.د. طبيعة الكيان الفلسطيني المستقبلي و صلاحياته و حدوده.
و بعد أكثر من ثمانية سنوات من المفاوضات لم يتم حل أي من القضايا الكبرى, بينما يسابق الكيان الصهيوني الزمن في تهويد الأرض المحتلة تحت يديه دونما إحترام لأي تعهدات او إتفاقات, و لم تتسلم السلطة إدارياً و أمنياً اكثر من 18% من ارض الضفة الغربيةو 60 % من قطاع غزة, أي نحو 4.72% فقط من مساحة فلسطين التاريخية, بينما يخضع لإدارتها و لكن تحت الإشراف الأمني المشترك مع الكيان الصهيوني نحو 24% من مساحة الضفة, في الوقت الذي إحتفظ فيه الصهاينة بالسيطرة الكاملة أمنياً و إدارياً على 58% من الضفة الغربية و 40% من قطاع غزة.
-وافق هذا المشروع رغبة صهيونية هدفت إلى التخلص من عبء مناطق الكثافة الصهيونية الفلسطينية بما تحمله من مشاكل أمنية و إقتصادية, و كانت "إسرائيل" تحلم بالتخلص من قطاع غزة الذي يعتبر من أكثف المناطق السكانية في العالم, بل و سبق أن عرضته على مصر التي رفضت ذلك.
- الحصيلة العملية للإتفاق إدارة حكم ذاتي ذات صلاحيات تنفيذية محدودة مرتبطة بالإحتلال و تحت هيمنته المباشرة , و للكيان الصهيوني حق النقض "الفيتو" على قراراتها و قوانينها التشريعية, كما حُرمت السلطة الفلسطينية من حق تشكيل جيش خاص بها, و هي لا تملك ان تُدخل أية أسلحة إليها إلا بإذن الكيان الصهيوني.
- أصبحت إدارة الحكم الذاتي مضطرة لقمع و سحق أي جهاد و عمليات مسلحة ضد الكيان الصهيوني,و القبض على مجاهدي المنظمات الفلسطينية لإثبات "حسن نواياها" و حرصها على "السلام" , و تشكلت لها تسعة أجهزة امنية تُحصي على الناس أنفاسهم, بينما كان أداؤها أكثر ضعفاً في الميادين الإقتصادية و السياسية الإجتماعية, و استشرى الفساد في أجهزتها. و لم تخفف السلطة من قبضتها الأمنية على الناس إلا إثر إندلاع إنتفاضة الأقصى أيلول\سبتمبر 2000.
- ظلت الجدود تحت السيطرة "الإسرائيلية" , وظل دخول مناطق السلطة الفلسطينية أو الخروج منها مرتبطاً "بحق " الصهاينة في إعطاء الإذن بذلك أو منعه.
- لا تشير الإتفاقية إلى حق الفلسطينيين في تقرير المصير , وإنشاء دولتهم المستقلة, ولا تتحدث عن الضفة الغربية و قطاع غزة بإعتبارها أراضٍ محتلة.
- فتح هذا الإتفاق الباب على مصراعيه للدول العربية الإسلامية لعقد إتفاقيات و بناء علاقات مع الكيان الصهيوني, وأعطى الفرصة للتغلغل الصهيوني في المنطقة و تحقيق الهيمنة الإقتصادية, و ضرب القوى الإسلامية والوطنية في المنطقة.
(16) أعلن الصهاينة دولتهم "إسرائيل " في مساء أيار\مايو 1948, و تمكنوا من هزيمة الجيوش العربية التي مثلت نموذجاً لسوء القيادة و ضعف التنسيق و قلة الخبرة, والتي كان عدد منها لا يزال واقعاً تحت النفوذ الإستعماري . وإستولى الصهاينة على نحو 77% من أرض فلسطين (20770كم2) و شردوا بالقوة 800 الف فلسطيني خارج المنطقة التي أقاموا عليها كيانهم , وذلك من أصل 925 ألفاً كانوا يسكنون في هذه المنطقة ( كان المجموع الكلي للفلسطينيين في نهاية 1948 نحو مليون و 400 ألف نسمة). و دمَر الصهاينة 478 قرية فلسطينية من أصل 585 قرية كانت قائمة في المنطقة المحتلة , وإرتكبوا 34 مجزرة . أما بالنسبة لما تبقى من فلسطين فقد قامت الأردن بضم الضفة الغربية رسمياً إليها (5876 كم2) كما وضعت مصر قطاع غزة ( 363 كم2) تحت إدارتها. و قد وافقت الأمم المتحدة على دخول الكيان الصهيوني "إسرائيل" في عضويتها, بشرط السماح بعودة اللآجئين الفلسطينيين إلى أرضهم , و هو ما لم يفعله الكيان الصهيوني مطلقاً.
الصمت فينا لن يطول يا أبناء القردة و الخنازير ...أنتم ومن زعكم في أرضنا ...
شكراً لكِ فلسطين ... تابعي
(16) أعلن الصهاينة دولتهم "إسرائيل " في مساء أيار\مايو 1948, و تمكنوا من هزيمة الجيوش العربية التي مثلت نموذجاً لسوء القيادة و ضعف التنسيق و قلة الخبرة, والتي كان عدد منها لا يزال واقعاً تحت النفوذ الإستعماري . وإستولى الصهاينة على نحو 77% من أرض فلسطين (20770كم2) و شردوا بالقوة 800 الف فلسطيني خارج المنطقة التي أقاموا عليها كيانهم , وذلك من أصل 925 ألفاً كانوا يسكنون في هذه المنطقة ( كان المجموع الكلي للفلسطينيين في نهاية 1948 نحو مليون و 400 ألف نسمة). و دمَر الصهاينة 478 قرية فلسطينية من أصل 585 قرية كانت قائمة في المنطقة المحتلة , وإرتكبوا 34 مجزرة . أما بالنسبة لما تبقى من فلسطين فقد قامت الأردن بضم الضفة الغربية رسمياً إليها (5876 كم2) كما وضعت مصر قطاع غزة ( 363 كم2) تحت إدارتها. و قد وافقت الأمم المتحدة على دخول الكيان الصهيوني "إسرائيل" في عضويتها, بشرط السماح بعودة اللآجئين الفلسطينيين إلى أرضهم , و هو ما لم يفعله الكيان الصهيوني مطلقاً.
الصمت فينا لن يطول يا أبناء القردة و الخنازير ...أنتم ومن زعكم في أرضنا ...
شكراً لكِ فلسطين ... تابعي
سَنُحيل سنين غربتنا التي ذُقناها "جحيماً" على بني صهيون يقضُ مضجعهم حتى يوقنوا بأن لا ملجأ لهم إلا الفرار بذلهم و بُهتانهم الذي يعيشون عليه,, لا مكان لكم على أرضي و سترحلون قريباً بإذن الله
(30) أكدت إنتفاضة الأقصى (أيلول\سبتمبر 2000-الآن (تشرين الثاني\نوفمبر2003) تمسَك الشعب الفلسطيني بحقه في أرضه, و أكدت تفاعل الشعوب العربية والإسلامية الواسع مع الإنتفاضة , كما أكَدت البعد الإسلامي للقضية, و كشفت شراسة الصهاينة و الوجه القبيح لأدعياء السلام الصهيوني, كما وجَهَت لطمة كبيرة لمشروع التسوية, الذي يجري على حساب حقوق الأمة و ثوابتها. و عانى أبناء فلسطين من ظروف في غاية القسوة , وإستشهد منهم أكثر من 3300 و جُرِح أكثر من 45 ألفاً و وصلت نسبة العاطلين عن العمل إلى نحو 58%...لكن صمودهم الرائع و مقاومتهم البطولية , التي شاركت فيها كافة الفصائل الفلسطينية, أحدثت لأول مرة "توازن رعب" مع الكيان الصهيوني, الذي تعرض لضربات قاسية في كل مكان, مما أدى إلى مقتل نحو 890 صهيونياً و جرح أكثر من 6250 آخرين. كما أدى إستمرار الإنتفاضة إلى إسقاط الخيار الأمني الصهيوني, وإلى تدهور الإقتصاد الصهيوني, وتدمير قطاع السياحة, و إلى هجرة يهودية معاكسة متزايدة إلى خارج فلسطين. و بذلك, هزت الإنتفاضة الدعامتين اللتين يقوم عليهما المشروع الصهيوني, و هما المن والإقتصاد.
(31) تعرض نصارى فلسطين إلى الظلم والقهر والتشريد نفسه الذي تعرض له مسلمو فلسطين. و شاركوا في الحركة الوطنية الفلسطينية منذ بدء الإحتلال البريطاني لفلسطين . و قدَموا نموذجاً للتماسك و للوحدة الوطنية في وجه المشروع الصهيوني, وشاركوا في الدفاع عن عروبة فلسطين بالكلمة و القلم والبندقية. و عبروا عن إنتمائهم الحضاري للمنطقة بهويتها و لغتها و تراثها.
(32) إن حب الوطن و الدفاع عن أرضه و شعبه و مقدساته هو واجب شرعي و حق إنساني, و إن المشاعر الوطنية و حب القوم والعشيرة هو سلوك طبيعي ما دام لا يحرم حلالاً ولا يحل حراماً, ولا ينتقص من حقوق الآخرين. وإن دوائر العمل لفلسطين سواء كانت وطنية أم عربية أم إسلامية أم إنسانية هي دوائر تركيز متكاملة متناغمة, ويجب ألا تكون متعارضة.
و من جهة أخرى , فإن السعي لعلاج أمراض المجتمع و تحقيق التطور الحضاري والتمكين لدولة الإسلام في الأرض, والسعي لتحقيق الوحدة العربية والإسلامية, و كذلك السعي تحرير فلسطين , هي جهود متكاملة, يخدم بعضها بعضاً, و يمكن أن تسير جنباً إلى جنب, دونما تعارض أو تضاد.
(33) الإسلام هو دين السلام, فالله هو السلام و تحية المسلمين فيما بينهم السلام, والجنة هي دار السلام. والعلاقة في الإسلام مع الاخرين قائمة على التسامح الديني والتعارف والتعايش السلمي والحوار بالتي هي أحسن. و بالتالي, فإن الإسلام هو ضد "الإرهاب" و ضد قتل الأبرياء. والإسلام في الوقت نفسه هو دين الحق و العدل والحرية, يأبى أتباعه أن يُظلموا كما يأبون أن يَظلموا, و يرفضون الدنِيَة في دينهم, ويبذلون الغالي والنفيس دفاعاً عن كرامتهم وأرضهم و مقدساتهم. ولا يمكن لأي "سلام" في فلسطين أن يقوم بناء على ظلم أهلها وإغتصاب حقوقهم وإخراجهم من أرضهم. و إن فرض شروط القاهر الغاصب على شعب مُستضعف قد يوصل إلى "تسوية" مؤقتة لكنه لن يؤدي إلى السلام. و سيظل الجهاد لتحرير فلسطين واجباً و شرفاً و وساماً على صدر كل شريف, ولا عبرة بالطغيان الإعلامي الصهيوني و الغربي الذي يتلاعب بألفاظ و مصطلحات "الإرهاب" و "السلام".
(34) إن المسلمين لا يقاتلون اليهود لمجرد كونهم يهوداً فقط. فالأصل في علاقة المسلمين بأهل الكتاب وأهل الذمة هو العدل والإحسان وإعطاء كافة الحريات والحقوق الدينية وحقوق المواطنة الكاملة لهم تحت حكم الإسلام, وإن "المشكلة اليهودية" والعداء للساميَة نشأت في أوروبا و ليس في العالم الإسلامي الذي كان اليهود يلجأون إليه آمنين من الإضطهاد و التعصب الديني والقومي في أوروبا. إن المسلمين يقاتلون اليهود الصهاينة المعتدين الذين إغتصبوا فلسطين و شردوا شعبها وإنتهكوا مقدساتها, وسيقاتل المسلمون أية فئة او جماعة تحاول إختلال أرضهم مهما كان دينها أو قوميتها.
(35) إن الإسلام ينبغي أن يكون هو القاعدة التي يستند إليها مشروع التحرير و تتبير المشروع الصهيوني, لأن الله سبحانه و تعالى تكفل بنصر عباده الصادقين, ولأن الإسلام هو عقيدة الأمةو وبه خيرها وفلاحها, ولنه القدر على تعبئة الجماهير و حشد طاقاتها, و لن تجارب التاريخ (سواء في فتح القدس أو تحريرها من الصليبيين والتتار) أثبتت نجاح الحل الإسلامي, كما أثبت تاريخنا الحديث والمعاصر فشل الأيديولوجيات الأخرى.
(36) إن أبرز معالم الحل الإسلامي لقضية فلسطين تتمثل في:
أ. تبني الإسلام عقيدة وسلوكاً و منهج حياة, والحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى.
ب. القيادة الإسلاميةالكفؤة الصادقة هي وحدها المؤهلة لمواجهة المشروع الصهيوني و هزيمته.
ج. توسيع دائرة الصراع مع العدو اليهودي الصهيوني ليشمل العالم الإسلامي بأسره, وعدم قصر هذا الصراع على الدائرة الفلسطينية أو الدائرة القومية العربية. لأن تحرير فلسطين أصبح فرض عين على كل مسلم, ولأن الصهاينة اليهود ينفذون مشروعهم بشكل عالمي منظم, فلا بد من مواجهة مكافئة ترتقي إلى مستوى التحدي.
د. دعم شعب فلسطين و مساندته وتأهيله بكافة الوسائل, لكونه خط الدفاع الأول عن الأمة الإسلامية, حتى يثبت على أرضه, ويستمر في صموده و جهاده.
ه. السعي لتحقيق نهضة حضارية تكون مدخلاً للتغيير والإرتقاء الإيجابي الشامل في مجتمعاتنا المسلمة سياسياً وإقتصادياً وعلمياً و عسكرياً, حتى يكون المسلمون قادرين ذاتياً على مواجهة تكاليف الجهاد و أعباء التحرير, و تحقيق شروط التمكين و الإستخلاف في الأرض و ريادة الإنسانية.
(37) إن القضية الفلسطينية قضية ذات أبعاد إنسانية كبرى, إذ تمثل صرخة المظلوم في وجه أدعياء حقوق الإنسان, وتكشف المعايير المزدوجة و سوءات النظام الدولي الجديد, و تزري بالنفاق المقيت لحضارة تزهو بالتقدم و المعرفة والتكنولوجيا وترعى حقوق الحيوان, بينما تتقبل أن يُرمى أكثر من ستة ملايين و 400 ألف لاجىء في العراء, وأن تحل جماعات يهودية من أشتات الأرض وفق دعاوى بالية-لا تتوافق مع منطق التاريخ ولا قيم المدينة الحديثة ولا القوانين الدولية- مكان قوم عمروا الأرض منذ 4500 عام. و أن تسفك الدماء في الأرض المقدسة, التي يجب أن تكون أرضاً للمحبة والسلام. إن الحركة الصهيونية و إحتلالها لفلسطين هي النموذج المتبقي للإستعمار التقليدي الأوروبي الغربي الذي زال عن أرجاء العالم, و يجب أن يزول عاجلاً أم آجلاً عن فلسطين.
(38) إن العلو اليهودي في الرض حقيقة لا مراء فيها , وإن النفوذ اليهودي الصهيوني في دوائر القرار والتأثير العالمية مشهود سواء كان ذلك في السياسة أم الإعلام أم الإقتصاد, و خصوصاً في الولايات المتحدة. و إذا كان الله سبحانه قد قدَر لهم سُبُل العلو و النفوذ, فإنه لا ينبغي أن يُضخم الأمر, كما لا ينبغي أن يُنظر لليهود و كأنهم وراء كل صغيرة أو كبيرة من الأحداث, أو كأنهم قَدَرُ الله الغالب. فهم بشرٌ خلقهم الله, و تجري عليهم سُنن الله في الكون و التدافع و تداول الأيام. و إذا كانوا ينجحون -بقدر الله- بجدهم و مثابرتهم و حسن تنظيمهم, فقد وقعت لهم كوارث كثيرة في تاريخهم. و ينبغي أن يُنظر إلى هذا العلو بإعتباره حافزاً للمسلمين للإستجابة لهذا التحدي, ولإستكمال شروط الإستخلاف في الأرض والنهضة الحضارية.
(39) إن وجود الكيان الصهيوني في فلسطين -قلب العالم الإسلامي- و حشده لأسلحة الدمار الشامل بما فيها 200 قنبلة نووية , وقدرته على تعبئة جيش يصل إلى 700 ألف جندي خلال 72 ساعة, سوف يظل الفتيل المشتعل الذي يهدد السلام العالمي بالإنفجار, ويهدد بحرب عالمية ثالثة, فالمسلمون سيملكون يوماً ما أسباب القوة و أسلحة الدمار الشامل, و هم لم و لن يتنازلوا عن أرضهم و لن يقبلوا كياناً في قلبهم يُضعفهم و يمزق وحدتهم, و سيسعون لإزالته كما أزالوا غيره من قبل . و عند ذلك ستعلم القوى الكبرى أن الظلم الذي إقترفته بإيجاد هذا الكيان سيجلب على الإنسانية الموت والدمار, وخيرٌ لهذا الكيان أن يتفكك قبل أن تأتي هذه اللحظات الرهيبة.
(40) إن هزيمة المشروع اليهودي الصهيوني في فلسطين و إندحاره ليست أمراً ممكناً فقط, هي حقيقة أكيدة لأنها بشرى ربانية , جاءت في القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, ولأنها بشرى نبوية حدثنا عنها المعصوم رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي لا ينطق عن الهوى . ثم لأن سنن الله سبحانه في الكون و تجارب التاريخ تخبرنا أن الظلم لا يدوم , وأنه على الباغي تدور الدوائر, لنه لا يضيع حق وراءه مطالب.
تمَ نقل و كتابة جميع الحقائق, هي في غاية الأهمية أتمنى أن يقرأها الجميع