أعلم أن المدافن هنا مكشوفة وحرق الهياكل فيها مستحب
والتبرك فيها إثم والإقتراب منها لعنة والمضي في دربها مضيعة للحبر قبل الفكر لكن حب الحرف جر الويل
أقسم أني ركبت ذات الموجة ذات يوم وفررت مذعوراً
لكني عُدت يوم قررت الإنتحار مع سبق الإصرار والتبلد
ما عدت أغسل وجه الصباح بالندى ولا أُسرح شعر الحروف بالحبر
ما عدت أرحل لأن الوجود وعدمه قد تساويا في القتل
إن كنت تنتظر مني أن أرد عليك بما يليق بنصك هنا فاعلم أنك لن تجني سوى حبة عنب واحدة من قطف
بيدرك، وإن شئت زبيبة واحدة، وربما لا شيء يذكر...
غسيل وجه الصباح بالندى، وتسريح شعر الحروف بالحبر هي مهنة لا يحترفها إلا أمثالك، أما أنا فبائع للكراريس والأقلام ليس أكثر..
أما هم فقد رحلوا إلى غير طلة تبل ريق الشوق وتلئم وجع الفراق.. ما أقسى فراقهم يا أخي!!
يقسمك نصفين، تشعر بأن عظامك تناثرت حيث لا وقت للملمتها...