اخي المسلم ... اختي المسلمة
صلاتك هي حياتك وهي اهم من ان تجمع اموال الدنيا وسلطاتها
يكفي ان تنال رضى الله ادعو الله ان يتقبلني واياكم ويدخلنا الجنة اللهم امين يا رب العالمين
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ؛ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ؛من يهده فلا مضل له ؛ ومن يضلل فلا هادي له ؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد:-
عباد الله:
روى البخاري ومسلم عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم, إذْ نظر إلى القمر ليلة البدر فقال: ( أمَا إنكم سترون ربكم كما ترون هذا, لا تضامون في رؤيته, فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا, ثم قال: " فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها" ).
عباد الله:
في هذا الحديث العظيم فوائد ينبغي معرفتها:
أولها: بيان عقيدة أهل السنة والجماعة من أن المؤمنين يرون الله في الآخرة, قال الله تعالى: ( وجوه يومئذٍ ناضِرة * إلى ربها ناظرة ). وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام: ( وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضرَّاء مُضِرَّة ولا فتنة مُضِلَّة ). وفي صحيح مسلم من حديث صهيب الرومي رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ فيكشف الحجاب, فما أُعْطُوا أحبَّ إليهم من النظر إلى ربهم ) والأحاديث في هذا الباب كثيرة في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من الصحابة. وهذه الرؤية للمؤمنين خاصة, وأما الكفار فقد قال الله تعالى: ( كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون ).
الفائدة الثانية: أن المؤمنين يرون الله دون أن يُصيبهم زحام ونحوه حال رؤيتهم لربهم, لقوله: ( لا تضامون ).
الفائدة الثالثة: بيان فضل صلاتي الفجر والعصر, فإن المراد بقوله عليه الصلاة والسلام: ( قبل طلوع الشمس ): صلاة الفجر . وقبل غروبها : صلاة العصر.
وقد ورد في فضل هاتين الصلاتين أحاديث كثيرة منها:
ما رواه البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من صلى البردين دخل الجنة ), يعني صلاتي الفجر والعصر.
وثبت في صحيح مسلم من حديث عمارة بن رُوَيْبَة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لن يلج النار أَحَدٌ صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) يعني: الفجر والعصر.
وما أكثر الذي يتخلفون عن هاتين الصلاتين مع الأسف الشديد, خصوصاً صلاة الفجر فإن أكثر الناس لا يشهدونها, بل ولا يصلونها إلا بعد طلوع الشمس, وما عَلِمَ هؤلاء الذين يتخلفون عن صلاة الجماعة أن هاتين الصلاتين هما وقتا اجتماع الملائكة, لما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أ ن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يتعاقبون فيكم : ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر ، ثم يعرج الذين باتوا فيكم ، فيسألهم ، وهو أعلم بهم ، فيقول : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون ، وأتيناهم وهم يصلون )
وفي مسند أحمد وصحيح بن خزيمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن لله عز وجل ملائكة يتعاقبون فيكم ، فإذا كانت صلاة الفجر نزلت ملائكة النهار فشهدوا معكم الصلاة جميعا ، ثم صعدت ملائكة الليل ، ومكثت معكم ملائكة النهار ، فيسألهم ربهم – وهو أعلم بهم – ما تركتم عبادي يصنعون ؟ قالوا : فيقولون : جئناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون . فإذا كانت صلاة العصر نزلت ملائكة الليل ، فشهدوا معكم الصلاة جميعا ، ثم صعدت ملائكة النهار ، ومكثت ملائكة الليل ، قال : فيسألهم ربهم – وهو أعلم بهم – فيقول : ما تركتم عبادي يصنعون ؟ قال: فيقولون : جئناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون، فاغفر لهم يوم الدين ).
فكيف ترضى لنفسك أيها المسلم أن لا تكون من هؤلاء, فإن الملائكة تَذْكُرُهم عند الله وتدعو لهم بالمغفرة, وأنت قابع في بيتك لا تشهد الصلاة مع المسلمين.
ومما ورد في فضل هاتين الصلاتين:
ما رواه بن ماجة عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله, فمن أخفر ذمة الله كَبَّه الله في النار على وجهه ).
وروى الطبراني أن الحجاج ابن يوسف أمر سالم بن عبدالله بن عمر بِقَتل رجل, فذهب سالم رحمه الله إلى ذلك الرجل ثم سأله قبل أن يقتله: أَصَلَّيتَ الصبح؟ فقال الرجل: نعم. فرجع سالم ولم يقتله لعلمه أن من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله. فقال له الحجاج: ما منعك من قتله؟ فقال سالم: حدثني أبي ـ يعني: عبد الله بن عمر ـ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من صلى الصبح كان في جوار الله يوْمَه ). فقال له الحجاج: أنت سمعت هذا؟ فقال سالم: نعم.
وثبث في صحيح مسلم عن أبي بصرة الغفاري رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمَخْمِص فقال: ( إن هذه الصلاة عُرِضت على من كان قبلكم فضيعوها, فمن حافظ عليها كان له أجره مرتين ) .
فاتقوا الله عباد الله وعظموا شعائر الله, واعلموا أن أعظم شعائر الله الظاهرة: الصلاة. فحافظوا عليها مع الجماعة, وأخص بالذكر: صلاتي الفجر والعصر لِما سمعتم في الأحاديث, ولأن من نظر إلى الواقع عرف أن هاتين الصلاتين هما علامة الرجل المحافظ على الصلاة.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنبٍ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه ؛ والشكر له على توفيقه وامتنانه ؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد:-
الفائدة الرابعة في هذا الحديث:
وجوب الأخذ بأسباب المحافظة على هاتين الصلاتين, وأنه لابد من مجاهدة النفس في ذلك, لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( فإن استطعتم أن لا تُغْلَبوا ) خصوصا صلاة الفجر لكثرة المتخلفين عنها.
فينبغي للمسلم أن يأخذ بالأسباب الشرعية والحسية التي من خلالها يحافظ على صلاة الصبح, فمنها:
أولا: الوضوء, لما ثبت في الصحيحين عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ( إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ), حتى ولو كان الإنسان جُنُباً, لأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أيرقد أحدنا وهو جُنُب؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( نعم, إذا توضأ للصلاة ) رواه البخاري ومسلم.
ثانيا: قراءة آية الكرسي, لأن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن أن من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح.
الثالث: أن تقول: الله أكبر أربعا وثلاثين مرة, والحمد لله ثلاثا وثلاثين مرة, وسبحان الله ثلاثا وثلاثين مرة. فإن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى علياً وفاطمة رضي الله عنهما بذلك.
رابعا: أن تحرص على النوم مبكراً فإن هذا من أعظم الأسباب. وكذلك تستعين بمن يوقظك من أهلك أو بالساعة المنبهة.
خامساً: قراءة سورتي السجدة وهل أتى على الإنسان لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
سادساً: أن تقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين ثم تنفث في كفك ثم تمسح ما استطعت من جسدك, تفعل ذلك ثلاثاً لثبوت هذا الفعل عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحي البخاري عن عائشة.
سابعاً: أن تترك الذنوب والمعاصي, قال تعالى: ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم )
ولا شك أن الحرمان من صلاة الفجر مع الجماعة من أعظم المصائب. قِيلَ لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: إنَّا لا نقوم الليل؟ فقال: " قَيَّدتكم خطاياكم ".
وصدق رضي الله عنه, فإن المعاصي تثقل على العبد فعل الطاعة.
كيف تريد أن تصلي الفجر مع الجماعة وأنت تقضي ليلك عند الأفلام, أو السهر على شرب الدخان ولعب الورق ومجالسة من لا يعينك على الطاعة, وغير ذلك مما يقسي القلب ويغضب الله.
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أنكم ما خُلِقتم عبثا ولن تتركوا سدى, واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة فحافظوا عليها.
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
أما بعد .. المكان : مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم . الزمان : السنة الثالثة والعشرين من الهجرة .. الخليفة : عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
ها هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يخرج من بيته ليصلي بالناس صلاة الفجر .. يدخل عمر المسجد .. تقام الصلاة .. يتقدم المصلين .. و يسوي الصفوف .. استووا ، استووا .. يكبر عمر ويصلي .. وبينما هو يصلي يتقدم إليه المجرم أبو لؤلؤة المجوسي فيطعنه عدة طعنات بسكين ذات حدين .
أما الصحابة الذين خلف عمر فسقط في أيديهم أمام هذا المنظر المؤلم .
وأما من كان في خلف الصفوف في آخر المسجد فلم يدروا ما الخبر .. فما إن فقدوا صوت عمر رفعوا أصواتهم : سبحان الله .. سبحان الله . ولكن لا مجيب .
يتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فيقدمه فيصلي بالناس.
يحمل الفاروق إلى بيته .. فيغشى عليه حتى يسفر الصبح . اجتمع الصحابة عند رأسه فأرادوا أن يفزعوه بشيء ليفيق من غشيته . نظروا فتذكروا أن قلب عمر معلق بالصلاة . فقال بعضهم : إنكم لن تفزعوه بشيء مثل الصلاة إن كانت به حياة . فصاحوا عند رأسه : الصلاة يا أمير المؤمنين ، الصلاة . فانتبه من غشيته وقال : الصلاة والله . ثم قال لا بن عباس : أصلى الناس . قال : نعم . قال عمر : لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة . ثم دعا بالماء فتوضأ و صلى وإن جرحه لينزف دماً .
هكذا أيها الأحبة كان حالهم مع الصلاة . حتى في أحلك الظروف ، بل وحتى وهم يفارقون الحياة في سكرات الموت .كيف لا وقد كانت هذه الفريضة الهم الأول لمعلم البشرية صلى الله عليه وسلم وهو يعالج نفسه في سكرات الموت فيقول : الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم .
إنها الصلة بين العبد وربه ، إنها أُمّ العبادات وأساس الطاعات، إنها نهر الحسنات الجاري وسيل الأجور الساري، إنها العبادة التي لا يقبل الله من عبد صرفاً ولا عدلاً إلا إذا أقامها، إنها عمود الدين وشعاره، وأُسّه ودِثاره.
إنها قرة عيون المؤمنين كما صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : وجعلت قرة عيني في الصلاة . رواه أحمد والنسائي
ولذا كان صلى الله عليه وسلم يقول: أرحنا بها يابلال . كما عند أحمد وأبي داود .
أرحنا بها يابلال .. لا كما يقول بعض الناس : أرحنا منها يا إمام .
وقل لبلال العزم من قلب صادق *** أرحنا بها إن كنت حقاً مصليا
توضأ بماء التوبة اليوم مـخلصاً *** به ترق أبواب الجنان الثمانيا
أيها المؤمنون .. كيف تكون الصلاة راحة نفوسنا وربيع قلوبنا؟
تكون الصلاة كذلك بتحقيق أربع مراتب :
الأولى : المحافظة عليها جماعة في بيوت الله .
الثانية : إحسان الصلاة وإتمام أركانها وواجباتها .
الثالثة : المبادرة والتبكير إليها .
الرابعة : الخشوع وحضور القلب .
ولعلنا نقتصر في هذه الخطبة على المرتبة الأولى وهي المحافظة على صلاة الجماعة وتعلق القلب بها ، ونقارن فيها أحوالنا بأحوال السلف الصالح في صلاتهم ، ليتوب المسيء من إساءتاه ، ويتنبه المقصر إلى تقصيره ، ويزداد المحسن إحساناً وتكميلاً لصلاته .
أيها المؤمنون : لقد سطر سلفنا الصالح صوراً مشرقة في المحافظة على صلاة الجماعة .
ففي صحيح مسلم ينقل لنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه صورة حية لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحالهم مع صلاة الجماعة فيقول: ولقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق معلوم النفاق ، ولقد رأيت الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف .
فأين النائمون عن صلاة الفجر و العصر الذين أنعم الله عليهم وأصحّ لهم أجسامهم ؟ وما عذرهم أمام الله تعالى ؟.
منائركم علت في كل حيٍّ *** ومسجدكم من العباد خالي
وصوت أذانكم في كل وادٍ *** ولكن أين صوت من بلالِ
وهذا سعيد بن المسيب يقول : ما فاتتني الصلاة في جماعة منذ أربعين سنة .
ولما اشتكى سعيد عينه يوماً قالوا لـه : لو خرجت إلى العقيق فنظرت إلى الخضرة لوجدت لذلك خفة . فقال : فكيف أصنع بشهود العشاء والصبح .
وكان الربيع بن خثيم يقاد إلى الصلاة وبه الفالج فقيل لـه : قد رخص لك . قال : إني أسمع " حي على الصلاة " فإن استطعتم أن تأتوها فأتوها ولو حبواً .
وسمع عامر بن عبدالله بن الزبير المؤذن وهو يجود لنفسه فقال : خذوا بيدي فقيل : إنك عليل . قال : أسمع داعي الله فلا أجيبه . فأخذوا بيده فدخل مع الإمام في المغرب فركع ركعة ثم مات .
وكان سعيد بن عبدالعزيز إذا فاتته صلاة الجماعة بكى .
نعم . بكى لا لأنه قد فاتته مباراة رياضية ، ولا لأغنية أو تمثيلية . ولكن يبكي لفوات المثوبة والروحانية .
سئل عبدالرحمن بن مهدي عن الرجل يبني بأهله أيترك الجماعة أياماً ؟ قال : لا ، ولا صلاةً واحدةً .
هكذا أفتى ابن مهدي رحمه الله . ثم يأتي الامتحان ، فيزوج ابن مهدي إحدى بناته فيخرج صبيحة العرس ويمشي إلى بابهما فيقول للجارية : قولي لهما يخرجان إلى الصلاة . فخرج النساء والجواري فقلن : سبحان الله !! أي شيء هذا ؟ . فقال : لا أبرح حتى يخرج إلى الصلاة . فخرج بعدما صلى فبعث به إلى مسجدٍ خارج من الدرب .
أيها المؤمنون .. إذا علمنا هذا ، فإن من الظواهر الخطيرة التي شاعت في مجتمعنا ، التخلفَ عن صلاة الفجر في المسجد مع الجماعة، وقضاءَها بعد فوات وقتها .. وإنك لترى المسجد في الحي المزدحم يمتلئ في الصلوات كلها حتى إذا جئته صلاة الفجر ألفيته شبه خاو ليس فيه إلا القليل من المصلين . فيا حسرة على العباد.
صلاة الفجر التي تعدل قيام الليل ، فقد روى مسلم في صحيحه عن عثمان بن عفان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله)) [مسلم:656].
وروى مالك بسند صحيح أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد سليمان بن أبي حثْمة في صلاة الصبح … فمر على الشِّفاء أم سليمان فقال لها: لم أر سليمان في الصبح؟ فقالت: إنه بات يصلي فغلبته عيناه. فقال عمر: (لأن أشهد صلاة الصبح في جماعة أحب إلي من أن أقوم ليلة). [موطأ مالك:1/131، الترغيب والترهيب:601].
وصلاة الفجر نور لصاحبها يوم القيامة، عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)) [ابن ماجه:870 بسند حسن، وابن خزيمة، الترغيب والترهيب:603].
وصلاة الفجر أمان وحفظ من الله، عن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عيه وسلم قال: ((من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله تعالى)) [ابن ماجه:3946، بسند صحيح].
وصلاة الفجر ضمان للجنة، عن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من صلى البردين دخل الجنة)) [البخاري:574، مسلم:635]. والبردان: هما الصبح والعصر.
وصلاة الفجر حجاب عن النار، عن أبي زهير عمارة بن رويبة رضي الله عنه قال: سمعت رســول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها)) يعني الفجر والعصر [مسلم:634].
معاشر المؤمنين .. تعلق لقد تعلقت قلوب السلف رضي الله عنهم بصلاة الفجر لما علموا من جليل فضلها وسوء عاقبة التخلف عنها، فكانوا أحرص الناس عليها،
هاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم نبي الأمة وهاديها يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر، يقول: ((الصلاة يا أهل البيت إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيــراً [الأحزاب:33])) [الترمذي:3206]. إنه يربي ابنته على الحرص على صلاة الفجر في وقتها.
وكان علي بن أبي طالب يمر في الطريق منادياً: الصلاة الصلاة يوقظ الناس لصلاة الفجر وكان يفعل ذلك كل يوم. [صلاح الأمة:2/367].
أيها النائم عن الصلاة .. كيف تفوت على نفسك هذا الخير العظيم؟
كيف تهنأ بالنوم ، والناس في المساجد يصلون ، وقرآن الفجر يشهدون .
كيف يطيب لك الفراش ، وأنت لا تعلم ، إذا وضعت رأسك على وسادتك ، أترفع رأسك بنفسك ، أم يُرفع فلا تقوم إلا في قبرك ؟
ألم تعلم يا أخي أن ملائكة الليل وملائكة النهار تجتمع في صلاة الصبح ويخبرون الله عنك . جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قـال: ((يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم فيقول: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم يصلون وأتيناهم يصلون))رواه البخاري
عبد الله .. ماذا تقول الملائكة عنك وأنت نائم ؟ أتينا فلان وهو نائم .. وتركناه وهو نائم !! .
هل تدري يا أخي أن هذا العملَ أشنعُ من السرقة والزنا والقتل وغيرها من الموبقات؟ .
قال ابن حزم رحمه الله: لا ذنبَ بعد الكفر أعظمُ من تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها ، ومِن قتل امرئ مسلم بغير حق.
ولهذا ذهب عدد من أهل العلم أن من ترك صلاة واحدة عمداً حتى يخرج وقتها فقد كفر .
ألم تسمع يا أخي بقوله تعالى: فَوَيْلٌ لّلْمُصَلّينَ ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلَـٰتِهِمْ سَاهُونَ ؟ .
ويل ، واد في جهنم لو سيرت فيه جبال الأرض لذابت من شدة حرارته . أعده الله للذين يؤخرون الصلاة عن وقتها .
أين أنت يا أخي من الحديث العظيم الرهيب الذي رواه البخاري في صحيحه والذي أخبر فيه صلى الله عليه وسلم أنه أتاه آتيان فانطلقا به ((فمروا على رجل مضطجع وآخرَ قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر ها هنا فيتبع الحجر فيأخذه ، فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى)) فلما سأل عليه الصلاة والسلام الملكين عن خبره قالا: ((أما الرجل الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة)) [البخاري:7047].
أما بعد .. فإن مما يقع في بعض البيوت ، أن بعض الناس يتعمد ضبط المنبه على وقت العمل ولو كان وقت العمل في السابعة أو الثامنة ولا يصلي الفجر إلا في هذا الوقت، وقد سئل الشيخ الإمام عبد العزيز ابن باز رحمه الله عن ذلك فقال: من يتعمد تركيب الساعة إلى ما بعد طلوع الشمس حتى لا يصلي فريضة الفجر في وقتها هذا قد تعمد تركها وهو كافر بهذا عند جمع من أهل العلم لتعمده ترك الصلاة .
وبعد هذا .. كيف نحمي أنفسنا من هذا الوعيد؟ كيف نحافظ على صلاة الفجر؟
لعل أول خطوة في طريق العلاج استشعار أهمية هذه الصلاة وإدراك قيمتها، وخطورة التخلف عنها .
وبعد ذلك لا بد من اتخاذ الأسباب المعينة ، ولعلي أذكر بعضها على سبيل الإيجاز :
فمن الأسباب : التبكير بالنوم والابتعاد عن السهر .
- الاستعانة بالأقارب والإخوان
- عدم الإسراف في الأكل والشرب .
- المبادرة بالوضوء عند الاستيقاظ وعدم التسويف.
- الحرص على أذكار النوم ، ودعاء الله في الوتر أن يوفقك للقيام لصلاة الفجر .
- البعد عن المعاصي ، فإن المعاصي تقيد المرء عن الطاعة.
ثم علينا أيها الإخوة أن نعود أبناءنا على أداء الصلاة في المسجد منذ سن باكرة، ليألفوا هذا ويعتادوه، وليحذر الأب كل الحذر من التساهل في ذلك فيعتاد الابن النوم ، فإذا كبر وأُمر بالصلاة كان الأمر عسيراً جداً .
وبعد … فيا أيها النائم عن صلاة الفجر : ما غرك بربك؟ وما ألهاك عن صلاة فجرك؟
أهو السهر أمام القنوات ؟ أم على الأرصفة والملاعب والمنتزهات؟
ترى أي خير فاتك؟ وأي موت للقلب ابتليت به؟
هل لك من عودة؟ هل لك من رجوع؟ المسجد يفتح أبوابه وداعي الرحمن يدعوك فأقبل تكن من الفائزين .
ألا وصلوا وسلموا رحمكم الله على خير البرية وأزكى البشرية فقد أمركم الله بذلك فقال : إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً )
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم..
اخي المسلم ... اختي المسلمة
ادعو الله ان ينفعنا واياكم ويهدينا لعبادته وان يكتب لنا الجنة وينجينا من عذاب القبر انه الغفور الرحيم
ادعوك ونفسي ان نجدد عهدنا لله وان نبقى له عباد مخلصين صالحين وما يهمنا من هذه الدنيا شئ سوى رضاء الله عز وجل ونبيه المصطفى عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام
اكتفي اليوم بهذه الخطب المهمة جدآ والتي وجب ان ندقق في كل حرف فيها وغدآ سيكون لنا المزيد ان اراد الله عز وجل ذلك