سحر الدنيا :: الحلقة (2) ــــ النفس والشيطان ... - سحر الدنيا :: الحلقة (2) ــــ النفس والشيطان ... - سحر الدنيا :: الحلقة (2) ــــ النفس والشيطان ... - سحر الدنيا :: الحلقة (2) ــــ النفس والشيطان ... - سحر الدنيا :: الحلقة (2) ــــ النفس والشيطان ...
سحر الدنيا :: الحلقة (2) ــــ النفس والشيطان ...
مراحل السِحر وعلامات تلك المراحل، وحال النفس ودور الشيطان في هذه المراحل والحل لكُل مرحلة منهم ..
المسحور بسحر الدنيا هو إنسان استخدم النعم التي انعم الله بها عليه دون مراعاة حق الله فيها وهل هي حلال أم حرام والإنسان المسحور بسحر الدنيا يمر بخمس مراحل هي: التمني، عقد العزم، أخذ الخطوة الأولى لتذوق لذة الحرام، الانغماس والتعود، والعبودية.
ولكل مرحلة علامات، وهناك دور للنفس ودور للشيطان في كل مرحلة.
1- التمني:
وهو بداية التفات النفس لحظها من النعمة مع نسيانها لحق ربنا، فالشهوات مركبة فينا كبشر ويبدأ التمني عندما أرى إنسان آخر مستمتع بالنعمة فأتمناها بغض النظر عن كونها حلال أو حرام.
2- عقد العزم:
وهي المرحلة التي تنتقل بها الشهوة من مرحلة الخاطرة لمرحلة الهم ثم لمرحلة العزيمة والإصرار على تلبية الشهوة.
وهنا الشيطان دوره يكون في شيئين :
• يسهل لك فكرة سهولة التوبة.
• تقارن نفسك بغيرك من أهل الذنب.
فيبدأ الموضوع يكون سهل و هنا يأتي دور النفس التي تنسيك العواقب فتقبل على الذنب والحل يكون في أنك تفكر في إرادة ربنا } يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عليكُمْ وَاللَّهُ عليمٌ حَكِيمٌ * وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عليكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا {(النساء:26- 28).
3- بداية الخطوة الأولي لتذوق لذة الحرام:
يكون الشيطان قد ضرب سهمة في قلبك ومراكز التعزيز في المخ تجعلك تشتاق لتكرار اللذة وهنا ربنا يستمر في إحسانه إليك فتغتر وتعتبر أن هذا دليل على عدم وجود الذنب.
دور الشيطان هنا :
• يصغر الذنب في نظرك.
• يعظم من رحمة الخالق عز وجل فتعتبر أن كل الذنوب مغفورة وأن رحمة الله واسعة وهذا صحيح ولكن عند التوبة والرجوع وليس الإصرار على الذنب.
• ي بطول العمر وبُعد الموت.
ومع نعم ربنا وإحسانه تظن أن ذنبك صغير وأنك لم تخطئ والحل أنك تفتكر شيئين هما النعم التي أنعم الله عليك بها وثانيا تفتكر ذنبك فيتولد لديك شعور بالحياء ينغص عليك لذة الذنب } وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا { (النساء :110).
4- الإنغماس و التعود:
ينغمس الإنسان في الذنب وتبدأ نفسه تطلب وتشتاق ، ويدخل مرحلة الإدمان ووهنا تنقسم النفوس إلي نوعين نفس يأست من رحمة الله ونفس واثقة من غفران ربنا مهما كانت ذنوبها. والحل أنك تفتكر دائما }أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عليهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ{ ثم يقول الله تعالى }اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ{ ..
5- العبودية:
حالة الإجرام والدعوة إلي الذنب فأنت لا تخطئ فقط بل أيضا تدعو إلي الخطأ.
سحر الدنيا :: الحلقة (3) ــــ مقامات اليقظة ... - سحر الدنيا :: الحلقة (3) ــــ مقامات اليقظة ... - سحر الدنيا :: الحلقة (3) ــــ مقامات اليقظة ... - سحر الدنيا :: الحلقة (3) ــــ مقامات اليقظة ... - سحر الدنيا :: الحلقة (3) ــــ مقامات اليقظة ...
سحر الدنيا :: الحلقة (3) ــــ مقامات اليقظة ...
نتحدث عن مقامات اليقظة التي سوف نُجاهد أنفسنا من أجل الوصول لأعلى مرتبة وهي مرتبة المُحب وليكُن شعارنا "ترك ما نهوى من أجل ما نخشى".
نستكمل سوياً في رحلة سحر الدنيا، سنتحدث اليوم عن الهدف من هذا البرنامج وهو الوصول لمرتبة اليقظة، وما هي المراحل التي يمر بها الانسان لكي يجعل الله مركزية حياته ولأنه يُريد أن يعيش لله فقط، فلنتحدث عن مقامات اليقظة التي سوف نُجاهد أنفسنا من أجل الوصول لأعلى مرتبة وهي مرتبة المُحب وليكُن شعارنا "ترك ما نهوى من أجل ما نخشى".
- المقام الأول من مقامات اليقظة هو مقام العائد:
فهو ذلك الشخص الذي أخذ قرار أن يترك ذنب يُصر عليه من أجل أن يحصُل على رضا الله، فهو يعيش بمبدأ قاله لنا الرسول صل الله عليه سلم وهو دعوة ندعوها جميعنا قبل النوم "اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وأجأت ظهري إليك" فهذا هو الشخص الذي قرر أن يشم نسيم العودة إلى الله مرة أخرى.
- المقام الثاني من مقامات اليقظة هو مقام المُريد:
وهو الشخص الذي انتقل بحياته من شخص مُشتت الإرادات بين سعادات الدنيا إلى مركزية الله، وكان شعارة "أن على المُريد أن لايُريد" فهو شخص سأل نفسه سؤال وكانت الأجابة
"قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّـهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ" ﴿يونس: ٣١﴾.
- المرتبة الثالثة من مراتب اليقظة هي مرتبة المُجاهد:
وهو الشخص الذي قرر أن يُحارب شيطانه وقرر أن يواجه كل العقبات التي تواجهه في طريقة إلى الله، فهو شخص يُجدد دائماً العهد مع الله.
- المرتبة الرابعة والأخيرة من مراتب اليقظة هي المُحب:
وهو العبد الذي بدأ يبحث عن الله في كل شيء في حياته ويراه في كل موقف يحدث له، ويكون دائماً شعار المُحب "واه شوقاه لمن يراني ولا آراه".
هذه المقامات الأربعة هي التي سنُجاهد بها أنفسنا في رمضان لكي نُجدد العهد مع الله مرة أخرى ولكي نجعل الله مركزية حياتنا، ولنتخلص من سحر الدنيا، ونتغلب بها على شيطاننا، لكي يتقبلنا الله عنده في مراتب المُحبيين والمحبوبيين، ولكي يقذف الله من نوره في وجوهنا فيجعلنا سبب لكي تتعرف الناس عليه. اللهم اجعلنا من عبادك المُقربين.