فأما جاهلية المجتمع فمردها إلى أن هناك {مظلة جاهلية} تظلل المجتمع ، و هي الحكم بغير ما أنزل الله ، و هي مظلة تظلل كل الناس الواقفين تحتها ، بما في ذلك الدعاة إلى الله ،
أما الناس الواقفون تحت المظلة فالحكم عليهم كما بيّن رسول الله -صلى الله عليه و سلم- مستمد من موقفهم هم من المظلة ، فمن رضي بها فهو منهم ، و من أنكر فله حكمه الخاص ،
{فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ، و من جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، و من جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ، و ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل} أخرجه مسلم
{.. فمن كره فقد برئ ، و من أنكر فقد سلم ، و لكن من رضي و تابع} أخرجه مسلم
وكذلك صنع الإنجليز في مصر !!
فقد وضعوا سياسة تعليمية لا تدرس شيئاً عن حقيقة الإسلام سوى أنه :
عبادات وصلوات ، وأذكار ومسابح وطرق صوفية ،
وقرآن يقرأ من أجل " البركة "،
ودعوات " نظرية " إلى مكارم الأخلاق !!
أما الإسلام كنظام اقتصادي واجتماعي ،
أما الإسلام كنظام للحكم ودستور للسياسة الداخلية والخارجية ،
أما الإسلام كنظام للتربية والتعليم ,
أما الإسلام كحياة ومهيمن على الحياة ,
فلم يدرس منه شيء للطلاب !!
وإنما درّست لهم بدلاً منه الشبهات , التي وضعها المستشرقون وغيرهم من الصليبيين الأوربيين , ليفتنوا بها المسلمين عن دينهم ، تنفيذاً لغرض الاستعمار الخبيث .
حقاً إن التوعية الفكرية من ألزم اللوازم للدعوة في وقتها الحاضر ، ولكنها – وحدها – لا تؤدي إلى شيء حقيقي في واقع الحركة ، ما لم تكن زاداً لعقيدة صحيحة وحركة واعية ، تزيدها المعرفة وعياً وتبصرها بمزالق الطريق ، أما حين تتحول إلى ثقافة – مجرد ثقافة – فهي ترف عقلي لا يغير واقع النفوس .
#تراث_الأستاذ_محمد_قطب