د.محمود الهباش : إسرائيل وأمريكا يشترطان نزع سلاح الفصائل بغزة.. القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس عباس ترفض حتى مناقشة هذا الموضوع قبل التوصل إلى حل نهائي يضمن زوال الاحتلال وقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس وتم ابلاغ كل الأطراف بهذا الموقف.
أفاد موقع "والا" العبري اليوم الاربعاء، أن "بنيامين نتنياهو" رئيس حكومة الاحتلال أجرى مشاورات أمنية مقلصة عشية عقد اجتماع المجلس الوزاري والأمني الإسرائيلي المصغر "الكابنيت" ظهر اليوم لمناقشة مصير العملية العسكرية على قطاع غزة وجدوى استمرارها.
ويجري نتنياهو منذ صبيحة اليوم مشاورات بمشاركة وزير الجيش "موشيه يعلون" ومستشار الامن القومي "يوسي كوهين" وقادة كبار في أجهزة الاحتلال الأمنية.
وفي غضون ذلك أعلنت مصادر رسمية في حكومة الاحتلال أن الحكومة ستعقد اجتماعا غدا الساعة الثانية عشر ظهراً في مقر وزارة الجيش الرئيسي داخل قاعدة "الكرياه" المحصنة في تل أبيب من أجل المصادقة على القرار الذي سيتخذه الكابنيت.
ووفقا للموقع فإن المعضلة الرئيسية التي يواجهها نتنياهو عدم القدرة على اتخاذ قرار سواء بتوسيع العملية العسكرية أو الانتهاء من معالجة تهديد الانفاق والاستعداد للخروج من قطاع غزة.
ويقف أمام وزراء الكابنيت خيارين فقط إما توسيع العملية البرية وإدخال قوات إضافية أو انهاء عملية تدمير الانفاق الهجومية المحاذية للقطاع وإعداد الجيش للخروج، وفقا للموقع.
وذكر الموقع العبري أن الوزراء "افيغدور ليبرمان" و"يتسحاق اهرونوفيتش" و"نفتالي بينت" يدفعون باتجاه توسيع العملية أما باقي الوزراء يعيشون حالة من الارتباك وهذا هو حال نتنياهو أيضاً.
وأكد الموقع أن نتنياهو يعيش معضلة كبيرة لأن توسيع العملية البرية سيؤدي الى انتقادات دولية واسعة، مع بدء نفاذ الوقت أمامه في مواجهة حماس، ويذكر في هذا الصدد تصريح سكرتير مجلس الامم المتحدة والذي أقر بوجود جرائم حرب في غزة.
يضاف الى ذلك حسب الموقع الخلافات مع الولايات المتحدة وتزايد قرارات سحب دول أمريكا الجنوبية لسفرائها من دولة الاحتلال رفضا للعدوان على غزة كما بدأت تتعالى الاصوات في أوروبا التي تطالب بتشديد المواقف ضد "إسرائيل" وحتى مصر اضطرت لاستنكار العدوان.
ووفقا للموقع، نتنياهو يعلم بأن أي دخول الى غزة حسب الخطط التي أعدتها الأجهزة الأمنية والجيش ستكبد "إسرائيل" خسائر كبيرة، وسيفقد الدعم الشعبي، وايضا قرار سحب الجيش والتركيز على المسار السياسي سيؤدي الى زيادة الانتقادات من قبل وزراء الحكومة من اليمين وجمهوره لا سيما أن حماس ستعلن عن انتصارها.
وقال الموقع: "إن المستوى السياسي يقول إن معالجة قضية الأنفاق التي تحدث عنها نتنياهو مع الأمريكان وقال إنه "لن يكون وقف لإطلاق النار قبل أن تنتهي ويمكن ان تنتهي خلال أيام والسؤال هو ماذا ستفعل اسرائيل بعدها؟".
ونقل الموقع عن مصدر سياسي قوله "إن غالبية المشاركين في النقاشات لا يعلمون ما هي الخطوات التي ستقوم بها اسرائيل لاحقا، وكل الذي يعرفونه أنه امام هذه السيناريوهات المطروحة تكون المقاومة الفلسطينية على بعد خطوة واحدة لإعلان النصر مرة أخرى".
أعربت إسرائيل عن "خيبة أمل عميقة" بعد استدعاء تشيلي والسلفادور والبيرو سفراءها في تل أبيب بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واتهمت الدول الثلاث بـ"تشجيع" حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية يغال بالمور في بيان أن استدعاء السفراء "تشجيع لحماس الحركة التي تعدها دول عدة في العالم منظمة إرهابية".
وأوضح بالمور أن "إسرائيل تتوقع من الدول التي ترفض الإرهاب أن تتصرف بمسؤولية بدلا من مكافأة الإرهابيين"، وأضاف "حتى الآن في كل مرة وافقت فيها إسرائيل على خطط للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وعودة الهدوء اصطدمت بصواريخ حماس".
ودعا الدول التي قررت سحب سفرائها للتعاون مع إسرائيل ومواكبة جهودها الدولية لحماية المدنيين والتوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار وإخلاء قطاع غزة من السلاح، حسب تعبيره.
خمس دول لاتينية
واستدعت السلفادور الثلاثاء سفيرها بإسرائيل لإجراء مشاورات عاجلة حول القصف الإسرائيلي "الأعمى" الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 1300 فلسطيني معظمهم من المدنيين.
وفي اليوم نفسه استدعت تشيلي سفيرها بسبب "تصعيد العقاب الجماعي حيال المدنيين في غزة"، واتخذت البيرو القرار نفسه، معربة في بيان لوزارة الخارجية عن الأسف "العميق لانتهاك وقف إطلاق النار مع استئناف العمليات العسكرية لإسرائيل في غزة".
وكانت البرازيل والإكوادور قد استدعت الأسبوع الماضي سفيريها في إسرائيل.
يذكر أن دولا أخرى في أميركا اللاتينية يقودها اليسار قطعت منذ سنوات علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل كفنزويلا وبوليفيا في 2009 بعد عملية سابقة دامية في غزة وكوبا في 1973 بعد حرب أكتوبر.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 8 يوليو/تموز الحالي، استشهد أكثر من 1300 فلسطيني معظمهم من المدنيين وأصيب نحو 7200 آخرين. وقتل 53 جنديا إسرائيليا في المواجهات داخل غزة، وهي أكبر خسارة للجيش الإسرائيلي منذ الحرب مع حزب الله اللبناني في 2006، فيما قتل ثلاثة مدنيين هما إسرائيليان وتايلندي بسبب إطلاق الصواريخ.
قناة الأقصى تنعى الزميل سامح العريان أحد العاملين في القناة والذي إستشهد في مجزرة حي الشجاعية عصر اليوم ..بدورها تتقدم وكالة شهاب للأنباء بالتعزية لعائلة الزميل سامح ولزملائنا في فضائية الأقصى