هذا البيت ترديده كفر بالله حكم ( إذا الشعب يوما أراد الحياة ... فلا بد أن يستجيب القدر )
ــــــــــــــــــ
1 ـــ اسلام ويب . نت .. .. .. موسوعة الفتاوى
رقـم الفتوى : 52019
عنوان الفتوى : قول الشاعر " إذا الشعب يوماً أراد الحياة " في الميزان
أنا أسأل عن بيتين من الشعر يرددهم بعض الناس وهم : إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ، والثاني هو : لولاه ما خلقت شمس ولا قمر ولا نجوم ولا شجر .. تعني محمدا عليه أفضل الصلاة والسلام ؟ وشكراً .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعـد:
أما قول الشاعر : إذا الشعب يوماً أراد الحياة. فهو ينافي عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر التي هي ركن من أركان الإيمان ، فإرادة البشر تابعة لإرادة الله تعالى وليس العكس ، قال الله تعالى " وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " سورة التكوير ، الآية 29 ، وقال تعالى : " وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا " سورة الفرقان ، الآية 2 .
وأخرج مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة " ولكن هذا لا ينافي الأخذ بالأسباب والعمل بجد واجتهاد ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اعملوا فكل ميسر لما خلق له" متفق عليه ، وقال صلى الله عليه وسلم : " اعقلها وتوكل " رواه الترمذي وحسنه الألباني ، فالعمل من تمام التوكل على الله.
أما البيت الثاني: لولاه ما خلقت شمس ولا قمر ولا نجوم ولا شجر ، فهو من الغلو المنهي عنه في النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد ثبت عن البخاري عن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ، ولكن قولوا : عبد الله ورسوله.
قال ابن القيم : فهو أعظم الخلق عند الله وأرفعهم منزلة ، وذكره سبحانه بصفة العبودية في أشرف مقام مقام الدعوة والإسراء.
والله أعلم
2 ـــ انحراف عقدي لقول الشاعر: إذا الشعب يوما أراد الحياة . تنبيه لقناة المستقلة ولعموم المسلمين .
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
أما بعد :
فلقد طالعتنا قناة المستقلة بمسابقة " شاعر العرب " لاكتشاف وتكريم شعراء الفصحى في العالم العربي وجعلوا للفائز فيها جائزة قيمتها " 300,000 " دولار أمريكي ، أي ما يعادل : مليون ومائة وخمسة وعشرون ألف ريال سعودي واشترطوا على المرشحين للمسابقة إرسال ثلاث قصائد في ثلاثة موضوعات مختلفة .
وكان من هذه المواضيع الثلاثة موضوع عن أشواق الحرية وحب الأوطان وحقوق الإنسان،
ومثلوا لهذا الموضوع للتقريب والتشبيه بقصيدة أبي القاسم الشابي
" إذا الشعب يوما أراد الحياة ..... فلا بد وأن يستجيب القدر " .
وهنا وقفه لا بد للمرء أن يقف عندها لمعرفة حكم هذا القول ، فالسكوت وغض الطرف لا ينبغي والساكت عن بيانه آثم إن عرف الحق وكتمه .
يقول الشاعر أبو القاسم الشابي :
" إذا الشعب يوما أراد الحياة ..... فلا بد وأن يستجيب القدر "
قد تتعجب كثيرا وأن تقرأ هذه الأبيات تسمع من يصفها بالأبيات الرائعة ، ويستشهد بإشعارها في بعض المناسبات والكتابات ويجعلها دليلا على صحة كلامه ، بل وذهبت قناة المستقلة بأبعد من هذا عندما جعلت مطلع هذه القصيدة : تلك الأبيات ليكون مضرب مثل للتشبيه والتقريب ، وكل هؤلاء للأسف الشديد قد غفلوا عن الحكم الشرعي لهذه الأبيات .
فأقول وبالله التوفيق :
ما معنى القدر الذي أخضع الشاعر استجابته لإرادة الشعوب :
قال الحافظ : قال الكرماني : ( القدر : حكم الله .. .. .. فالقدر سر من أسرار الله تعالى اختص العليم الخبير به وضرب دون الأستار وحجبه عن عقول الخلق ، ومعارفهم لما علمه من الحكمة ، فلم يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب ) . انتهى من كلام السمعاني
قال الحافظ : أخرج الطبراني بسند من حديث ابن مسعود رفعه : " إذا ذكر القدر فأمسكوا " .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله : ( أن الإيمان بالقدر يتضمن أربعة أمور :
أولها : أن الله سبحانه قد علم ما كان وما يكون وعلم أحوال عباده وعلم أرزاقهم وآجالهم وأعمالهم وغير ذلك من شؤونهم .
ثانيها : كتابته سبحانه لكل ما قدره وقضاه قال تعالى : " قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ " . سورة ق ، الآية 4 .
ثالثها : الإيمان بمشيئته النافذه ، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، قال تعالى : " وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء " سورة الحج ، الآية 18 ، " وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " .سورة التكوير ، الآية 29 .
رابعها : خلقه سبحانه لجميع الموجودات لا خالق غيره ولا رب سواه ، قال تعالى " الله خالق كل شيء وهو على كل شيء قدير ) إ . هـ .
إذن يفهم من هذا أن الاستشهاد بهذا البيت وإشعاره واتخاذ قصيده مطلعها ذلك البيت مثلا فيه انحراف عقدي
والله تعالى يقول : " وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " . سورة التكوير ، الآية 29
فالخلق هو الخاضع لمشيئة الله عز وجل ، وليس قدر الله الذي هو إرادته ومشيئته من يخضع لإرادة البشر .
وبيت الشعر هذا فيه تألي على الله عز وجل ، وكأن ارادة الشعوب تفوق ارادة الله ، عياذا بالله
قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : " إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ، وكان عرشه على الماء " .
فينبغي التحذير والتنبيه من إشعار هذا البيت ، أو الاستشهاد به ، أو اتخاذه مثلا يضرب ، أو يتشبه به لتسلم للمسلم عقيدته .
كما ينبغي على القائمين في تلك القناة النصح لهم وحذف هذا البيت واستبداله بما هو خير منه
وما أجمل قول الشافعي رحمه الله على نقيض بيت الشعر هذا :
كما أتمنى من تلك القناة وضع موضوع بالشعر يتضمن الدفاع عن الدين والمعتقد الإسلامي ، ويكون الدفاع عن الأوطان انطلاقا من مبدأ ديني إسلامي ، يعتز فيه بالبطولات الإسلامية ، وأهمية الدين في النصر ، ويرثي فيه حال الأمة الإسلامية اليوم وتخاذلها عن نصرة دينها وشعوبها والحال المزري التي وصلت إليه الأمة الإسلامية .
منقول ......................
3 ـــ السؤال : ما حكم قول الشاعر : إذا المرء يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ؟
أجاب الشيخ " صالح الفوزان " حفظه الله :
( هذا كلام فاضي .. لا بد أن يستجيب القدر ؟! .. يعني إن المرء هو الذي يفرض على القدر أنّه يستجيب ؟! .. العكس القدر هو الذي يفرض على الإنسان .
هذا كلام شاعر الله أعلم باعتقاده .. أو أنّه جاهل ما يعرف .. على كل حال هذا كلام شاعر والله جل وعلا يقول : " وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ " سورة الشعراء ، الآية 224 ـ 225 .
ويقول أهل البلاغه عن الشعر " أعذبه أكذبه " .. هذا كلام باطل بلا شك ، " إذا المرء يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر " .. هذا مبالغة ، هذا يُنسب ..... للشابي شاعر جزائري من الشعراء المعاصرين .
بعض الناس وبعض الصحفيين يكتبون كتابات ســـــيئة يقول " يا ظُلم القدر " ، " يا ظُلم القدر " ، ظلمهُم القدر ! ، " يالسخرية القدر " ، هذا كلام باطل يؤدي إلى الكفر والعياذ بالله .. القدر يسخر ؟! القدر يظلم ؟! ) إ . هـ
R.N.N | شبكة رصد نداءات | يتنادى كثير من الناشطين والمنظمين بضرورة التشديد على دور اللجان الشعبية لحماية الثورة ومكاسبها وتفويت الفرصة على أصحاب النزعات الانتقامية وبعض الحذر من الحزم