سلام على تل الزعتر..يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث عائدا ..
يا تل الزعتر انا لا ننساك ..
فانت الذكرى والتذكار ..
الجبل الصامد فينا..
هل ينسى؟
التل ..جرح لا اكثر
والجرح يحلو بالزعتر .
ملك الثورات والثوار..
سيرو يا رفاق وشيدوا..
في كل زاوية ..تل زعتر
في كل واحد فينا
في اغلى امانينا
أحلام مستغانمى
الأحلام التي تبقى أحلاماً لا تؤلمنا، نحن لا نحزن على شيء تمنيناه ولم يحدث، الألم العميق هو على ما حدث مرة واحدة، وما كنا ندري أنه لن يتكرّر.
كان يعرف، أنّها إذا ابتسمتْ، فمعنى ذلك أنّها سمحتْ للشّمس أن تُشرق. وكان يعلم أنّها إذا ضَحِكت، فمعنى ذلك أنّها تريد أن تعذّب النّجوم فتتساقط عند قدميها. وكان يُدرِك أنّها إذا نظرتْ، فمعنى ذلك أنّها تريد للأزهار أن تتفتّح. وإذا نَطَقَتْ، فمعنى ذلك أنّها أَذِنَتْ لهذه الأزهار أن تفوح بالعِطر...!!! أيّ ملاكٍ تجتمع فيه الرَّحَمات مثلها. لا شكّ أنّها تجاوزتْ طِينيّتها لتصبحَ مخلوقةً من نور، وإلاّ فما معنى أنّه ينهمك في التّسبيح كلّما رآها، ويخشع كلّما مرّتْ في خاطره؟!!!
كان (واثق) يكبر في غفلةٍ من الزّمن؛ الزّمن الّذي ظلّتْ ساقيته تعلو حتّى أينعت الثّمرة؛ الثمرة التي كانت مزيجًا من الأحلام الّتي تكثّفتْ في قلبه حقلاً من الشّوك والورد؛ الورد الّذي غرسه أيّامَ كان يمشي على تُراب القرية؛ القرية الّتي غادَرها هو وعائلته من أجل النّسيان؛ النّسيان الّذي يصيبه النّسيانُ نفسُهُ فيعود إلى الذّاكرة؛ الذّاكرة الّتي تتشكّلُ إبرةً تخيط ما اهترأ في تلافيف الدّماغ مع تتابع الدّهور.
والتاريخ يسخر من ضحاياه
ومن أبطالِهِ “
يلْقي عليهمْ نظرة ويمرٌ “
هذا البحر لي
هذا الهواء الرٌطْب لي
واسمي
وإن أخطأت لفظ اسمي على التابوت
لي .
أما أنا وقد امتلأت
بكلٌ أسباب الر حيل
فلست لي .
أنا لست لي
أنا لست لي “ محمود درويش