يبدو لي أننا من الزعران، أنا مثلا أزعر، وأنت أيضا أزعر، وكل من حولي ومن حولك هم من الزعران. قد يبدو الأمر مستهجنا من بعضكم، ولكنه الواقع يا سادة، نحن جميعا زعران.
كم أسمع هذه الكلمة، وكم ترددت أمامي من الأم والأب، والصغير والكبير، والمعلم والمدير، والسائق والخفير. في البيت في المدرسة في السوق في الشارع في المخفر. الكل زعران.
لو سألت الأب عن ولده الصغير لقال لك: الأزعر جننا، مش عارفين نضبط سلوكه، كل يوم موقعنا بمشكلة. ولو سألت المعلم عن ابنك في المدرسة لقال لك: الأزعر ما بقعد، نازل ضرب بهالأولاد، وما بحل واجباته، والزعران أصحابه كثار.
لو حصلت لك مشكلة مع سائق لقلت: طلعت مع شوفير أزعر، أخذ مني اجرة زيادة، وطول الطريق " يطعم" ما خلصت من شر الأزعر إلا لما نزلت من السيارة.
الزعران في الجامعات كثار، كم أزعر طعن زميله، أو طخ بالمسدس في الهواء، والزعران في الحارة ما خلوا ولا سيارة من شرهم، حتى لمبات عمدان الكهرباء ما خلصت من زعرنتهم.
جارنا الأزعر وأولاده الزعران لا يكفون عن الصياح يوميا، والسب والشتم واللعن" من الزنار وتحت" وعندما طلب منهم " الحج أبو حسن" الكف عن الصياح قال له أحدهم الأزعر: عمي الحج روح إنظب، بلاش أكسر خشمك وخشم أولادك الزعران واحد واحد.
أن نفسي أحب أن أمارس الزعرنة منذ الصغر، وبتزعرن اليوم على أولادي الزعران، وبالمناسبة اليوم اتكفلت ابني الأزعر الكبير من المخفر، قال إيش: ضارب واحد أزعر من زعران الحارة، مشان يربي زعران الحارة.
.
كلمات مثل هذه الكلمة أصبحت ضاهرة في مجتمعنا الأردني وهنالك أمثلة كثيرة عليها
فمثلاً يتم تسمية أغلب شباب عمان الغربية ب "الطنط" لمجرد أنه من عمان الغربية بغض الطرف عن نوعية لبس الشاب أو سلوكه
وعلى الجانب الآخر يتم تسمية أهل الزرقاء وأبناء المخيمات ب "الدواوين".
لكن كلمة أزعر تغلغت في أروقة بيوتنا فترى أغلب أفراد العائلة يستخدمونها
أزعر زكرت أو زعر قد حاله ... أزعر هامل أو أزعر ساقط ...أعتقد أن الشخص هو من يغير في معنى هذه الكلمة ... فمثلاً عندما يفاجئنا صديق بفكرة رهيبة نقول:"هالازعر كيف عملها ؟!!" ....ولما واحد بسيء وبكب بلاه عالناس بنقول هاد واحد ازعر كبيب بلا !!!
ما اروعك يا ياسر