مقصلة العودة ( مونولوج ) - مقصلة العودة ( مونولوج ) - مقصلة العودة ( مونولوج ) - مقصلة العودة ( مونولوج ) - مقصلة العودة ( مونولوج )
بورتريه
ذهبت دالة وأتت أخرى، لم يعد الأمر عبارة عن مصفوفة ترتصف فيها الأحجار تكرم حيناً وتهان أحياناً، الوزن يذهب جفاءً هكذا دون أن يعتري كثيرين اهتمام اللحظة السابقة وربما ما قبل السابقة بهنيهة، زلت قدمه حين استذكر جوانب أخرى من التاريخ، أراد أن يتنفس الصعداء حتى لا يتهم بالتقصير، كيف لسمسار أن يستحوذ على كل ذرة تراب تحولت إلى طين هنا؟ تلمس جانب كرسيه البلاستيكي حرق يده، كان البلاستيك قد ذاب كفاية كي يلتصق بيده وينشأ حرقاً بسيطاً لكنه يلذع بقوة، حبست أنفاسه في فكرة كيف لسمسار أن يستحوذ وكلهم له كارهون؟ أتاه ذلك الهاجس حين قالت له أمه: (لا شيء مجاني في هذا العالم سوى ما تعتقد به، هو وحده من يكون مجانياً لك ولسواك، وحتى هو سيأتي يوماً ويطلب إليك الحساب، الآن تذكر هذا دائماً ولا تنساه) مد يده مرة أخرى إلى الكرسي ليلتقط المزيد من البلاستيك في يده عله ينشأ حروقاً أخرى تشغله عن حرقه الأساسي ويكون الأمر أن الألم يتوزع فينهي ذكرى آخر.
يحتاج إلى نصف دينارٍ إضافية، مجردة لا زيادة فيها ولا نقصان، ثم شغل نفسه مرة أخرى في تقطيع خيوط الكرسي، عاد مرة أخرى يحاول جاهداً أن يوضح الفرق بين مساحة وطن، وبين مساحة حرفين اشتد بهما الأمر ليندمجا سوياً رسم ( علّم ) ( عللم ) وهذا الوطن اشتد به الأمر ليكون أمر اعتياداً في ذهن الجموع، ذلك يحاول أن يحصل على تصفيق إضافي لا معنى له بان يدغم وطناً كاملاً في مجرد مدينة، يفتت الأجزاء هو وآخرون وتذهب مدن كبرى وشواطئ كبرى إلى جحيم سمسرتهم، هل يعقل أن تذهب مدن كاملة إلى حديث آخر لا يعرف ألف باء الحجارة هنا؟
أوتوغراف
_1_
في تلك المسودة التي طالما أنهكت قواه لم يجد بداً من الذهاب بأحلامه الغابرة القادمة تجاه مقطع موسيقي يتحد مع حزنه ربما، تذكر تلك الفتاة التي كانت له شغفاً وحباً، رحلت لأنه أراد ذلك، لكنه الآن ينتفض على غبار تلك الذكرى، يهمس صعيداً أنه لم يرد ذلك، بل جميعهم أرادوا ذلك وهو!!! نفذ إلى ما هو أبعد من كأس نبيذ تهمة عاجلة بالقصور، ذلك القصور الذي طالما طارده حدَّ غصب التنفس فتصبح القصة مجرد خائب على طريق خلى تماماً من كل سنديانة أو حتى من رائحة الشيحان الأسطوري، أستفاق كثيراً على غير عجل، لكنه الآن يحاول جاهداً أن يلتقط تلك الرائحة، التي تركزت في ذكراها، شيحان وهي قصة لا تكتمل، ويصبح سهره خالي الوفاض منهما، تذكر سمرة عاجلتهما وابتسامة سكنت عيناها كلما تقابلا، هل كان حقاً حبه الذي بحث عنه؟ أم أنه يهوى الأسى كغربته؟
تفاجئ في حزنه حين بدأ يدندن " سهيرة ليالي " حينها قرر أن الوقوف قبالة حلمه الصغير كقبلة شوق يجب أن يكون، قرر التوقف عن حالة الشرود التي تلازمه أكثر من واقعه، فانتقل من يأسه إلى يداه ينظر إليهما مرة أخرى، ضحك قليلاً فتلك حروق خمس نسيت وجودها، هل كان الأمر يستحق حقاً أن تبذل قصارى جهدك في إخماد ألم بألم؟ كان لا بد أن يفعل حسبما ما اعتقد بذلك، وهاهي النتيجة حتمية لا بد منها، إن كان شعب بأكمله غير قادر على اقتراح الألم بألم أكبر منه، فهل هناك طريق حقيقي كي ينبش قبر جده ويحرقه ملياً؟؟؟ ألا تبت قدماك ويداك وعيناك أما عرفت أن اللاحق غصة لا يشبهها شيء سوى الاغتراب؟
_2_
هل هي والغياب متلازمة لصنع الدهشة؟ أم أن عجزي الشخصي عن أي شيء حولني لفكاهة متنقلة لا معنى لها ولا قيمة، حتى التكرار ملّني ولم يعد يسلك إلي طريق...
ذهب بقلبه إلى ما هو أبعد من تحية غافلت سكون المكان، بدأ يدندن على غير مهل:
ترك بالروح حسراتي
ما صبت العين دم يسفح
علل وهموم والبين واليني
وسعير الشوق لو هاج ييذيني
الهجر كتـال وأنا بهالحال
أزور أحباب غياب عن عيني
تمهل قليلاً وأثاره السؤال مرة أخرى " أنتشيع لوطن!؟ " أم أن التراويد حكراً على خط يمانع ذاتك عما تريد، سقطت الأولويات تباعاً حتى أنجزت شكلاً مشوهاً للقائد، في جلسة قال له صديقه : أمن المحق أن أموت كأبا الفدا؟؟ وهل من المحق أن يكون أبا الفدا في نهاياته يتسول كأس شاي هنا، وفنجان قهوة هناك؟ سأعيش حياتي عادياً لا أحتاج إلى مزيد من دور الضحية، حينها لم يبق له أن يقول لصديقه سوى عش حياتك كما تريد، لكن لا تزرني في كهولتك تشتكي زوجةً لا تفهم معنى القلوب، غادره بعدها، ولم يلتفت إلى الوراء كثيراً، فهم بالنسبة إليه يتطفلون دائماً على أهزوجة نوحها هو ومداه المتسع، عاد ليرود بذات القصيدة
يا ريح الهاب وياك وديني
أزور أحباب غياب عن عيني
سفرهم طال وأنا بهالحال.
أزور أحباب غياب عن عيني
ليس الأذى أن تُبكي مسامع الآخرين، إنما الأذى أن تتطفل على واقعهم، لو يكتفي بأن يكون كما هو عليه؟ كما قدر له أن يكون؟ يتهمه البعض بالعنصرة وبالتقوقع على نفسه، وهو بدوره لا يدافع عن شيءٍ سوى كيف كان السمسار مكروهاً وأصبح لهم قائد، عاجلته ذاكرته بذلك المشهد الذي وقف فيه عظيم القادة يخطب منوهاً بأن " التلة دي " يراها ويكرر الجملة ثلاث مرات بفائق الإصرار، حين حضرت المعركة، لم يتعدى العدو تلك التلة، تمنى أن يكذب القائد وأن يتعدوها فيعيثوا خراباً في بيروت أكثر من هذا، يوقعون مقاصل أكثر وضحايا أكثر، لكن القائد صدق!!! علا صوته وكأنه استفاق من كابوس " أنا مغفل .. أنا مغفل .. كيف عرف القائد بهذا المكان؟؟؟؟؟؟؟؟ "
عجزُ البيت
فكـان :
أيا ريحاً فاحملي الروح واتكلِ
نقبل شوق غائب متقدِ
وطال الهجر والروح في سهدِ
أزور خليل قلبٍ ولا أزدِ
عليلاً أسقم نظري
بهذي الروح يلتهب
ووالي لفرقاه بسهد نحيا و نضطرب
فلا ظل لروح قنت لتلتجئ
أيا ريحاً فاحملي الروح واتكلٍ
ورقي النسم أيا ريحا
لعين علّها الضيم.... وأدماها وأبكاها
تقبل شوقها زاد ..بحجر النار تتقدِ
أيا ريحاً فاحملي الروح واتكلِ
زين له الشعر مساحةً أخرى خلت تباعاً من الزعيم، شعر بأن حلقه غص حين مرر هذا الاسم في ذاكرته، تلك الحسكة التي لا تقبل النزول أو الخروج، تقف على قبالة من أمر راحته ،صغيرة الشأن قمامة طعام، لكنها تلتصق تماماً كي تحرق تلك المتعة حين ينتشي بوجبة لا الزعيم فيها، ولا حتى أبو الفدا... استجمع قواه وقال : مجرد خائن، أو ربما عربيد، بطريقة أو بأخرى هو كذلك، زعيم يخلق خمسون كمثله، لن يعتذر لنفسه عن صبيانية جعلته يؤكد أن القضية هي نحن، أن نذهب إلى أعماق أحلامنا، شيء يرواد قلبه بأنه في خانة غير المرغوب بهم هنا" نعم غير مرغوب بك بكل اختصارات الجمل، لمَ تحضر هذه الجمل متأخرة؟ لو؟ حسناً يكن أن تقال صراحة، فلست أهلاً لغير ذلك، تلك أحضان اختصرتك واختصرت عرقك ودمك وجهدك وكل ما لديك شانك وذاتك وحياتك وحتى ألمك بخانة تعبيرية سخفت دماء رفاقك، هل يعلمون أن هذا المكان كان يوماً مسرحاً لأحلام العائدين؟ من فكر أول مرة بأن تكون الدماء كأساً وجائزةً يفخر الناس بها لا بد أنه خائن كمثل " التلة دي "، لا لا نعترف أن المال، نعم المال وحده هو من أجبر قلوب البسطاء أن ينسوا أن فلسطين لا تختصر بكرة قدم؟ سجن المحطة يشهد بذلك، وزاهر زاهر ويل لي منه حين يحضر، زاهر هل أصبح مباراة وصفقة ومال يبتز الجميع؟ كيف انتهى الأمر لنصيح هـــــــــــــالوليا تحيا كرة القدم؟ وتفنى كل جرأة تفصل الرأس وتدحرجه وتبقيك على مسافة واحدة كعدوك من فهم ماذا يعني أن تصبح لاجئاً تحتفي خارج أسراب أمك وجدتك التي لعنت والدها ألف مرة حين زوجها طفلة تلعب الحجلة، وحين تؤكد ذلك وتنتصر لها، ترمقك رحم الله والدي وزوجي فقد كانا نعم الرجال.
رائع جدا بل ومن اجمل ما قرات في المنتدى الادبي من حديث للنفس ... وصفك وما يتخلله من ابيات شعريه تحاكي النص والواقع
ابدعت اخيتي بهذه السطور الرائعه
والخوف كل الخوف ان يأتي جيل ينسى الوطن والقضيه ويكون اكبر همه فوز فريقه بالبطولة العالميه !!
قرأتها لأكثر من مرة ما لفت انتباهي تلك النقطة السوداء في الثوب الأبيض
مجرد خائن، أو ربما عربيد، بطريقة أو بأخرى هو كذلك، زعيم يخلق خمسون كمثله،
خمسون أم خمسين ؟
زعيمٌ يُخَلّقُ خمسون كمثله.... فيعاب علي أني لم أستخدم التشكيل المناسب حتى تبرر الحركة الإعرابية المناسبة... خمسون بدل مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ... البدل هنا يتبع [ هو ] وهو : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
مي تتحدثين عن واقع مرير نعيشه كل يوم, عن نار تغلي في الصدر جراء سياسات السماسرة و العيش كلاجئين بعيدين عن الوطن, ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: اما ان لنا ان نصحح المسار او بالأحرى السير على درب من حاول تصحيح المسار و قضى نحبه شهيدا...فلسطين تحتاج منا الكثير تحتاج منا الايمان المطلق بأن اللجوء ما هو الا محطة انتظار و الايمان التام ان العودة حق يجب ان نسعى اليه و ان ننتزعه.... لربما تحول الخيمة الى بيت طين وزينكو و من ثم الانتقال من المخيم الى الاماكن الاخرى في الشتات قد جعلنا نتأقلم على واقعنا كلاجئين و نرضى به...كم تنميت ان تبقى الخيمة ضيقة على من احتضنتهم وكم تمنيت ان يبقى الشعور في البرد شتاءا وبالحر صيفا في هذه الخيمة بلا نهاية لان ذلك فقط ما يصنع التمرد على واقع مرير......
همسة : نشتاق كثيرا الى كتاباتك ايها الثائرة و يا حبذا لو تزويدينا بالاماكن الاخرى التي تكتبين فيها فأنا من عشاق هذا النوع من الكتابات...
رائع جدا بل ومن اجمل ما قرات في المنتدى الادبي من حديث للنفس ... وصفك وما يتخلله من ابيات شعريه تحاكي النص والواقع
ابدعت اخيتي بهذه السطور الرائعه
والخوف كل الخوف ان يأتي جيل ينسى الوطن والقضيه ويكون اكبر همه فوز فريقه بالبطولة العالميه !!
الصدق كما يقال في كل مرحلة يفاجئ الشتات الفلسطيني بجيل لا ينفك عن التذكر، لكن إن أردنا أن نتخوف دائماً فنحن نصرخ في وجه السماسرة وغوغائهم.
مي تتحديثين عن واقع مرير نعيشه كل يوم, عن نار تغلي في الصدر جراء سياسات السماسرة و العيش كلاجئين بعيدين عن الوطن, ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: اما ان لنا ان نصحح المسار او بالأحرى السير على درب من حاول تصحيح المسار و قضى نحبه شهيدا...فلسطين تحتاج منا الكثير تحتاج منا الايمان المطلق بأن اللجوء ما هو الا محطة انتظار و الايمان التام ان العودة حق يجب ان نسعى اليه و ان ننتزعه.... لربما تحول الخيمة الى بيت طين وزينكو و من ثم الانتقال من المخيم الى الاماكن الاخرى في الشتات قد جعلنا نتأقلم على واقعنا كلاجئين و نرضى به...كم تنميت ان تبقى الخيمة ضيقة على من احتضنتهم وكم تمنيت ان يبقى الشعور في البرد شتاءا وبالحر صيفا في هذه الخيمة بلا نهاية لان ذلك فقط ما يصنع التمرد على واقع مرير......
همسة : نشتاق كثيرا الى كتاباتك ايها الثائرة و يا حبذا لو تزويدينا بالامكان الاخرى التي تكتبين فيها فأنا من عشاق هذا النوع من الكتابات...
كإجابة سريعة: لست أبعد عن عناوين الوحدات صديقي، فهنا وهناك محلة فيها أصابني غضب أم لم يصبني أرتضي وأكتب وأستقر.
احسنت اخيتي بحديثك عن سماسرة القضيه ذكرتني بابيات كنت قد كتبتها عن اؤلاء السماسره الذين يبيعون وطنهم وقضيتهم لا اقول فقط لمصالحهم المحضه بل لانهم عملاء وجواسيس من احد اسسهم مساعدة الكيان الصهيوني على الاستقرار مقابل ضرب حريتنا ووحدتنا ..
ايا سماسرة القضيةِ ما كفاكم ذُلنا ؟ !!
ام انتمُ ادقنتموا وعشقتموا هونَنا ؟!!
ابدلتمونا خيراً كثيراً بالقليل ..
ورضيتموا طوعاً وكرهاً باليسير ..
اخرجتمونا من حسابات الزمان ..
ادخلتمونا سلة النسيان !!
اما كفاكم ذُلنا أم هل عشقتم هوننا ؟!!
وضحي المقصود ب مقصلة ؟؟؟؟
ماذا قصدتي ب الغابره القادمه ( بأحلامه الغابرة القادمة ) ...!!!
كل جواب صح بعلامه
والمقصلة هي أداة الإعدام التي استخدمت في فرنسا وهي عبارة عن أداة لفصل الرأس عن الجسد، أما ماذا قصدت بها، فهي كل تلك المشاعر التي قدمت على طبق إعدام وطن كامل، وعاث السماسرة فيها فساداً فما عاد اللاجئ يجد تضحياته وتاريخه سوى كرأس وضع على طرف بعيد فصل عن جسده " الوطن "
أما الجملة الثانية وهي مجتزأة عن بداية الأوتوغراف وأقول فيها: " في تلك المسودة التي طالما أنهكت قواه لم يجد بداً من الذهاب بأحلامه الغابرة القادمة تجاه مقطع موسيقي يتحد مع حزنه ربما" ، فكنت أستطيع أن أفصل الجمل تباعاً وأقول مثلا:" في تلك المسودة التي طالما أنهكت قواه لم يجد بداً من الذهاب إلى أحلامه، كانت تلوح دائماً وتتقدم من مقطع موسيقي ... إلخ " إنما وجدت أنني أستطيع أن أختصر ( كانت تلوح وتتقدم بالقادمة أو تعبير يشابه الجملة " كانت تلوح وتتقدم" ) واعتمدت قاعدة أن العرب يجزلون في الكلام والرواية، ولا ينشأون تفاصيل قد تضعف النص وتضعه في حالة الركاكة.