عيدٌ بلا رحمة ..قصة من واقع مرير تجرعت مرارتها - عيدٌ بلا رحمة ..قصة من واقع مرير تجرعت مرارتها - عيدٌ بلا رحمة ..قصة من واقع مرير تجرعت مرارتها - عيدٌ بلا رحمة ..قصة من واقع مرير تجرعت مرارتها - عيدٌ بلا رحمة ..قصة من واقع مرير تجرعت مرارتها
بسم الله الرحمن الرحيم
لست أرائي أحداً ولست أنمق الكلام حين أقول أن القهر الذي في داخلي أثناء نثر هذه الحروف هنا لو وضع على جبل لأرداه حطاماً !!، يا إلهي كم هو مؤلم أن تعيش القصة ولا تملك سوى القهر و الحيرة وكم مؤلم أن ترتج دموعك في عينيك ولا تجرؤ على إخراجها خوفاً على رباطة جأش من أمامك !.
فتغتالني اللحظات لأصبح أسير الموت الذي أحدثه الصمت المرعب !،فأن تقسوا الدنيا على الإنسان لتمسح من ملامحه كل ما يدل أو يشير الى الحياة وما يكاد يقتل كبدي أن أرى الهم يفيض قهراً من محيّا شاب لم يتجاوز عمره السادسة عشر عاماً ،لتعتريه هموم الدنيا وكأنه تخطى مراحل الحياة الثلاث ليرتمي في أحضان اليأس الذي أوجدته هذه الحياة القاحلة بالخير وحتى بالانسانية !!.
القصة بدأت وأنا أرى الطالب "أ" وقد أغلق كتابه و دفتره و كان شارد الذهن ،مما أثار حفيظتي كمعلم ليتوارد في ذهني للوهلة الأولى أنه نوع من اللامبالاة لدى هذا الطالب فأوقفته لكي استفسر منه لعدم اكتراثه واستخدمته كصورة سيئة للطالب المهمل !، جلس الطالب وعدت أنا لأكمل شرحي للدرس ومضى خمس دقائق لأسمع بعدها بكاءً صارخ فدموع يحبسها الجسد وتنهيدات تفضح الألم ومن ثم سيل من الدمع الصامت يصحبها سيمفونية آهات قاتلة ،لم أقدر أن أتعامل مع الموضوع بحيثياته في الوهلة الأولى فتركته قليلاً يخرج مكنوناته الدفينة التي أرهقته حتى حد الانفجار، بعد أن هدء قليلاً ..استدعيته أستفسرت استفساراً أولياً أعرف جوابه مسبقاً وهو الرفض عن الافصاح فطلبت منه أن يذهب ليغسل سواد القهر في وجنتيه لينتظرني أمام غرفة المعلمين كي اسهب معه لأنه اجتاحني قهر بقهره وألمٌ بألمه لا أدري لماذا رغم تعاملنا مع الكثير من الحالات .
لنختصر الحديث جاءني الطالب ولم يهدأ بعد فأثار التعب على تنهيداته و انفاسه التي تتسارع طلبت منه أن يجلس وجلسنا وحدنا والترقب يكاد يقتلني فطلبت منه ان يفضفض عن همه و يخبرني فاذا به يجهش في البكاء ثانية و يصرخ أخوتي أخوتي ..فقلت له و هل أخوتك يتعرضون لك بالضرب فقال لا لا لا ..أخوتي صغار "بدي ايهم أحسن من الناس"..."بدي اياهم يعيدو زي العالم ومش قادر" ..توقفت قليلاً ومن ثم استرسلت لكي أستوعب الموقف فقلت له هل والدك متوفي ،لتاتي الصاعقة فلم يكن أباه متوفياً بل كان أباه يعيش فرحة العيد في مصر مع زوجته الأخرى ويقبع أبنه الشاب أسير مسؤولية يعصب رجال اليوم عليها ،الاب له محل لبيع الأقراص المدمجة "cd, dvd" في وسط البلد الا أن الرزق هو بيده سبحانه و تعالى فقال لي الفتى ان رغم ان المحلات المجاورة يشتد سوقها الا ان محلنا لا توطأه الأقدام هذه الفترة ...وما عدت استطيع ان أسدد الالتزامات ...افتح المحل من بعد الظهر و حتى الساعة الثالثة فجراً ،حتى أنني أتي الى المدرسة ولم تلبث عيناي ان رأت النوم ،أحب الرياضيات وهي المادة الوحيدة التي تروق لي ولكنني ضقت ذرعاً فأنا أراسل أبي و اقول له عن الحال فيقول لي "الله كريم" ومن ثم يطلب مني ان ابعث له بحوالة 100 دولار لكي يعييد على عماتي هناك...!!. لم يأبه الأب لنداءت هذا الشاب الصغير فيكمل القصة يقول لي لقد عجزت لدي خمسة أيام قبل العيد ويجب أن أؤمن لأختي كسوة العيد فأنا أضع معها دينارين كل يوم حتى تكمل ثمن كسوتها وقد رصدت لها بما يقارب الاربعون دينار لم أجمع نصفهم ولأخي الاصغر مبلغ 20 ويبقى أخوين الصغيرين فقد رصدت لهما مبلغ عشرون ..ولم أجمع شيء وقد اشتريت ثلاث "جاكيتات" لاخواني بالتقسيط أسدد في كل يوم خمسة ..وهناك مصروف البيت ..وهناك الجمعية ..وهناك أخي الاكبر الذي يعمل عاملاً في منجرة يسدد ديونه و يأخذ مصروفه اليومي مني أيضاً و هناك ... القصة لم تكن بالحاجة التي يعانيها هذا الطالب بل بهذا الهم الثقيل الذي يعجز عنه الكبار فصعقت بمقدرته على التخطيط و حساب المصروفات وما أثارني و قهرني أكثر أنه يرفض أي مساعدة و قال لي "طالما ربي معطيني الصحة ان شاء الله ما بحتاج حدا"...يا الهي كم مؤلم أن يعيش هذا الطفل هذه المرحلة الصعبة ،كم هو مرهق مجرد التفكير بالهم الذي يحمله هذا الشاب الصغير .... قدمت له المساعدة و رفض فتحايلت عليه بالدين ليعد علي في اليوم الثاني و يقول ،أستاذي اشكرك ان شاء الله تفرج ،ارجوك اعفيني من الدين ,,,,!!
الطالب "أ" من الصف التاسع أعاد صفه مرتين !!،ولا أحد يدري الاسباب ولا أحد يدري به الا انه طالب غير مجتهد !!،الطالب "أ" فضفض و بكى أما أنا فما زلت أبكي في داخلي المرهق و حروفي تتلعثم بشفاهي التي أكلهما الصمت القابع في ضمائرنا ،،،ليولد مولوداً جديداً اسمه أيضاً ...صمت البشر
كم هي مؤلمة هذه القصة وكم هو مؤلم الفقر و الاشد ألما ان لا تملك الحلول لمشاكل كثيرة في مجتمعاتنا ضحيتها الشباب.... حقيقة لا استطيع ان اعبر فلربما الصمت اكثر تعبيرا في مثل هكذا حالات.....
[B][SIZE=4][I][FONT=Arial Narrow]بسم الله الرحمن الرحيم
لست أرائي أحداً ولست أنمق الكلام حين أقول أن القهر الذي في داخلي أثناء نثر هذه الحروف هنا لو وضع على جبل لأرداه حطاماً !!، يا إلهي كم هو مؤلم أن تعيش القصة ولا تملك سوى القهر و الحيرة وكم مؤلم أن ترتج دموعك في عينيك ولا تجرؤ على إخراجها خوفاً على رباطة جأش من أمامك !.
فتغتالني اللحظات لأصبح أسير الموت الذي أحدثه الصمت المرعب !،فأن تقسوا الدنيا على الإنسان لتمسح من ملامحه كل ما يدل أو يشير الى الحياة وما يكاد يقتل كبدي أن أرى الهم يفيض قهراً من محيّا شاب لم يتجاوز عمره السادسة عشر عاماً ،لتعتريه هموم الدنيا وكأنه تخطى مراحل الحياة الثلاث ليرتمي في أحضان اليأس الذي أوجدته هذه الحياة القاحلة بالخير وحتى بالانسانية !!.
الطالب "أ" من الصف التاسع أعاد صفه مرتين !!،ولا أحد يدري الاسباب ولا أحد يدري به الا انه طالب غير مجتهد !!،الطالب "أ" فضفض و بكى أما أنا فما زلت أبكي في داخلي المرهق و حروفي تتلعثم بشفاهي التي أكلهما الصمت القابع في ضمائرنا ،،،ليولد مولوداً جديداً اسمه أيضاً ...صمت البشر
صمت البشر
ان للقصة بعدين اثنين ..
البعد الاول :
قصة الشاب المحزنة بتفاصيلها بما فيها من مشاعر البنوة والابوة المتداخلة في زمن قاحل حتى بالانسانية كما قلت
اب لا يلتفت الى مشاعر ابنائه ..و فتى يتبنى اخوته ان جاز التعبير
سمفونية الحزن ذي لن تستمر باذن الله ..
وارى لدى الشاب ارادة مذهلة و عقلا راجحا..وسيكون الله في العون
البعد الثاني :
اي روح تمتلك ؟ انا فعلا اقف حائرة ..ان قلبك الذي يحمل اجمل معاني الانسانية لهو قلب نادر ..كيف لك القدرة على ان تستشعر آلام وجراح الآخرين ..انت بحق سمفونية انسانية الحانها القيم والمباديء
اعجز فعلا..وما علي الا ان احيي روحك
واتنفس قليلا بعيدا ..لاعود لاحقا
ارق التحايا
دمتم بعز
أرجو أن تكون هذه القصة موقظة لمن يقرؤها من الآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات، والأصدقاء والصديقات.
المعلمة
قصة يخسر من لا يقرأئها و يندم من لا يتعلم منها ثلاث دقائق فقط
حين وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة، وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها، نظرت لتلاميذها وقالت لهم: إنني أحبكم جميعاً، هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي، يدعى تيدي ستودارد.
لقد راقبت السيدة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال، وأن ملابسه دائماً متسخة، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج، وقد بلغ الأمر أن السيدة تومسون كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط، وتضع عليها علامات x بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة "راسب" في أعلى تلك الأوراق.
وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السيدة تومسون، كان يطلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ، فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بتيدي في النهاية. وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما!!
لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي: "تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة. إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام، وبطريقة منظمة، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق".
وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: "تيدي تلميذ نجيب، ومحبوب لدى زملائه في الصف، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب".
أما معلمه في الصف الثالث فقد كتب عنه: "لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه.. لقد حاول الاجتهاد، وبذل أقصى ما يملك من جهود، ولكن والده لم يكن مهتماً، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات".
بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع: "تيدي تلميذ منطو على نفسه، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة، وليس لديه الكثير من الأصدقاء، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس".
وهنا أدركت السيدة تومسون المشكلة، فشعرت بالخجل والاستحياء من نفسها على ما بدر منها، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق، ما عدا تيدي. فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم انتظام، في ورق داكن اللون، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط.. ولكن سرعان ما كف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها. ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي! !
وعندما غادر التلاميذ المدرسة، انفجرت السيدة تومسون في البكاء لمدة ساعة على الأقل، لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة!، ومنذ ذلك اليوم توقفت عن تدريس القراءة، والكتابة، والحساب، وبدأت بتدريس الأطفال المواد كافة "معلمة فصل"، وقد أولت السيدة تومسون اهتماماً خاصاً لتيدي، وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع، وبنهاية السنة الدراسية، أصبح تيدي من أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل، وأبرزهم ذكاء، وأصبح أحد التلايمذ المدللين عندها.
وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسون مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي، يقول لها فيها: "إنها أفضل معلمة قابلها في حياته".
مضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكرة أخرى منه. ثم بعد ذلك كتب لها أنه أكمل المرحلة الثانوية، وأحرز المرتبة الثالثة في فصله، وأنها حتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته.
وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك، تلقت خطاباً آخر منه يقول لها فيه: "إن الأشياء أصبحت صعبة، وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها، وإنه سوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى، وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن".
وبعد أربع سنوات أخرى، تلقت خطاباً آخر منه، وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس، قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته، ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء، دكتور ثيودور إف. ستودارد!!
لم تتوقف القصة عند هذا الحد، لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع، يقول فيه: "إنه قابل فتاة، وأنه سوف يتزوجها، وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين، وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه، وقد وافقت السيدة تومسون على ذلك"، والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة مضت، والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة، والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطّرها بالعطر نفسه الذي ذَكّرهُ بأمه في آخر عيد ميلاد!!
واحتضن كل منهما الآخر، وهمس (دكتور ستودارد) في أذن السيدة تومسون قائلاً لها، أشكرك على ثقتك فيّ، وأشكرك أجزل الشكر على أن جعلتيني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون مبرزاً ومتميزاً.
فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها: أنت مخطئ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبرزة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتى قابلتك.
(تيدي ستودارد هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم مركز "ستودارد" لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست في ديس مونتيس ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعد من أفضل مراكز العلاج ليس في الولاية نفسها وإنما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية).
إن الحياة ملأى بالقصص والأحداث التي إن تأملنا فيها أفادتنا حكمة واعتباراً . والعاقل لا ينخدع بالقشور عن اللباب، ولا بالمظهر عن المخبر، ولا بالشكل عن المضمون.
يجب ألا تتسرع في إصدار الأحكام، وأن تسبر غور ما ترى، خاصة إذا كان الذي أمامك نفساً إنسانية بعيدة الأغوار، موّارة بالعواطف، والمشاعر،
والأحاسيس، والأهواء، والأفكار.
أرجو أن تكون هذه القصة موقظة لمن يقرؤها من الآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات، والأصدقاء والصديقات.
أرجو أن تكون هذه القصة موقظة لمن يقرؤها من الآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات، والأصدقاء والصديقات.
المعلمة
قصة يخسر من لا يقرأئها و يندم من لا يتعلم منها ثلاث دقائق فقط
حين وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة، وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها، نظرت لتلاميذها وقالت لهم: إنني أحبكم جميعاً، هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي، يدعى تيدي ستودارد.
لقد راقبت السيدة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال، وأن ملابسه دائماً متسخة، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج، وقد بلغ الأمر أن السيدة تومسون كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط، وتضع عليها علامات x بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة "راسب" في أعلى تلك الأوراق.
وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السيدة تومسون، كان يطلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ، فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بتيدي في النهاية. وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما!!
لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي: "تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة. إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام، وبطريقة منظمة، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق".
وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: "تيدي تلميذ نجيب، ومحبوب لدى زملائه في الصف، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب".
أما معلمه في الصف الثالث فقد كتب عنه: "لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه.. لقد حاول الاجتهاد، وبذل أقصى ما يملك من جهود، ولكن والده لم يكن مهتماً، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات".
بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع: "تيدي تلميذ منطو على نفسه، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة، وليس لديه الكثير من الأصدقاء، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس".
وهنا أدركت السيدة تومسون المشكلة، فشعرت بالخجل والاستحياء من نفسها على ما بدر منها، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق، ما عدا تيدي. فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم انتظام، في ورق داكن اللون، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط.. ولكن سرعان ما كف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها. ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي! !
وعندما غادر التلاميذ المدرسة، انفجرت السيدة تومسون في البكاء لمدة ساعة على الأقل، لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة!، ومنذ ذلك اليوم توقفت عن تدريس القراءة، والكتابة، والحساب، وبدأت بتدريس الأطفال المواد كافة "معلمة فصل"، وقد أولت السيدة تومسون اهتماماً خاصاً لتيدي، وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع، وبنهاية السنة الدراسية، أصبح تيدي من أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل، وأبرزهم ذكاء، وأصبح أحد التلايمذ المدللين عندها.
وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسون مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي، يقول لها فيها: "إنها أفضل معلمة قابلها في حياته".
مضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكرة أخرى منه. ثم بعد ذلك كتب لها أنه أكمل المرحلة الثانوية، وأحرز المرتبة الثالثة في فصله، وأنها حتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته.
وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك، تلقت خطاباً آخر منه يقول لها فيه: "إن الأشياء أصبحت صعبة، وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها، وإنه سوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى، وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن".
وبعد أربع سنوات أخرى، تلقت خطاباً آخر منه، وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس، قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته، ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء، دكتور ثيودور إف. ستودارد!!
لم تتوقف القصة عند هذا الحد، لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع، يقول فيه: "إنه قابل فتاة، وأنه سوف يتزوجها، وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين، وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه، وقد وافقت السيدة تومسون على ذلك"، والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة مضت، والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة، والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطّرها بالعطر نفسه الذي ذَكّرهُ بأمه في آخر عيد ميلاد!!
واحتضن كل منهما الآخر، وهمس (دكتور ستودارد) في أذن السيدة تومسون قائلاً لها، أشكرك على ثقتك فيّ، وأشكرك أجزل الشكر على أن جعلتيني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون مبرزاً ومتميزاً.
فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها: أنت مخطئ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبرزة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتى قابلتك.
(تيدي ستودارد هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم مركز "ستودارد" لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست في ديس مونتيس ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعد من أفضل مراكز العلاج ليس في الولاية نفسها وإنما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية).
إن الحياة ملأى بالقصص والأحداث التي إن تأملنا فيها أفادتنا حكمة واعتباراً . والعاقل لا ينخدع بالقشور عن اللباب، ولا بالمظهر عن المخبر، ولا بالشكل عن المضمون.
يجب ألا تتسرع في إصدار الأحكام، وأن تسبر غور ما ترى، خاصة إذا كان الذي أمامك نفساً إنسانية بعيدة الأغوار، موّارة بالعواطف، والمشاعر،
والأحاسيس، والأهواء، والأفكار.
أرجو أن تكون هذه القصة موقظة لمن يقرؤها من الآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات، والأصدقاء والصديقات.
اخي يزن هل تابى انت والمشرف الا ان تذيقونا من كاس الحزن؟
ارجو ان يقتدي الطالب الذي حكى عنه المشرف بتيدي
رائعة اقلامكم
متابعة
اخي بعرف اناس وضعهم مشابه
لكن كثيرا ما اتسأل كيف يفكر اولئك
الاباء كيف يعيشون على
الحساب مستقبل ابنائهم
حمى الرحمن ذاك الشاب وعوضه خيرا
اخي !!
حماك الله وجعلك من اهل الصلاح والخير
الله يبارك فيك يا رنين ...
المؤلم ان القسوة هذه سببهاالجهل الذيلا يعيه هؤلاء الاباء اوالامهات ،،، لاادري بحكم عملي مدرسا أعيش واقع مرير و مؤلم فالجهل المطقع يحعلك تبكي مجتمع باكمله
في حفظ الله يا رنين !!
صمت البشر يا رجل غير لقبك الى مبدع البشر
اعتقد ان الاستثمار بالاولاد هو اهم استثمار قد ينجح به الاب اذا استثمر صح
ولكن احيانا تحكم الاب ظروف ماديه فلا يستطيع ان يقوم بواجبات اولاده على اكمل وجه
كان الله في عون الناس يا دياب
يا لقساوة القلوب اي صنف من الاباء ذاك الرجل
في الحقيقة اعجبتني قصة الاخ يزن ايضا
بالفعل التعامل مع الاطفال احيانا يحتاج الى احتراف وخبرة كل حسب طبيعته وواقعه الاجتماعي
بالنسبة للتسرع اسوأ ما واجهني اثناء عملي عندما صرخت احدى المرات بوجه طالبة تأكل الشوكولا اثناء الدرس فقالت لي بنبرة حزن انها مصابة بداء السكري وهي بحاجة لان تأكل شيء حلو
وقتها صدمت وشعرت بالالم والحرج...
كان الله في العون
كم هي مؤلمة هذه القصة وكم هو مؤلم الفقر و الاشد ألما ان لا تملك الحلول لمشاكل كثيرة في مجتمعاتنا ضحيتها الشباب.... حقيقة لا استطيع ان اعبر فلربما الصمت اكثر تعبيرا في مثل هكذا حالات.....
هو الصمت كذلك فتباً للصمت فما أرهقنا سوى الصمت الذي يعرينا وهو قد تحول كبت في دواخلنا المرهقة أيضاً بل المهترئة ...
كان الله في العون أخي يزن .. وهونها الله على هذه الامة ...
لا ادري كم تأثرت عندما تذكرت قول عمر بن الخطاب باكياً "لو أن دابة في العراق تعثرت لسئلت عنها "لماذا لم أعبد لها الطريق " ...فكيف بأب لم يمهد الطريق ولا سبل العيش لهذه العائلة الكاملة
الطالب "أ" من الصف التاسع أعاد صفه مرتين !!،ولا أحد يدري الاسباب ولا أحد يدري به الا انه طالب غير مجتهد !!،الطالب "أ" فضفض و بكى أما أنا فما زلت أبكي في داخلي المرهق و حروفي تتلعثم بشفاهي التي أكلهما الصمت القابع في ضمائرنا ،،،ليولد مولوداً جديداً اسمه أيضاً ...صمت البشر
صمت البشر
ان للقصة بعدين اثنين ..
البعد الاول :
قصة الشاب المحزنة بتفاصيلها بما فيها من مشاعر البنوة والابوة المتداخلة في زمن قاحل حتى بالانسانية كما قلت
اب لا يلتفت الى مشاعر ابنائه ..و فتى يتبنى اخوته ان جاز التعبير
سمفونية الحزن ذي لن تستمر باذن الله ..
وارى لدى الشاب ارادة مذهلة و عقلا راجحا..وسيكون الله في العون
البعد الثاني :
اي روح تمتلك ؟ انا فعلا اقف حائرة ..ان قلبك الذي يحمل اجمل معاني الانسانية لهو قلب نادر ..كيف لك القدرة على ان تستشعر آلام وجراح الآخرين ..انت بحق سمفونية انسانية الحانها القيم والمباديء
اعجز فعلا..وما علي الا ان احيي روحك
واتنفس قليلا بعيدا ..لاعود لاحقا
ارق التحايا
دمتم بعز
البعد الأول ... خلقنا الله هكذا وسمي الواحد منا انساناً وان لم نملك تلك الخاصية الانسانية سقطت التسمية عنا ... الرسول عليه الصلاة و السلام كان رفيقاً بابهائم فكيف البشر ...
وصدقاً رفقاً بالبشر يا بني البشر !!!!
أما العد الثاني فأحترم شعورك هذا وأن اطرائك هذا هو راس مالي الذي افتخر به في هذه الدنيا ....
يسعدني مرورك دوماً وفي أي وقت ؟؟؟
كوني في حفظ الخالق ..فليرعاك باذنه ..