إنطلاقاً من واجبنا تجاه قضيتنا و الذي يُحتم علينا العمل ليلاً و نهاراً بما أُتيحَ لنا مِن إمكانات في مجالات واقعنا الأليم , فإنني سأقوم بإذن الله بطباعة صفحات كتاب "الأسطورة الصهيونية و الإنتفاضة الفلسطينية" بين أيديكم حتى يُتاح لنا ربط بعض حبال الواقع و ما يجري في الخفاء و إستحضاره في مخيلتنا و نعكس صورة واضحة أمام أعيننا حتى يتسنى لنا رؤية ما يبتغي أعداؤنا الصهاينة فعله او بالأحرى ما شَرَعَوا في فعله منذ أمدٍ ليس بالقصير,,,, فربما يساعدنا بعض ما سنقرأ في إخراج أفكار تكون نواة لمشروع حقيقي و واقعي و مخلص من أجل تحرير الأرض, , , فيكفينا تشريداً كل تلك السنين , , , لن ننال حرية وطننا إلا بعد أن نعمل و نعمل و نعمل,,,,نسأل الله أن يستخدمنا ولا يستبدلنا و أن ننال شرف تحرير الأرض و ليكن بعدها الموت فليس لنا في هذه الحياة مُبتغىً بعد مرضاة الخالق سوى تحرير و إستعادة أرض فلسطين.
المحاور الأساسية التي ستُسرد تباعاً بإذن الله تعالى:
(1)الباب الأول: مفهوم الذات الصهيونية بين الأسطورة والواقع.
(1)الباب الأول: مفهوم الذات الصهيونية بين الأسطورة والواقع-دراسة إستطلاعية-
مقدمة:
بغروب شمس عام 1997 تكون دورة التاريخ قد إكتملت, و نعني مرور مئة عام على على الصهيونية, و في الوقت الذي شغلت إسرائيل نفسها طوال عام كامل بالإحتفال بهذا الحدث , وذلك من خلال مظاهرات سياسية و ثقافية شتى, هدفت إلى تقييم حصيلة هذا القرن الممتد الذي زخر بالأحداث السياسية الدراسية و آزدحم بالحروب الإسرائيلية العربية الدامية, وذلك على الجبهات السياسية و الإقتصادية الإجتماعية والعلمية والتكنولوجية, فإن الدوائر الفكرية العربية لم ترق مستوى أهمية الواقع, ولم تشغل نفسها-كما كان ينبغي ان تفعل- بتحليل هذا القرن الصهيوني, ورصد أسباب الفشل العربي في المواجهة ضد الصهيونية, وتحديد لحظات النجاح في هذه المسيرة الدامية الطويلة, ولعل أهمها على الإطلاق الإنتصار العربي في حرب اكتوبر 1973, والإنتفاضة الفلسطينية.
ولولا مبادرة من معهد البحوث و الدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية , والذي عقد ندوة بتاريخ 29 ديسمبر 1997, أسهم فيها ببحوثهم مجموعة مختارة من الباحثين العرب و كان عنوانها"مائة عام على الصهيونية" لكانت الواقعة مرت بدون ان يلتفت احد إلى اهمية الوقوف أمامها بالبحث والتحليل, بل و ممارسة النقد الذاتي . و يمكن ان نضيف إلى هذه المبادرة محاولة أعلن عنها الأستاذ توفيق ابو بكر في نشرة "المنتدى" التي يصدرها منتدى الفكر العربي في عمان . و تبدو أهمية هذه المحاولة الفكرية في كونه قد قام بجمع شهادات بعض كبار رجالات العرب و حاورهم حول مئة عام على الصهيونية. و يقرر ان الهدف كان "وقفة إستراتيجية مطولة لأهل الفكر و الخبرة في وطننا العربي لمراجعة حصاد القرن بأفق علمي عميق, وذلك لإستخلاص الدرس و محاولة رسم استراتيجية للقرن القادم , تستوعب الدروس والمتغيرات و تنهض بأعباء التحديات في عالم جديد ما زالت معالمه قيد التشكيل . و يقرر الأستاذ ابو بكر في بداية مقاله الموجزة و هو يعلن عن قرب صدور هذه الشهادات العربية في كتاب" ما زلنا عرباً و فلسطينيين, وبعد مئة عام على الصهيونيةالسياسية التي وضعت قواعدها في مؤتمر بازل (آب/اغسطس 1897) نعاني من نتائج قرن من المأساة, حفل بإنكسارات كبرى تخللها نقاط ضوء, وإنتصارات صغيرة في معارك المواجهة والمقاومة والإنتفاضة, ومازال الصراع مفتوحاً رغم تسويات متعثرة, هنا وهناك, تبدو بعيدة عن إرساء سلام عادل و وطيد و قابل للدوام, وتبدو أقرب إلى الهدنة و مراجعة الحسابات منها إلى أي شيء آخر".
إن مرور مائة عام على الصهيونية يجعلنا-وفاء بالمسؤولية العلمية- نقف بالدرس و التحليل و النقد لهذه الأسطورة الدينية التي ذهبت إلى ان "شعب الله المختار" لم ينفك أعضاؤه منذ بداية الشتات اليهودي عن أن يحلموا بالعودة إلى فلسطين "أرض الميعاد" . و هي السطورة التي بنيت عليها ايديولوجية سياسية هي الصهيونية, والتي نجح دعاتها البارزون و على رأسهم ثيودور هرتزل ان ينقلوها من مصاف " اليوتوبيات السياسية" التي حفل بها القرن التاسع عشر, إلى عالم الواقع الفعلي, وذلك بفضل الجهد الفكري والتنظيم الدقيق و التعبئة الفعاله لليهود. و قد اثمرت هذه الجهود جميعاً إعلان الدولة الإسرائيلية عام 1948, تحقيقاً لنبوءة هرتزل الذي أعلن في المؤتمر الصهيوني الأول في بازل 1897 أن دولة إسرائيل ستنشأ بعد خمسين عاماً من إنعقاد المؤتمر.
مائة عام على الصهيونية حفلت بالصراع الدامي بين المستوطنين اليهود والشعب الفلسطيني, ثم بعد عام 1948 بين الإسرائيليين والعرب, تدعونا إلى ان نقوم بتحليل مفهوم الذات الصهيونية من واقع الكتابات الإسرائيلية نفسها.
نعم كان مخططهم لمئة عام و هذا ما كشفه كتاب برتكولات حكماء صهيون ولكن هذه المئة عام قد انقضت منذ 14 عام و خلال هذه الفترة حدث تغيرات جذرية على المستوى العربي و الاقليمي كأحداث 11 سبتمر و احتلال العراق و حالة الركود الثوري الفلسطيني في الداخل و الشتات و اخرها الثورات التي حدثت هنا و هناك و من هنا يتبادر الى انفسنا سؤال مهم هل خططوا لمئة عام قادمة و بدأ التنفيذ مع نهاية 1997.
يجب علينا ان نستفيد من الماضي و ان نفكر و نحلل ما هو قادم و اعتقد ان طرح هذا الكتاب في غاية الاهمية في هذه المرحلة.
فاذا جاء وعد اولاهما بعثنا عليهم عباد لنا اولي باس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا لا اله الا الله وسبحان الله لن تدوم دولة الكيان الغاصب ان شاء الله
نعم كان مخططهم لمئة عام و هذا ما كشفه كتاب برتكولات حكماء صهيون ولكن هذه المئة عام قد انقضت منذ 14 عام و خلال هذه الفترة حدث تغيرات جذرية على المستوى العربي و الاقليمي كأحداث 11 سبتمر و احتلال العراق و حالة الركود الثوري الفلسطيني في الداخل و الشتات و اخرها الثورات التي حدثت هنا و هناك و من هنا يتبادر الى انفسنا سؤال مهم هل خططوا لمئة عام قادمة و بدأ التنفيذ مع نهاية 1997.
يجب علينا ان نستفيد من الماضي و ان نفكر و نحلل ما هو قادم و اعتقد ان طرح هذا الكتاب في غاية الاهمية في هذه المرحلة.
هم خططوا و يخططوا ولن يألَوا جانبا أو طريقاً إلا سيطرقوه ,, و كما قلت مفتاح معرفتنا بعدونا هو دراسة فكرهم الصهيوني الذي يمثل عندهم كل شيء ,لنستطيع الخروج بحلول و مشاريع لربما تدرء عنا خطراً يُحاك في غرف مظلمة وأعتقد بأنه ليس ببعيد
فاذا جاء وعد اولاهما بعثنا عليهم عباد لنا اولي باس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا لا اله الا الله وسبحان الله لن تدوم دولة الكيان الغاصب ان شاء الله
نعم بإذن الله لن تدوم و ستُدحر قوى الظلم والصهيونية بأيدينا بعون الله
نحلل تحت هذا العنوان ثلاث مقالات أساسية: الأولى تعريف بالصهيونية, وهي تعكس بقوة مفهوم الذات الصهيونية, بكل ما يتضمنه من تحيزات في تحديد العلاقة بين الذات والآخر, او بعبارة اخرى اليهود والأغيار, والثانية تسرد التارخ الصهيوني من عام 1870 حتى الوقت الراهن, والثالثة تصنف الفلسفات الصهيونية الأساسية.
1-(المقال الأول):
و يبدأ نيوبرجر في المقالة الأولى تحديد الأصل التاريخي لكلمة الصهيونية Zionism فيقرر انها هي الكلمة التوراتية Zion التي غالباً ما استخدمت كمرادف للقدس و أرض إسرائيل(Eretz-Yisruel). و يضيف الكاتب الصهيوني ان الصهيونية هي ايديولوجية تعبر عن اشواق يهود العالم التي تركزت حول وطنهم التاريخي "زيون" أي ارض إسرائيل.
و هذا الأمل في العودة إلى الوطن نجد التعبيرات الأولى عنه لدى اليهود الذين هاجروا إلى بابليون منذ الفين و خمسمائة سنة مضت, و هو الحلم الذي تحول من بعد إلى حقيقة. و هكذا –كما يقرر- فالصهيونية السياسية التي تبلورت في القرن التاسع عشر لم تخترع لا المفهوم ولا ممارسة العودة. على العكس فهي وضعت يدها على فكرة قديمة , و حركة نشطة مستمرة , وكيَفتها لكي تشبِع رغبات اليهود المحدثين و تتفق مع روح الزمن.
و هو يرى أن جوهر الصهيونية يظهر في" إعلان نشأة دولة إسرائيل" في 14 مايو 1948 والذي ينص على أن:
"أرض فلسطين كانت موطن الشعب اليهودي , وهنا صِيغت هويتهم الروحية والدينية والسياسية. هنا ظهروا لأول مرة كدولة, و خلقوا قيمهم الثقافية والتي لها دلالة قومية و عالمية واعطوا للعالم الكتاب الخالد الذي هو كتاب الكتب. و بعد أن أُجبروا على الهجرة من ارضهم , ظل الشعب معتقداً فيها خلال تشتتهم , ولم يتوقف ابداً عن الصلاة والأمل لعودته إليها, ولإعادة لسيس حريته السياسية على أرضه".
و يحاول الكاتب تأسيس الأسطورة الدينية و السياسية للصهيونية, فيقرر أن فكرة الصهيونية تعتمد على العلاقة بين الشعب اليهودي و أرضه, و هي صلة بدأت منذ 4000 عاماً حين إستقر إبراهيم في كنعان, والتي عرفت بعد ذلك بأرض إسرائيل. و من هنا يمكن القول أن مفهوم "أرض إسرائيل " جوهري بالنسبة للتفكير الصهيوني , بإعتبارها -كما يقرر- الموطن التاريخي للشعب اليهودي, و الإعتقاد بأن الحياة اليهودية في أي مكان خارجها هي حياة مهجر. و عبر القرون واصل اليهود إرتباطهم القوي والفريد بموطنهم التاريخي و عبروا عن أشواقهم إليه من خلال الطقوس الدينية و الآداب.
و ربما لم تكن الصهيونية الحديثة , قد نشأت و إشتد عودها في القرن التاسع عشر لو لم يكن اليهود تعرضوا من مناهضة السامية والتي سبقتها قرون من الإضطهاد. ذلك انه عبر الزمن طرد اليهو من ألمانيا و فرنسا و البرتغال و إسبانيا و إنجلترا و ويلز, مما أدى إلى تأثيرات عميقة على النفسية اليهودية في القرن التاسع عشر. و في ظل هذا المناخ ظهر زعماء الصهيونية الأوائل أبرزهم موسى هيس الذي-كما يقرر الكاتب الصهيوني- هزته المذبحة الدموية لليهود في دمشق عام 1844, والذي أصبح من بعد رائد الصهيونية الإشتراكية, وليون بنسكر الذي هزته مذابح اليهود عامي 1881, 1882 و التي أعقبت إغتيال القيصر ألكسندر الثاني, والذي تولى من بعد قيادة "أحباء صهيون Hibbat Zion", وثيودور هرتزل, والذي بإعتباره صحفياً في باريس خَبِر الحملة الضارية المضادة للسامية في قضية دريفوس عام 1896, والذي حوَل الصهيونية إلى صهيونية سياسية.
و يلفت النظر إلى أن الكاتب الصهيوني يعتبر الصهيونية السياسية هي حركة التحرر الوطني للشعب اليهودي, والتي ظهرت في القرن التاسع عشر في سياق القومية الليبرالية التي سادت أوروبا. و قد أَلفت الصهيونية –كما يرى- بين هدفي القومية الليبرالية و هما التحرير والوحدة.
و كان ظهور الصهيونية السياسية رد فعل لفشل الهاسكلاء( أي حركة التنوير اليهودية التي حاولت حل المشكلة اليهودية). والتفسير الصهيوني لهذا الفشل أن "التحرر الشخصي" والعدالة لا يمكن تحقيقهما, لن المشكلات القومية لا تحلها سوى حلول قومية.
و عن علاقة الصهيونية بالقومية العربية يقرر الكاتب الصهيوني أن أغلب القيادات الصهيونية كانت تعرف أن هناك سكاناً عرباً في أرض فلسطين, غير أنهم نظروا إليهم بإعتبارهم أفراداً متفرقين لا تجمعهم أية هوية سياسية. و يقرر أن أغلب القادة ظنوا أنه يمكن أن يتعاون اليهود مع اللسطينيين, غير أن الممارسة أثبتت العكس, فقد قابلت الهجرة اليهودية معارضة عربية شديدة, وإشتد الصراع في الفترة من 1936 حتى 1947. و صدر قرار الأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947 بإنشاء دولتين واحدة لليهود و أخرى للعرب. قَبِل اليهود القرار وأعلنت الدولة الإسرائيلية في 14 مايو 1948, في حين رفض العرب القرار. و يخلص الكاتب الصهيوني إلى ان الصهيونية ما زالت نشطة و تعمل بين اليهود في المهجر بإعتبار ان دولة إسرائيل هي مركز الحياة اليهودية.
و يمكن القول ان الكاتب حاول ان يغطي الصول التاريخية لكلمة الصهيونية بناء على صياغة اسطورة دينية و سياسية متكاملة , في ضوء إهتمام بتأكيد الإستمرارية التاريخية للصهيونية, وإن كان يعطي ثقلاً خاصاً للذابح التي حدثت لليهود في بعض البلاد, بالإضافة إلى تيار مناهضة السامية.
و معالجة الكاتب الصهيوني تفتقد إلى الموضوعية في سرد الأحداث. فهو يحكي التطور التاريخي للصهيونية من ةجهة نظر ذاتية, تعبر عن مفهوم الذات الصهيونية تعبيرا بارزا, بإعتباره يركز على اليهود تاريخاً وثقافة و سياسة, ويتجاهل الاخر, والذي هوهنا الشعب الفلسطيني المستقر على أرضه منذ آلاف السنين. و هذا الإتجاه هو الذي دفع بعض قاة إسرائيل في الستينيات إلى أن يزعموا إلى أنه ليس هناك شعب فلسطيني.