::_::_::_::_::. الطابون الفلسطيني .. من تراثنا الفلسطيني .::_::_::_::_::
::_::_::_::_::. الطابون الفلسطيني .. من تراثنا الفلسطيني .::_::_::_::_:: - ::_::_::_::_::. الطابون الفلسطيني .. من تراثنا الفلسطيني .::_::_::_::_:: - ::_::_::_::_::. الطابون الفلسطيني .. من تراثنا الفلسطيني .::_::_::_::_:: - ::_::_::_::_::. الطابون الفلسطيني .. من تراثنا الفلسطيني .::_::_::_::_:: - ::_::_::_::_::. الطابون الفلسطيني .. من تراثنا الفلسطيني .::_::_::_::_::
الطابون الفلسطيني ...
الطابون الفلسطيني .. هو عبارة عن فرن يصنع يدوياً من الفخار .. و يوضع في داخل الأرض ليصنع فيه الخبز .. و يستخدم في شواء الخضار و اللحوم .. و في بعض مناطق من ريف فلسطين يُسمى التنور .. و هو إرث فلسطيني ورثوه منذ آلاف السنين عن أجدادهم الكنعانيين .. و حافظ عليه الريفيون منهم حتى نهايات القرن الماضي .. لكنه تلاشى بشكل شبه كلي في بدايات الألفية الجديدة ...
يحتاج صنع الطابون .. لتربة خاصة .. و هي ذات التربة التي تُستخدم لصنع الفخار .. لكون هذه التربة تحتمل درجات حرارة عالية .. تصنعه نساء مختصات .. حيث تجتمع مجموعة من النسوة و يحضرن تلك التربة لإحداهن التي تتقن صنعه .. و تقوم بصنعه بطريقة أشبه بطريقة صانع الأواني الفخارية لكن باليد .. و لا تستخدم أي شيء آخر مساعد ...
يجري صنع الطابون على عدة مراحل .. حيث تبدأ بصنع القاعدة و تنتظر يوما لتجف .. و من ثم تستكمل في كل يوم صنع جزء منه .. و قد يستمر صنعه أحياناً من أسبوعين إلى شهر حسب حجمه .. كما أن النساء كن يتباهين في ذلك الوقت بمن تصنع طابوناً أكبر و أفضل .. و تنتقي له حجارة أفضل .. و الحجارة التي توضع في أرضية الطابون ليوضع عليها الخبز .. و هي أيضاً حجارة خاصة تكون من نوعية معينة لا تتأثر بالحرارة العالية و لا تتكسر و تسمى «الرذف» ...
للطابون طقوس خاصة و مواعيد يجب التقيد بها .. سواء في تجهيزه أو في الدور في استخدامه .. فالنساء اللواتي اشتركن في صنعه .. يقمن بطمره ليكون تحت مستوى الأرض .. و من ثم يقمن بعمل بناء بحجم غرفة صغيرة من اللِبْن حوله .. و بقي أيضاً يُصنع من اللِبْن حتى بعد دخول الإسمنت و صناعة الطوب للقرى الفلسطينية .. لكونه أكثر تحملاً لدرجات الحرارة العالية و لا يتأثر بالدخان الكثيف المتصاعد ...
تحدد النساء أدوارهن .. حيث تقوم كل يوم اثنتان منهن بتجهيز الطابون و إشعاله قبل وقت يتجاوز الساعتين لأربع ساعات لاستخدامه مرتين في اليوم .. مرةً في الفجر و مرة أخرى عند العصر ...
إن تجهيزه و إشعاله هي أصعب المهمات .. حيث كان يجري إشعاله باستخدام التبن و جفت الزيتون و خشب الشجر .. و هي مهمة تقوم بها إحدى النساء على الدور إما صباحاً أو مساءً لتقوم هي و الأخريات بالإعداد للخبز ...
و يرتبط الطابون بمواعيد .. فقد كانت النساء تخبز مرة واحدة أو مرتين فقط بالأسبوع .. كما أنه يرتبط ببعض المواسم .. فقد كان الفلاحون يفرحون بموسم قطاف الزيتون .. و خاصة عند عصره .. فليس هنالك ألذ من خبز الطابون مع زيت الزيتون الطازج .. كما أن الطابون ليس للخبز فقط .. فقد كانت النسوة تطهو فيه صواني الدجاج و اللحم .. و تشوي الخضار مثل الباذنجان لصنع «الباباغنوج» ...
الطابون ...
من تراثنا العربي الفلسطيني الذي كاد أن ينقرض كلياً من قرانا الفلسطينية في زمن لا يعرف أغلب الناس ما هو الطابون .. تطلق كلمة ' الطابون ' كما أسلفنا على الغرفة التي تحتوي على الموقد .. و هي غرفة صغيرة بحجم ' خم الجاج ' .. سقفها منخفض و مدخلها صغير للمحافظة على الحرارة في الداخل .. و كذلك تطلق الكلمة على الموقد نفسه .. و الذي يدعى أيضا ' بيت الخبز ' أو ' بيت العيش ' ...
الطابون مدفون في الأرض .. و هو مصنوع من الطين الأصفر المخلوط بالقش .. قطره 80 - 100 سم و عمقه حوالي 40 سم .. و الفتحة في الوسط بقطر 40 - 50 سم .. و غطاء الفتحة من الحديد و يدعى ' صْـمامة الطابون ' ...
قاع الطابون مغطى بحجارة بازلتية سوداء .. صغيرة و مستديرة و منفصلة عن بعض .. و تدعى ' الرضـف ' .. و إذا علقت هذه الحجارة برغيف الخبز أو علقت قطع صغيرة من الرغي بها .. فإنها تدعى عندها ' شـباب الطابون ' .. و الهدف من الرضف هو زيادة الحرارة و المحافظة عليها لوقت أطول بسبب توهجها البطيء ...
يستعمل الطابون من الداخل للخبز و الطبخ ( الصواني و القِدرِة ) و الشي ( الباذنجان ) و التحميص ( حبوب القهوة ) .. أما ' ساس الطابون ' و هو الجدار الخارجي المغطى بالرماد ( السكن ) فيستعمل لشي البطاطا و الكستناء و البلوط .. و ' تجمير ' الفحم لاستعماله في كانون التدفئة و لصنع القهوة في البيت ...
هـنا نرى كيف يسـتعمل الطابون لصنع ' المسـخـَّن ' أو ' المحـَمـَّر ' .. و هو خبـز طابون مغطى بخليط من البصل و الزيت و البهارات بالإضافة إلى الدجاج المحمـَّر ...
إخراج الخبز أو الصينية من الطابون يدعى ' القلع ' .. تشغيل الطابون يسمى ' تدوير ' .. و يقال ' دارت الطابون ' أي شغلته للمرة الأولى .. و هذا يحدث عادة في أول موسم الشتاء ...
تزويد الطابون يوميا بمواد الوقود يسمى ' تزبيل ' .. و يـُزبـَّل الطابون مرتين في اليوم .. عند الفجـر .. و عند الغروب و المواد المستعملة للتزبيل هي زبل الماشية أو الجفت ( بقايا الزيتون بعد عصر الزيت منه ) أو خليط من الاثنين .. و عند الحاجة إلى استعمال الطابون مبكراَ يتم خلط الزبل أو الجفت بالقصل ( عيدان القمح الجافة ) الذي يشتعل بسرعة ...