كم أعصيك ولا تعـــــــــــــــــــــــــــــــــاقبني
كم أعصيك ولا تعـــــــــــــــــــــــــــــــــاقبني - كم أعصيك ولا تعـــــــــــــــــــــــــــــــــاقبني - كم أعصيك ولا تعـــــــــــــــــــــــــــــــــاقبني - كم أعصيك ولا تعـــــــــــــــــــــــــــــــــاقبني - كم أعصيك ولا تعـــــــــــــــــــــــــــــــــاقبني
يروى ابن الجوزي :
أن رجلا من بني إسرائيل كان مسرفاً على نفسه بالمعاصي
قال في نفسه :
يا رب كم أعصيك وأنت لا تعاقبني ؟
- فأوحى الله إلى نبي زمانهم أن قل له :
- كم أعاقبك وأنت لا تدري !! أليس قد حرمتك لذة مناجاتي؟؟؟
فقد يرى العاصي سلامة بدنه وماله وولده فيظن أن لا عقوبة له ......
وغفلته عما عوقب به عقوبة.........
فكثير منا يعصي الله ويغرق في ملذاته وشهواته ويتنعم بأنواع من النعم التي من الله بها
عليه ويعصي مولاه بها وهو في جهالة وفي غفلة ويظن أن الله غافل عنه وأنه بما يملكه
من متع الدنيا ومالها ومناصبها وزينتها لا يمكن زوالها........
فكيف بمن أسرف على نفسه بالمعاصي هل يظن أن الله لم يعاقبه ؟
وقد عاقبه عقابا معنويا أقوى من أي عقاب مادي قد يصاب به من فقد مال أو ولد أو صحة..
هل هناك أعظم من أن يحرم العبد الضعيف من مناجاة ربه ؟
فمن حرم من لذة مناجاته والخلوة بين يديه عزوجل.
كيف تكون حياته ؟
فما قيمة لحياتنا إن فقدنا الأنس بالله الكبير المتعال وأنسنا بالمخلوقين الضعفاء
سبحان الله فمثل هذا محروووووووووم حقا محروووووووووم لأنها لا يعرف مما حرم.......وحرم من نعيم ما بعده نعيم........حرم من لذة مناجاة الله...........من أن يضع جبهته على الأرض ساجدا........وقد تذلل بين يدي ربه.......وأذرف الدمع يناجيه.......يدعوه.......يرجو جنته ويخشى عذابه............يسأله أن يتوب عليه مما جنته يداه............يعترف بذنبه.......في روحانية وشفافية وإيمانيات تحلق به في سماء الطاعة والحب لمولاه..بجناحي التوبة.........والعزم على عدم العودة...........فيرفرف قلبه عاليا كالطائر حتى يصل لأعالي الجنان.....فهو في سمو روحاني..........فما أرقى هذا الحب الإلهي.....وما أعظمه من محبوب وهو رب العزة عزوجل........الذي يحب عبده التائب فناداه ب( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) حتى ونحن نعصيه نادانا بعباده سبحانه....ما أوسع رحمته؟؟؟؟؟؟..
ليقف كل عاصي وقفة صادقة مع نفسه.....
.ويرى كم أكرمه رب العزة........
وأمهله........
على الرغم من غفلته وبعده عنه........
فلا تظن ولو للحظة أن الله غافل عنك..........
إنما يستدرجك حتى يأخذك أخذ عزيز مقتدر........
لا تظن أنك تختلف عن كل العصاة فلن يعاقبك الله............
لكنه والله حليم ورحيم بعباده إن تبنا قبل توبتنا..........وإن عدنا وعصينا ثم تبنا قبلها ولا يبالي.....
فهل هناك أعظم من رحمته........
إنك إن أخطأ شخص في حقك مرة واحدة قد لا تغفر له زلته........ورب العزة يغفر لنا ويتوب علينا في كل حين......فهل هناك أعظم من هذا الكرم.......
فقم يا أخي وشمر الساعد.........وعد إلى ربك....وتب بين يديه قبل أن يحل عليك غضبه وينزل بك سخطه...عندها ستندم على ما إقترفته يداك...وانت تجني شوكا بعد أن زرعت أشواكا بمعاصيك.........فكيف بك وقد فقدت ولدك.......أو إبتلاك بمحق مالك الذي أتى من حرام..........أو خانتك زوجتك لأنك إنتهكت أعراض الكثيرات ولا تبالي كيف تحصل على شهواتك ولذاتك.......
لكن أخي العاصي لأننا نحبك.......ننتظر منك توبة صادقة.....وتضع يدك في يد الصالحين.....وتسير معنا في مركب الطائعين...قبل أن يغرق المركب الذي تسير فيه بمعاصيك.......عندها سنحزن عليك والله........لأنك غرقت ومت قبل توبتك.....
وها اناأمد يدي إليك..........فأرجووووووك يا أخي لا تردها خالية...........و تجعلنا نسيرفي مركبنا من دونك؟؟؟؟؟؟؟