مقتطفات من قصيدة مزامير للشاعر محمود درويش
اهداء الى لحنٍ تاه مني فوجده عدوي فغناه صديقي
يوم كانت كلماتي تربة ..
كنت صديقا للسنابل يوم كانت كلماتي غضبا..
كنت صديقا للسلاسل يوم كانت كلماتي حجرا..
كنت صديقا للجداول . يوم كانت كلماتي ثورة .. كنت صديقا للزلازل يوم كانت كلماتي حنظلا ..
كنت صديق المتفائل حين صارت كلماتي عسلا..
غطّى الذباب شفتي!..
تركت وجهي على منديل أمّي و حملت الجبال في ذاكرتي ورحلت ..
كانت المدينة تكسر أبوابها
و تتكاثر فوق سطوح السفن
كما تتكاثر الخضرة في البساتين
التي تبتعد إنني أتكيء على الريح
يا أيتها القامة التي لا تنكسر
لماذا أترنح؟
.. و أنت جداي
و تصقلني المسافة
كما يصقل الموت الطازج وجوه العشاق
و كلما ازددت اقترابا من المزامير ازددت نحولا
.. يا أيتها الممرات المحتشدة
بالفراغ مت أصل؟..
طوبى لمن يلتف بجلده!
طوبى لمن يتذكر اسمه الأصلي بلا أخطاء !
طوبى لمن يأكل تفاحة
و لا يصبح شجرة
طوبى لمن يشرب من مياه الأنهار البعيدة
و لا يصبح غيما!
طوبى للصخرة التي تعشق عبوديتها و لا تختار حرية الريح !..
تركت وجهي على منديل أمّي و حملت الجبال في ذاكرتي ورحلت ..
كانت المدينة تكسر أبوابها
و تتكاثر فوق سطوح السفن
كما تتكاثر الخضرة في البساتين
التي تبتعد إنني أتكيء على الريح
عصف من جميع الجهات ..
كلمات ليست كالكلمات ..
رحمه الله ..ملك من الأدب قلّما يملكه ..أحد !!