مصطلحات عامة في الأدب - مصطلحات عامة في الأدب - مصطلحات عامة في الأدب - مصطلحات عامة في الأدب - مصطلحات عامة في الأدب
في عالم الأدب وهو ما أعتقد جازمة بأنه علم أكثر منه مجرد هواية، ولذلك نشأت فيه عدة مصطلحات لا يمكن أن نتغاضى عنها في الأستخدامات اليومية بعلمنا أو بغيره، وسوف أشرحها بلغة مبسطة بقدر الإمكان في هذا الموضوع.
التلاص والتناص
التلاص:
التلاص في مفهومه البسيط يأتي من اللصوصية، أو السرقة، لكنه في عالم الأدب يأخذ أكثر من بعد في الاستخدام، فنحن إما نتلاص مع الفكرة كفكرة ونعيد صياغتها ضمن مفردات من اللغة تختلف مع المفردات المستخدمة أصلاً، أو نأخذ القالب اللغوي ونجيره بمفرداتنا، أو أننا نكرر الفكرة والقالب بمفردات أخرى، في كل الحالات نحن نستخدم الشيء في اللغة بدون إضافة نوعية تميزنا عن صاحب النص الأساسي، وللمثال أضرب تلاصاً سأمارسه بشكل مفضوح كأن أقول
بسهد المحب للاشيء مفرغاً انتظرها
وهي تلاصاً عن قول درويش
بكوب الشراب المرصع باللازورد انتظرها
في هذا التلاص قمت باستخدام الفكرة، والقالب اللغوي والمطلع والقفل في بيت الشعر الذي قاله درويش. في كل حالات التلاص نجد أن المتلاص هو ليس بشاعر أو أديب ولا يملك قدرة على التحديث والإبداع لإنعدام قدرته اللغوية من حيث أن المتلاص هو لص بطريقة أو بأخرى يسطو على غيره دون أن يعلن ذلك.
التناص:
التناص يأتي من مفهوم التأثر وهو الذي قال شعراء العرب في هذا الموضوع بأنه لا يوجد ما لم يقله الشعراء يوماً، والذي قال به سارتر أيضاً وقد تطرقت إليه في موضوع خلل طارئ، بأنه لا يوجد ما يسمى بالإنسان المفرغ من غيره، فهو لا بد متأثراً بغيره وهي ما قال به فالتر بنيامين حين أدرج مصطلح " إرهاق المبدع بأثقال أكبر من طاقته تحت ما يسمى بمبدأ الإبداع"وهو ما قال به غامباتستا فيكو فيما أسماه بالوعي الغاصب، وكل دلالات الشروحات تدل على أن الأدب هو جزء ينتقل من مدرسة إلى أخرى متأثر ومعارضة إلا أنها قد لا تأتي بجديد حقيقي ضمن مفردات اللغة نفسها، فاللغة أصلاً مهما كانت هي عاجزة عن أن تصل إلى كل ما نستطيع البوح به، والتناص نظرية أدبية تندرج ضمن مقالات لا حصر لها لمن أراد الفائدة تشرح كيفية تأثير المدارس بعضها ببعض
فمثلاً نحن نجد أن المدرسة المسرحية الإنجليزية مؤثرة تماماً في أدواتها كمدرسة في أوروبا الغربية وذلك لما قال به إدوارد سعيد قرب النسق اللغوي والقالب اللغوي من الشعوب بعضها لبعض والظرف المكون للشعوب نفسها، ونحن نجدنا كعرب أكثر تأثراً بالمدرسة الروسية إنطوان تشيخوف دوستفسكي في بواكير الرواية العربية أكثر مما نحن متأثيرن بالمدرسة الغربية، ونجد أن تأثير المدرسة اللاتينية بمثال غابرييل غارسيا ماركيز حتى القراء أكثر مما نجد تأثيراً لجان جاك روسو أو لغوستاف فلوبير، ونجد أن بابلو نيرودا أثر في لغته في شعراء الوطن العربي أكثر مما فعل شكسبير نفسه ونجد أن فيكتور جارا أثر في الفن الأدبي السياسي الغنائي أكثر مما قد نجده من تأثير للأنركي والهيبيز في الشعر السياسي
ونحن بالتناص بشكل مبسط نستطيع أن نقتبس بشكل واضح ضمن نص، بالإشارة إلى هذا الإقتباس بشكل أخلاقي مع قدرة المتناص على إبداع لغة خاصة به.
أعجبني الموضوع لأهميته فبالرغم من عدم تخصصي في الأدب .. الا أنني أثناء دراستي الاعدادية والثانوية كنت مهووساً بالشعر والقصص الأدبية وكنت على قدرة كبيرة على الحفظ "لكنها تبخرت بفعل فاعل ...ولا حول ولا قوة الا بالله ..وأنا الفاعل" فشاركت في احدى المرات في مسابقة المطارحات الشعرية "وللعلم لم أتعلم لحد الان لا بحور الشعر ولا أوزانها ... "...فكنا نعمل مع فريق المدرسة على اختيار قافية بحروف صعبة مثل حرف الزين .. أو حرف الضاد ...لأنه من النادر أن تجد أبيات تبدأ بحرف الزين أو الضاد ..المهم احياناً كنا نتبع اسلوب التلاص" أو اللصوصية " فربما نغير كلمة أخيرة أو ابتدائية الشطر ..وكنا "نحور الأبيات" فهناك ابيات شعرية معروفة كنا نخلق شبيهاً بها
أما التناص : فبصراحة وجدته في الشاعر المصري هشام الجخ ...فهو كثير متأثر باسلوب مظفر النواب ...وهذا ظهر جلياً في قصيدته جحا وكذلك قصيدة التأشيرة،
همسة : كثير والكثير من الشعراء الشعبين ..ومن أبائنا وأجدادنا يملكون قريحة الشعر ...وهم لم يكونوا أدباء أو متخصصين في الأدب وبعضهم لا يكتب !!
فكثيراً ما كنت أستمع وأكتب "لترويدات وهيهيات و مواويل " لوالدتي "الله يطول في عمرها" وهي اميّة ..وأيضاً والدي رحمه الله ..
أصحاب المذهب الحسي "التجريبي" كانوا يرجحون التجربة "الخبرة في الحياة" عن دور العقل !!