هي بنت فلسطين .. ام الطيبين .. اخت الرجال.. - هي بنت فلسطين .. ام الطيبين .. اخت الرجال.. - هي بنت فلسطين .. ام الطيبين .. اخت الرجال.. - هي بنت فلسطين .. ام الطيبين .. اخت الرجال.. - هي بنت فلسطين .. ام الطيبين .. اخت الرجال..
نصبت شرطة الجوازات العربية حواجزها على الطريق في الصحراء..وهناك البناء للعسكر وشمس الصحراء للبؤساء.... اقبلت نحوهم امرأة سمراء لبست الحجاب وبرفقتها ثلاثة من الابناء يبدو انهم اصحاء ..جاءت هاربة باطفالها من العراق تفكر في نخوة عرب اشقاء ..
الزوج مضى مغدورا" وترك لها ثلاثه من الابناء !
الاول عمر كره اسمه اهل الضلال..
والوسطى يافا كشذى البرتقال ..
والاصغر ياسر اخذ اسم الختيار..
هي من القدس ..من حيفا ..من يافا.. من غزة..من الخليل .... هي بنت فلسطين .. ام الطيبين .. اخت الرجال..
سمراء كطلعة ضبي ان نضر لحسن النساء الرجال ... و استنفار لبوة ان احست بطائف شر يلوح للاشبال ... جاءت مع اطفالها الى شباك جوازات العرب يحملها خوفها من ضباع غدر تغتال الاشبال ..وهاربة من ذئاب شر قد تدنس شرف بنات الاصال...
تستذكر ايام مروءة العرب في ما مضى من الزمان ..
وتحدوها نخوة المعتصم علها تجد لها وللابناء في بلاد العرب مكان..
وقفت جانبا بعيدا عن الشباك.. ناولت ابنها عمر بعض الاوراق طلبت منه ان يسلمها للعربي الجالس على الشباك .. انتظرت الرد..
وتطاول العربي برأسه قليلا ناظرا من الشباك... فلديه جواز سفر لها ووثائق للاطفال .. وقال له ابنها عمر وهو يقدم اليه الاوراق : هذه وثائق سفرنا ابي قتل في العراق..
اثارت في نفس العربي فضولا فهي لم تتقدم للشباك.. ترك مكانه ثم استدار خارجا من الباب وهو يلوح بالجواز ووثائق الاطفال .. وارتسمت على شفتيه ابتسامة متطفلة لها معنى وظن انه امام امرأة يمكن ان يتسامر معها بالكلام ...
قال وهو ما يزال مبتسما : انت فقط تدخلين اما الاطفال فبوثائق سفرهم فلا هذا محال ..
قالت وهي تشيح بوجهها عنه متجنبة تلك الابتسامة والنظرات : وما العمل ؟ يمكنك ان تدخلي انت للزيارة وتتركي هؤلاء الاولاد عند احدهم في العراق .. قال ذلك وهو يواصل نظراته وابتسامته الذئبية الصفراء ...............
أزعجتها وآلمتها بل وصدمتها تلك الابتسامة والنظرات.. فهي بنت فلسطين .. ام الطيبين .. اخت الرجال...
لا ترخ لمتطفل عين زيغ وتعوذ بالرحمن من همزة شيطان مرت ببال ....بطهر وصدق ايمان تسأل الله ان يثيب بالاعمال..
وفي حزم وفي غضب وهي تبصق على الارض قالت لا نريد منكم شيئا اكفونا شركم هذا ابني عمر ناوله الوثائق .. تفاجأ العربي مما يراه وأدرك انه امام امرأة تختلف عن ما اعتاد ان يراه و كان يظن انها ستبدأ بالتوسل وتدفع الصغار للبكاء تراجع في كلامه قليلا هذه القوانين ما العمل هؤلاء الاطفال لا يمكنهم الدخول بالوثائق ..
كانت لا تزال تشيح بوجهها عنه ناظرة الى الصحراء الممتدة امامها شاردة بخيالها وبصوت لا يكاد الرجل العربي يسمعه وكانها تناجي طيفا تراه كانت تقول : هذه عواصمكم ومدنكم اراها تناثرت في الصحراء والحر القائض يكاد يحرقها .. تشكو الى الله سوء الاعمال ..توسعت مدنكم كبرت امتلئت بالغرباء . اختلط فيها العقال والبنطال . تجاوز سفورها حجابها.غصت بالغرباء .
لماذا تحرمونها علينا ايها الشرفاء ؟ قاطعها العربي متقصدا ومستفزا" هل اتيت بلا محرم بهؤلاء الاطفال ؟ قالت في ضيق وتحدي زوجي قتل وليس لي من احد في العراق قلنا لك هذا! هذا ابني عمر سبع سنين .. قال عمر في تحد :انا الرجل مع امي كلمني انا ..
لماذا المحرم ان اجبرنا الزمان ..ونظن اننا بين الاخوان.. لو سافرت لاخر الدنيا .محرمي طهري وعفتي نفسي وحرسي هؤلاء الاشبال.. هي بنت فلسطين .ام الطيبين .اخت الرجال .. قال العربي مستدركا وكأنه قد اتى بشئ جديد: ان اردت الزيارة لوحدك يمكنك الدخول اما الاطفال فلا.. او ان تنتظري ربما تأتي مكرمة أو عطف ما..
اذن هؤلاء الاطفال ليس لهم الا المخيمات في الصحراء .. قالت في تحد واستهزاء... ليذهبوا حيثما يذهبوا هذا ليس اختصاصنا ..قال العربي! ليس اختصاصكم يا عرب .هكذا يا مسلمين! تركتمونا ليختص بنا من تدعون انهم كافرون! يتصدقوا علينا ولا تبالون ويخرجونا من صحراء قلوبكم وشح انفسكم ونفاق ايمانكم فلا تخجلون .لا يا عرب يامسلمون ... ناول العربي الوثائق لابنها وهو يستدير متراجعا ويقول :اذهبوا حيثما تذهبون ولكن ليس لكم دخول .....
قالت في حزم هيا يا ابناء ..يا عمر ..يا يافا.. يا ياسر هيا الى المخيمات.. ليس لكم الا المخيمات في صحراء العرب . حزمت ذلك وجزمت عليه فهي لم ترد لاطفالها ان يطيلوا وقوفهم على شباك العرب متذللين ..علمتهم على الكبرياء..
ومضت بنت فلسطين مبتعدة في عمق الصحراء تجر خلفها الاشبال . وهي تنشدهم سيرة وطن تعاقبت في حبه الاجيال .وتحكي لهم عن ارض وعن مدن ليل الظلم فيها طال .وقوافل شهداء اقتفى اخرهم اثر اولهم في دروب النضال .. تربي اشبالا وتعلم وليس غيرها من يربي .ادب وشجاعه وبواكير رجال ...بنت فلسطين ام الطيبين اخت الرجال ...... تمت.
كم هو عار على العرب يجلسون يشاهدون يتابعون
لا مشاعر لديهم ولا كرامه لديهم
ان صرخو من هول الظلمات صرخو بصيحات خجوله لا يسمعها حتى من جلس بقربهم
عشنا العذاب و مر الغياب طوال سنين من الاحتلال
اين العرب ينتصرو لامهات فلسطين
اين العرب يحمو بنات فلسطين
عار عليكم ابناءكم وبناتكم وامهاتكم يقتلون امام اعينكم التي سادها السواد وانت جالسون
هذه بنت فلسطين حفيدة الثوره و حامية الديار لها كل الاجلال و الاكبار
اتمنى من الله ان يفعل بهذا الرجل يوما , -مع تحفظي على كلمة رجل- , ما فعله بتلك المرأه اللتي تحمل كل العز والكبرياء والكرامه في جسدها الذي انهكته المؤامرات القذره عليها وعلى شعبها الصابر