قصة ليست قصيرة - قصة ليست قصيرة - قصة ليست قصيرة - قصة ليست قصيرة - قصة ليست قصيرة
كانت سماءاً بلون رمادي يتداخله لمحة من سواد على استحياء، صمتها يقول أنها لا تستطيع كبت دموعها أكثر فسكتت الريح بانتظار أن يعلن الرعد بداية الأغنية الحزينة بعزفه الغاضب، وضع معطفه على كتفيه فتح بابه و خرج، ليس لهدف سوى أنه أحس أن الجدران تحاول جاهدة أن تخنق الحياة فيه كما خنقت أنفاسه، أطلق العنان لأقدامه أن تسوقه كيفما أرادت فلم تكن الطريق تشغله بقدر أفكاره السامة التي تحالفت مع جدرانه في مخططها الدنيء للتخلص منه.
لا أعرف كم من الوقت مشى ... ولا هو ، كل ما أعرفه أن تلك الأفكار و الصور لازلت واضحة كشمس الظهيرة في آب، هي ... نعم هي ... لا تنكر و لا تتظاهر ... إنها هي، رغماً عن انفك، شئت أم أبيت، إنها هي، هي بسمارها الكنعاني و عيونها الخضراء و معطفها الذي أهديتها في مولدها قبل يومين، هي بغطاء رأسها الأخضر الذي قلت "أنت" انه يبرز خضار عينيها فوضعته "هي" حتى تطيل النظر في عينيها أكثر من المعتاد، هي بيدها الحريرية تضعها بحذر على خدها المخملي تخفي احمرار خجله، هي يا سيدي صدقت أم لم تصدق ... هي، أن لم تعرف وجهها فضحكتها التي لا تشبه موسيقى أخرى قد فرضت عليك الاعتراف بأنها هي.
ويحك ... لا تقارن نفسك بالآخر ... بشهادة السابقات و اللاحقات لم يخلق من بك يقارن ، عذرته على جنونه، فثلاثية الجدران و أفكاره السامة و أنفاسه المختنقة قد تسبب الهرطقة و تسمح بنضج ثمار شجرة جنونه حتى تسقط .
قاطعت السماء مسيرته العصماء بأن سمحت لدموعها أن تداعب وجهه بخطوطه التي اطردت فكرة فكرة فتشاركت ملامحه حتى ظننت أنها دموعه، وقف دقيقة صمت تضامناً مع حزن سماءه التي زاد سوادها حتى غدت بلون واحد، قاطعاً حديثاً على ما يبدو كان يدور بين فكرتين بشكل استوجب نقطة نظام. جلس مستسلماً لتعب كانت قدماه قد أفصحت عنه منذ أمد ليس بقصير و لم يعد بالإمكان تجاهله أكثر، أشعل لفافة و أخذ يتأمل احتراقها كل مرة رشف سمها و نفثه في وجهها كأنما اكتشف النار مع إنسان العصر الحجري، لم تدم حياتها أكثر من بضع ثوان فأعدمها و أشعل أخرى معلناً أن رحلة العودة قد بدأت فقد نادى المنادي أن لا خير في النوم بعد هذه الساعة، كانت عودته طويلة ربما لأنه أدرك انه كان يعد العدة للمواجهة...
وصل متأخراً بخطوات متثاقلة و عيون حمراء ناعسة وغضب مكبوت يصارع حتى يخرج لكنه يلجمه بصوت التمهل، حيته بصوتها المثير للغزل، هز رأسه و لم ينبس ببنت شفة، صعد إلى الحافلة و تبعته هي فأفسح لها فجلست و جلس بجانبها، كان سلوكه واضحاً فسألته بخوف أحس به واضحاً كزجاج مكسور :
- مالك، شو في ؟؟
- ولا شي
- مالك ؟؟؟؟؟؟؟
- لا تستعجلي .
سارت الحافلة بهرج الصباح المعتاد و ضحكات هنا و صراخ هناك، و كانت فيروز تصدح ككل صباح في حافلة " أبو محمد " قائلة : أنا و شادي ربينا سوا، و كان هو يحدث نفسه مخاطباً فيروز : " يلعن شر... على ش.. شادي معك ".
انتصفت الرحلة و ذهب شادي و بعده كيفك إنتا و بعده ........
كان يكره فيروز، لم يبد أسباباً لكرهه، لكن بعد تلك الرحلة تحول كرهه لاحتقار و بغض، قاطعت صمته مره أخرى :
- شو في؟ إحكي ....
- شو عملتي مبارح بعد الامتحان ؟
- ولا شي إطلعتلك على موقف الباصات بس ما إلقيتك و اتصلت فيك ما رديت ... فروحت
- بس أنا كنت بستنى فيكي عند الكافيتيريا
- ما شفتك !!!!
- أنا شفتك ... عشان هيك روحت.
و بلا مقدمات انهالت دموعها كمن فقدت طفلها في سوق الجمعة، فنهاها موبخاً أنه لا تهمني دموعك.
- هو سؤال واحد، ممكن اعرف ليش ؟؟؟
- ما بعرف
- كيف يعني ما بعرف ؟؟؟ بدي أعرف ليش؟ قالها بصوت أنصتت الحافلة كلها له و كتم أبو محمد صوت فيروز عله يعرف الجواب هو أيضاً.
- ما بعرف
أقسم لي أنه لم يلقي بها من الحافلة في تلك اللحظة فقط لأن الشارع كان خالياً، فلم يكن متأكداً من أن مركبة كانت ستجعلها أشلاء، فاختار التروي حتى تأتي اللحظة المناسبة التي يكون فيها متأكداً من غرضه.
- و الله العظيم هاي هي المرة الوحيدة ... والله العظيم هاي اول مرة
قالتها و دموعها كانت قد بللت قميصه و لم تكبح جماحها مناديلها التي و إن كثرت كانت قد فقدت الغاية منها.
- أنا سألتك كم مرة ... أنا سألتك ليش ؟ إحكيلي إنك بطلتي تحبيني ... تغيير جو ... أو إنو احسن منك ... أحرجني مثلاً ، بس إحكي ليش ؟؟؟
- ما تحكي هيك مشان الله ...
- ولا شو بدك احكي يعني ... أنا سألتك ليش؟ و بدي أعرف الجواب
- غلطة ... و الله العظيم غلطة .. إهئ إهئ إهئ
كانت في تلك اللحظة قد تأبطت ذراعه اليسرى و تلك في قصة حبهما التي قد مضى عليها سنتين كانت أقرب مسافة بينهما على الإطلاق و أول احتكاك بينه وبين جسدها الغض ، لكنه لم يكن يبالي بقربها بقدر ما كان يفكر انه لم يعد من الممكن أن يحتمل أكثر و لا يستطيع أن يمنع نفسه من ارتكاب جريمة قتل أكثر من ذلك، فألقى ذراعها و اتجه نحو أبو محمد طالباً منه أن يوقف الحافلة و يسمح له أن ينزل و إن كانت المنطقة لا توحي بما يشير للمدنية بصلة و لا حتى ما يدل فيها على الحياة سوى أشجار هنا و هناك، أبو محمد قبل فوراً و دون تردد، دون النظر لأسباب أبو محمد ، مضت ستة أيام بلا تواصل بينها، حاولت هي، لكنه أصر على رفضه هو، ثم جاء صديقه و قال له:
- " الخطيبة " بدها تحكي معك، كان هذا لقبها بين أصدقائه لأنه كان قد أسر لهم أكثر من مرة بنواياه.
رفض في البداية، لكن منظرها و هي تبكي أمام الجميع استوجب منه أن يرضخ لكي لا تضيع كرامتها بصورة لن يرضاها لها هو، فرغم كل شيء فهو لا يزال يحبها.
اتخذا مكاناً شرقياً بعيداً عن العيون التي كانت تراقبهما، و بدأت تعتذر و تعتذر و تعتذر و تقسم الأيمان أنها تحبه و ستموت و هي تحبه حتى لو تركها ستبقى تحبه، و أنها لن تعيدها مرة أخرى و تعده و تبكي ثم تعتذر مرات أخريات و تبكي، جفف دموعها و ضمها لصدره بقوة ثم أخبرها و هو يداعب خدها أنه قد سامحها.
نعم سامحها ، بدون مقدمات سامحها،فهو لا يزال يحبها، من يحب يجب أن يسامح، لا يزال يعشقها ،و من يعشق يضحي من اجل من يعشق. أمهلته هي سنه أخرى يعشقها و يزيد من حبه لها ثم تزوجت رجل آخر هكذا بلا مقدمات، نعم تزوجت، و أنا ما زلت أقول له:
ويحك ... لا تقارن نفسك بالآخر ... بشهادة السابقات و اللاحقات لم يخلق من بك يقارن...
حقاً كم أود أن أقول لها مقولة رأيتها في أكثر من فيلم أجنبي، و سأقوم بالترجمة الحرفية لها : " تباً لكِ" .
لكنه لا يزال يحبها ... و لا يزال يعشقها
( عذراً كانت يجب أن تنشر ... لقد كانت تحترق في أدراجي )
رائع جدا ما قرأت هنا ,,,كلمات خُطّت بآهات وآلام ,,,شوّقتنا لمتابعة التفاصيل لآخر لحظة,,, ولكن يا صديق ومع الأسف فالطرف الوفي هو دائما الخسران والخائن هو المنتصر والكسباااااااااان,,,
قاطعت السماء مسيرته العصماء بأن سمحت لدموعها أن تداعب وجهه بخطوطه التي اطردت فكرة فكرة فتشاركت ملامحه حتى ظننت أنها دموعه، وقف دقيقة صمت تضامناً مع حزن سماءه التي زاد سوادها حتى غدت بلون واحد، قاطعاً حديثاً على ما يبدو كان يدور بين فكرتين بشكل استوجب نقطة نظام.
لست أعلم لماذا لكن أنا وشادي لا ذنب لها بقصة قصيرة وليست قصيرة
فأهديك أنا وشادي لعلك تتشائل فتتحول إلى خيرٌ من هذا
لا ذنب لي أنا ... و ذنب شادي أني أحتقر فيروز ... و أنا خير من هذا و هي لا تستحق سوى هذا علها تصبح عبرة تبرزها كلماتي ... و ما نفع التسائل إذا كانت لدينا الأجوبة ... سرني مرورك
لا ذنب لي أنا ... و ذنب شادي أني أحتقر فيروز ... و أنا خير من هذا و هي لا تستحق سوى هذا علها تصبح عبرة تبرزها كلماتي ... و ما نفع التسائل إذا كانت لدينا الأجوبة ... سرني مرورك
ويحك يا قلبي ما هذا
ما تعبت من العشق والهوى
ما قتلتك الدموع ولا اتعبك الجفا
تعشق بجنون وتهوى
فاذا بالخليل عنك يتخلي
يتركك في جراحك تطلب الكرى
ويجعل المسافات بينك وبينه كمسافة الثرى والثريا
لكنك لم تستسلم وغدوت متمردا
عزمت المسير في درب العذاب والهوى
ايا قلبي كفاك يكفيني جراحا وتعبا
صدقاً لم أكملها بعد ..اعتدت أن أقرأ بالكامل قبل أن أجيب عن صراخات قلمك ..
أبدعت في اطرح كنت تحلق باللهجة الفصحى أحياناً ومن ثم تعود و تحلق مرة أخرى باللهجة العمية ..لتربط في مخيلة القارىء ربطاً مدهشاً للكلمة بين الواقع والخيال