ابو مالك * ابو فارس * الاخوة و نفسي المقصره - ابو مالك * ابو فارس * الاخوة و نفسي المقصره - ابو مالك * ابو فارس * الاخوة و نفسي المقصره - ابو مالك * ابو فارس * الاخوة و نفسي المقصره - ابو مالك * ابو فارس * الاخوة و نفسي المقصره
السلام عليكم و رحمة و بركاته
فادة اعجبتني احببت ان تشاركاني فيها
الخليفة ابو جعفر المنصور عندما أراد من مالك أن يحمل المسلمين على موطأ مالك ، الإمام مالك لإنصافه رحمه الله قال : (( يا أمير المؤمنين إن أصحاب النبي تفرقوا وعند كل واحد ماليس عند الآخر فأنا ربما أكون أدركت شيئاً وغابت عني أشياء موجودة مع صحابي راح الكوفة وأنا لم أرحل إلى الكوفة فمن الظلم البين أن نحمل المسلمين على كتاب لم يجمع كل ما عند الصحابة من العلم وقد تفرقوا في كل البلاد )).
جزاك الله كل خير يا أخي القناص، وصدق الامام مالك رحمه الله تعالى في مايصبوا اليه من جوابه، وذلك بأن ما عندك وما تعرفه قد لا يكون عند غيرك ولا يعرفه، وأيضا ما ليس عندك ومالا تعرفه قد يكون عند غيرك وهو يعرفه.
لذلك لا تلتزم لنفسك رأيا معينا، " تريد الزام الجميع به "، فقد يكون الرأي الآخر صواب عند غيرك أيضا.
وهذا من فطانة امام المدينة رحمه الله تعالى، ومن بعده عن التعصب، فهو يدرك بفقهه وبعلمه بأن الأمر موسع ولا يمكن أن تلزم الأمة بما سمعته ورأيته أنت فحسب، وذلك في كثير من الأمور.
وكذلك لا يمكن في بعض من الأحيان وعند اطلاق بعض من الأحكام، أن تحكم بعقلك على كل الجمع وتعمم عليهم، وتسلبهم جميعا من الخير والفضل والحق والصواب، آخذا اياهم بذنب " آراء " بعض من أفرادهم، دون أن تميز الخبيث من الطيب، ودون أن تستثني الصائب ولو قليلا، حتى ولو كان الجمع يخالف الصحة.
قال تعالى ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ).
والله فهمت كثيرا من هذه السطور القليلة في عددها، والعظيمة في معناها، فأثابك الله يا أخي القناص، ونفعنا بك، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا الاقتداء بمثل جواب الامام مالك، بدلا من أن نبدأ بفرض الآراء ومصادرتها عن الغير، وتعميمها على كامل الفئة، وأخذ الصالح بالطالح.
(( أخونا ماهر لا يؤمن، بأن عدم الوجدان لا يستلزم عدم الوجود )).