محمد وجدي ست ابوها.. ابتهال الجماهير الوحداتية!!.. وداعاً!!.
محمد وجدي ست ابوها.. ابتهال الجماهير الوحداتية!!.. وداعاً!!. - محمد وجدي ست ابوها.. ابتهال الجماهير الوحداتية!!.. وداعاً!!. - محمد وجدي ست ابوها.. ابتهال الجماهير الوحداتية!!.. وداعاً!!. - محمد وجدي ست ابوها.. ابتهال الجماهير الوحداتية!!.. وداعاً!!. - محمد وجدي ست ابوها.. ابتهال الجماهير الوحداتية!!.. وداعاً!!.
عندما ترحل الذاكرة في زمن الفقد.. وتصهل لرحيلها الخيول الخضراء في زمانها الأخضر!.
عندما يخذلك الزمان ومرارة الواقع، تكون الذاكرة هي الملاذ الوحيد، نرتحل إليها بحلوها ومرها ونستعيد جذوتها، فكيف إذا كان خيل أصيل من خيولها ينقش وسم أبدي بذكريات لا تمحى، أحيانا تأتي ذكرى لم تتعدى لحظات بسيطة تعبر كشهاب في مجرة كونية، إلا أنها تحفر عميقا بالقلب، نحت لنحات ماهر، وإن رحل إلا أن أثره خالد كأثر الفراشة لا يزول!.. هكذا هو أبو محمود، الذي تسيد أسرار الذاكرة أكثر فأكثر لأنه غلفها بالوفاء.. ليس كأي وفاء، وفاء لا يتقنه الا المحبين الذين أوغلوا في حبهم ووفائهم حد التصوف!!.
في يوم الجمعة وهو اليوم الوحيد الذي كان يبدأ به البث في التلفزيون الأردني قبل صلاة الظهر ، حيث قدسية صلاة الجمعة.. و كان قبل الصلاة و بعدها تبث ابتهالات روحانية للنقشبندي و أغنية صوفيا صادق " أجرني إله العرش " . . كنت أشعر بهذا اليوم (يوم الجمعة) وبهالته العظيمة عند سماع الإبتهالات ومن موسيقى المجلة الرياضية وأصوات المذيعين، وأنتظر مباريات الوحدات لحضورها إن بثت أو للذهاب إلى الملعب إن كان الوحدات ضيفا على فرق إربد.
تجرني الذاكرة جرا بكل معنى الكلمة إلى أول يوم تحسست به شغاف القلوب إسم الوحدات وحب الوحدات، في ذلك اليوم من أيام الجمعة ولم أكن قد تجاوزت السبعة سنين، عندما خرجت من جامع أبو بكر (الجامع الذي صلينا عليه به صلاة الجنازة وألقينا عليه به نظرة الوداع، في الحارة التي تربينا وكبرنا بها) بعد صلاة ظهر ذلك اليوم و شاهدت يافطة طولها يقارب الخمسين متر.. يفردها " محمد وجدي ست ابوها واخوانه و ثلة من جماهير الوحدات أمام منزلهم "منزل أبو حازم ست ابوها " و الذي كان ملتقى لجماهير الوحدات في إربد و مخيمها" على طول الشارع في حارتنا، كتب عليها "الوحدات بطل الدوري" استعدادا لمؤازرة الوحدات قبل مباراته!.. عندما قلت لأبو محمود ذات حوار عن هذه الحادثة، روى لي تفاصيلها بشغف وبحب أزلي، أنه بحث في محلات القماش عن اللون الأخضر بالدرجة التي يرتديها الوحدات فلم يجد، في آخر المطاف ذهب إلى مخيطة في حارتنا، أكمل وعيونه تلمع شغفا: بتعرف من وين جبناها؟!.. من عند أبو نواف الخياط الي بحارتنا، لقينا عندو رول قماش أخضر قديم بنفس لون الوحدات، اشتريناه وبعثناه على خطاط يكتب عليه (الوحدات بطل الدوري)!.
هذا الزمن الذي خططه أبو محمود على يافطات خضراء كذاكرته، منطلقا يبحث عن حبه الأزلي (الوحدات) عاشقا وفيا لم أرى بحياتي أصدق من هذا الحب والإنتماء، بعفوية ولا إراديا جعلنا نعشق هذا العشق ونسير في ركبه، هاتفين باسم الوحدات في مرحلة صعوده الذهبي، عندما شكل الوحدات حالة عز نظيرها، ورسمت معالم أفق أخضر لمارد خرج من رحم المخيم، هذه الحالة التي أثرت على أسلوب حياة كل وحداتي، فكان البيبسي المشروب الرسمي لجماهير المارد، مقاطعين الميرندا و السفن أب رغم أنها جميعا من نفس المصنع!!، لإن شعار بيبسي كان على قمصان الوحدات، عندما كانت دهانات ناشونال تعطي الكون أجمل لون لأنها مطبوعة على زي الوحدات، وعندما كانت ساعة " سواتش " أثمن ساعات العالم لأنها طبعت ايضا على تيشرت الأخضر!.
رحل عنا على حين غرة من تعلمنا منه أبجديات الوفاء والحب للقلعة الخضراء، تاركا الماضي بكل ذكرياته نعيد سردها بشغاف قلبه، نتصوف ذلك العشق بكل ما أوتينا من حب.. نتوه في ابتهالات الجمعة وفي تفاصيل المرحلة الأجمل.. ومن يعيدنا هو أبو محمود!!.. لقد كان حقا (محمد وجدي) ابتهالا وحداتيا خالصا، كان لإيقاعه أثر فاق كل أناشيد أهل التصوف، سيبقى يتذكره ويردده كل منتمي للقلعة الخضراء!.
رحم الله الأخ والصديق والجار الحبيب أبا محمود!.
الله الله يا شريف..!.
حَقَّ الرثاءُ وصَدَقَ الوفـــــــــاءُ
شكر الله سعيك وغفر ذنبك ورفع قدرك
العزيز والأصيل أبا احمد .. حفظك الله واطال الله عمرك، وأمدك بموفور الصحة والعافية..
منك أيها الحبيب دائما نتعلم الأصالة والإنتماء..
ورحم الله رمزنا أبا محمود وجعل منزلته الفردوس الأعلى، الذي سيترك برحيله أثر كبير.. وأثقل الله ميزان حسناتك بكل خطوة خطوتها صوب مقبرة الشهداء في إربد لوداع الحبيب محمد وجدي.