موقف الإمام الشيخ ابن تيمية من الكفر والتكفير - موقف الإمام الشيخ ابن تيمية من الكفر والتكفير - موقف الإمام الشيخ ابن تيمية من الكفر والتكفير - موقف الإمام الشيخ ابن تيمية من الكفر والتكفير - موقف الإمام الشيخ ابن تيمية من الكفر والتكفير
التكفيرُ حكمٌ شرعيٌ ثابتٌ بالكتاب والسنة ،وله قواعده وضوابطه، وقامت الأدلةُ الكثيرة من القرآن والسنة وانعقد الإجماع على ذلك، قال الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً}سورة النساء الآيتان150-151.
وقال تعالى :{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}سورة المائدة الآية72.
وقال تعالى :{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}سورة المائدة الآية 73.
وثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (والذي نفس محمدٍ بيده لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمة، يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) رواه مسلم.
قال الشيخ ابن حزم الظاهري :[ واتفقوا على تسمية اليهود والنصارى كفاراً ]مراتب الإجماع ص119. وقال القاضي عياض :[ ولهذا نُكفرُ من دان بغير ملة المسلمين من الملل أو توقف فيهم أو شكَّ أو صحح مذهبهم، وإن أظهر مع ذلك الإسلام واعتقده، واعتقد إبطال كل مذهبٍ سواه، فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك ]الشفا في أحوال المصطفى 2/610.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :[ قد ثبت في الكتاب والسنَّة والإجماع أن من بلغته رسالته صلى الله عليه وسلم فلم يؤمن به فهو كافرٌ، لا يقبل منه الاعتذار بالاجتهاد، لظهور أدلة الرسالة وأعلام النبوة ]مجموع الفتاوى 12/496.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً: [ إن اليهود والنصارى كفارٌ كفراً معلوماً بالاضطرار من دين الإسلام ]مجموع الفتاوى 35/201.
وذكر إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن من أعظم نواقض الإسلام عشرة أمور ومنها: من لم يُكفِّرِ المشركين أو شكَّ في كفرهم أو صحح مذهبهم، كفَرَ إجْماعاً.
إن موقف الإمام المجدد شيخ الإسلام ابن تيمية من قضية التكفير هو موقفُ أهل السنة والجماعة، ويجب أن يُعلم أنه ليس من مذهب أهل السنة والجماعة تكفيرُ أحدٍ من المسلمين بذنْبٍ أصابه، قال أبو جعفر الطحاوي صاحب العقيدة الطحاوية: [ ولا نكفرُ أحداً من أهل القبلة بذنْبٍ ما لم يستحله ] شرح العقيدة الطحاوية ص3555.
ومنزلقُ التكفير خطيرٌ جداً، ويجب التحذير منه، فقد ثبت في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أيما امرئ قال لأخيه: يا كافر، فقد باءَ بها أحدُهما إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه ).وعن أبي ذرٍ رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا يرمي رجلٌ رجلاً بالفسوق، ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك)رواه البخاري.
وفي رواية عند مسلم قال: ( ومن دعا رجلاً بالكفر، أو قال عدو الله، وليس كذلك إلا حار عليه)أي رجع عليه .وهنالك أقوالٌ صريحةٌ لشيخ الإسلام ابن تيمية، تبين بما لا يدع مجالاً للشك ، موقفَهُ من التكفير، منها:
( وليس لأحدٍ أن يكفر أحداً من المسلمين، وإن أخطأ وغلط، حتى تُقام عليه الحجة، وتُبيّن له المحجة، ومن ثبت إسلامهُ بيقينٍ، لم يُزلْ ذلك عنه بالشك ).
وقال أيضاً :[ وأما التكفير فالصواب أن من اجتهد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وقصد الحق فأخطأ لم يكفر، بل يغفر له خطؤه، ومن تبين له ما جاء به الرسول فشاق الرسول من بعد ما تبين له الهدى واتبع غير سبيل المؤمنين فهو كافر، ومن اتبع هواه وقصَّر في طلب الحق وتكلم بلا علم، فهو عاصٍ مذنبٌ ثم قد يكون فاسقاً وقد يكون له حسناتٌ ترجح على سيئاته، فالتكفير يختلف بحسب اختلاف حال الشخص، فليس كل مخطئٍ ولا مبتدعٍ ولا جاهلٍ ولا ضالٍ يكون كافراً، بل ولا فاسقاً بل ولا عاصياً]مجموع فتاوى ابن تيمية 12/180.
وقال أيضاً:[ ولا يجوز تكفير المسلم بذنْبٍ فعله، ولا بخطأ أخطأ فيه، كالمسائل التي تنازع فيها أهل القبلة].
وقال أيضاً:[ والخوارج تكفر أهل الجماعة، وكذلك المعتزلة يكفرون من خالفهم، وكذلك الرافضة، ومن لم يكفر فسق، وكذلك أكثر أهل الأهواء يبتدعون رأياً ويكفرون من خالفهم فيه. وأهل السنة يتبعون الحق من ربهم الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يكفرون من خالفهم فيه، بل هم أعلم بالحق وأرحم بالخلق].
وقال أيضاً:[ فلهذا كان أهل العلم والسنة لا يكفرون من خالفهم، وإن كان ذلك المخالف يكفرهم. لأن الكفر حكمٌ شرعيٌ، فليس للإنسان أن يعاقب بمثله، كمن كذب عليك وزنى بأهلك؛ ليس لك أن تكذب عليه و تزني بأهله، لأن الكذب والزنا حرامٌ لحقِّ الله تعالى، وكذلك التكفير حقٌّ لله، فلا يكفر إلا من كفّرَه اللهُ ورسولهُ.
وبهذه النُقول يتضح لنا ولكل انسانٍ منصفٍ حقيقةَ موقف الإمام المجدد شيخ الإسلام ابن تيمية من قضية التكفير.
لا كما يروجه النبَّاحون الناعقون الكذَّابون الجاهلون.
إن الطاعنين في الإمام المجدد شيخ الإسلام ابن تيمية، إ نما يتخذون الطعن فيه، مدخلاً للهجمة على الإسلام وعلى ثوابت الدين، وللهجوم على مصادر ديننا من كتابٍ وسنةٍ، وعلى مراجعنا العلمية من فقهاء كبار، ومؤلفاتٍ عظيمة وللهجوم على حضارتنا وعلى تاريخنا حتى بلغت الجرأةُ بأحد الصحافيين المارقين أن قال:[ الإسلامُ هو أسوءُ دينٍ على الأرض ].
وزعم آخرُ أن صيام رمضان لا حاجة له !؟
وأنكر آخرُ تحريم الخمر! وقال آخر:[ مأساتنا الكبرى هو أننا ومنذ قرونٍ طويلةٍ ونحن نغرف من هذا التراث الفقهي الظلامي! الذي أودى بنا إلى الهاوية وجعلنا في حالة حربٍ مستمرةٍ مع بعضنا البعض ومع شعوب العالم شرقاً وغرباً!؟ ]وغير ذلك.
وخلاصة الأمر أن الإمام المجدد شيخ الإسلام ابن تيمية لا يحبه إلا مؤمنٌ ولا يبغضه إلا منافقٌ.
وإن قدحَ وتطاولَ وتهجمَ بعض الإعلاميين على شيخ الإسلام ابن تيمية، كصريرِ باب وطنين ذبابٍ.
ونقول أخيراً: لا يضرُّ السحابَ نُباحُ الكلاب.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
منقول عن : شبكة يسألونك الإسلامية.
yasaloonak.net