العلامة المقرئ محمد رشاد الشريف - العلامة المقرئ محمد رشاد الشريف - العلامة المقرئ محمد رشاد الشريف - العلامة المقرئ محمد رشاد الشريف - العلامة المقرئ محمد رشاد الشريف
العلامة المقرئ محمد رشاد الشريف
د. محمد ابو صعيليك
في بيئة ملتزمة تعنى بعلوم الشرع وتتخصص بكتاب الله عز وجل، نشأ الشيخ «محمد رشاد» الشريف في مدينة الخليل، وأخذ مبادئ العلوم الشرعية، ومنها علم التجويد، والفقه الحنفي على مشايخ الخليل، وكان أخوه، العلامة الشيخ «محمد عادل» الشريف المفتي العام الأسبق للمملكة.
اشتغل بالإقراء في الخليل والقدس ومنهم والده الشيخ عبدالسلام الشريف الذي تلقى العلم في الأزهر الشريف، وامتنع عن تولي القضاء، والشيخ حسين أبو سنينة الذي أجازه في القراءة والإقراء بروايتي حفص وورش، والمشايخ أديب السراج، وصبري عابدين، وداري البكري، ورشاد الحلواني، وشكري أبو رجب، الذين أخذ عنهم علوم التفسير، والفقه، والأصول، واللغة، وحفظ عنهم المتون الشرعية المتعلقة بهذه العلوم.
وكان يقرأ في الإذاعة في رام الله، محاكياً قراءة المقرئ الشيخ محمد رفعت، شيخ الإقراء في مصر، ولما سمعه قال: «الآن محمد رفعت في القدس»، وترقى في هذا حتى أصبح شيخ الإقراء في المسجد الأقصى، والحرم الإبراهيمي، هو أول من أنشأ داراً للقرآن الكريم في مدينة الخليل في السبعينيات، ثم أصبح مديراً لدور القرآن في الضفة الغربية الى أن تقاعد عام 2001.
واشتغل بالتعليم فعلم اللغة العربية مدة اربعين سنة، حتى تقاعد من التدريس عام 1982، وشارك في تقويم قراءات المقرئين الجدد، ودقق المصاحف، وعمل على إجازتها، ونظم الشعر، وأصدر للناس أجوده، وترك الأثر الطيب في حياة الناس في كل مكان حل فيه، حتى كان محل احترام الناس، داخل الأردن وخارجه، بل في شتى بقاع الأرض.
كان الرجل ممتثلاً لهذا القرآن الكريم الذي يحيا به ويمارس تعليمه، فكان صاحب دعوة، وصاحب دمعة، فما حدث بشيء ينفع الأمة حتى سجد شكراً لله، ودمعت عيناه لذلك، وكان ورعاً، تقياً، يسأل من يتوسم فيهم العلم حتى في خاصة نفسه، مع أنه فقيه حنفي متمكن من مذهبه، فلا يمنعه ذلك من أن يسأل من يظن فيهم العلم حتى لو كانوا من جيل أبنائه، وله حرص على الإفادة والاستفادة، مع علو الهمة، فلم يمنعه مرضه وكبر سنه من أن يقرأ في أحدث ما صدر عند المطابع، فقد اشترى الطبعة الجديدة لتفسير الألوسي، وقول على قول للكرمي في فترة المرض، وكان آخر عهده بالمطالعة النظر في كتاب الكرمي.
عرف الناس له قدره، وتذكروا فضله، وقاموا بحقه، فأم الناس على اختلاف اتجاهاتهم، بيت عزائه، فتقاسم ذلك الشرف الرسمي والشعبي، وعرف له أولو الأمر فضله، فأوفدوا من يشهد عزاءه، عرفه الناس بالعلم، وتذكره الناس بالفضل، وذكروا صراحته وتقويمه للناس، فكان يقوّم من سمع له، فيعرف للناس أقدارهم، فيومئ الى وجه نبوع بعضهم، ولا يتوانى عن النصح، كتب الله له أجره، ورفع درجته، وأخلف الناس فيه خيراً، ورفع رتبة خليفته ابنه، الشيخ معروف رشاد الشريف حامل علمه، ومكرر صوته، وناشر فضله، ومذكر الناس بسمته، والله المستعان.