بطولة الطفولة وتخاذل الكبار - بطولة الطفولة وتخاذل الكبار - بطولة الطفولة وتخاذل الكبار - بطولة الطفولة وتخاذل الكبار - بطولة الطفولة وتخاذل الكبار
كأنهم جاءوا لهذه الدنيا من كوكب آخر,جباه شم,عيون ملؤها برق وقلوب تردف بالرعد وأدمغة على تعدد قنواتها ودهاليزها وتجاويفها تحمل هم واحد وهدف واحد يسكنها من أول فكرة إلى نهاية التنفيذ وطن حر خالي من عثة الإحتلال البغيض
أكبر همهم وطن وأصغر همهم وطن وما بين المسافتين حكاية بطولة عجز عن فعلها كثير
أكبرهم في عرفنا طفل
وأصغرهم طفل
وأوسطهم طفل
هكذا نحت العرف على صفحاتنا وصف من كانوا في سنين عمرهم
لذا ترانا نستغرب من عزمهم
نتعجب من صنيعهم
نولول من صلابتهم
نصاب بالخبول والذهول من قوة إرادتهم وعظيم تصميمهم
لكن كل ذلك يسقط ويتلاشى مجرد أن تعرف أنهم أطفال فلسطين
أطفال
رضعوا لبن الكرامة
شربوا ماء العزة
اغتسلوا بنور القرآن والسنة
تخرجوا من أرحام عفيفة وأصلاب شريفة
تربوا في مدرسة الخنساء الفلسطينية الصابرة على نكران الذات فداء لذرة تراب من وطنهم
تربوا على السمو عن أقرانهم بملايين الأشواط والأميال
طفولتهم حكاية جد مسن رسم الزمان على وجهه أخاديد وطن
ملامح وجوههم قبس من نور أشرق على وجه أم شهيد
هم خليط من الحب والوفاء والعزم والإصرار والتصميم
لم ترهبهم دبابة تبصق من لسانها الأصم أكفانا لهم
لم يردعهم طير حقد عدوهم وهو يصليهم بوابل من فسفور أبيض مشتعل اخترق أجسادهم النحيلة فتحول لونه للقاني الأثمن.
لم يفت من عضدهم تواتر قوافل الشهداء التي ساروا خلفها يشيعونها بعيون دامعة إلى الحور العين
لم ولم والكثير منها وقف عاجزاً أمام عظمتهم وتعملقهم الذي لايوصف.
أيها الطفل في الجسد العملاق في الحضور البطل في الظهور المغوار في ساح الوغى دع عنك طوابير الإنهزاميين
دع عنك أولئك الذين أعطوا الدنية في دينهم وعرضهم بعد أن توسلوا وسلموا وفاوضوا مغتصب وطنهم ناحر براءة أطفالهم قاتل شيخهم مجندل فتياتهم.
دع عنك كل أولئك فهم لا يستحقون منك نظرة ولا ترتجي منهم نصرة ولا انتصار
وكن أسدا هصورا في مرابعنا يدفع غائلة الظلم وتغول البغاة عن أرضنا وعرضنا ومقدساتنا بعدما أفلس كبرائنا.
أعلم أن الأحكام قد صدرت بحقكم مسبقا فمنكم من يقبع خلف القضبان عزيزا
ومنكم من التحق بركب الشهداء قنديلا مضيئا
لهفي عليكم
إما شهداء أو سجناء أنتم
وكبرائنا قد ضلوا السبيلا
قبل ايام خلت أصدرت محاكم الإحتلال أحكامها على أطفال فلسطين تباعا
المناصرة,محمد طه,خليل أبو شمالي لمدة تترواح بين 11 -12 عاما
والحبل عالجرار.
من وحي
السكوت المشين
كان للقلم وقفة على رأسه
أطلقت المحاكم رصاصات أحكامها الجائرة على الطفولة المتعبة فلم نسمع صوت العزوة والعشيرة والرئيس والمرؤوس يستنكرون
لم نسمع منهم إلا صوت الشخير الذي أصم آذاننا
كلهم مات بالصمت الذليل
تقوقع في قعر النذالة حتى تعفن من كثرة ما بال على نفسه
كلهم دفن في قبور الجبن والخوف
كلهم تعفن لقذارة فكره
حين قال سفيههم يكفينا أن لدينا عشرة من أجمل الأصوات في عرب آيدول
ألم يعلم أيضا بأن لدينا من بح صوتة من كثرة ترديد أكذوبة أناديكم وما من مجيب
ألا يعلم أن أرضة الرطوبة قد أتت على أجساد نحيلة فأكلتها
ألا يعلم أن القيود رسمت نوتة عذاب على معاصم وأقدام طيور المقاومة فأدمتها
ألا يعلم بأن عتمة الزنازين قد سرقت أبصار من نحن بأمس الحاجة لبصرها وبصيرتها
إذا كان رب البيت يسبح بحمد السفاحين فكيف نقاضي السفاحين
:
إذا كان مزمار القوم عرب آيدول فبأي حديث بعده يؤمنون