شبهات حول فكر سيد قطب رحمه الله (4) - شبهات حول فكر سيد قطب رحمه الله (4) - شبهات حول فكر سيد قطب رحمه الله (4) - شبهات حول فكر سيد قطب رحمه الله (4) - شبهات حول فكر سيد قطب رحمه الله (4)
شبهات حول فكر سيد قطب رحمه الله (4)
د. محمد ابو صعيليك
5- أنه يقول بتكفير المجتمع:
اتهم الأستاذ سيد قطب رحمه الله تعالى بتكفير المجتمع، وفي التعبير عن هذه الشبهة يقول المهندس أبو عزة: «تقريره (يعني سيد قطب بأن الناس في الأقطار الإسلامية جاهليون كفار خارجون عن الإسلام، وإن صلوا وصاموا وحجوا البيت الحرام، باستثناء أعضاء التنظيم».
ويقول الدكتور ربيع بن هادي: «وبالجملة فسيد سلك مسلكاً في تكفير الناس، لا يقره عليه عالم مسلم، يرسل الكلام على عواهنه في باب الحاكمية، ويكفّر جماعة الناس بدون ذنب، وبدون إقامة حجج، أو بدون التفات إلى تفصيلات العلماء في هذا الباب».
هذا ويجاب عن هذه الفرية والشبهة بما يلي:
1- كلام الأستاذ سيد قطب في معنى الجاهلية ليس فيه تقرير لكفر المجتمع، وليس هذا في سائر كتبه حتى يتهم به كما زعمه منتقدوه.
2- لا بد من تأويل كلامه وحمله على ما يليق به، وفي هذا يقول الأستاذ سالم البهنسي: فهذه النصوص وغيرها كثير، أوردها الشرع في عبارات عامة ظاهرها يفيد الكفر، ولكنها صرفت إلى غير هذا الحكم، فالأولى والألزم أن تصرف أوصاف الجاهلية الواردة في كتب المودودي وسيد قطب إلى جاهلية الاعتقاد، إن تعلق الأمر بالتشريع أو إنكار حكم الله، ورلي جاهلية المعصية إن تعلق الموضوع بغير الجحود والإنكار.
3- وفي توضيح المراد بهذه الكلمات العامة يقول الأستاذ حسن الهضيبي رحمه الله: والجاهلية كالضلال والعصيان والفسوق واظلم من الألفاظ التي استعملت في القرآن الكريم، وفي الأحاديث الصحيحة، وتعني الخروج على أحكام الدين، ذلك الخروج الذي لا يبلغ أحياناً حد الخروج عن الملكة، وأحياناً يبلغ حد الخروج عن الملكة والردة عن الإسلام، قال عليه الصلاة والسلام لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه: «إنك امرؤ فيك جاهلية»، ويعلق الإمام البخاري الذي أورد هذا الحديث يقول: المعاصي من أمر الجاهلية، ولا يكفر صاحبها بارتكابها إلا بالشرك، ومن ذلك يتضح أن كلمة الجاهلية يقصد بها كل خروج على أحكام الدين، أما تحديد إذا كان ذلك الخروج قد بلغ حد الردة عن الإسلام أم لا؟ فيرجع فيه للأحكام الشرعية التي تحدد الفرق بين المعصية التي لا يعتبر صاحبها مرتداً، وبين تلك التي يعتبر مركتبها مرتداً، والقول أن المجتمع جاهلي يوازي القول بأن المجتمع ضال والمجتمع فاسق.
6-القول بتكفير الناس:
اتهم الأستاذ سيد قطب بأنه يقول بتكفير الناس، وفي التعبير عن هذه الشبهة يقول الدكتور ربيع بن هادي: «وأما أن حدود العقيدة تتسع وتترامى حتى تتناوب كل جانب من جوابن الحياة... إلخ؛ فهذا ما لم يدل عليه كتاب ولا سنة ولا قاله علماء الاسلام، فهذا من شذوذات سيد قطب ليوسع دائرة التكفير لمن يخالف منهجه، وهو على ما ذكر يحيد عن شرك القبور».
هذا ويمكن الرد على هذه الشبهة بما يلي:
1- ينقل بعض من كان في الاعتقال تخطئة الأستاذ سيد قطب رحمه الله لمن يفهم من كلامه تكفير الناس، فهذا الأستاذ عبدالحليم خفاجي يقول: لم يستطع فريق من الشباب أن يروا صلة بين طاعة قلوب هذه الوحوش الضارية، وبين صحة انتسابها للإسلام في إنسانيته المشرقة بالنور فجرت من بعضهم أحكام تصف الكفر بهؤلاء الظلمة من الحكام هم والمشاركين ولساكتين عن الحق من مجموع هذه الأمة، وأخذوا يسيئون فهم ما ورد في كتب الشهيد سيد قطب لتدعيم موقفهم، وحملنا الأخ إبراهيم الطناني المرحل إلى سجن طرة للعلاج رسائل للأستاذ سيد بتفاصيل تفكير وسلوك هؤلاء الإخوة، فأرسل منكراً عليهم ذلك قائلاً: إنهم قد فهموني خطأ، وفي مرة ثانية قال غاضباً: لقد وضعت حملي على حصان أعرج.
2- وتقول الداعية زينب الغزالي في جواب على سؤال مجلة المجتمع لها: وهل حقاً أن الفكر الذي كان يتبناه سيد ويدرسه للإخوان هو تكفير المجتمع؟ فتقول: هذا وهم توهمه بعض تلاميذ الشهيد سيد، لقد جلست مع سيد في منزلي، عندما سمعت بتلك الشائعة، وقلت له: إن منزلتي عند السيدات المسلمات تجعلهم يحترمنني احتراماً عظيماً، ولكنهم مستعدون أن ينسفوا كل هذا الاحترام، اذا علموا أنني أقول عنهم أو عن أحد من أقاربهم: إنهم كفار، واستغرب نفسه هذا القول، وتبين أن هذا فهم خاطئ لما كتبه، وبين أنه سيوضح هذا في الجزء الثاني للمعالم، إن سيداً لم يكن يكفر الأفراد، بل كان يرى أن المجتمعات ابتعدت عن الاسلام الى درجة جعلتها تفقد هذه الصفة.
3- ويقول الاستاذ محمد قطب حفظه الله: إن كتابات سيد قطب قد تركزت حول موضوع معين، هو بين المعنى الحقيقي للا اله الا الله شعوراً منه بأن كثيراص من الناس لا يدركون هذا المعنى على حقيقته، وبيان المواصفات الحقيقية للايمان كما وردت في الكتاب والسنة، شعوراً منه بأن كثيراً من هذه المواصفات قد أهمل أو غفل الناس عنه، ولكنه مع ذلك حرص حرصاً شديداً على أن يبين أن كلامه هذا ليس مقصوداً به إصدار أحكام على الناس، وإنما المقصود به تعريفهم بما غلوا عنه عن هذه الحقيقة، ليتبينوا هم لأنفسهم إن كانوا هم مستقيمين على طريق الله كما يبنغي ام انهم بعيدون عن هذا الطريق، فينبغي عليهم ان يعودوا اليه، ولقد سمعته بنفسي اكثر من مرة يقول: نحن دعاة ولسنا قضاة، إن مهمتنا ليست اصدار الاحكام على الناس، ولكن مهمتنا تعريفهم بحقيقة لا اله الا الله، لأن الناس لا يعرفون مقتضاها الحقيقي وهو التحاكم الى شريعة الله، كما سمعته اكثر من مرة يقول: ان الحكم على الناس يستلزم وجود قرينة قاطعة لا تقبل الشك، وهذا امر ليس في ايدينا، ولذلك فنحن لا نتعرض لقضية الحكم على الناس فضلا عن كوننا دعوة ولسنا دولة، دعوة مهمتها بيان الحقائق للناس لا اصدار الاحكام عليهم.
ان كان الكاتب يريد ان يذهب الى الدعوة الى عدم الطعن في نية سيد قطب فله ذلك ،، اما ان يدافع عن اخطاء سيد قطب فهذا الشيء ليس صوابا ،، فكلمة لا اله الا الله فسرها سيد قطب بانها الحاكمية وجعل الحاكمية جزءا رابعا من اقسام التوحيد
هذا الامر خطأ ،،، والاولى ان نصحح الخطأ لا ان نجادل بالباطل