امنحني قليلا لأبين لك أن هناك أبيض وأسود وأن هناك خير وشر وان اصابع يدك الواحدة ليست سواء –مع أن لها أصل واحد- .
ابن ادم
خلق الله حواء من ضلع ادم لتكون له ونيسا ومعينا وخلقها منه لأنها جزءٌ من حياته بل كلٌ في حياته ، شيء حتمي لا بدّ منه ، فالكون بها كائن ، ما كنت لتكون لولاها .
لولاها لما استطاع ادم أن يعيش ، لما استطاع الصبر على البقاء وحيدا يقاسي الأيام بلا شريك ، لما استطاع تنفيذ أمر ربه لما استطاع إعمار الأرض .
ابن ادم
الله خلق حواء من ضلع لين ليس ضعفا بها بل رحمة بك
ابن ادم
إنّ الله لو أراد أن يعمر هذا الكون بجنس واحد لفعل وهو بذلك قدير ، ولكن ...
جلّ في علاه اختص لجلاله الوحدانية فهي له سواه ، فالله تعالى ليس بحاجة أحد ،وخلق الازدواجية مع خلق ادم وجعلها بكل حيّ خلقه ، وخلق العبد غير قادر على العيش وحده فجعلهم أزواجا يكمل أحمدهما الاخر ، وليس الكمال لأحد إلا لله سبحانه ، فالله لم يخلق حواء عبثاً - حاشاه - .
ابن ادم
لم يخلق الله حواء لتُنعت بالخيانة والغدر والكذب، ولم تُخلق ليقال عنها فاشية أسرار ولا تؤتمن على شيء وعديمة مسؤولية ،ولم يخلقها لتُنعت بأي من الصفات السيئة القبيحة ، فالله لم يخلقها مستودعا للسان سليط عفن ،
فحواء خُلِقت لتُكَمِلك.
لا تنكر ابن ادم انها الملاذ الامن والمأوى الدافئ ،لا تنكر انها سرّ سعادتك وسبب تهوين آلامك في دنياك وتخفيف مصائبك وأنها سند لك في تحمّل أعباء حياتك والتي –وعلى الأغلب-لا شأن لها بها لتحمل معك هما لربما أنت السبب في وجوده .
ابن ادم
كن عبدا شكورا وأحمد الله على نعمه الكثيرة ،وتذكر أهمها ....
"حواء" رقيقة حنون ، سبب وجودك وبقائك ، فحواء أم أنجبتك وأخت تسعدك وفلذة كبدك هي فهي ابنتك وهي فؤاد قلبك زوجتك .
حواء هي التي لست بغنى عنها
حواء هي التي من تسعى لها
فلا تقسى على ضلع لين خُلق منك لتكون رحيما عليه فتكسر فؤاده .