عمَّان على لسان النبي العدنان صلى الله عليه وسلم - عمَّان على لسان النبي العدنان صلى الله عليه وسلم - عمَّان على لسان النبي العدنان صلى الله عليه وسلم - عمَّان على لسان النبي العدنان صلى الله عليه وسلم - عمَّان على لسان النبي العدنان صلى الله عليه وسلم
عمَّان على لسان النبي العدنان صلى الله عليه وسلم الشيخ امجد المستريحي
عَمَّان «عاصمة الهواشم» عاصمة المملكة الاردنية الهاشمية ، مدينة عريقة ، ولها تاريخ مليء بالذكريات والاحداث والمهمات عبر الزمن ، كيف لا وقد جاء ذكر هذه المدينة العريقة على لسان النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم في اكثر من حديث ومناسبة ، وفي هذا شرف لهذه المدينة - مدينة عمان - لا يُضاهيه شرف ، من ان تُذكر عمان على لسان خاتم الانبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم الذي لم يجر الله على لسانه الا الخير ، وأسوق هنا بعض هذه الاحاديث والروايات الصحيحة ، والتي جاء فيها ذكر لعمان على لسان النبي العدنان محمد صلى الله عليه وسلم:
روى الامام مسلم في صحيحه 11ج 422ص عن ابي ذكر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله ما آنية الحوض قال: والذي نفس محمد بيده لآنيته اكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها آلا في الليلة المظلمة المصحية آنية الجنة من شرب منها لم يظمأ آخر ما عليه يشخب فيه ميزابان من الجنة من شرب منه لم يظمأ عرضُهُ مثل طوله ما بين عمان الى ايلة ماؤه اشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل. وايلة هنا هي مدينة العقبة.
وروى الامام الترمذي في سننه ـ باب ما جاء في صفة اواني الحوض ـ ج8 483ص عن ابي سلام الحبشي قال: بعث إلي عمر بن عبدالعزيز فحملت على البريد قال فلما دخل عليه قال امير المؤمنين لقد شق على مركبي البريد فقال يا أبا سلام ما أردت ان اشق عليك ولكن بلغني عنك حديث تحدثه عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحوض فأحببت ان تشافهني به قال ابو سلام حدثني ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: حوضي من عدن الى عمان البلقاء ماؤه اشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأكاويبه عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا اول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين الشعث رؤساء الدنس ثيابا الذين لا ينكحون المتنعمات ولا تفتح لهم السدد.
وروى الامام احمد في المسند حديث رقم 20364 عن عبدالله بن الصامت عن ابي ذر قال قلت يا رسول الله ما آنية الحوض قال: والذي نفسي بيده لآنيته اكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها في الليلة المظلمة المصحبة آنية الجنة من شرب منها لم يظمأ آخر ما عليه يشخب فيه ميزابان من الجنة من شرب منه لم يظمأ عرضه مثل طوله ما بين عمان الى أيلة ماؤه اشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل.
وروى الامام ابن ابي شبية في مصنفه ج7 414ص عن عبدالله بن الصامت عن ابي ذر قال: قلت: يا رسول الله، ما آنية الحوض؟ قال: «والذي نفسي بيده آنيه اكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها في الليلة المظلمة المصحية ، من شرب منها لم يظمأ ، عرضه مثل طوله ما بين عمان الى إيلة ، ماؤه اشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل».
وروى الامام ابن ابي شبية ايضا في مصنفه ج7 414ص عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أنا عند عقر حوضي أذود عنه الناس لاهل اليمن اني لاضربهم بعصاي حتى يرفض عليهم قال فسئل نبي الله صلى الله عليه وسلم عن سعة الحوض ، فقال: هو «ما بين مقامي هذا الى عمان« ما بينهما شهر او نحو ذلك» ، فسئل نبي الله صلى الله عليه وسلم عن شرابه فقال: اشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل ، يصب فيه ميزابان مداده او مدادهما من الجنة احدهما ورق والآخر ذهب».
ويكفي عمان شرفا ورفعة انها سُميت باسم ابن نبي من انبياء الله وهو عمان بن لوط عليه السلام ، يقول الامام ابو القاسم السهيلي في كتاب «الروض الانف»: «وأما عمان بتشديد الميم وفتح العين فهي بالشام قرب دمشق ، سُميت بعمان بن لوط بن هاران كان سكنها» ويقول الحافظ ابن حجر العسقلاني في ترجمة محمد بن كامل العماني: من عمان البلقاء ، وهي باسم عمان بن لوط. تبصير المنتبه بتحرير المشتبه ج1 ص,238
قال الحافظ ابن عساكر: قال الرازي اخبرني محمد بن حميد نبأنا محمد بن الحسن بن السمط قال: قرأت على خالي محمد بن سهل بن عبدالكريم قال: قالوا البلقاء من عمل دمشق سميت ببلقاء بن سويرة من بني عمان بن لوط وهو بناها ويقال ولد للوط اربعة رجلان مآب وعمان وابنتان زغر والرية فعمان مدينة البلقاء سميت بعمان بن لوط ومآب من مدائن البلقاء سميت بمآب بن لوط. تاريخ دمشق ج1 ص,21
ومعنى اسم عمان من عمَّ يعُمُّ فهو عمان ، اي اذا اعم الخير وابتدأ به على غيره ، قال النووي في شرح مسلم ج8 ص4: وأما «عمان» فبفتح العين وتشديد الميم ، وهي بلدة بالبلقاء من الشام قال الحازمي: قال ابن الاعرابي: يجوز ان يكون فعلان من عم يعم.
قال الامام ابو عبدالله البشاري رحمه الله في كتابه «احسن التقاسيم في معرفة الاقاليم ص »175 مكة: هي مصر هذه الاقاليم قد خطت حول الكعبة ، في شعب واد ، رأيت لها ثلاث نظائر: عمان بالشام ، واصطخر بفارس ، وقرية الحمراء بخراسان».
وعمان مدينة عصية على الاعداء ، محروسة بحرس الله ، من ارادها بسوء أكبه الله على وجهه ، ومن ارادها بكيد جعل الله كيده في نحره ، فهي ارض الحشد والرباط حتى قيام الساعة ، وهي في ظل الرحمن عز وجل ، فقد روى الامام ابو داود في سننه «ج12 ص243» حدثنا علي بن سهل الرملي حدثنا الوليد حثنا بن عبدالعزيز عن مكحول قال: لتمخرن الروم الشام أربعين صباحا لا يمتنع منها الا دمشق وعمان.
وروى الامام عبدالله ابن الامام احمد بن حنبل رحمهما الله ، روى في كتاب السنة ج2 496ص حديث رقم 958 قال: حدثنا ابو احمد الهيثم بن خارجه ، نا عثمان بن حصن بن علاق القرشي ، قال: سمعت عروة بن رويم ، يقول: ان رجلا لقي كعب الاحبار فسلم عليه وحياه ، ودعا له حتى ارضاه ، فسأله كعب «ممن هو؟» قال: رجل من اهل الشام ، قال: «فلعلك من الجند الذين يدخل الجنة منهم سبعون الفا بغير حساب ولا عذاب» ، قال: قلت: من هم؟ قال: «أهل حمص» قال: لست منهم ، قال: «فلعلك من الجند الذين يعرفون في الجنة بثياب خضر» ، قالت: قلت: منهم؟ قال: «اهل دمشق ، قال: قلت لست منهم ، قال: فلعلك من الجند الذين هم في ظل عرش الرحمن جل وعز» ، قال: قلت: من هم؟ قال: هم اهل الاردن ، قال: قلت: لست منهم ، قال: فلعلك من الجند الذين ينظر الله إليهم عز وجل في كل يوم مرتين ، قال: قلت: من هم؟ قال: اهل فلسطين ، قال: قلت: نعم ، انا منهم.
والاردن بشكل عام هي ارض الخيرات والبركات ، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يضرب بها المثل ، ويُطلق عليها اسم الجنان.
فقد روى الامام ابن ابي حاتم في تفسيره 12ج 57ص عن محمد بن كعب القرظي ، قال: اجتمعت قريش وفيهم ابو جهل على باب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا على بابه: ان محمدا يزعم انكم ان بايعتموه على امه كنتم ملوك العرب ، والعجم ، ثم بعثتم من بعد موتكم ، فجعلت لكم جنان كجنان الاردن».
وفي حديث كعب الذي ذكره الامام ابن الاثير في كتاب «النهاية في غريب الحديث والاثر ج3 ص791» قال: ان الله بارك في الشام وخص بالتقديس من فحص الاردن ، قال ابن الاثير: وفحصه: ما بسط منه وكشف من نواحيه.
اخرج الامام ابن عدي في «الكامل» «1 ـ »172 عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اذا ذهب الايمان من الارض وجد ببطن الاردن».
اسأل الله جل وعلا ان يبارك هذه المدينة «عمان الخير» عاصمة الهواشم ، من ارض الاردن الطهور ، ارض الحشد والرباط وكما أسأله تعالى ان يوردنا حوض النبي صلى الله عليه وسلم والذي هو كما بين المدينة المنورة وعمان - فيسقينا من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها ، انه ولي ذلك والقادر عليه.