مذكرات ابن صف سابع - مذكرات ابن صف سابع - مذكرات ابن صف سابع - مذكرات ابن صف سابع - مذكرات ابن صف سابع
ثلاثة وعشرون عاما مضت وأنا أحاول استيعاب أن تتسع مساحة 9 أمتار مربعة لخمسة عشر فردا فعجزت ,,, فقلبت بصري ذات اليمين وذات الشمال وكذلك فعلت ذاكرتي إلى أن عادت لرشدها واستقر بها المقام حيث تلك الأيام التي أتمنى أن لا تتكرر معي مرة أخرى ,,,
إنها جلاد لا يرحم ,,, هي ذاكرتي التي ما انفكت يوما عن ممارسة هوايتها ,,,,
لم أستطع منعها من تعذيبي وهي تستعرض أمام ناظري تصرفات كنت أخشى من سردها لكن ليس بعد اليوم !! ,,,
لست أدري إن كنت قبيحا بما يكفي ليزدريني معلم الصف الأول فيضعني في المقاعد الأخيرة ,,, ويحه فقد أنساني كل ما في تلك الحقبة من ذكريات طفولة ,,, أستطيع استحضار أول الدروس فقط قبل أن ينقلني للمقعد الأخير وأستطيع تذكر حبة الحلو ( أم القرش ,, المدورة ) تلك التي قام بتوزيعها علينا في أول يوم في الفصل ,,,
على الرغم من تقاربهما في السن إلا أن ( أبو رحمة ) رحمه الله كان أرحم بي ,,, فمن غامض علمه وإذ بي أستلم شهادة تقدير لتحصيلي الدراسي في الصف الثاني ,,,
وهكذا استمرت المتسلسلة مع أساتذتي الكرام ,,, في كل صف كنت أحتاج لصفعة أو لعصا تجلد كفي في ثلج آذار أو برد كانون تعيد الأساتذة إلى رشدهم في تقييمي ,,, وإعادتي إلى المقاعد الأمامية ,,, كانت أيديهم ثقيلة جدا ففي كل مرة كان يصفعني أحذهم بذنب أو بغير ذنب كنت أشعر بأن أيديهم حبلى تلد الكف تلو الكف في أجزاء من الثواني ,,,
لم يكن منظري قبيح جدا ,,, لكن ربما غرتي لم تستهويهم أبدا وكانت تستفزهم ,,, فيوم السبت موعدنا مع تفتيش مربي الصف أما أنا فعلى موعد مع عصيه ,,, مع أني كنت أنصاع لأمره في كل مرة يقول لي فيها " احلق شعرك وأزل هذا ( الخنفس ) ,,, وأذكر ذات مرة قمت بحلقه في الأسبوع مرتين ,,, واذيعكم سرا لم تكن تستهويني أي تسريحة ,,, لا على اليمين ولا على اليسار ولا حتى ( النيجرو ) أو ( الفرقة من النص ) يغرونني بها وأستعص ,,,
لربما أيضا لم تكن تستهويهم أناقتي ,,, فقد كنت من عشاق ( الجينز ) مع أني لم أقتنع به يوما عندما أرتديه ,,, وتفاجأت أني مصاب بفوبيا الجينز الجديد ,,, لذلك اتخذت قرارا صعبا لكنه كان ضمن ميزانيتي ,,, بل وأقنعني وشكل لي حافزا ماديا أخذني إلى عالم شعرت من خلاله أني ثري جدا ولدي ثروة كبيرة مقارنة بأقراني ,,,
كان ذلك القرار أن أصبغ البناطيل التي ارتداها أخي في عمري فقد ( كحتت ) وبهت لونها ,,, وعندما أصبغها بصبغة منزلية سيعود رونقها ,,, تجربة كانت تستحق المغامرة ,,,
نجحت التجربة بالنسبة لي فقد كان مظهر تلك البناطيل لا يقل سوءا عن مظهر الجديد علي ,,, ويشعرني بذات الفوبيا ,,, وأكبس على الجرح ملحا وأمض ,,,
كان إعجابي بأناقة إخوتي غريبا جدا ,,, فقد كنت أجمع ملابسهم القديمة والتي أصبحت بحكم نموي تناسبني مع فارق التشبيه بين أناقتي وأناقتهم ,,, أجمع ملابسهم في خزانة أصبحت مملكتي ,,, أنسق ألوان القمصان مع ألوان البناطيل ,,, كان ذلك يشعرني بالنشوة فأنا أملك عشرة أطقم فعليا لا ألبس منها إلا واحد !!
سأتفق مع نفسي على مصطلح غير خاضع للنقاش أو محادثات الذات ,,,, مصطلح غير قابل للاستخدام إلا من طرفي ,,, أنا إنسان لا أقبل بالتغيير النمطي ,,, وأنا شخص كلاسيكي جدا ,,,
واضح تماما أن علي الاعتراف أنا هنالك عوامل ساهمت في كلاسيكيتي ,,,
في المرحلة الإعدادية تحولت إلى حياة من البذخ نوعا ما ,,, فبعد محاولة للعصيان والتمرد دفعت ثمنها ولست أدري أيضا بذنب أو بغير ذنب ,,,, وكنت على موعد حينها مع ميلاد عشرة أكف إثر صفعة سمع صداها الجيران ,,, إلا أن تمردي آتى أكله و ( كشخت ) بقميص وبنطال ( قماش ) جديدين ,,, ما كنت لأحصل عليهما إلا ما بين العيد والعيد ,,, أو على ( فتوح المدارس ) !!
ايام المدارس فيها ذكريات جميله
وذكريات سيئة
لا زلت اذكر عندما كنت في الصف الثاني الابتدائي
عندما ضربني الاستاذ ضربا مبرحا لسبب تافه
كان عندي قلم رصاص وكان عندنا في البيت منفضة غبار
فيها ريش انتزعت ريشتين منها ووضعهتا
على ممحاه قلم الرصاص حتى تصير مثل
القلم الذي شاهدته في مسلسل تاريخي
اخذ الريشات مني وبعصى صلبه ضربني توجعت منها
اصابعي لعدة ساعات كل هاذا لانني وضعت ريشة
على قلم رصاص ومن ذالك اليوم
تولد عندي حقد على المعلمين
ابدعت انس في وصف ..حالة من حالات البؤس والرخاء التي نالها جزء كبير منا ..
بؤس و نضال وصبر مزجا في في وعاء من من زينكو ..فنتجت حالة من الرخاء شابها حنين ..وحنين ..وحنين ..
ايام المدارس فيها ذكريات جميله
وذكريات سيئة
لا زلت اذكر عندما كنت في الصف الثاني الابتدائي
عندما ضربني الاستاذ ضربا مبرحا لسبب تافه
كان عندي قلم رصاص وكان عندنا في البيت منفضة غبار
فيها ريش انتزعت ريشتين منها ووضعهتا
على ممحاه قلم الرصاص حتى تصير مثل
القلم الذي شاهدته في مسلسل تاريخي
اخذ الريشات مني وبعصى صلبه ضربني توجعت منها
اصابعي لعدة ساعات كل هاذا لانني وضعت ريشة
على قلم رصاص ومن ذالك اليوم
تولد عندي حقد على المعلمين
إن كنا كلنا عانينا الأمرين و إزدراء الذات في فترة طفولتنا و دراستنا الإبتدائية أو الإعدادية
أين إذا كان يختبىء منا الأغنياء ؟؟
هل يعيش أولادنا الآن نفس البؤس الذي عايشناه؟؟
وهل سيقوموا غداً بتذكر أيام سوداء عاشوها بطفولتهم ؟؟
كيف كانت طفولة آبائنا مقارنة مع طفولتنا ؟؟
وهل لو قدر لهم أن يسعدونا في طفولتنا أكثر فهل كانوا سيتوانون ؟؟
مع كل ما مررت به في المدرسة أو في الشارع
و مع كل بنطال أعيدت خياطته آلاف المرات حتى لم يعد يعرف نفسه
و حتى صارت الخيوط فيه أكثر من القماش
مع كل حذاء كفر بقدمي مللاً منها و كرهاً بها
و مع كل قرش رفض أن يجد له أخاً في جيبي
لا زلت أتوق شوقاً لتلك الأيام بحلوها و مرها
لا زلت واثقاً أن البشر حينها كانوا بشر
بخيرهم و شرهم بشر
و لا زلت واثقاً أن كل دينار مكتسب كان مقابله جهد و عرق
مذكرات ابن صف سابع - مذكرات ابن صف سابع - مذكرات ابن صف سابع - مذكرات ابن صف سابع - مذكرات ابن صف سابع
رائع جدا يا انس
راودتني ذكريات ابناء اخي فما ان بدأ العام الدراسي الجديد الحالي إلا و اشترو الحقائب المدرسية
ما لفت انتباهي هو اختهم الصغيرة التي لم تدخل الروضه بعد تحمل احدى الحقائب المهترئه !! فسإلت اخي من اين لها هذا
فالاجابة كانت انه هذه الحقيبة كانت لاخوها في الموسم الماضي
مشان تسكت وما تعيط لانها صغيره ولم تدخل الروضه بعد
بصراحه اصابني الظحك و رجعت بي الذكريات الى ايام الطفولة و مشد الكتب او الشنته ام نص نيرة الي بمغيط على الكتف
انت كاتب ملهم وصفت حقبة بطريقة لا يجيدها الا كبار الكتاب ...
اعترف اني كنت اكره المدرسة رغم ااني كنت دائماً الأول على الصف ... كنت اشعر بالملل والروتين وكان والدي يحاول دائما ان يوفر لي ما يستطيع رغم الظروف الصعبة على الموظف الذي لديه العديد من الابناء في المدارس ... أذكر اني كنت ادرس لوحدي ولا اعتمد على ما يشرحه الأساتذة وأذكر وانا في الثانوية انني عرفت الطريق الى احد مقاهي الزرقاء وغبت كثيراً عن المدرسة ولكن اهلي لم يعرفوا الا بعد نجاحي في الثانوية وتحصيلي معدل عالي شفع لي ايامها ... الطفولة كانت قاسية وكان المطلوب منا الكثير وكان لا خيار لدينا الا لنجتهد لنعوض الحرمان , قصتي مع الشعر مختلفة عن قصتك فانا كنت ارفض حلق الشعر في المرحلة الابتدائية على الزيرو وكنت اتعرض للعقوبة من اجل ذلك ... أخي انس ما كتبته اثار شجوني وذكرياتي , شكرا لك
ايام المدارس فيها ذكريات جميله
وذكريات سيئة
لا زلت اذكر عندما كنت في الصف الثاني الابتدائي
عندما ضربني الاستاذ ضربا مبرحا لسبب تافه
كان عندي قلم رصاص وكان عندنا في البيت منفضة غبار
فيها ريش انتزعت ريشتين منها ووضعهتا
على ممحاه قلم الرصاص حتى تصير مثل
القلم الذي شاهدته في مسلسل تاريخي
اخذ الريشات مني وبعصى صلبه ضربني توجعت منها
اصابعي لعدة ساعات كل هاذا لانني وضعت ريشة
على قلم رصاص ومن ذالك اليوم
تولد عندي حقد على المعلمين
أيام المدارس وذكرياتها لا تفارق المخيلة نهائيا ’’’ مواقف لا تنسى وذكريات رغمة مرارة الحقبة التي مررنا بها إلا أنها كانت ذات طابع جميل ,,, شكرا لمرورك أخي الكريم
ابدعت انس في وصف ..حالة من حالات البؤس والرخاء التي نالها جزء كبير منا ..
بؤس و نضال وصبر مزجا في في وعاء من من زينكو ..فنتجت حالة من الرخاء شابها حنين ..وحنين ..وحنين ..
نعم هي كذلك ,,, لربما هي حقبة عسلية بطعم العلقم ,,,
شكرا لمرورك أخي توفيق
هذه تفاصيلنا اليومية منذ أكثر من ربع قرن ،، والله كأنني أعود بالذاكرة إلى تلك الأيام مستحضرا كل التفاصيل ، أتألم مع
ذاكرة الألم وأفرح لفرحها..
نحن لن ننتظر اليوم الذي سنبكي فيه تلك الأيام لأنه يأتينا كل يوم ما لم يكن في اليوم مرتين ..
أنس ولاسمك ألف حكاية تطول!!
،
،
كل الأضواء القزحية التي تراها اليوم ليست كذلك الضوء الأبيض أو الأصفر الذي كان يجمعنا تحت مظلة باب الدار ،
وكل الستائر الفاخرة التي تقبع في زوايا البنايات الشاهقة ليست سوى مناظر خادعة ، نحن لا نكنّ لها الحب كما كنا قبل
ربع قرن من الزمان وإن كنا نقتنيها !!
نحن أهل الصبر ، نحن الموشحون بكل أنواع العذاب – ولله الحمد من قبل ومن بعد - ، وتمتلئ – كعادتها – قلوبنا بكل
أنواع العطر!!