اول اسيبر فلسطيني - اول اسيبر فلسطيني - اول اسيبر فلسطيني - اول اسيبر فلسطيني - اول اسيبر فلسطيني
الأسير المناضل القائد محمود بكر حجازي أول أسير لحركة فتح في السجون الصهيونية زار قطاع غزه مؤخرا ضمن وفد المجلس الثوري لحركة فتح الذي جاء للاطلاع على الدمار الصهيوني الذي خلفه الاعتداء على قطاع غزه في حرب الأيام الثمانية العام الماضي وكان يعج ثوريه وحيوية ونشاط وشباب جاء لزيارة خيمة الاعتصام أمام مقر الصليب الأحمر والتضامن مع أهالي الأسرى وزار قطاع غزه وهو يستعيد الذاكرة حين وصل إلى أول الوطن مع اللواء الشهيد احمد مفرج أبو حميد.
دائما وأبدا كانت حركة فتح طليعة النضال الفلسطيني وهي أول من قدمت الشهيد والأسير والأسيرة والجريح والمناضلين والاستشهاديين وشنت أروع العمليات العسكرية بأبطالها وبطلاتها ومناضليها وقادت معترك العمل السياسي والعسكري في آن واحد وكانت بوصلة المناضلين في شعبنا الفلسطيني وحين تكون فتح قويه يكون كل التنظيمات الفلسطينية بعافية وألف خير وحين تعيش الحركة حاله من الجذر يكون هناك ضعف ووهن في الحركة الوطنية بشكل عام .
لازالت الحركة الأسيرة الفلسطينية منذ بدء النضال الفلسطيني تقدم البطل تلو البطل والأسير تلو الأسير في حكاية تروى عبر الأجيال عن بطولات هؤلاء المناضلين الذين حملوا أرواحهم على اكفهم وسقطوا في أيدي عناصر الكيان الصهيوني وعذبوا وصمدوا وكان طوال الوقت أبطال ولعل أول من بدا تسطير هذه الحكاية بعد انطلاقة حركة فتح هو المناضل البطل محمود بكر حجازي أبو بكر الذي سبقه مناضلين كثر خلال تاريخ ونضال شعبنا وتبعه مسيره بمئات آلاف الأسرى لازالوا يسطرون ببطولاتهم ويعيِشون معاناة الأسير الأول.
الأسير المناضل والقائد محمود بكر حجازي من مواليد العام 1936 ولد في مدينة القدس وعاش في حاراتها وأزقتها ولازال له أسرة كبيره تعيش فيها وهو لا يستطيع الوصول إليها والعيش في حاراتها بعد أن عاد إلي الوطن وعمل إلى جانب الشهيد اللواء الشهيد احمد مفرج أبو حميد قائد الأمن الوطني في المنطقة الجنوبية ويعيش الآن على أطرافها في مدينة رام الله وهو يتمنى أن يدفن فيها وهو الآن عضو بالمجلس الثوري لحركة فتح ولواء متقاعد .
حمل أبو بكر بندقية قديمه وصندوق للمتفجرات وكان في حينها ضابط بالجيش الأردني قد تدرب تدريبا عسكريا في عدة دورات هو وعدد من أعضاء حركة فتح من اجل تفجير احد الجسور قرب بلدة بيت جبريل في أرضنا التاريخية عام 1948 من الجهة الغربية وذلك يوم 17/1/1965 بعد عملية عيلبون وقد اشتبك مع قوات الاحتلال وامن انسحاب أعضاء مجموعته الخمسة وأصيب بجراح وتم اعتقاله وتم اقتياده للتحقيق في داخل احد المواقع العسكرية الصهيونية .
ويقول أبو بكر عن اعتقاله قائلاً: “كنت الأسير الفلسطيني الأول و الوحيد في سجن الرملة حينها وكان الجنود يحيطون بي من كل جانب وقد تم اعتقالي إثر مشاركتي في عملية نسف جسر بالقرب من مدينة الخليل أدت لمقتل 24 جندياً إسرائيليا في حينه ، وقد تم اعتقالي و أنا مصاب و نقلت لسجن الرملة .
وروى أبو بكر ما تعرض له من تعذيب وضغوط نفسية بالسجون الإسرائيلية منذ اعتقاله وحتى لحظة خروجه، من أجل أن يعترف بمعلومات عن رفاقه في عملية الخليل إلا أنه ظل صامدا، مشيرا إلى أن فلاسفة وعلماء نفس حضروا التحقيقات للتعرف على شخصيته إلا أنهم لم يستطيعوا اختراقه.
وقال ‘لم يزعجني حكم الإعدام ولبس بدلة الإعدام الحمراء حتى أنه عندما كان يدخل علي الطبيب الإسرائيلي لم يلحظ أي تغيير على ضغطي العصبي أو النفسي..وعندما سألني عن شعوري أجبته بأنني وأنا طفل كنت أحب الأرجوحة وحاليا أنا أحب أنا أتأرجح، في إشارة إلى حبل المشنقة’ وكانت دائما ماثله أمامي حكاية أبطال سجن عكا الذين تسابقوا على الموت الشهداء محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير .
وأضاف ‘نحن معشر الثوار عندنا الموت والحياة كأسنان المشط..وأننى كنت لأقول نفسي ما هو الفرق إذا مت أمس أو اليوم أو الغد؟.. لقد تساوت عندي الحياة والموت وأصبح لا فرق بينهما لأنه كان يحكمني قرار واحد هو انتمائي لبلدي فلسطين وكنت أشعر وأنا في المحكمة الإسرائيلية أن الشعب الفلسطيني واقف أمام جلاديه’.
وتابع ‘طلبت من المحكمة الإسرائيلية طلبين أولهما محام يدافع عنى شريطة ألا يكون من تحت علم إسرائيل والثاني أن يعتبروني أسير حرب إلا أنهم رفضوهما وحكموا على بالإعدام، ثم انقسمت الحكومة ما بين مؤيد ومعارض للحكم’.
وقال ‘إن جولدا مائير رئيسة وزراء الكيان الصهيوني وموشى ديان وزير الحرب في حكومة الكيان الصهيوني وغيرهما استقالوا من الحكومة لأنه لم ينفذ الإعدام بحقي.. قائلين إننا لن نجلس على كرسي يفرض عليه (زعيم المخربين) في إشارة إلى الزعيم الراحل ياسر عرفات إرادته.. حيث هدد أبو عمار وقتها بالثأر إذا تم إعدامي’.
وتابع ‘رفضت بعد ذلك استئناف حكم الإعدام وظللت مرتديا البزة الحمراء 45 يوما ثم جددت الطلبين السابقين، وتمت الموافقة على الأول بينما رفض الثاني، وبمجرد أن وافقوا على المحامى سقط حكم الإعدام’.
أما بخصوص صفقة التبادل التي أفرج عن حجازي خلالها أوضح حجازي قائلاً: “لقد بقيت في السجن لمدة 6 سنوات وتم الإفراج عني يوم 28/2/1971 خلال عملية تبادل أسرى حدثت بيني و بين الجندي الإسرائيلي الأسير “شموئيل فايزر ” الذي كان قد أسر على يد المقاومة الفلسطينية في حينه لمدة 4 سنوات (خلال عملية ما يعرف بالحزام الأخضر ) ، وجرت عملية التبادل في رأس الناقورة جنوبي لبنان”.
وهنا يقف “أبو بكر” بذاكرته ممتناً للقائد الراحل أبو عمار الذي رفض الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين البالغ عددهم 52 أسيراً في سجون إسرائيل آنذاك، بل أصر على ان يكون التبادل (أسيراً مقابل أسير) كي يحقق اعتراف “العدو” بالثورة.
تمنياتنا للمناضل أبو بكر الصحة والعافية وان يتحقق حلمه ويعود إلى مدينته القدس ويصلي كل الصلوات في المسجد الأقصى ويوارى في ترابها المقدس كما تمنى دوما هذا المناضل صحاب العفوية والوطنية والذي لازال يعيش ثوره متقدة بالتضامن مع الأسرى والمناضلين ولازال شعبنا كله يذكره على انه الأسير الأول لثورتنا الحديثة .