أردوغان.. انتصار بانتظار منصب رئاسة الجمهورية - أردوغان.. انتصار بانتظار منصب رئاسة الجمهورية - أردوغان.. انتصار بانتظار منصب رئاسة الجمهورية - أردوغان.. انتصار بانتظار منصب رئاسة الجمهورية - أردوغان.. انتصار بانتظار منصب رئاسة الجمهورية
أردوغان.. انتصار بانتظار منصب رئاسة الجمهورية
السبيل
علي سعادة
تلقى عشرات الضربات الإعلامية والسياسية في الفترة الأخيرة، وشنت مخابرات نحو عشر دول حملة إعلامية مبرمجة لإسقاطه وتشويه سمعته وسمعة عائلته.. وحرضوا على مظاهرات شملت 32 مدينة تركية. لم يضيع وقته عليهم ولم يلتفت إليهم واكتفى بوصفهم "بأنهم دجالون" تاركا الكلام الأخير لصندوق الاقتراع، وكان الرد حاسما فقد حقق حزبه العدالة والتنمية نتائج غير متوقعة حتى بالنسبة له شخصيا، واكتفى بالقول: "هذا اليوم يوم.. انتصار لأمتنا، 77 مليون مواطن يقفون معا كإخوة". هو لم يترشح شخصيا اكتفى بدعم مرشحي الحزب.
وكان يستهدف نحو 39% من الأصوات لكنه تجاوزها إلى نحو 45%. أحبّه الأتراك، وكثير من العرب.
هو عمدة مدينة إسطنبول السابق، ورئيس وزراء تركيا، صاحب الشعبية الكبيرة، والسياسي الذي كان يطارده القضاء لنحو عشر سنوات.
يقال إنه يحمل دماء قوقازية جورجية، وكان أبوه أحمد عاملاً بسيطاً لدى فرقة لخفر السواحل بمدينة "ريزة" الممتدة في الشمال التركي على ساحل البحر الأسود، حيث استقر فيها 13 عاما عاد بعدها في عام 1967 إلى مدينته اسطنبول حالما بمستقبل أفضل لأولاده الخمسة، فعاشت العائلة في حي مكتظ بالفقراء.
مارس أردوغان المولود عام 1954 في مدينة إسطنبول بأحد الأحياء الشعبية، رياضة كرة القدم مدة 16 عاما كلاعب نصف محترف لكرة قدم في ناد لم يعد موجوداً الآن. وراح أردوغان يدرس بمدرسة إسلامية، انطلق منها فيما بعد ليحصل على لقمة العيش من العمل.
يقول كتاب سيرته أيضاً أنه باع الكعك بالسمسم والبطيخ وعصير الليمون في الشوارع وهو مراهق خلال عطلة الصيف لتأمين تكاليف دراسته، ولمساعدة والده الفقير، وتخرج بعد ذلك من ثانوية الأئمة والخطباء وحصل على شهادة الاقتصاد والتجارة من معهد مرمرة، وعمل بالتجارة.
تزوج مبكرا من سيدة تركية تكبره بعام من مدينة سييرت وأصلها عربي واسمها أمينة غولباران، التي لا تظهر إلا مرتدية الحجاب. وكان أردوغان تعرف إليها في عام 1978 خلال اجتماع حزبي "فإذا بها تراه يخطب يشبه رجلا كانت تراه في المنام أحياناً، فانجذبت إليه"، كما قالت ذات يوم، وبعد 6 أشهر من هذا اللقاء كان الزواج.
خاض الحياة السياسية من حزب "السلامة الوطني" بزعامة نجم الدين أربكان وتولى منصب رئيس الحزب في مدينة إسطنبول عام 1976.
ومنذ تلك الفترة لم يفارق زعيمه نجم الدين أربكان حتى في فترة الحظر السياسي الذي فرض على أربكان بعد الانقلاب العسكري عام 1980.
إخلاصه أهّله لتولى منصب رئيس حزب" الرفاه" في إسطنبول عام 1985، وكان يبلغ من العمر آنذاك ثلاثين عاما، ورشحه الحزب لانتخابات البرلمان في أعوام 1987 و1991، لكن لم يحالفه الحظ في كلا المرتين. وفي الانتخابات البلدية عام 1994 فاز وأصبح عمدة إسطنبول، وحقق أثناء رئاسته إنجازات كبيرة في المدينة، وهو الأمر الذي حببه إلى الناس.
عمل على تطوير البنية التحتية للمدينة وإنشاء السدود ومعامل تحلية المياه لتوفير مياه شرب صحية لأبناء المدينة، وكذلك قام بتطوير أنظمة المواصلات من خلال أنشطة شبكة مواصلات قومية وقام بتنظيف الخليج الذهبي (مكب نفايات سابقا) وأصبح معلما سياحيا كبيرا.
وانتشل بلدية اسطنبول من ديونها التي بلغت ملياري دولار وحولها إلى مدينة جاذبة للاستثمارات ونمت المدينة بفضل عبقريته، الأمر الذي أكسبه شعبية كبيرة في عموم تركيا، لكن هذه الشعبية لم تشفع له حينما خضع لإجراءات قضائية من قبل محكمة أمن الدولة في عام 1998 وحكم عليه في ديار بكر بالسجن عشرة أشهر ومنع من ممارسة النشاط السياسي بسبب شعر تلاه في أحد خطاباته السياسية اعتبرته المحكمة تحريضا على قلب النظام العلماني وإثارة مشاعر الحقد الديني بين أفراد الشعب.
وكان هذا الشعر للشاعر التركي الإسلامي محمد عاكف، وفيها يقول الشاعر:"المآذن حرابنا.. والقباب خوذاتنا.. مساجدنا ثكناتنا.. والمصلون جنودنا.. وهذا الجيش المقدس يحمي ديننا".
دخل السجن لمدة أربعة أشهر، وخرج منتظرا الفترة التي ينتهي فيها الحظر السياسي. وبعد مدة وجيزة أصدرت الحكومة عفوا عاما وأدخل البرلمان بعض الإصلاحات على قانون الجزاء التركي، وهو الذي فتح الأبواب أمام أردوغان ليمارس نشاطه السياسي بحرية.
وبعد حل محكمة الدستور لحزب" الفضيلة" شكل الجناح التجديدي في الحزب تنظيما جديدا أطلقوا عليه اسم "العدالة والتنمية" وترأسه أردوغان، لكن رئيس المحكمة العليا اعتبر أن أردوغان لا يملك الأهلية ليكون عضوا مؤسسا للحزب أو رئيسا له، فضلا عن ترشيح نفسه لعضوية البرلمان. فأصدرت لجنة الانتخابات العليا قرارا بعدم أهلية أردوغان لترشيحه لعضوية البرلمان.
وأعلن أن "العدالة والتنمية" سيحافظ على أسس النظام الجمهوري ولن يدخل في مماحكات مع القوات المسلحة التركية وقال: "سنتبع سياسة واضحة ونشطة من أجل الوصول إلى الهدف الذي رسمه أتاتورك لإقامة المجتمع المتحضر والمعاصر في إطار القيم الإسلامية التي يؤمن بها 99% من مواطني تركيا".
هذا التكتيك ساعد أردوغان في فوز حزبه بالأغلبية في انتخابات عام 2002، الأمر الذي جعله يشكل الحكومة منفردا برئاسة عبدالله غول بدلا من أردوغان الذي كان لا يزال خاضعا للمنع القانوني.
بعد شهور تم تعديل الدستور للسماح بتولي زعيم الحزب أردوغان منصب رئاسة الوزارة الذي حاول خلال ولايته التأكيد على نهجه الوسطي، فكان يصرح بأن حزبه "ليس حزبا دينيا" وأكد أنه لا ينوي الدخول في مواجهة مع العلمانيين المتشددين وحتى استفزازهم.
وألقى أردوغان بثقله في اتجاه قبول تركيا في الاتحاد الأوروبي، ولم يكن ذلك فقط لإقناع العلمانيين أنه ليس نسخة من أربكان، لكنه أدرك أيضا أن مثل هذه العضوية ستضع تركيا في فلك الديمقراطية الأوروبية التي ترفض أي دور للعسكر وتمنح الناس حرية التدين أو عدمه، وهما أمران يمثلان ضربة قوية لجوهر النظام العلماني التركي الذي يمنح الجيش صلاحيات واسعة ويسيطر على التدين وأشكاله.
بعد توليه رئاسة الوزراء، عمل على الاستقرار والأمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي في تركيا، وتصالح مع الأرمن بعد عداء تاريخي، وكذلك فعل مع اليونان، وفتح جسورا بينه وبين أذربيجان وبقية الجمهوريات السوفيتية السابقة، وأرسى تعاونا مع العراق وسوريا وفتح الحدود مع عدد من الدول العربية، ورفع تأشيرة الدخول، وفتح أبوابا اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية مع عدد من البلدان العالمية، وأصبحت مدينة إسطنبول العاصمة الثقافية الأوروبية عام 2009، كما أعاد لمدن وقرى الأكراد أسماءها الكردية بعدما كان ذلك محظورا، وسمح رسميا بالخطبة باللغة الكردية. وأعلن العام الماضي عن تسديد آخر القروض على تركيا.
برزت شعبيته بشكل واضح عربيا يوم 29 كانون الثاني 2009 حين اعترض على الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، لمقاطعته أكثر من مرة وهو يلقي كلمة في "منتدى دافوس" بسويسرا، فانسحب أردوغان من المنتدى غاضباً ومعترضاً على إدارة الجلسة بأسلوب غير حيادي، ولفت انسحابه الذي شاهده الملايين على الشاشات التلفزيونية انتباه العرب بشكل خاص فخطف الأضواء بامتياز، ومن يومها بدأوا يتابعون أخباره.
واحتشد الآلاف ليلاً لاستقبال رجب طيب أردوغان بعد ساعات من مغادرة مؤتمر دافوس حاملين الأعلام التركية والفلسطينية ولوحوا بلافتات كتب عليها "مرحبا بعودة المنتصر في دافوس" و"أهلا وسهلا بزعيم العالم".
وازدادت شعبيته على خلفية الهجوم الإسرائيلي على سفينة السلام مرمرة التي جاءت إلى غزة لفك الحصار الإسرائيلي على القطاع، كما أخذ موقفا حاسما من الأحداث في سوريا، والانقلاب العسكري في مصر ضد الرئيس محمد مرسي.
من أكثر القصص إثارة حول حياته ما يرويه صاحبا كتاب "رجب طيب أردوغان: قصة زعيم " حسين بسلي، وعمر أوزباي، حكاية إبلاغ أردوغان لدى خروجه من السجن بأنه سيقتل، وكإجراء احتياطي قاموا بإطفاء الأنوار في السجن وطلبوا منه أن يلبس واقيا للرصاص، لكنه رفض، صلى ركعتين شكرا لله وقال:"هذا درعي".
أردوغان لبس درعه وواجه سيل الأكاذيب، وفوزه في الانتخابات المحلية كان إعادة تصويت على زعامته وسياسته.
ثقة حقيقة من الشعب، من الناخبين، تصويت مبكر على منصب رئيس الجمهورية الذي ينوي أردوغان الترشح له.
أردوغان.. مولد زعيم - أردوغان.. مولد زعيم - أردوغان.. مولد زعيم - أردوغان.. مولد زعيم - أردوغان.. مولد زعيم
أردوغان.. مولد زعيم
د. راغب السرجاني
31/03/2014
أردوغان .. المولد والنشأة
وُلد الزعيم رجب طيب أردوغان في العاصمة التركية إسطنبول في 26 فبراير 1954م، في أسرة تركية رقيقة الحال[1]، أمضى طفولته المبكِّرة في محافظة ريزه[2] المطلَّة على البحر الأسود؛ حيث كان والده يعمل مع رجال خفر السواحل، وعندما بلغ أردوغان الثالثة عشر من عمره قرَّر والده الانتقال إلى إسطنبول على أمل تحسين وضعه المادي، ولتأمين مستقبل أفضل لأطفاله الخمسة[3].
أردوغان .. رحلة التعليم
وفي إسطنبول التحق أردوجان بمدارس (إمام وخطيب) الدينية (Hatip Lisesi)، ويذكر أنه أثناء هذه المرحلة طلب مدرس التربية الدينية يومًا أن يتطوَّع أحد الطلاب لأداء الصلاة في حصة تطبيقية، فقبل أردوغان المهمة، ثم عاد ورفضها عندما قَدَّم إليه المدرس صحيفة ليُصَلِّيَ عليها؛ وذلك لما تحمله صفحاتها الأمامية من صور لنساء متبرِّجات، فسُرَّ بذلك المعلم الذي أطلق عليه لقب "الشيخ رجب"؛ ومن ثمَّ شارك لاحقًا في حلقات للشيخ أسعد جوشقون شيخ الطريقة النقشبندية في إسطنبول[4].
وفي المرحلة الثانوية انتقل أردوغان إلى مدرسة أيوب، التي شهدت بدايات اهتماماته بقضايا الوطن التركي؛ وذلك على خلفية إسلامية تكوَّنت معالمها من دراسته للعلوم الشرعية، فنشط أردوغان أثناء دراسته الثانوية في مختلف فروع الاتحاد الوطني لطلبة تركيا[5].
ثم انتقل أردوغان بعد ذلك إلى المرحلة الجامعية، حيث التحق بكلية التجارة والاقتصاد بجامعة مرمرة بإسطنبول، واستمرَّ في نشاطه السياسي؛ حيث أصبح رئيسًا لفرع الشباب التابع لحزب السلامة الوطني الإسلامي[6]، وقد تميَّز أردوغان بشخصية قوية ومؤثِّرة جعلته متفرِّدًا بين أقرانه، بجانب حرصه الدائم على التطرُّق للمشاكل الحياتية التي يُعاني منها أبناء الشعب التركي، لا سيما وأن أردوغان نفسه اضطرته الظروف المعيشية إلى العمل في بعض الأعمال والمهن البسيطة -مثل بيع عصير الليمون والكعك- [7] من أجل جني المال لمساعدة والده ولتوفير مصاريف تعليمه [8].
وقد تأثَّر رجب طيب أردوغان بتعليمه الديني كثيرًا؛ مما أثَّر في شخصيته بشكل بالغ، وكان وما زال يُؤَكِّد دائمًا أن الإيمان والأخلاق الإسلامية، والاقتداء بأخلاق وسُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم كان السبب الرئيسي وراء النجاح، كما تأثَّر أردوغان بكلٍّ من الشاعرين المسلمين محمد عاكف، ونجيب فاضل الذي عاصره وتلقَّى منه العديد من الدروس في الشعر والأدب [9].
أردوغان .. من ملاعب كرة القدم إلى ملاعب السياسة
كذلك عُرف عن أردوجان اهتمامه بالرياضة منذ شبابه المبكِّر؛ حيث كان يمارس لعبة كرة القدم بانتظام خلال المرحلة الجامعية [10]، هذه المرحلة التي شهدت بداية تألُّق أردوغان وظهور قدراته ومهاراته القيادية بين كوادر الحركة الإسلامية التركية؛ فمن ملاعب كرة القدم انتقل إلى ملاعب السياسة، وانتقل من الاتحاد الوطني للطلبة الأتراك إلى حزب السلامة؛ حيث ترأَّس قسم الشباب في فرع الحزب التابع لمدينة إسطنبول، بما لفت انتباه الزعيم الإسلامي نجم الدين أربكان، الذي كان يترأَّس حزب السلامة في هذه الفترة، والتقى الزعيم الكبير بالشاب الواعد، الذي نجح في اكتساب ثقة أربكان، وتعدَّدت اللقاءات بينهما إلى أن قام الجيش التركي بتنفيذ انقلابه في عام 1980م، ليشهد أردوغان عن كثب أول مواجهة بين الإسلاميين والعسكريين [11].
[1] الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية التركي: http://eng.akparti.org.
[2] محافظة ريزه: إحدى محافظات تركيا التي تقع في الشمال الشرقي، تطل على البحر الأسود، وعاصمتها مدينة ريزه، تبلغ مساحتها 3.792 كم2، ويبلغ عدد سكانها 365938 نسمة.
[3] من هو رجب طيب أردوغان؟ هيئة الإذاعة البريطانية، 4 نوفمبر 2002م: http://news.bbc.co.uk.
[4] الأردوغانية نسمة أم عاصفة؟ صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، 11 يونيو 2010م، العدد (11518).
[5] الموقع الإلكتروني الشخصي لرجب طيب أردوغان: www.rte.gen.tr.
[6] زعماء العالم.. قصة حياة أردوغان، جامعة كولومبيا الأميركية: www.worldleaders.columbia.edu
[7] من هو رجب طيب أردوغان؟ هيئة الإذاعة البريطانية: http://news.bbc.co.uk.
[8] الموقع الإلكتروني الشخصي لرجب طيب أردوغان: www.rte.gen.tr.
[9] أردوغان السياسي الأكثر شعبية في تركيا، شبكة محيط، 18 نوفمبر 2007م، www.moheet.com.
[10] الموقع الإلكتروني الشخصي لرجب طيب أردوغان: www.rte.gen.tr.
[11] من هو رجب طيب أردوغان؟ هيئة الإذاعة البريطانية: http://news.bbc.co.uk.