معالجة مشكلة الأمية التي أشار اليها معالي وزير التربية والتعليم
معالجة مشكلة الأمية التي أشار اليها معالي وزير التربية والتعليم - معالجة مشكلة الأمية التي أشار اليها معالي وزير التربية والتعليم - معالجة مشكلة الأمية التي أشار اليها معالي وزير التربية والتعليم - معالجة مشكلة الأمية التي أشار اليها معالي وزير التربية والتعليم - معالجة مشكلة الأمية التي أشار اليها معالي وزير التربية والتعليم
في هذه الفترة أثار معالي وزير التربية والتعليم موضوع تفشي الأمية والعجز في القراءة والكتابة اذ أعلن أن مائة ألف طالب في الأردن لا يقرؤون ولا يكتبون ، وفي الحقيقة هذا أمر خطير يستدعي البحث والاهتمام من قبل المسؤولين في الدولة ومن قبل المدركين لخطورة هذا الموضوع وتأثيره في حاضر هذه الأمة ومستقبلها ، اذ بسبب هذه الآفة تكون الأمة في معزل عن العلم وعن تاريخها وكل ما ينفعها، بعد أن كانت منارا يهتدي به العالم قرونا طويله واني كفرد من هذه الامة عملت بنجاح في هذا الميدان ميدان تدريس اللغة العربية خصوصا في فك الامية وتسهيل القراءة والكتابة ،واني معروف عالميا والحمد لله بالتميز بتلاوة القران الكريم أما التميز في تدريس اللغة العربية وخاصة القراءة والكتابة فيعرفه المسؤولون في التربية والتعليم وأهل الاختصاص في اللغة والادب والشعر فقد قمت بتدريس اللغة العربية اكثر من اربعين عاما كان منها ثلاثون عاما في تدريس القراءة والكتابة للصفين الاول والثاني الابتدائيين وكان باقي السنوات في تدريس النحو والصرف وذلك في المدارس وبعض الجامعات . ولامجال هنا لذكر مظاهر الحب والاعجاب من مئات الطلاب الذين تخرجوا على ايدينا واصبح الكثير منهم الان في مناصب عالية ونجحوا في كل مجالات العلم والعمل. وكانت تقارير الثناء والتقدير تصل الى وزارات التربية والتعليم المتعاقبة مما حدا بهم ان يرسلوا في طلبي فالتقيت بمعالي وزير التربية والتعليم الاسبق (محمد نوري شفيق) الذي طلب مني اعداد كتب للمرحلة الابتدائية جميعها فقلت له ان لدي الان أهم كتاب في القراءة والكتابة للصف الاول الابتدائي فقال: بادر الان بطبع هذا الكتاب وتقديمه الينا وكان على علم بهذا معالي الدكتور عبداللطيف عربيات اذ كان الامين العام لوزارة التربية والتعليم في ذلك الوقت فشجعني كذلك على طبع الكتاب وقمت بطباعته وقدمت عددا كبيرا من النسخ لوزارة التربية، وفي يوم اجتماع مجلس التربية والتعليم وضعت نسخة أمام كل عضو في ذلك المجلس وبعد النظر فيه قامت ضجة اعجاب كبيره وأن في هذا الكتاب حل مشكلة القراءة والكتابة ولكن مع الاسف قام اثنان من بين اعضاء المجلس الكثيرين معترضيْن قائليْن أن أساليب التعليم تطورت وهذا اسلوب قديم يبدأ بالحرف لا بالكلمة فأجابهم وزير التربية والتعليم في ذلك الوقت معالي السيد حكمت الساكت قائلا أنا لا يعنيني اسلوب قديم أم حديث المهم عندي أن يقرأ الطلاب ويكتبوا فان الكتب المقررة الان تركت أبناءنا لا يقرءؤن ولا يكتبون ولأمور نجهلها أٌجل البحث في الموضوع فكانت ضربة قاصمة للعلم ولأبنائنا وهذه هي النتيجة التي اشار اليها معالي وزير التربية الحالي.
ومن خلال تدريسي لكتاب السكاكيني اهتديت الى أساليب خاصة في تدريس الكتاب وتعليم النطق بالحرف ثم النطق بالمقطع فالكلمة مراعيا صفات كل حرف فيها من تفخيم وترقيق وشدة ورخاوة وذلق واصماط وانفتاح واطباق ثم تعليم كتابتها وذلك على ضوء خبرتي في علم صفات الحروف ومخارجها. ولقد رأيت نتيجة لتجاربي الطويله ومن خلال تعليم اللغة العربية وتعليم الانجليزية أن طريقة الكلمة مبتدئا بالحرف ثم المقطع منتهيا بالكلمة أفضل من طريقة اعطاء الكلمة ثم تفكيك حروفها،وان الذين وضعوا بعض الكلمات تحت الصور نسوا أن أكثر كلمات العربية ليس لها صور محسوسة فماذا يقابل كلمات ( علم ،استفسر ،رأى وخيال ) ونسوا كذلك أن اللغات الاخرى التي استهل تعليمها بالكلمة تختلف عن لغتنا العربية فاننا نقرأ ما نكتب ولا نتجاوز الا عن بعض الحروف كهمزة الوصل واللام الشمسية، أما اللغات الاخرى فاننا نتجاوز عن كثير من الحروف ونغير بعض الفاظها، انظر الى كلمة laugh أو كلمة daughter في اللغة الانجليزية كيف نقرؤها !!! فأين حرف الفاء في الكلمة الاولى وماذا جرى للحرف g وللحرف h في الكلمة الاخرى ، مما اضطرهم الى عرض الكلمة دون الحرف وهذا لا يوجد في اللغة العربية فلا مندوحة عن تعليم الكلمة بحرفها اولا ثم مقطعها وهكذا، فمجال البناء خير من مجال الهدم .
والطريقة التي اتبعتها في تدريسي بادئا بالحرف فالمقطع ثم الكلمة نجحت نجاحا باهرا وأراحت المعلمين والمعلمات من عناء كبير حتى ان بعض الآباء والأمهات يعلمون أبناءهم في البيوت وعمر الطفل أربع سنوات فيذهب الى الصف الأول وهو يقرأ ويكتب، وأقرب مثال لذلك الان احفادي الذين قرأوا وكتبوا قبل سن الخامسة، ولقد كلفت في عمان بالقاء محاضرات في هذا الموضوع في بعض المدارس الخاصة المشهورة كالدر المنثور ومدارس الرضوان ومدارس الأقصى فكان لتلك المحاضرات أثر كبير في نفوس المعلمين والمعلمات الذين حضروها وتحدثوا في أمر التدريس في هذا الكتاب وبعد سماع احد المسؤولين الكبار من علماء العربية وأهل التربية لمحاضرتي اتصل باحد المسؤولين التربويين الكبار كذلك قائلا: والله لقد سحرني الاستاذ محمد رشاد الشريف بهذه المحاضرة الشيقة في اسلوب تدريس القراءة والكتابة وإن هذه الطريقة هي الطريقة الصحيحة التي ينبغي أن نؤازرها ولكنهم جميعا اصطدموا بالزام الوزارة لهم بالكتب المقررة وليس من السهولة تدريس كتب بديلة عن هذه الكتب .
لقد قابلت على مر السنوات من الثمانينيات والى فترات قريبة عددا من المسؤولين على مستوى عال في الدولة من رؤساء وزارات ووزراء تربية وتعليم وكثير من المسؤولين وشرحت لهم أثر هذا الكتاب وأن حل مشكلة القراءة والكتابة تكمن في هذه الطريقة في التعليم ولكن مع الأسف لم ألمس الصدى الايجابي حول هذا الموضوع حتى فوجئت التربية والتعليم بهذا العدد الهائل من الأميين، وفي هذه الفترة طلبت مقابلة معالي وزير التربية والتعليم الحالي الصديق الدكتور محمد ذنيبات منذ خمسة اشهر تقريبا ولكن يبدو أن مشاغله الكثيرة حالت دون هذا اللقاء.
انني أضع مسؤولية القراءة والكتابة في عنق المسؤولين في الدولة ويشترك معهم كذلك من هم مسؤولون عن لجان التربية والتعليم في مجلسي الأعيان والنواب قبل أن تتفاقم هذه المشكلة ويصبح هذا العدد أضعاف ما هو معلن عنه وتعود الامة القهقرى تبحث عن من يفك الرسالة وقد أضحى بعض المسؤولين وبعض خطباء المساجد أو من يحضرون المجالس والمؤتمرات لا يفرقون بين المنصوب والمرفوع. وانني الان بعد أن وصل الامر الى هذه المرحلة وهذا المستوى أضع هذا الكتاب واستعدادي للتعريف به والقاء المحاضرات حول الطريقة الصحيحة في التعليم أمام المسؤولين في وزارة التربية والعليم وأمام أصحاب القرار، وليس قصدي الدعاية لنفسي أو لكتابي فإني معروف ولله الحمد في ميدان القران وميدان العلم باللغة والادب والشعر ، إنني مشفق على ابنائنا وعلى هذه الامة التي أخشى أن تصبح كما أسلفنا في معزل عن لغتها وتاريخها المجيد والله نسأل أن يسدد خطانا جميعا ويعيد الينا كرامتنا وعزتنا.
مقرىء المسجد الاقصى المبارك والاذاعة والتلفزيون الاردني
ومدرس اللغة العربية سابقا
محمد رشاد الشريف
بارك الله فيك أخي مصعب لنقلك رسالة الشيخ الجليل محمد رشاد الشريف ..
وأطال الله عمر شيخنا وأستاذنا الفاضل .. والذي تؤكّد مقالتُه هذه أن سبب تفشّي ظاهرة الأمية عند الطلاب من الصف الأول الابتدائي وحتى الثالث من هذه المرحلة والتي أُعْلِنَ عنها مؤخرًا ، ما هي إلا نتاج طرق تدريس لم يُحْسِنْ مَنِ استُخدِموا - المعلّمون والمعلّمات - توظيفها وتسخيرها في أداء مهمتهم لعدم إلمامهم ومعرفتهم حتى وهم خرّيجو معاهد وجامعات ويحملون شهاداتٍ في اللغة العربية !.
أنا شخصيًّا أرى أنَّ المحتوى التعليمي والمنهاج المقرر حاليًّا للمرحلة الإلزامية حتى الصف الثالث الابتدائي أصعب بكثير مما كانت عليه قديمًا وأرى أيضًا أنَّ طرق التدريس أكثر تطوّرًا مما كانت عليه من ذي قبل .
إنما سبب هذه الظاهرة هو ( المعلّم ) .. ضعفه حتى وهو حاصل على شهادة في اللغة العربية وخرّيج جامعة ، ثم عدم إلمامه وقلة استيعابه بهذه الطرق الحديثة في تدريس تلك المرحلة ، وعدم الرغبة في التطور وتحسين الناتج .