ألا أيُّهَا الشَّيْخُ الَّذِي مَا بِنَا يَرْضَى *** شقيت ولا هنيت في عيشك الغضا
شقيت كما أشقيتني وتركتني *** أَهيمُ مع الهُلاَّك لا أُطْعَمُ الْغَمْضَا
أما والذي أبلى بليلى بليتي *** وأصفى لليلى من مودتي المحضا
لأعطيت في ليلى الرضا من يبيعها *** ولو أكثروا لومي ولو أكثروا القرضا
فكم ذاكر ليلى يعيش بكربة *** فَيَنْفُضَ قَلْبِي حين يَذْكرُهَا نَفْضَا
وحق الهوى إني أحس من الهوى *** على كبدي ناراً وفي أعظمي مرضا
كأنَّ فُؤادِي في مَخالِبِ طَائِرٍ *** إذا ذكرت ليلى يشد به قبضا
كأن فجاج الأرض حلقة خاتم *** عليَّ فما تَزْدَادُ طُولاً ولاَ عَرْضَا
وأُغْشَى فَيُحمى لي مِنَ الأرْضِ مَضْجَعِي *** وَأصْرَعُ أحْيَاناً فَألْتَزمُ الأرْضَا
رَضيتُ بقَتْلي في هَوَاها لأنَّني *** أرَى حُبَّها حَتْماً وَطاعَتَها فَرْضَا
إذا ذُكِرَتْ لَيْلَى أهِيمُ بِذِكْرِهَا *** وكانت منى نفسي وكنت لها أرضى
وأن رمت صبراً أو سلواً بغيرها *** رأيت جميع الناس من دونها بعضا