عمر الساريسي .... سلامٌ عليك في المهديين - عمر الساريسي .... سلامٌ عليك في المهديين - عمر الساريسي .... سلامٌ عليك في المهديين - عمر الساريسي .... سلامٌ عليك في المهديين - عمر الساريسي .... سلامٌ عليك في المهديين
عمر الساريسي .... سلامٌ عليك في المهديين
محمد فاروق جزر
كانت البداية من رحلة الشتات والتهجير من الأرض، من فلسطين الحبيبة من قرية ساريس_القدس عام 1948م وقد مضى من عمره 10سنوات لتبدأ رحلة العذاب كما يسميها الدكتور عمر _رحمه الله تعالى_ التي تنقّل فيها من قرية لأخرى ومن مخيم لآخر فمن قرية الجيب إلى بيت حنينا إلى مخيم عقبة جبر إلى مخيم الكرامة، إلى مخيمات الطوارئ في سوف.
ثم انتقل للدراسة في المدرسة الرشيدية في القدس عام 1952م، ثم انتهى به الأمر بالحصول على الثانوية العامة الأردنية عام 1956م ، ثم الدراسة في دار المعلمين في عمان. ثم لتبدأ رحلة الغربة خارج البلاد إلى السعودية للعمل في جدة، ثم إكمال الدراسات العليا والحصول على الماجستير والدكتوراة من القاهرة، في مسيرة علمية عاشها مع " صديقه" الراغب الأصفهاني_ كما كان يصفه_ وكم كان يعشقه ويكتب عنه.
بدأ الدكتور حياته العلمية والتدريس منذ العام 1959م فأمضى خمسين عاما في الدعوة والتدريس لا يكل ولا يمل حتى عام 2009م، وقد عمل لفترة طويلة في وزارة التربية والتعليم في الفريق الوطني للإشراف على مناهج اللغة العربية، وقد درًس في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وفي الإمارات، وفي جامعة الزرقاء الأهلية لفترة طويلة، وجامعة العلوم الإسلامية وكانت خاتمتها في الجامعة الأردنية في العام 2011م.
وكان قد أعيد انتخابه عضواً في الهيئة الإدارية لرابطة الأدب الإسلامي، وكم سرّ بذلك خاصةً وأنه كان عضوا فيها لدورات عديدة، بل كان أحد مؤسسيها.
بعد مسيرة علمية وحياة حافلة بالعطاء، فقد عاش أديباً للقدس والأقصى ومات وهو يحمل هم القدس وفلسطين. درس في المدرسة الرشيدية في القدس وعمل في الفترة الأخيرة على تأسيس رابطة لخريجيها ممن هم فوقه أو دونه في السنً.
ولم تفتر همته فانشغل بالتأليف والكتابة وقد أرفد للمكتبة الإسلامية والأدبية منها بالأخص قرابة ثلاثين مؤلفاً، في الأدب الإسلامي والعباسي، والتراث الشعبي والفلكلور الفلسطيني، وكان آخرها كتاب يتحدث عن سيرته الذاتية وأسماه "رحلة العذاب " طبع في شهر 3/2013 قبل شهرين وكان يقول: " هذه نهاية الرحلة".
لم يكن بالنسبة لي والد زوجتي " حماي " بل كان بالنسبة لي خلال قرابة سبع سنوات عشتها معه أباً وأستاذاً ومربياً وخير قدوة وصاحب همة وكان دائما يشجعني على مواصلة الدراسات العليا ويستعد دائما لمساعدتي وتقديم النصح والمشورة لي.
وكان قد حضر عندي صلاة الجمعة في المسجد في آخر جمعتين متتاليتن، يسلم على الصغير والكبير وكأنه يودع مسجدنا وأهله، يسلًم على أبنائي ويقبلهم "أحمد ,أسيد" ويوصيني بابني الأخير الذي أسميته "عمر" الذي يشترك معه في اسمه واسم أمه، تيمناً بجده علّه أن يكون مثله.
كان آخر العهد به قبل أن يصاب بالجلطة الدماغية أنه في يوم الإثنين الماضي 27/5/2013م استعد لصلاة المغرب توضأ وتهيأ للصلاة وجلس على الكرسي، فجاء ابنه مصعب ليصطحبه للمسجد قام عن الكرسي ليذهب للمسجد فإذا به يسقط على الأرض ، أدخل العناية المركزة ومكث أسبوعاً، حتى فارق الدنيا يوم الأحد 2/6/2013م.
مهما تكلمت فلن أوفيه حقه، ولن أعطيه قدره، أسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يرفع درجاته في عليين.
سيصلى عليها الاثنين بعد صلاة الظهر في مسجد سليمان المسفر في ماركا الشمالية حي الونانات، وهو مسجد الحي الذي كان يصلي فيه، سيفتقده أصحابه بل ستفتقده الملائكة، وسيفتقده كرسيه الذي يصلي عليه، ستفتقده جدران المسجد.
ولا نقول إلا ما يرضي الله: " إنا لله وإنا إليه راجعون" لا تنسوه من دعائكم جزاكم الله خيرا جميعا.
انتقل الى رحمة الله تعالى يوم أمس الاديب الدكتور عمر عبد الرحمن الساريسي عضو رابطة الادب الاسلامية العالمية وعضو رابطة الكتاب الاردنيين.
والمرحوم من مواليد قرية ساريس – القدس عام 1938 حاصل على شهادة الدكتوراه في الادب العباسي من القاهرة وكان مدرسا جامعيا في الاردن والسعودية والامارات وله مؤلفات في الادب والشعر وكان باحثا أكاديميا في النقد والأدب، وله ابحاث في المأثورات الشعبية، وفي الأدب الإسلامي وكان عضوا لسنوات في الفريق الوطني للإشراف على تأليف كتب مبحث اللغة العربية لمرحلة التعليم الأساسي.
وقد صدر له ما يزيد على خمسة وعشرين كتابا، بينها أدب الحكاية الشعبية في فلسطين والأردن ، وكان المرحوم قد كتب عدة مقالات في الدستور قبيل وفاته.
التاريخ : 03-06-2013