لا زَعْزَعَتْكَ خُطوبُ الدَّهْرِ يا جَبَلُ - لا زَعْزَعَتْكَ خُطوبُ الدَّهْرِ يا جَبَلُ - لا زَعْزَعَتْكَ خُطوبُ الدَّهْرِ يا جَبَلُ - لا زَعْزَعَتْكَ خُطوبُ الدَّهْرِ يا جَبَلُ - لا زَعْزَعَتْكَ خُطوبُ الدَّهْرِ يا جَبَلُ
لا زَعْزَعَتْكَ خُطوبُ الدَّهْرِ يا جَبَلُ ** وَلَا دَهَتْكَ صُروفُ الْعَصْرِ يَا بَطَلُ
لا فُضَّ فوكَ وَلَا خَارتْ قُواكَ وَلَا ** تَرِبَتْ يداكَ وَلا مَرَّتْ بكَ العِلَلُ
يا رافِعاً رايةَ الاِسْلامِ فِي زَمَنٍ ** ذَلَّ الرِّجالُ وَسادَ الْخُبْثُ وَالسَّفَلُ
يا ناصرَ الشامِ وَالآلامِ عَاكِفَةٌ ** وَمَوْئِلُ النَّصْرِ والمأساةُ تّحْتَفِلُ
قَتْلٌ وقَصْفٌ وَتَشْريدٌ وَمَجْزَرةٌ ** ثَوْبُ الرَّدَى فِي رَوابِي الْأَرْضِ مُنْسَدِلُ
لَبَّيْتَ آهاتَ ثَكْلى الشّامِ فَابْتَهَجَتْ ** بِكَ الحْرَائِرُ وَاحَلَوْلَى بِكَ الأَمَلُ
هَرَقْتَ كَأْسَ الْكَرَى مِنْ رَاحَتَيْكَ لَمَّا ** سَمِعْتَ صَرْخَةَ طِفْلٍ هَزَّهُ الثَّكَلُ
هجرت أوحالَ دنيا المبُهجات وما ** ألهاكَ لهوٌ مع الأتراب أو غَزَلُ
حتى تقَحَّمْتَ في غَمْرِ الوَغى وَلَظَى ** عَينيكَ تُرسِلُ أجراماً وتَشتعِلُ
في فتية في بلاد الشام قد نذَروا ** للهِ أنفسَهُم يوماً ومَا بَخِلو
يستعْذِبون المنايا في طريقهمو ** لاَ يأْبهونَ عنِ الدنيا إذا رَحَلو
موحدون فما في نهجهم شُبَهٌ ** مستمسكون بِحَبلٍ ما به بَدَلُ
يَحْيا بهم كُلُّ رِبْعٍ يَنْزِلونَ بِهِ ** كأنَّهُم وابلٌ أو عَارضٌ هَطِلُ
بيضُ الوُجوهِ تَرى سِيما وُجوههمو ** تَعْلوهُمو خَشْيةٌ وَالدَّمعُ يَنْهملُ
أحْيوَا بِأفعَالِهم ما كان يصْنَعُهُ ** صَحْبُ النبيِّ وَرَكْبُ السّادةِ الأُوَلُ
قوْمٌ إذا قابَلو يَوْمَ الوَغَى ثَبَتُو ** أسْدُ العَرينِ فَلا يَعْروهُمُ وَجَلُ
يُهَيِّجونَ لَهيبَ الْحَرْبِ مُشْعِلَةٌ ** حَتّى لَقَدْ ظَنَّ قَوْمٌ أَنَّهُم شُعَلُ
خيرُ الفوارسِ خَيرُ الأرضِ مَجْمعهمْ ** هُمْ لِلْعُلى جُدَدٌ هُمْ لِلنَّدَى سُبُلُ
وأصْدَقُ الناسِ قَوْلاً إن هُمْ نَطَقُو ** و أجملُ الناسِ فِعْلاً إِن هُمُ فَعَلُو
إذا المكارِمُ زالتْ واسْتَخَفَّ بها ** فَفِي حَنايا مَغَانِي الْقَوْمِ لَا تَزَلُ
ويعرضون إذا ما نال عرضهم ** من قومهم حاقد ضاقت به السبل
يا قاتل الله أرباب الهوان وما ** في الأرْضِ مِنْ بَلْعَمٍ سَاءَتْ بِهِ الْحِيَلُ
مِنْ كُلِّ مُسْتَتِرٍ بِالدّينِ مُتَّجِرٌ ** ضاعَ الأمانةَ بِالسُّلطانِ يَتَّصِلُ
وحاملين قلوبا في صدورهمو ** تكادُ مِنْ وَقَداتِ الْحِقْدِ تَشْتَعِلُ
قَدْ قَيَّضَ اللهُ لِلإِسْلامِ جُنْدُ أَبِي ** محمدٍ في رَوابِي الشَّامِ إذْ نَزلُو
بَحرٌ تَدَفَّقَ فيهِ المْوَجُ مُشْتَهِرٌ ** لِلْوارِدينَ عَلَيْهِ الْعِلُّ وَالنَّهَلُ
قَدْ طَابَ مَنْظَرُهُ إِذْ طَابَ مَخْبَرُهُ ** شَهْمٌ جَميلُ المْزَايَا مُتَّقٍ بَذِلُ