ها أنا هنا من جديد ,,, أخط هذه الحروف على جدران بيتي الأول ,,, هذا البيت الذي عرفت فيه معاني لم أعرفها من قبل ,,, المنتدى الأدبي الزاخر بـ أسمائه البراقة ,,, و أقلامه الذهبية ,,, و خصوبة أرضه التي تتيح لـ كل قلم أراد الوصول إلى درب الإبداع بـ أن يخطو أولى خطواته هنا ,,, فـ لكم كل حب و إحترام ,,, و كل شكر و عرفان ,,,
لم أعتد أن أتكلم فيما طرحته في هذا الصرح الكبير من قبل عن الحب ,,, فـ كانت أغلب حروفي تنطق بـ إسم الحياة و الموت ,,, و عن الشوق إلى وطني الجريح ,,, و عن جروح عشقي لـ ألوان حياتي الخضراء ,,, و التي تجسدت في عشقي الأول و الأخير " الوحــــدات " ,,, فـ لم أطلع أحداً على ما أشعر به بين جنبات خاطري الذي لا يبوح بـ شيء من جروح الحب ,,, فـ كان الأمر - و لا زال - حبيس إحساسي ,,, و نبضات قلبي ,,, لـ فترة طويلة ,,,
و لكن قبل كل هذا ,,, أستشهد بـ القول الذي نطقت حروفه ذهباً ,,, من لا يشكر الناس .. لا يشكر الله ,,, فـ أود أن أوجه شكري إلى كل عاشق لـ القميص الأخضر في أرجاء المعمورة ,,, إلى موقع الوحدات نت عامةً ,,, إلى المنتدى الأدبي خاصةً ,,, بـ مشرفيه و أعضائه و زواره ,,, و أود أن أهدي فوزي في المسابقة الأدبية التاسعة إلى جميع الأخيار في كل مكان على وجه الأرض ,,, و سأتناول شكري هذا في موضوع خاص بعد حين إن شاء الله ,,, و لكن ,,, وجب التنويه ,,,
قررت أخيراً أن أنطق بـ إسم الحب ,,, بـ إسم العشق ,,, بـ إسم قلبي الذي لم يعرف عن الحب شيئاً قبل ما حدث لي ,,, قبل أربعة سنوات و يزيدون قليلاً ,,, فـ كانت ليلة شتاءٍ باردٍ ,,, قاسٍ على من لم يحمل في قلبه دفئاً ,,, مهما كان مصدره ,,, فـ الدفء مسألة نسبية بين البشر ,,, فـ بعد شد و جذب دام لـ أكثر من ستة أشهر أتى القدر بـ ذلك اليوم الجميل ,,, الذي لم أعرف أن حياتي ستختلف جذرياً من بعده ,,, فـ في السابع عشر من شهر كانون الأول في العام التاسع من الألفية الثانية ,,, في ساعة مثلت لي من قبل ساعة ولادتي في آخر أنفاس آذار الحزين ,,, في اليوم الأخير من آذار لـ عام تسعين و تسعمائةٍ و ألف ,,, في الواحدة و ستة عشر دقيقةً بعد منتصف الليل ,,, دخلت عالم الحب ,,, و أنا كـ الطفل الذي إذا إبتعدت خطوات عن أمه بكى خوفاً من قدرٍ مجهول ,,,
فـ كانت البداية بـ كل رقةٍ و جمال ,,, و كل هدوء و سكينة ,,, فـ كان الحب الذي سمعت عنه في قصص القدامى ,,, حين إجتمع الوفاء و الصدق و المحبة ,,, حين أتت فتاة فلسطينية هزت كياني البسيط ,,, الذي تداعى من ضربات زلزال إحساسها ,,, و عشقها المجنون ,,, فـ لطالما تمنيت عشقاً أكمل به عشقي لـ وطني " فلسطين " ,,, و لـ حبيبي " الوحدات " ,,, فـ لطالما تغنيت بـ شعار من بلاد العيون الضيقة ,,, البعد الثالث ,,, 제드축 ,,, فـ كانت فلسطين بعدي الأول ,,, و الوحدات بعدي الثاني ,,, و عشق لم أعرفه بعد ,,, مثلوا معاً أبعاد حياتي الغريبة ,,,
و هكذا كنا ,,, خليط من حب و إهتمام و رعاية ,,, و تواصٍ على كل خير ,,, فـ أشهدك يا الله ,,, بـ ما كان يدور في خلدنا منذ بدجايتنا إلى تلك النهاية السيئة ,,, سرنا في طريق العشق الجميل ,,, طريق العشق الرائع ,,, طريق تملؤه ورود إزدانت به محبتنا ,,, فـ كنا عصفورين ننشد بعضنا على إستحياء ,,, نحاول تقريب الزمان لـ يقف معنا في وجه الحياة ,,, فـ تغلبنا على كل صعوبات واجهناها ,,, إلى أن أتت لحظة الحسم ,,,
فـ قد إخترنا ترك الحب الخفي إلى صدق النوايا مع جميع من في الأرض ,,, و كان موعدنا الذي رأينا فيه وقتاً ملائماً لـ تحقيق أحلامنا البريئة ,,, فـ كان الصد و الرد و الرفض دون وجه حق ممن إدعوا يوماً وقوفهم بـ جانبنا ,,, فـ كان اليوم الثاني و العشرون من شهر تشرين الأول لـ العام الحادي عشر في ألفيتنا هذه يوماً أقصى أحلامنا إلى غير رجعة ,,, فـ حاولنا الرد بـ كل طريقةٍ وجدناها ممكنة ,,, و أخرى غير ممكنة ,,, ولكن ,,, باءت محاولاتنا بـ الفشل الذريع ,,,
فـ كان النفي إلى بلاد الغربة حلاً من وجهة نظر أحدهم ,,, و إفترقت تلط الطيور إلى غير رجعة ,,, و لكن ,,,
بقي الإخلاص موجوداً حتى يومنا هذا ,,, بقي الحب محفوظاً في قالبه الذهبي الذي لطالما ظننت أنني لن ألجئ إليه يوماً ,,, فـ كان النفي و الإبعاد و الشوق و الحنين و سوداوية الليالي ,,, و سوء الوقت حتى جاءت تلك الأخبار قبل قليل ,,, فـ إن أحد عصافير تلك القصة قد أرهقته الحياة ,,, ة أتعبته الأقدار ,,, و شقت عليه أنفاسه ,,, و ضاقت عليه أرض الله ,,, فـ إحتاج إلى ما وصل إليه البشر من علم لـ يحاولوا إبقاءه على قيد الحياة ,,,
فـ ألطف به يا رب ,,, و أعنه ,,, و إنزع من قلبي روحاً و أعطه ,,, و خذ من روحي و إزرع فيه ,,, يا رب ,,, فقد فاقت دموعي بحاراً بـ حالها ,,, فـ رفقاً به يا رب ,,,
لا أعلم لماذا أبكي و أكتب و لا أدري حقيقةً لماذا أفعل كل هذا ,,, ولا أدري ماذا يحدث في ذلك المكان البعيد ,,, و لكن ,,, هذه قصتي مع الحب ,,, فـ نصف قلبي بين الحياة و الموت ,,,
همسة : " لا أدري لماذا كتبت ما كان من سطور ,,,,,, " ,,,
بكل صدق أقولها يا أبي...لا أملك حروفا تُشعرني بأنها ستخفف عنك ما أنت فيه فربما لا تجدي الحروف نفعاً في هكذا مواقف
ولكني أدعو الله عز وجل بأن يرفع عن ذلك العصفور الضر وأن يخفف عليه ألمه وأن يرحمه برحمته الواسعة ويعيده سالما معافى ليرفرف من جديد في سماء أحباءه
كما أدعو الله لك أخي بأن يخفف عنك ويبث في قلبك الصبر على كل آلامك
لا أملك إلا هذا يا أبي وأنصحك بالصلاة والدعاء ...فالدعاء هو من يغير المكتوب ..ادعو الله دائما وأبدا وكن متيقنا من الإجابة واعلم أن الله يحب عبده اللحوح
كل الشكر لك يا أبي على كلماتك في بداية موضوعك وأكرر مباركتي لك بالفوز المستحق الذي حققته
دمت بحفظ الله ورعايته
فلسطينية العينين و الوشم
فلسطينية الإسم
فلسطينية الأحلام و الهم
فلسطينية المنديل و القدمين و الجسم
فلسطينية الكلمات و الصمت
فلسطينية الصوت
فلسطينية الميلاد و الموت
حملتك في دفاتري القديمة
نار أشعاري
حملتك زاد أسفاري
و باسمك صحت في الوديان:
خيول الروم! أعرفها
و إن يتبدل الميدان!
خذوا حذّرا..
من البرق الذي صكّته أغنيتي على الصوّان
أنا زين الشباب ،و فارس الفرسان
أنا. و محطّم الأوثان.
حقيقة أنا أعجز تماما عندما أقف أمام مفردات تشنق لتحكي لنا قصة واقعية قد حدثت بالفعل ، فكل حروفي لا تغدو أكثر من حركات وسكنات ومفرداتي ليست أكثر من هوامش أمام متن نصكم الجميل الذي أخذني حقا إلى عالم أحبه بل أعشقه.
ولا يسعني هنا إلا الدعاء لك ولنصفك الآخر بأن يأخذ الله - تعالى - بأيديكما للخير .
إن كان أنس في مشاركة ما قد قتلني فأنت هنا قد جعلت غربان حروفك تفقأ عيني قبل الدفن.