قرأت سطورا لا يمكننا إنكار الرغبة البشرية في السعي لإشباعها ,,, طغى إحساس الوطن على مشاعري ,,, إلا أني لم أستطع إنكار ما رافق سطورك من رغبة جامحة في الوصول إلى مرحلة من الأمان والاستقرار والعاطفة
أتمنى من الله أن يديم علينا وعليك الاستقرار ,,, وهداة البال
هذه البطاقة سافر بها كل من مر ها هنا إلى أمه ,,, وتجول بين حنايا قلبها وأخذته بعيدا بعيد ,,, الغربة ضريبة شاقة يدفعها كل من حمل بطاقة السفر التي ذكرها صاحب الخاطرة
فرق كبير ,,, ما بين العصفور الذي احتجزته يا صاحب الخاطرة ,,, وما بين العصفور في سجون وطني ,,, فالسجان في زنازين الوطن ظالم ,,, سجان أحرارنا لم يسلب عصفور وطني الحرية فقط ,,,
عصافير وطني أحرار بالفطرة ,,, وما حاجتك لإطلاق عصفورك إلا لحاجتك للحرية
صيف ,,, يسكبون رصاصهم فيه على شعوبنا ,,, وشتاء ,,, يسلطون أعمدة السحاب والصواريخ على أطفالنا ,,, وربيع يعد فيه الكاذبون الأمة بالصحوة ,,, وخريف ,, تلذع فيه الأجساد بقنابل الفسفور !!
كنت أحاول الشعور في كل كلمة ذكرتها في فقرتك الأولى عندما أستقل تلك المواصلات ,,, إلا أن جيوش النعاس كانت تسيطر علي وتحتل أجفاني مكرها ,,, وكان يسلم الإرهاق الراية مجرد أن تطأ قدمي أرض الباص !!
أخذتني في رحلة إلى العبدلي ,,, وعدت بي في مواصلة سريعة أيام المدرسة ,,, ومن ثم تأخذنا إلى ما بعد فصول المدرسة والتلفاز القديم
ونعود أدراجنا إلى حيث موائد العشاء الدافئة بدفئ أنفاسنا التي تزاحم البيت صغير المساحة كبير الأحلام
شكرا لصاحب الخاطرة ,,, فقد دغدغت قسوة أيامنا هذه وتعقيدها
أحلى ليالي العمر أيام كنا صغار
وأبشع ليالي العمر أيام صرنا كبار
صاروا ( فرافير ) العرب
يقولوا لي يا ختياار
فرحة سقفها السماء
أدخلتي هذه الخاطرة فعلا في أزمة ,,, أزمة أشواق إلى الوطن ,,, أزمة مشاعر وحنين إلى تلك الصور التي التقطها صاحب الخاطرة بعينه ( الديجيتال )
كل الخواطر المشاركة ,,, حركت بي أحاسيس مختلطة ما بين حنين إلى وطن مسلوب ,,, إلى طفولة ذات شقاء إلا أنها بسيطة وأنا أعشق البساطة ,, إلى أحرار وعصافير وطني ,,, مرورا بمن افترش الأرض والتحف السماء مظلوما ,,,, إلى أن وضعت في أزمة خانقة من مشاعر تؤرقني