تسمية تطلق على شرائح اليهود القدامى الذين ساهموا في إقامة إسرائيل وإدارة شؤونها في العقود الاولى، وتشير هذه التسمية إلى اليهود الاشكناز (الغربيين) أو اليهود الذين سكنوا فلسطين قبل 1948 الذين نعِموا من خيرات البلاد ومن الاستثمارات التي دخلتها، ما أدى إلى زيادة الفوارق الطبقية وعلى الاخص في المجالين الاقتصادي والاجتماعي.
تسمية تطلق على اليهود حديثي العهد في إسرائيل، وبالتحديد تجري الاشارة إلى اليهود السفاراديم (الشرقيين) الذين عانوا من ظروف اقتصادية واجتماعية قاسية جداً، وتم تهميشهم داخل المجتمع الإسرائيلي، ورغم ذلك، نلاحظ ان اليهود الشرقيين هم الاكثر ارتباطا بالحركة الصهيونية عموماً وبالافكار اليمينية التي تحمل العداء الصارخ للشعب الفلسطيني.
اشكناز
في الأصل إشارة إلى يهود المانيا وشمالي فرنسا، وابتداء من القرن السادس عشر ليهود شرقي اوروبا وأحفادهم من كل مناطق العالم.
ورد الاسم " أشكناز" في التوراة: (1) اسم ابن جومر وحفيد يافت (التكوين 10 :3). (2) اسم شعب، يُرجّح جدًا أنهم من نسل اشكناز بن جومر.
ينتمي معظم اليهود في العالم إلى اليهودية الاشكنازية، حيث تبلغ نسبتهم حوالي 80% من مجمل اليهود في العالم.
بدأت اليهودية الاشكنازية في فرنسا ثم في المانيا وبريطانيا. الموقع الأول في المانيا الذي استوطنته اليهودية كان في مدينة كولن. ونشأت عدّة جاليات يهودية في مقاطعة الراين، عمل معظم أبنائها في التجارة والصرافة. وتعرض اليهود في بعض مناطق اوروبا عشية وخلال الحملات الصليبية إلى ملاحقات ومضايقات من تيارات وفرق دينية مسيحية متزمتة، إذ شهدت اوروبا يقظة دينية مسيحية واسعة. وتعرضت جاليات يهودية في مقاطعة الراين إلى مجازر خلال الحملة الصليبية الأولى في العام 1096م.
وتمّ إقصاء المجتمع اليهودي عن الحياة العامة في المانيا بتأثير رجال الدين المسيحيين، إذ مُنع اليهود في المانيا من تعاطي عدد كبير من الأعمال الحرّة واقتصر نشاطهم على التجارة بالبضائع القديمة والمستعملة والإقراض بالفائدة. ودُفع اليهود للعيش في جيتوات في المدن المركزية، ووضعت شارة خاصة بهم على ثيابهم لتميزهم عن غيرهم من الناس. وطرد اليهود في عدد من الدول الاوروبية مثل بريطانيا (1290) ومن فرنسا (1394) مع الإبقاء على جالية بروفانس. واستعاد اليهود حقوقهم كمواطنين في فرنسا بعد انتصار الثورة الفرنسية.
وازدهرت جاليات اشكنازية ابتداء من النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحتى الحرب العالمية الثانية، حيث شهدت هذه الجاليات زيادة طبيعية وأيضا تقدما ملحوظا في الأنشطة الثقافية والاقتصادية. وتأثر اليهود الاشكنازيون من التيارات والمذاهب الفكرية السياسية والعلمانية التي عصفت بالقارة الاوروبية قبل الثورة الفرنسية وبعدها. وكان لانضمام جماعات من اليهود، من مفكرين وأصحاب طروحات سياسية مساهمة كبيرة في التأثير على المجتمع اليهودي في اوروبا وبالتالي في الولايات المتحدة، التي استقطبت آلافا من المهاجرين اليهود الاشكناز.
وانخفض عدد أفراد الجاليات اليهودية الاشكنازية في المدن الاوروبية الكبرى، خاصة في المانيا النازية بسبب المضايقات والاجراءات التي تعرضوا لها، وبعدها نتيجة إقامة اسرائيل في العام 1948 حيث هاجر إليها عشرات الآلاف من اليهود قبل وبعد تأسيسها.
وشكل الاشكنازيون وما زالوا عماد أجهزة الحكم والإدارة والاقتصاد في اسرائيل. فمن جهة أولى هم مؤسسو الدولة وقيادتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والتعليمية، ومن جهة أخرى هم أصحاب الأملاك والعقارات ورأس المال. لهذا فالقرار السياسي ما زال بيدهم رغم ارتفاع الأصوات السفارادية (اليهود الشرقيين) المطالبة بالمساواة والعدالة الاجتماعية.
ويسيطر الاشكنازيون على أجهزة الحكومة ودوائرها المختلفة من خلال الوظائف المركزية ذات صفة القرار ورسم سياسة اسرائيل. وجدير ذكره هنا أن غالبية وزراء حكومات اسرائيل المتعاقبة كانوا من صفوف الاشكنازيين بما فيهم رؤساء الحكومات فكانوا كلهم من الاشكنازيين فقط. وشكل اليهود الشرقيون (السفاراديين) في بعض حكومات الليكود نسبة عالية من عدد الحقائب الوزارية وذلك لكسب المزيد من تأييد اليهود الشرقيين لحزب الليكود.