قالت اللجنة الدائمة :
" معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( يجدد لها دينها ) أنه كلما انحرف الكثير من الناس عن جادة الدين الذي أكمله الله لعباده وأتم عليهم نعمته ورضيه لهم دينًا - بعث إليهم علماء أو عالمًا بصيرًا بالإسلام ، وداعيةً رشيدًا ، يبصر الناس بكتاب الله وسنة رسوله الثابتة ، ويجنبهم البدع ، ويحذرهم محدثات الأمور ، ويردهم عن انحرافهم إلى الصراط المستقيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فسمى ذلك : تجديدًا بالنسبة للأمة ، لا بالنسبة للدين الذي شرعه الله وأكمله ، فإن التغير والضعف والانحراف إنما يطرأ مرة بعد مرة على الأمة ، أما الإسلام نفسه فمحفوظ بحفظ كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم المبينة له ، قال تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) " انتهى .
الان وقد عرفنا ما هي وظيفة المجدد ، في ان يبصر الناس بكتاب ربهم وسنة نبيهم ويحذرهم من البدع والمحدثات ويدلهم على التمسك بكتاب الله وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم
فهل هذا ما فعله حسن البنا ام ان الموضوع عبارة عن خطأ واضح ؟؟؟
يصف الشيخ حسن البنا نفسه بأنه - صوفي - ! فقال في مذكرات الدعوة والداعية ص24: وصحبت الإخوان الحصافية في دمنهور، وواظبت على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة! وقال ص28: كانت أيام دمنهور.. أيام استغراق في عاطفة التصوف، كانت فترة استغراق في التعبد والتصوف أ.هـ.
وقد اخذ حسن البنا التصوف من عبدالوهاب الحصافي شيخ الطريقة الحصافية الذي أثر بشكل بالغ في شخصية البنا ،، وهذا الامر لا يختلف عليه اثنان ، فالكل يقر بحصافية وتصوف حسن البنا
ثانيا : كان يعظم المزارات ويحتفل بالموالد ويردد فيها أبياتا شركية. قال في مذكرة الدعوة والداعية ص30: كنا في كثير من الأيام كنا في كثير من أيام الجمع التي يتصادف أن نقضيها في دمنهور، نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء الأقربين من دمنهور، فكنا ـ لأحيانا ـ نزور دسوقي أ.هـ. وكان يردد أبيانا منها: هذا الحبيب مع الأحباب قد حضرا وسامح الكل فيما قد مضى وجرى كما ذكره عبد الرحمن البنا في كتاب ''حسن البنا بأقلام تلاميذه ومعاصريه لمؤلفه جابر رزق ص71 ـ .72
الشاهد من الاستدلال بهذا الكلام على ان الرجل يخطئ اخطاءا كبيرة ، فقد ردد ابيات شركية حتى وان لم يكن يقصد ذلك ، فضلا عن انه صوفي حصافي ، انتهاءا بزيارته للقبور ..الخ
ان المجدد ينقح الدين مما علق به من الشوائب ويزيل عنه اتربة البدع ،، كما ورد اعلاه ،، فكيف لرجل يرتكب تلك المخالفات الظاهرة قد سخره الله لان يكون " مجددا " ؟؟؟؟؟
اخوتي الاحباء ،، وصف الرجل بأنه مجدد خطأ واضح فالرجل كان عنده من الاخطاء البليغة ما يمنعه ان يكون كذلك ،، فكيف لمجدد ان يخطئ بامور " اصيله " و " جوهرية " في الدين ؟؟ كيف سيجدد الدين وهو كذلك ؟؟؟
اسأل الله جل في علاه ان يرحمه وان يتجاوز عنه واسأل الله ان يزيل سواد العصبية الحزبية وان يرينا الحق وان يرزقنا اتباعه وان يرينا الباطل ويرزقنا اجتنابه ،، رجل عامي له نشاط فيرفع لدرجة شهيد ثم مجدد ، فهذا اخواني في أحسن الاحوال خطأ ، وهو من ثمرات الحزبية التي نهى عنها الاسلام
قالوا عن البنا...
وصفه الغزالي بأنه مجدد القرن الرابع عشر للهجرة، فقد وضع جملة مبادئ تجمع الشمل المتفرق، وتوضح الهدف الغائم، وتعود بالمسلمين إلى كتاب ربهم، وسنة نبيهم وتتناول ما عراهم خلال الماضي من أسباب العوج والاسترخاء، بيدٍ آسيةٍ، وعين لماحة فلا تدع سببًا لضعف أو خمول.
ويذكر الأستاذ الشيخ البهي الخولي صاحب كتاب "تذكرة الدعاة" يتحدث عن حسن البنا قائلا:
"طيف من النور ألم بهذه الدنيا إلمام الغريب الطارئ أو الضيف العابر، ثم تركها ومضى، هذه هي قصة حسن البنا... ماذا يأخذ الطيف من الدنيا، أو ماذا يجمع لنفسه منها؟ لا شيء، وماذا يترك الطيف في هذه الدنيا حين يلم بها قديسًا من عالم القدسي، نورانيًّا من عالم النور؟، إنه يترك كل شيء حين يترك للضمائر نورها، وللنفوس قدسها وطهرها!!.. وهكذا كان حسن البنا، لم يأخذ لنفسه شيئًا وقد ترك للناس كل شيء!!.
هبط حسن البنا هذه الدنيا وموجة المادية تطغى حول الناس وقلوبهم ونفوسهم مادية الفكر والعاطفة، والشهوة، ولقد قضينا نحن شطرًا من شبابنا في هذه الموجة، فكنا نظن فضائل الإسلام ومثله العليا، أمورًا نظرية لا شأن لها بواقع الحياة، كل حظ الناس منها، ترديد عباراتها إن رددوها، كما تردد عبارات الشعر والأدب الجميل.
ولقد كان للناس قبل حسن البنا يقرأون نصوص الدين ويستمتعون لمواعظه، فلا يكاد يعلق بنفوسهم شيء منها، فلما جاء بعث الراكد وحرك الهامد، وأثار الأشواق، وعلق هم العاملين بالأفق الأعلى... ولم يأت حسن البنا بعلم جديد ولم يكن حسن البنا بأعلم العلماء، إنما كان شأنه وشأن غيره، إن الغير يعرض الفكرة الإسلامية ما استطاع، أما هو فكان الفكرة الإسلامية تعرض نفسها حية سافرة... تعرض نفسها على لسانه بيانًا جزلاَ مفصلاً.
جاء حسن البنا والإسلام قد درست معالمه في أذهان أكثر الناس، فهو عندهم صلاة ركعات، وصيام أوقات، وطقوس تؤدى في زوايا المساجد، جاء والإباحية تهدد كل ما بقي لنا من فضيلة، والنفوس هامدة ميتة، قد استنامت للغاصب في أحضان دعة ذليلة فاترة، قانعة في جهادها بما لا يخرجها عن الدعة، ولا يكلفها إلا العافية من كل بلاء... جاء والشباب لا يرى في الإسلام إلا مجموعة بالية من الأفكار المتخلفة عن ركب الحضارة، والحكام ينبذون تشريع السماء، ويستمدون لنا الإصلاح من تشريعات الأجانب، والاستعمار يبارك كل هذه المفاسد، ويملي لها أن تذهب إلى آخر مدى، وليست العبرة هنا أن نجح في عرض ملامح الإسلام كاملة، فإذا هو دين ودولة، وصلاة وجهاد، وروحانية ومادة، وعقيدة وشريعة وتصوف وعمل، ليست العبرة في ذلك ولا في أنه نجح عمليًّا في إعداد كتائب الغزاة، الذين خرجوا من أرض الوطن للجهاد في سبيل الله لأول مرة في تاريخ الإسلام الحديث.. ولا في أنه حبب لشباب ما في الإسلام من نظم تقدمية للمجتمع الراقي،... لا، ولا في أنه دفع التشريع الإسلامي إلى بيئات القانون والتشريع، حتى استطاع أن يوجد له في داخلها أنصارًا وأعوانًا، وفي خارجها رأيًّا عامًا ينادي به، ويدعو إليه... ليست العبرة في هذا كله، ولا في أنه غزا ميدان الاقتصاد باسم الإسلام، فنجح في إنشاء الشركات التجارية، والمؤسسات الصناعية.. ليست العبرة في هذا، ولا في غيره مما لا نطيل بذكره، إنما لب العبرة نستخلصه من بين شقي الرحا.. .. رحا الصراع الهائل الذي نشب بينه وبين القوى المختلفة، أو بينه وبين عوامل الجهل والهمود والطغيان والهوى، دعا إلى الجهاد والقوة، وأنحى باللائمة على أولئك الذين ضيعوا تلك الفريضة المقدسة.... فذعر الاستعمار، وحق له أن يذعر، ونشط إلى دسائسه يحيك منها ما يحيك، وهب إلى الحكام يقولون: فوضى وثورة على القانون... ومضى الذين لا يعجبهم العجب ينقون كالضفادع في جهالة وسخف: ما لنا وللجهاد؟!! كان الجهاد أيام النبي والخلفاء! وأين نحن من تلك الأيام؟!!.
وبعد فهل نجح حسن البنا في رسالته؟ سؤال يختلف في الإجابة عنه الكثير من الناس، فمن قال إنه نجح، نظر إلى منشآته التي أقامها، وتشكيلاته التي بناها، ومن قال غير ذلك، أيد قوله بأن الشيوعية لا تزال قائمة، وأن فلسطين أفلتت من يد العرب، وأن الغاصب لا يزال جاثمًا على صدورنا وأن، وأن،.. .. وكلا الفريقين محجوب عن حقيقة هذا الإمام العظيم، فليست العبرة أنه نجح في تكوين شركات، وتأليف هيئات وجماعات، فما هو أهون أن تصطنع المظاهر الكاذبة.
وليست العبرة كذلك أنه انتصر على القوى التي نازلها أو لم ينتصر، وإنما العبرة بالسر الكامن وراء ذلك كله، فقد كان حسن البنا طاقة ضخمة من الحياة أراد لها الله أن يجدد بها المجتمع، ويطلق سرها في الأفق الهامد الراكد، وبدون هذا السر لا تقوم رسالة، ولا يطرأ على الأفق شيء جديد.
ويقول د. توفيق الواعي: الشيخ البنا، الرجل العملاق، مجدد القرن العشرين بغير منازع، صاحب الفهم العميق والتصوُّر المحيط، والإدراك الشامل لحقائق الإسلام وأحكامه، والداعية صاحب البيان الرائع والبلاغة الآسرة واللفظ الساحر والحكمة العميقة، والتنظيم الدقيق، والصفات الكثيرة المتنوعة، التي تستحيل أن توجد في رجل أو تُجمَع في إنسان، ومع هذا عاش الرجل يجالد الفساد في التصور، والانحراف في الفهم، ويصارع الأباطيل، عسى أن يهدي اللهُ الضالَّ، ويصلح الفاسد، ويبصِّر الأعمى، ولكن الفساد كان عميقًا والظلام داجيًا؛ بحيث إذا أخرج الإنسان يده لم يكد يراها، والكيد إبليسيًّا وشيطانيًّا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض، ولكن الرجل صارعهم فصرعهم ونازلهم فهزمهم، فما وجدوا إلا لغة الخسَّة والوضاعة والخيانة، وهي الاعتداء على حياته وإزهاق روحه، وتفريق دمه بين الحسَّاد والشانئين وقد كان!! وقُتل الرجل!!
05-30-2012, 06:24 PM رقم المشاركة : 25
®-FARIS
أبو فارس
رقم العضوية : 260
تاريخ التسجيل : Jul 2007
المشاركات : 8,178
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام يحيى
اعطيني كتاب للبنا
وفي هيك حكي وما عليك
حسن البنا في مذكراته (ص33): "وكنا في كثير من أيام الجمع التي يتصادف أن نقضيها في دمنهور نقترح رحلة لزيارة الأولياء القريبين من دمنهور فكنا أحياناً نزور دسوقي فنمشي على أقدامنا بعد صلاة الصبح مباشرة بحيث نصل حوالي الساعة الثامنة صباحاً فنقطع المسافة وهي حوالي عشرين كم في ثلاث ساعات، ونزور ونصلي الجمعة ونستريح بعد الغداء ونصلى العصر ونعود أدراجنا إلى دمنهور حيث نصلها بعد المغرب تقريباً،... وقال أيضاً في الصفحة نفسها: وكنا أحياناً نزور عزبة النوام حيث دفن في مقبرتها الشيخ سيد سنجر من خواص رجال الطريقة الحصافية والمعروفين بصلاحهم وتقواهم، ونقضي يوماً كاملاً هناك ثم نعود"
تأملي
05-30-2012, 08:36 PM رقم المشاركة : 26
ام يحيى
وحداتي مميز
رقم العضوية : 11548
تاريخ التسجيل : Dec 2010
الدولة : الاقصى احلى وطن
المشاركات : 7,460
هواياتي : القراءة والكتابة
وانا عندي هل كتاب مذكرات دعوة وداعية
مكتوب عن دمنهور
بس مش الحكي اللي انت حكيته
05-30-2012, 09:53 PM رقم المشاركة : 27
ابو أبي
وحداتي مميز
رقم العضوية : 579
تاريخ التسجيل : Aug 2007
المشاركات : 3,311
ابو فارس رقم الصفحه غلط رقمها 22
لكن ستجد قولا ينتقد فيه البنا طرق الصوفيه والخلل الذي طرأ عليها وتأثرها بعلوم الفلسفه ومواريث الامم الماضية وافكارها فخلطت بالدين ما ليس فيه وفتحت ثغرات لكل زنديق او ملحد او فاسد رأي او عقيده ليدخل من هذا الباب باسم التصوف ليدعو للزهد والتقشف وانها تأثرت بالسياسه حتى انتهت الى ما انتهت اليه من هذه الصورة الاثريه التي جمعت بقية الوان التاريخ الطويل والتي مشيختها الان في مصر ولها رجالها واتباعها وطريقتها .... انتهى الاقتباس من قول البنا مذكراته ص 19
للعلم زيارته للقبور لم يذكر فيها الطواف حول القبور في مذكراته
وانما لو عدت لصفحة 16 ستجده يشرح ماذا كان يحدث في الزيارات يقول :
كنانزور القبور و نجلس في مسجد الشيخ النجيلي نقرا الوظيفه ثم يقص علينا قصص الصالحين واحوالهم ما يرقق القوب ويسيل العبرات ثم يعرض علينا القبور المفتوحه ويذكرنا بمصيرنا اليها وظلمة القبر ووحشته ويبكي فنبكي معه ثم نجدد التوبة في خشوع وحراره واستحضار عجيب وندم ثم يربط سوارا على معصمنا ويقول انه اذا احد منك حدثته نفسه في المعصية او غلبه الشيطان فليمسك بالسوار ويتذكر انه تاب لله وعاهد الله على طاعته وترك معصيته انتهى الاقتباس ص 16
فهو لما كان في دمنهور كان عمره 14 سنه يعني طفل او غلام ما زال في بداية الطريق يتلمس طريقته في الدنيا
النصيحه التي انصح بها نفسي واخواني واخواتي ان نقرا من مصادر من ننتقدهم ولا نكتفي بفقرات مقتبسه من هنا او هناك من فقد يحدث ان المنتقد اجتهد او ان المنتقد لم يقرا ووصله اقتباس ايضا هذا وارد ايضا
انا لي تجربة في هذاالمجال ومن يومها وانا احبذ اذا سمعت انتقاد ان اعود لكتاب المنتقد (بفتح التاء والقاف )
وهناك مساله خطيرة في ان من يريد ان يتقد فعليه نقد الانسان على اخر ما مات عليه وليس على بداياته فكثير من الملحدين بدأوا حياتهم بالالحاد وانتهى بهم الامر الى ان صاروا مشايخ ودعاة
على العموم هي فرصة حفزتنا فيها يا ابو فارس ان نقرا هذه المذكرات فقد تكون فيها مفاجئات على العموم انا وصلت ص 22 وفاجئني بعض ما قرأت
قالوا عن البنا...
وصفه الغزالي بأنه مجدد القرن الرابع عشر للهجرة، فقد وضع جملة مبادئ تجمع الشمل المتفرق، وتوضح الهدف الغائم، وتعود بالمسلمين إلى كتاب ربهم، وسنة نبيهم وتتناول ما عراهم خلال الماضي من أسباب العوج والاسترخاء، بيدٍ آسيةٍ، وعين لماحة فلا تدع سببًا لضعف أو خمول.
ويذكر الأستاذ الشيخ البهي الخولي صاحب كتاب "تذكرة الدعاة" يتحدث عن حسن البنا قائلا:
"طيف من النور ألم بهذه الدنيا إلمام الغريب الطارئ أو الضيف العابر، ثم تركها ومضى، هذه هي قصة حسن البنا... ماذا يأخذ الطيف من الدنيا، أو ماذا يجمع لنفسه منها؟ لا شيء، وماذا يترك الطيف في هذه الدنيا حين يلم بها قديسًا من عالم القدسي، نورانيًّا من عالم النور؟، إنه يترك كل شيء حين يترك للضمائر نورها، وللنفوس قدسها وطهرها!!.. وهكذا كان حسن البنا، لم يأخذ لنفسه شيئًا وقد ترك للناس كل شيء!!.
هبط حسن البنا هذه الدنيا وموجة المادية تطغى حول الناس وقلوبهم ونفوسهم مادية الفكر والعاطفة، والشهوة، ولقد قضينا نحن شطرًا من شبابنا في هذه الموجة، فكنا نظن فضائل الإسلام ومثله العليا، أمورًا نظرية لا شأن لها بواقع الحياة، كل حظ الناس منها، ترديد عباراتها إن رددوها، كما تردد عبارات الشعر والأدب الجميل.
ولقد كان للناس قبل حسن البنا يقرأون نصوص الدين ويستمتعون لمواعظه، فلا يكاد يعلق بنفوسهم شيء منها، فلما جاء بعث الراكد وحرك الهامد، وأثار الأشواق، وعلق هم العاملين بالأفق الأعلى... ولم يأت حسن البنا بعلم جديد ولم يكن حسن البنا بأعلم العلماء، إنما كان شأنه وشأن غيره، إن الغير يعرض الفكرة الإسلامية ما استطاع، أما هو فكان الفكرة الإسلامية تعرض نفسها حية سافرة... تعرض نفسها على لسانه بيانًا جزلاَ مفصلاً.
جاء حسن البنا والإسلام قد درست معالمه في أذهان أكثر الناس، فهو عندهم صلاة ركعات، وصيام أوقات، وطقوس تؤدى في زوايا المساجد، جاء والإباحية تهدد كل ما بقي لنا من فضيلة، والنفوس هامدة ميتة، قد استنامت للغاصب في أحضان دعة ذليلة فاترة، قانعة في جهادها بما لا يخرجها عن الدعة، ولا يكلفها إلا العافية من كل بلاء... جاء والشباب لا يرى في الإسلام إلا مجموعة بالية من الأفكار المتخلفة عن ركب الحضارة، والحكام ينبذون تشريع السماء، ويستمدون لنا الإصلاح من تشريعات الأجانب، والاستعمار يبارك كل هذه المفاسد، ويملي لها أن تذهب إلى آخر مدى، وليست العبرة هنا أن نجح في عرض ملامح الإسلام كاملة، فإذا هو دين ودولة، وصلاة وجهاد، وروحانية ومادة، وعقيدة وشريعة وتصوف وعمل، ليست العبرة في ذلك ولا في أنه نجح عمليًّا في إعداد كتائب الغزاة، الذين خرجوا من أرض الوطن للجهاد في سبيل الله لأول مرة في تاريخ الإسلام الحديث.. ولا في أنه حبب لشباب ما في الإسلام من نظم تقدمية للمجتمع الراقي،... لا، ولا في أنه دفع التشريع الإسلامي إلى بيئات القانون والتشريع، حتى استطاع أن يوجد له في داخلها أنصارًا وأعوانًا، وفي خارجها رأيًّا عامًا ينادي به، ويدعو إليه... ليست العبرة في هذا كله، ولا في أنه غزا ميدان الاقتصاد باسم الإسلام، فنجح في إنشاء الشركات التجارية، والمؤسسات الصناعية.. ليست العبرة في هذا، ولا في غيره مما لا نطيل بذكره، إنما لب العبرة نستخلصه من بين شقي الرحا.. .. رحا الصراع الهائل الذي نشب بينه وبين القوى المختلفة، أو بينه وبين عوامل الجهل والهمود والطغيان والهوى، دعا إلى الجهاد والقوة، وأنحى باللائمة على أولئك الذين ضيعوا تلك الفريضة المقدسة.... فذعر الاستعمار، وحق له أن يذعر، ونشط إلى دسائسه يحيك منها ما يحيك، وهب إلى الحكام يقولون: فوضى وثورة على القانون... ومضى الذين لا يعجبهم العجب ينقون كالضفادع في جهالة وسخف: ما لنا وللجهاد؟!! كان الجهاد أيام النبي والخلفاء! وأين نحن من تلك الأيام؟!!.
وبعد فهل نجح حسن البنا في رسالته؟ سؤال يختلف في الإجابة عنه الكثير من الناس، فمن قال إنه نجح، نظر إلى منشآته التي أقامها، وتشكيلاته التي بناها، ومن قال غير ذلك، أيد قوله بأن الشيوعية لا تزال قائمة، وأن فلسطين أفلتت من يد العرب، وأن الغاصب لا يزال جاثمًا على صدورنا وأن، وأن،.. .. وكلا الفريقين محجوب عن حقيقة هذا الإمام العظيم، فليست العبرة أنه نجح في تكوين شركات، وتأليف هيئات وجماعات، فما هو أهون أن تصطنع المظاهر الكاذبة.
وليست العبرة كذلك أنه انتصر على القوى التي نازلها أو لم ينتصر، وإنما العبرة بالسر الكامن وراء ذلك كله، فقد كان حسن البنا طاقة ضخمة من الحياة أراد لها الله أن يجدد بها المجتمع، ويطلق سرها في الأفق الهامد الراكد، وبدون هذا السر لا تقوم رسالة، ولا يطرأ على الأفق شيء جديد.
ويقول د. توفيق الواعي: الشيخ البنا، الرجل العملاق، مجدد القرن العشرين بغير منازع، صاحب الفهم العميق والتصوُّر المحيط، والإدراك الشامل لحقائق الإسلام وأحكامه، والداعية صاحب البيان الرائع والبلاغة الآسرة واللفظ الساحر والحكمة العميقة، والتنظيم الدقيق، والصفات الكثيرة المتنوعة، التي تستحيل أن توجد في رجل أو تُجمَع في إنسان، ومع هذا عاش الرجل يجالد الفساد في التصور، والانحراف في الفهم، ويصارع الأباطيل، عسى أن يهدي اللهُ الضالَّ، ويصلح الفاسد، ويبصِّر الأعمى، ولكن الفساد كان عميقًا والظلام داجيًا؛ بحيث إذا أخرج الإنسان يده لم يكد يراها، والكيد إبليسيًّا وشيطانيًّا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض، ولكن الرجل صارعهم فصرعهم ونازلهم فهزمهم، فما وجدوا إلا لغة الخسَّة والوضاعة والخيانة، وهي الاعتداء على حياته وإزهاق روحه، وتفريق دمه بين الحسَّاد والشانئين وقد كان!! وقُتل الرجل!!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد. قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده قوي.
وذهب بعض أهل العلم إلى أن من قتل ظلما في مثل هذه الحالة لا يصلى عليه..
قال الجزيري في كتاب فقه المذاهب الأربعة: ومثل الشهيد المتقدم المقتول ظلما بأن قتل وهو يدافع عن عرضه أو ماله ونحو ذلك فإنه لا يغسل ولا يصلى عليه ولا يكفن بل يدفن بثيابه.
وبذلك نحسبه شهيداً إن شاء الله ولا نزكي على الله أحدا