في طريق البحث عن قدرك غالبا ماتجد نفسك مضطرا لتغيير الإتجاه وكل إنسان على هذه البسيطة
قد يجد نفسه أمام هذا الموقف فالطريق لا تكون دائما معبدة فقد تتخلها بعض الصعوبة والوعورة
فحتى من إختار السير على الٱقدام بأعين مفتوحة وعلى نهج من سبقه على الدرب والذي يحفظ دروبه
وشعابه يكتشف في الٱخير أن السبيل الذي يتبعه والطريق الذي يمشي فيه ٱخره منعطف ومفترق
طرق وعلى هذا المفترق تتعدد الخيارات رغم أن إختيار إحداها صعب جدا...
أكيد أنها مسألة غاية في التعقيد والمحظوظ من الناس من يهتدي للإختيار الصائب حينها سترافقه
أشعة الشمس لتنير طريقه ليصل للهدف المنشود رغم أن الجهد جهيد والعمل مظني...
وتعيس الحظ سيختار الإتجاه الخاطئ طريق مجهول وأفق مسدود كان على مايبدو ضحية سراب
خادع إستجار به صاحبنا كمن يستجير من الرمضاء بالنار فتاه به الطريق فضاع وضاع الحلم...
أسباب كثيرة والنتيجة واحدةةةةةة
كل متابع للشأن الرياضي الإسباني هذا الموسم سيخرج بخلاصة مفادها أن أسوء بداية للدوري
بالنسبة لريال مدريد كانت هذا الموسم ولم يسبق للفريق أن غرق لهذا الحد رغم أن الفريق قدم
لقائين غاية في الروعة مع فريقين من الحجم الكبير ويتعلق الٱمر ببرشلونة في كأس السوبر
ومان سيتي في رابطة الٱبطال لكن المستوى العام في الليغا كان مخيبا للآمال ولن يشفع
لفريق من حجم ريال مدريد ...
هناك تحليلات مختلفة تقودنا لموطن الخلل أو إن صح التعبير الفرضيات الممكن تداولها
كتشخيص أولي لحالة الفريق فهناك من يعزي هذا الموقف لكثرة الإصابات التي يعاني منها
الفريق حتى أنه لايكاد يشفى لاعب حتى يصاب إثنين ولم يلعب الفريق يوما بتشكيلته
الٱساسية إلا في لقائين أو ثلاث...هناك أيضا الحرب الطاحنة بين المدرب والصحافة و
التي أرخت بظلالها على الفريق فخرج اللاعبون عن تركيزهم...
فيما تبقى المسألة الثالثة متعلقة بفقدان الحافز في الليغا نظرا للفارق الكبير من النقاط
الذي يفصل الريال عن غريمه برشلونة وهذا جعل مدرب الفريق يوجه إهتمامه للكأس المحلية
ورابطة الٱبطال الٱوروبية وهذا الإحتمال قد يبدو عقلانيا ومنطقيا لإعتبارات عدة أهمها
أن الليغا أصبحت صعبة حتى لا نقول مستحيلة والتركيز عليها سيكلف الفريق الكثير
فعصفور في اليد خير من عشرة على الغصن...كما أن بذل مجهودات مضاعفة من شأنه
أن يؤدي لإيصابات والفريق في غنى عنها لذى وجب توفير كل المجهودات لكأس الملك
ورابطة الٱبطال...
كان هذا تحليلا أوليا أو تشخيصا للحالة التي يمر بها الفريق المتمثلة في أزمة نتائج في
الليغا والتي أرخت بظلالها على المستوى العام لريال مدريد وجعلت الصحافة تسل السيوف
من أغمادها لتعلن الحرب على الفريق في شخص المدرب القدير جوزي مورينهو...
إن سلمنا أن المستوى الفني للفريق في تراجع فإنه يجب أن نعلم أن المباريات المهمة
لن تحن بعد حتى نطلق العنان للنقد فقد تكون الليغا بعيدة المنال لكن الليغا هي بطولة
واحدة بينما العصبة هي الٱهم وذات الٱذنين دائما ماتبتسم لفرق عانت الويلات والريال
مثالا حيث حقق العصبة وهو يحتل رتبة بعيدة عن التي يحتلها الٱن...
مايجب أن يعيه الجمهور المدريدي أن هذه الٱزمة التي تروج لها الصحافة القذرة وتحاول
أن تفرش طريق الفريق بالٱشواك قد تصبح حقيقة وواقعا لامفر منه وفريق الريال هذا الموسم
يعاني من كل شيء فلا التحكيم أنصفه ولا الإصابات رحمته ولا الصحافة الرخيصة إبتعدت
عن طريقه وهذا مايحاول مورينهو إيصاله بطريقة أو بأخرى ...
الٱمور واضحة عندما تكون في مفترق طرق وكل الظروف ضدك وتكون لك خيارات فيجب
أن تكون حكيما في إختياراتك ومها تكن العثرات كمدريديين فنحن لن نستسلم لمجرد عثرة
يتيمة وكثرة التعثرات ٱيضا تعطينا المزيد من الخيارات فالحياة تتعثر سبع مرات وتقف ثماني...
لكن يجب أن نعي أن هذا القطار الذي نستقله لابد له أن يمشي إما على سكة السلامة
أو سكة الندامة أو سكة إلي يروح وميرجعش...
سكة السلامة :
لافائدة مرجوة من الدوران في حلقة مفرغة كما لافائدة من معركة محسومة النتائج فالإختلاف
قانون لاحياد عنه والتوازن مطلوب كما التكافل والوحدة مطلوب ٱيضا وهنا مربط الفرص والتحدي
الكبير لمورينهو محاولة لملمة أسرة الفريق ووضع حاجز أمام كل مثيري الفتن وأولها الصحافة
التي أصبحت على إستعداد لمساومة شرفها وبيعه في المزاد مقابل رأس مورينهو...
الحفاظ على وحدة الفريق هي السبيل الوحيد للوصول لطوق النجاة قبل شهر من أم المعارك
موقعة المانيو أو لقاء أكون أو لا أكون حينها يمكن للفريق التنفس بعمق لوجود الٱوكسجين
الكافي لبقية الموسم...وبداية هذه المعركة ستكون رحاها مع فلنسيا في كأس الملك وهي
مناسبة لتضميد الجراح رغم أن أعمدة الفريق الدفاعي ستكون غائبة لكن الآمل في الشاب
فاران ليكتب إسمه بأحر من ذهب.
سكة الندامة:
حين نحاول أن نزرع أونبني شيئا فليس المهم الكم بل النوع لأنه يفتح لنا ٱفاقا رحبة وجدران
أمل جديدة نطل بها على المستقبل الناجح وكل خطوة نخطوها يجب أن نحسب لها ٱلف حساب
حتى لاتتكرر عثراتنا ...فأن تبني شيئا من أساسه سيتطلب ذلك وقتا وجهدا وكم تكون الفرحة
جميلة حين نكمل هذا البناء لكن عندما نتوقف سنجد أنفسنا محاطين بجدران سميك عريض
أي أننا شيدنا سجنا وحبسنا أنفسنا فيه وذهب العمل والجهد المضني سدا لٱننا لم نكمل هذا
الصرح بحديقة جميلة تكون ثمرة لهذا الجهد حتى نستريح فيها عند وقت الراحة...
كهذا يجب على الفريق أن يسير فلا تراجع عن المشروع الذي حلمنا به وحلم به بيريز معنا
فلا شيء تحقق بعد والطريق طويلة فحتى ولو خرج الفريق خالي الوفاض ليس نهاية العالم
وتغيير المدرب ليس حلا بل إنتكاسة أخرى وفي النهاية..سكة ندامة...
سكة لي يروح وميرجعش:
أكيد سكة الندامة هي الطريق الموصل إلى سكة الهاوية وضياع كل شيء وأهم شيء هوية
الفريق وتاريخه المجيد وجمهوره العريض الذي يجب عليه أن يكون على قدر كبير من المسؤولية
والوقوف مع الفريق وعدم الإهتمام بسخافة الصحافة فكل فرد في الفريق يستحق منا التشجيع
لأننا مدريديين والمدريدي يقف مع لاعبيه في الضراء قبل السراء وهو تقليد وجب المحافظة عليه
وتاريخ مدريد محفور في ذاكرة كل مدريدي أصيل مستحيل أن يمحى أو يذهب بدون رجعة...
الريال الٱن ٱمام تحدي كبير وبيريز ومورينهو في وضع لايحسدان عليه أمام هذا التكالب الغير
مبرر ويعلمان جيدا أنهما يقودان قطار النجاة لهذا المشروع ولا يعلمان أهو قطار الحياة أم
قطار الموت وهذين الرجلين هما فرسي الرهان لدى المدريديين فكل الٱمال معقودة عليهما
لما يتسمان به من شهامة وقوة شخصية ونحن كمدريديين نعي جيدا أن بيريز ومورينهو
لايدخلان معركة دون حسمها لذى نحن معهما قلبا وقالبا ...
مع تحياتي