من كرامات الصالحين.. عاصم بن ثابت رضي الله عنه - من كرامات الصالحين.. عاصم بن ثابت رضي الله عنه - من كرامات الصالحين.. عاصم بن ثابت رضي الله عنه - من كرامات الصالحين.. عاصم بن ثابت رضي الله عنه - من كرامات الصالحين.. عاصم بن ثابت رضي الله عنه
علمنا يا اخوة الايمان بوجود كرامات ربانية من الله عز وجل لرجال ونساء آمنوا بالله وأخلصوا له على مر العصور وهذه الكرامات الالهية لا تنتهي، فهي كرامات أكرم الله بها عباده المخلصين.
من هؤلاء العباد المخلصين صحابة سيدنا وحبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، فأسيادنا الصحابة رضي الله عنهم جميعاً لهم كرامات الهية عظيمة لأنهم آمنوا بالله وبما أمروا وأطاعوا الرسول وصدقوا ما عاهدوا الله عليه.
ومن أصحاب تلك الكرامات صحابي جليل اسمه عاصم بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه، حيث قتل هذا الصحابي رجل من المشركين وأولاده الثلاثة، حتى جاءت زوجة الرجل المشرك واسمها سلافة فرأته فصدمت مما رأت، ثم أكملت مسيرها فوجدت أن اثنين من أبنائها قد قتلا، ووجدت الثالث برمقه الأخير، فقالت له من فعل هذا، فقال لها رجل من أصحاب محمد اسمه عاصم بن ثابت، ثم مات ابنها بعد ذلك، وبعد أن علمت المرأة بمن قتل زوجها وأبنائها الثلاثة أرادت الانتقام، ووضعت ماية ناقة لمن يجلب لها رأس عاصم بن ثابت لتحفره وتشرب به الخمر.
فسمع عاصم بن ثابت بما تريده له تلك المرأة، وسارت الأيام حتى بعث الرسول صلى الله عليه وسلم رجالاً بسرية عيناً وأمر عليهم عاصم بن ثابت، حتى اذا جاءوا منطقة بين مكة وعسفان ذكروا لحيّ من هذيل، وهم بنو لحيان، فتبعوهم في قريب من مائة رجل رام، حتى لحقوهم وأحاطوا بهم، وقالوا: لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا أن لا نقتل منكم رجلاً، فقال عاصم: أما أنا فلا أنزل في جوار مشرك، اللهم فأخبر عنا رسولك، أي بلغ رسولك بما يجري لنا، فقاتلوهم فرموهم حتى قتلوا عاصماً في سبعة نفر، وقال في أخر كلماته عند استشهاده: اللهم كما حميت دينك أحمني من ما يريدوه بي، وبقي من الذين كانوا معه خبيب بن عدي، وزيد بن الدثنة، ورجل آخر، فأعطوهم العهد، فنزلوا إليهم، فأخذوهم، وقد ذكرنا خبر خبيب عند اسمه، وأما عاصم فأرسلت قريش إليه ليؤتوا به أو بشيء من جسده ليعرفوه.
فأرداوا أن يأخذوا رأس عاصم بن ثابت ليبعوه لتلك المرأة التي طلبته، واذا هم همّوا ليقطعوا رأسه، فاذا بجيش من النحل أو الدبابير يهاجمهم ويمنعهم، فلم يتمكنوا من رأس عاصم، وقالوا سنرجع فيما بعد ونأخذ رأس عاصم لأنه ميت ولن يتحرك جسده من هنا، واذا بهم يتركوه ويغادرواالمكان، حتى أرسل الله مطراً فجاء سيلاً فحمل عاصم بن ثابت وسار به الى مكان لم يعرفه أحدٌ قط، وحماه الله بذلك الجيش ، فلما عادوا لم يجدوه.
وكذلك استجاب الله له ورد كيد المشركين وكرمه الله عز وجل بكرامة عظيمة من عنده، وبذلك سمي عاصم "بحمي الدبر".
وقيل أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهراً يلعن رعلاً وذكوان بني لحيان الذين قتلوه.