حمص التي في النبض تتسرب بين مسامات الحلم وتختال في أروقة الروح .......أثخنتها الجراح وسلبت بعض بريقها ...... أوجعها هجر أهلها لها .... أرقها خذلان الأشقاء وتواطئهم .. لكنها تمضي غير آبهة لتغيير شكل هذا العالم القبيح .........
هي أكثر المدائن حسنا وبهاء ...كيف لا وقد تخضبت شوارعها وأزقتها بدماء أبنائها البررة ..لا يضيرها ان تهدمت البيوت أو احترقت القصور فكل ذلك يمكن أن يبنى ويعود أحلى .لأجل الحرية التي تجاهد لنيلها والكرامة التي سفحت بأيدي القتلة المجرمين ها هي تقدم طائعة خيرة أبنائها وصفوة أحبتها قربانا للخلاص من أقذر سفاح عرفته البشرية ....
ما بالي أهيم بها عشقا ؟؟؟؟ أذكرها في صحوتي وفي المنام تتجول بين تفاصيل أحلامي ..
من تحت الرماد ستخرج ذات يوم صبية بهية شقية تلاعبت بقبح الشيطان وخدشت همجيته بأناملها الصغيرة ...
كل المآسي التي خبرتها ستزيدها عنفوانا ...والضربات التي تلقتها ستنفض عنها غبار المعارك وبيد محبيها سيرجع لها ألقها المعهود .........
يا أخت القدس من شوارعك تتعبد طريق التحرير بأيدي من يدافعون عنك لا من باعونا كلاما سمجا ...
أتحتاج ضحكة طفلة صغيرة لكل هذه الأسلحة ؟؟؟؟؟؟؟؟
يا ليتهم وجهوا فوهات بنادقهم للجولان كنا أول من وقف لجانبهم لكن الأقنعة سقطت والقبح المخبوء في الوجوه تقيح وبانت تشوهاته .........
لن أمل الكتابة عن محبوبتي حمص وانا أرى أبناءها في كل صباح ولي شرف أنني أدرسهم وأعمل معهم وأستمد من ضحكاتهم الذبيحة عزيمتي وأخبئ بخجلهم دمعة تتوارى كي لا تفضح ضعفي ........
حمص يا أول الدروب نحو القدس ويا خنجر خزينا الذي يمعن طعنا في أجساد محنطة ....
حمص،، يا جارة حماة ، يا شقيقة حماة يا توأمها .
حمص ،، يا وجع القلوب ويا دما نازفا من عروق أطفالها ومن قلوبنا.
حمص ،، يا إيمسسيا ، يا إيمس ، لا شاميلي ، بكل الأسماء أخاطبك لكن اسما واحدا يحلو لي ترديده على لساني ، يا حبيبتي يا حمص.
حمص ،، يا حفيدة خالد بن الوليد ، وعلي بن أبي طالب ، رضي الله عنهما.
حمص ،، يا خليفة درعا ومهد الحرية .
حمص ،، يا ابنة الليل بأضواء الحرية .
حكاية حمص حكاية طويلة لا يجرؤ شخص مثلي على الحديث عنها فهي أسمى مني بكثير.
،
،
أما أنت يا صاحب الدم الأخضر
فلك في قلبي وردة هي جزء منه ، فحديثك عن حمص لا يمل حتى وإن أشرف الفجر على البزوغ، فمفرداتك رغم قوتها رقيقة ، ولغتك كانت كالسيف المنسلّ من غمده .
حمص رائعة
وحديثك عنها رائع
وأنت بلا شك رائع
يا الهي...أستغرب قلة مشاركاتك وأنت تملك مثل هذا القلم...
أعود لتاريخ تسجيلك هنا..وأقرأ عدد مشاركاتك فأجد بأنك تبخل علينا جداً....
من يمتلك هذا القلم ..لا بد له أن يجعله على عناقٍ دائمٍ بالورق وإلا...فقد يُتهم بالبخل دائماً
حمص هذه سيكتب التاريخ أسطراً في بطولة أبناءها فلا تحزن عليها...هي كبقية مدن فلسطين التي خرج من بين ثنايا أوراقها ...أبطالاً تغنينا بأفعالهم دائما...
بوركت يمناك أخي وبورك هذا القلم الحر